المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

فضل سورة العلق
2024-09-06
آثار اختصام الغير على الخصم الآخر
8-5-2022
الشروط التي يجب توافرها في طلب اختصام الغير
27-4-2022
تفسير الآية (33-37) من سورة القصص
5-10-2020
Benjamin Franklin Finkel
2-4-2017
النظام واللانظام ( الفوضى)
30-6-2016


الإمام الحسن في عهد الدولة العلوية والبيعة لوالده  
  
1283   04:07 مساءً   التاريخ: 6-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص80-84
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

البيعة لأمير المؤمنين ( عليه السّلام ) بالخلافة :

لقد كان عامة المسلمين يتطلّعون بلهفة إلى من سيخلف عثمان عندما تتمخّض الأحداث عن قتله أو اعتزاله ، ولقد كان الطامعون فيها أكثر من واحد ، ومن بين أولئك من عمّق مجرى الأحداث ووسّع دائرتها وأمدّ النار المتأجّجة بالوقود كطلحة والزبير وعائشة ، وكان من أكثر الناس لهفة عليها طلحة ، وبلغ به الحال أن سبق نتائج تلك الأحداث ، وأخذ لنفسه المكان الذي قدّر أنّ الأيّام ستضعه فيه ، فاستولى على بيت المال ، وأقام الصلاة بالناس وعثمان محصور في داره لا يزال على قيد الحياة .

وبلا شك فإنّ الأربعة الباقين من الستّة أصحاب الشورى كانوا أوفر من سائر الناس حظّا ، وكان نصيب عليّ ( عليه السّلام ) أوفر من نصيب الجميع ، واليه تتّجه الجماهير في المدينة وخارجها ، وحتى الثوار لم يعدلوا به أحدا ، لأنّهم يعلمون بأنّه سيحقّق لهم الأهداف التي ثاروا من أجلها ، ويعلمون في الوقت ذاته أنّ طلحة والزبير لم يغضبا للحقّ وللّه ، وأنّهما لا يختلفان عن عثمان وبطانته ، وتأكّد ذلك لهم من موقفهما من عثمان خلال الأيام التي سبقت قتله .

وحدّث البلاذري في أنساب الأشراف : أنّ عليّا ( عليه السّلام ) لزم منزله بعد أن يئس من إصلاح الأمر بين الفريقين ، فلما قتل عثمان وفرغ الناس من أمره وأدركوا أنّه لا بدّ لهم من إمام يجتمعون عليه ؛ جاء الناس كلّهم إلى عليّ يهرعون ، وهم يقولون : إنّ أميرنا عليّ بن أبي طالب ، حتى دخلوا عليه الدار ، وقالوا : امدد يدك حتى نبايعك ، فقال : ليس ذلك إليكم ، إنّما ذلك لأهل بدر ، فمن رضي به البدريون فهو الخليفة ، فلم يبق أحد من أهل بدر إلّا أتى عليّا فقالوا :

ما نرى أحدا أحقّ بها منك يا أبا الحسن[1].

وقال الطبري في الجزء الثالث من تأريخه : إنّ أصحاب رسول اللّه جاؤوه بعد مقتل عثمان ، فقالوا له : لابد للناس من إمام ، ولا نجد اليوم أحقّ بهذا الأمر منك ، فقال : لا تفعلوا فإنّي أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا ، فقالوا : لا واللّه ما نحن بفاعلين حتى نبايعك ، وما زالوا به حتى قبل بيعتهم ، ولكنه أبى إلّا أن تكون في المسجد ويرضى جميع الناس[2].

وفي رواية ثالثة : أنّه أصرّ على رفض البيعة بالرغم من الإلحاح الشديد عليه ، فتوسّلوا بالأشتر لإقناعه وكان على رأس وفد الكوفة ، فقال له : أبسط يدك نبايعك ، فرفضها ، فألحّ عليه ، وخوّفه الفتنة إن هو بقي على موقفه ، وما زال به حتى أقنعه ، فبايعه الوجوه ، ثم انثال عليه الناس من كلّ جانب ، وقام الزبير فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أيّها الناس ! إنّ اللّه قد رضي لكم حكم الشورى ، فأذهب به الهوى ، وقد تشاورنا فرضينا عليا فبايعوه[3].

وجاء في الإمامة والسياسة عن أبي ثور أنّه قال : لمّا كانت البيعة بعد مصرع عثمان ؛ خرجت في أثر عليّ ( عليه السّلام ) والناس حوله يبايعونه ، فدخل حائطا من حيطان بني مازن ، فألجأوه إلى نخلة وحالوا بيني وبينه ، فنظرت إليهم وقد أخذت أيدي الناس ذراعه تختلف أيديهم على يده ، ثم أقبلوا به إلى المسجد الشريف ، فكان أول من صعد المنبر في المسجد طلحة وبايعه بيده ، وكانت أصابعه شلّاء ، فتطيّر منها بعض من حضر وقال : لا يتمّ واللّه هذا الأمر ! ثم بايعه الزبير وأصحاب النبيّ وجميع من في المدينة من المسلمين[4].

وقد وصف هو - سلام اللّه عليه - موقف المسلمين منه وإصرارهم على بيعته في خطبته المعروفة بالشقشقية ، حيث قال : « فما راعني إلّا والناس كعرف الضبع ينثالون عليّ من كلّ جانب مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، حتى لقد وطئ الحسنان وشقّ عطفاي ، فلمّا قمت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون ، كأنّهم لم يسمعوا كلام اللّه حيث يقول : تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .

ومضى في خطبته هذه يصف موقفه من الخلافة فقال : أما والذي فلق الحبّة ، وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ اللّه على العلماء أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عطفة عنز » .

