أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-28
814
التاريخ: 16/11/2022
1423
التاريخ: 2023-06-20
1425
التاريخ: 2023-05-18
1096
|
محمد بن سعيد بن غزوان (1):
هو أحد رجال الحديث من الإماميّة وله عدد من الروايات في الجوامع الواصلة إلينا، وقد عده الشيخ (قده) (2) في أصحاب الباقر (عليه السلام) ويظهر من النجاشي (3) أنّه ممّن روى عن أبي عبد الله (عليه السلام).
ومقتضى الأول أن يكون من الطبقة الرابعة ومقتضى الثاني أن يكون من الطبقة الخامسة ولكن لا ينسجم شيء منهما مع طبقات مشايخه والراوين عنه، فإنّ الملاحظ روايته عن جمع من الطبقة الخامسة كأبيه سعيد بن غزوان، وإسماعيل بن مسلم السكوني، وعيسى بن أبي منصور، وأبي جميلة، بل وبعض من الطبقة السادسة كعلي بن الحكم وابن أبي نجران، كما روى عنه جمع من الطبقة السادسة كالحسن بن علي بن فضال، ومحمد بن سالم بن أبي سلمة، وأبي همام إسماعيل بن همام بل بعض من كبار الطبقة السابعة كموسى بن القاسم وأحمد بن الفضل، والحسن بن الحسين اللؤلؤي.
وعلى ذلك يتعيّن أن يكون هو من الطبقة السادسة، ويكون ذكره في أصحاب الباقر (عليه السلام) سهواً، إلا أن يراد به شخصاً آخر وهو بعيد، وأيضاً يحمل كلام النجاشي الذي يظهر منه روايته - كأبيه - عن أبي عبد الله (عليه السلام) على وجه آخر، فإنّه قال: (سعيد بن غزوان الأسدي، مولاهم، كوفي، أخو فضيل. روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ثقة، وابنه محمد بن سعيد بن غزوان روى أيضاً).
وهذا الكلام وإن كان ظاهراً في أنّ محمد بن سعيد روى أيضاً عن أبي عبد الله (عليه السلام) إلا أنّه لا يأبى الحمل على أنّه أراد به كون الرجل كأبيه من رواة الحديث، كما ذكر نظير ذلك بالنسبة إلى غيره (4)، ويحتمل على وجه لا يخلو من بعد أنّه كان معمّراً فعاصر الطبقتين الخامسة والسادسة كحمّاد بن عيسى، فليتأمّل.
ومهما يكن، فإنّ محمد بن سعيد المذكور ممّن لا توثيق له في كتب الرجال فقد ذكره النجاشي مرّتين: تارة مستقلاً (5) واكتفى فيه بذكر كتابه وروايته عنه بطريق ابنه غزوان، وأخرى عند ذكر أبيه في العبارة المتقدّمة، ويمكن أن يقال إنّها لا تخلو من إيهام بعدم ثبوت وثاقته عنده، وإلا لكان ينبغي أن يقول: (سعيد بن غزوان... روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وابنه محمد بن سعيد بن غزوان روى أيضاً وهما ثقتان) كما يلاحظ نظير ذلك في تراجم آخرين كإسحاق بن أبي خالد، وحمّاد بن عثمان وعمر بن سالم، وعمار بن مروان (6).
نعم، ربّما يستفاد من كلام الشيخ في الاستبصار (7) أنّه مقبول الرواية، حيث روى بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن أبي همام عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: لا بأس بأن يصلي صلاة الليل والنهار بتيمّم واحد ما لم يحدث أو يصب الماء.
ثم روى بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن العباس عن أبي همام عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن آبائه له قال: لا يتمتع بالتيمّم إلا صلاة واحدة ونافلتها. ثم جعل الرواية الأولى قرينة على كون الثانية سهوًا من الراوي.
فيمكن أن يقال: إنّه لولا اعتماده على رواة الروايتين - ومنهم محمد بن سعيد - لما كان ينبغي له أن يلتجأ إلى هذا الوجه الضعيف في رد الرواية الثانية، بل كان ينبغي أن يقول: إنّ محمد بن سعيد - وهو الوحيد ممّن لم تثبت وثاقته من رواة السندين - ضعيف أو مجهول الحال فلا عبرة بنقله بعد اختلافه وتضاربه.
ولكن هذا الكلام غير تام إذ يجوز أنّه (قده) لم يحضره حال الرجل آنذاك لا أنّه كان مقبول الرواية عنده، مضافاً إلى أنّه ليس من دأبه ـ كما لا يخفى على المتتبّع - رد الروايات وعلاج الاختلاف بينها من خلال المناقشة السنديّة مهما أمكن حتى لو اقتضى ذلك اللجوء إلى وجوه ضعيفة كالوجه المذكور، فليتأمّل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحوث في شرح مناسك الحج ج: 16 (مخطوط).
(2) رجال الطوسي ص: 145.
(3) رجال النجاشي ص 181.
(4) رجال النجاشي ص 122، 262.
(5) رجال النجاشي ص 372.
(6) رجال النجاشي ص 25، 143، 285، 291.
(7) الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ج1 ص 164.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|