لقد تمّت البيعة لعليّ ( عليه السّلام ) بعد ما رأى أن لا مفر له منها في ذلك الجوّ المشحون بالفتن والاختلافات ؛ وذلك بعد وفاة عثمان بثلاثة أيّام أو خمسة ، وبايعه جميع المهاجرين والأنصار وغيرهم ممن وفدوا على المدينة من الأمصار الثلاثة ، ولم يتخلّف عن بيعته من القرشيّين سوى أفراد قلائل ، كان من بينهم مروان بن الحكم وسعد بن أبي وقّاص وعبد اللّه بن عمر[5].

وليس بغريب على مروان بن الحكم والأمويين إذا هم تخلّفوا عن بيعة عليّ أو كرهوها ، كما يبدو للمتتبّع في تاريخ البيت الأموي مع الهاشميّين وغيرهم من أصحاب الرسالات .

وأمّا سعد بن أبي وقّاص فلقد كان يتمنّاها لنفسه ، ولو وسعه العمل من أجلها لم يقصر ، ولعله قد بدأ يفكّر فيها ، فقد جعله ابن الخطاب أحد من تدور الخلافة في فلكهم وأعطاه أكثر مما يستحق ، ولا أظنّه قبل ذلك كان يفكّر فيها ، أو يتصوّر أنّ المسلمين سيجعلونه إلى جانب عليّ في يوم من الأيام ، ولكنّه بعد أن رأى انصراف الناس حتى عن طلحة والزبير وهما أبرز منه ، ولهما مكانتهما بين صحابة الرسول في المصرين الكوفة والبصرة لم يتعرّض لها ، واكتفى أن يعتزل ولا يبايع عليّا ( عليه السّلام ) تضامنا مع الأمويين الذين تربطه بهم القرابة من قبل امّه حمئة ، وكان هواه معهم ، ولم يقف منهم موقفا معاديا حتى بعد أن عزله عثمان عن الكوفة وأعطاها لأخيه الوليد[6] ، وأمير المؤمنين يعلم منه ذلك كما يعلم بموقف الأمويين وبما سيؤول إليه أمر طلحة والزبير وأكثر القرشيّين ، وقد وصف موقفهم منه بعد البيعة بقوله :

« اللهم إنّي أستعديك على قريش ، فإنّهم قطعوا رحمي وأكفأوا إنائي ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذابّ ولا ساعد إلا أهل بيتي » .

وقال مرة أخرى : « ما لي ولقريش ؟ واللّه قاتلتهم كافرين ولاقاتلنّهم مفتونين ، وإنّي لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم »[7].

ومهما كان الحال فلمّا دعي سعد بن أبي وقّاص إلى البيعة ؛ تمنّع منها تضامنا مع الأمويين ، فتركه أمير المؤمنين ولم يسمح للثائرين أن يستعملوا معه العنف ، ولمّا دعي إليها عبد اللّه بن عمر بن الخطاب وامتنع منها ؛ طلب منه كفيلا بأن لا يشترك مع أحد في عمل ضدّه ، ولمّا امتنع عن تقديم الكفيل تركه وقال للناس : خلّوه فأنا كفيله ، ثم التفت اليه وقال : « اذهب فإنّي ما علمتك إلا سيّئ الخلق صغيرا وكبيرا » .

ولمّا تمّت البيعة ؛ انصرف أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) منذ اليوم الأول يجنّد كلّ إمكانياته لإصلاح ما أفسدته بطانة عثمان في جميع شؤون الدولة ، تلك البطانة التي تركت جميع الأجهزة تنخر بالفساد والانحلال ، وكان يرى أنّ الواجب يدعوه لمعالجة الأهمّ فالأهمّ من المشاكل المستعجلة التي يتضجّر منها الناس ، وتأتي في طليعتها مشكلة الولاة التي أثارت تلك الضجّة على الخليفة الراحل وأودت بحياته ، حتى إذا فرغ منها اتّجه إلى غيرها من المشاكل التي يراها أكثر إلحاحا وأعمّ نفعا ، ولم يكن ذلك ليمنعه من أن يبسط للناس السياسة التي سينتهجها في عهده الجديد .

وبعد أيام قلائل من خلافته وقف على المنبر ليعلن على الملأ المحتشد من حوله إلغاء بعض الأنظمة التي اتّبعها أسلافه خلال عشرين عاما أو تزيد ، وكان على ثقة بأنّ عمر بن الخطاب حينما قسّم الفيء حسب أقدار الناس وقدمهم في الإسلام قد استجاب لمصالحه الذاتّية أكثر مما استجاب لمبادئ الإسلام ، وأنّ عثمان بن عفان حينما ترك أهله يعبثون به ويفسدون في الأرض قد استجاب للعنصرية الجاهلية وللروح الأموية الحاقدة على الإسلام الذي لا يعطي أحدا على حساب أحد من الناس[8].

 

[1] أنساب الأشراف : بيعة الإمام عليّ بن أبي طالب : 205 - 219 ، تحقيق المحمودي .

[2] تأريخ الطبري : 3 / 450 ، مؤسسة الأعلمي - بيروت .

[3] اليعقوبي : 2 / 75 .

[4] الفتوح : 1 - 2 / 436 ، الأمم والملوك : 3 / 456 .

[5] راجع الكامل : 3 / 98 - 99 ، واليعقوبي : 2 / 75 .

[6] حياة الإمام الحسن : 1 / 384 عن الفتوح : 2 / 258 - 259 .

[7] نهج البلاغة : 336 ، طبعة صبحي الصالح ، رقم 217 ، الخطبة 33 .

[8] راجع سيرة الأئمة الاثني عشر للسيد هاشم معروف الحسني : 1 / 390 - 393 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.