المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



السعي والعمل، مقدس كالجهاد في سبيل الله  
  
1617   04:04 مساءً   التاريخ: 22-5-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص75ـ79
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2020 1962
التاريخ: 10-1-2019 2069
التاريخ: 20-11-2018 1961
التاريخ: 27-3-2018 1680

ماذا تفعلون؟ أي عمل تقومون به، أية خدمة تعهدتم بأدائها؟ إن السعي والعمل هو شرف الإنسان وجوهر الحياة. وإن التوفيق في الحياة الدنيا والسعادة في حياة الآخرة، يرتبطان بالسعي والجد والعمل. إذ إن الخيال والآمال العريضة لا طائل من ورائها ولا تحقق أية نتيجة وإن من لا يجد ويجهد ويعمل لا يصل إلى المجد والرقي. فالنبي صلى الله عليه وآله يشبّه الشخص الذي يسعى ويعمل ويعاني ويتحمل الصعاب في سبيل الرزق الحلال، بالمقاتل البطل الذي يجاهد في ساحات الحرب والقتال في سبيل الله.

وعلى هذا الأساس، فإن الرجل الذي يخرج من بيته في الصباح الباكر بكل رغبة واشتياق سعياً وراء العمل المفيد النافع والخدمة بعزة وكرامة ويعود ليلاً إلى منزله تعباً مرهقاً لكن فخوراً مرفوع الرأس، فكأنه عائد من ميدان الجهاد في سبيل.

وأنتِ أيتها الأخت الكريمة! عندما تستقبلين مثل هذا الزوج وتفتحين له الباب بوجه باسمٍ ويدٍ مليئة بالمحبة والوفاء وتزيلين الغبار عن وجهه وتثنين عليه وتتقبّلينه على حاله فإنك في الحقيقة تنفضين الغبار عن وجه مقاتل ومجاهد قام في أسمى ميادين الشرف والكرامة، بعمل كبير وخطير على درجة كبيرة من الأهمية. وإن من واجب النساء لمؤمنات ذوات العفة والكرامة، مساعدة وتشجيع أزواجهن على القبول بأي عمل مفيد وأية خدمة لائقة وعليهن أن يعربن بأجمل الكلام وألطفه عن تقديرهن وإشادتهن بقيمة وأهمية الأعمال التي يقوم بها أزواجهن ويقدّرن هممهم العالية من خلال انتهاج أفضل أساليب التعامل معهم.

وأنتم تلاحظون من خلال الرسالة التالية معنى العمل بهذا الواجب وهذه الوظيفة الإلهية.

الرسالة:... زوجي شاب طيب جداً، نشيط وفعال يذهب إلى عمله منذ الصباح الباكر ويعود إلى البيت في التاسعة ليلاً، إني راضية جداً عن تصرفاته وأخلاقه كما أني راضية عنه تماماً من الناحية المادية ونفقات الببت. إني أشكره على ذلك جزيل الشكر. وهو أيضا راض عني ولا سيما اهتمامي بمظهري وبنظافة وترتيب المنزل فهو يمتدحني دائماً عند والدته وعند والدتي وإني مسرورة جداً لهذا الأمر..

ولكن زوجي مشغول إلى درجة أنه ليست لدينا فرصة لأن نلتقي ونتحدث مع طفلينا الا في يوم الجمعة وأحياناً حتى في أيام الجمعة يتركنا ويذهب إلى العمل... وإني أقول له باستمرار لنقتصد في نفقاتناً ونقنع بالقليل ولا حاجة لأن تذهب إلى العمل في يوم الجمعة، ولكنه يقول لي: يجب أن نبتعد عن الكسل وندير شؤون حياتنا بعزة وكرامة. برأيكم ماذا عليّ أن أفعل لكي أجعل زوجي بغيّر من وجهة نظره هذه ويبقى في البيت في أيام العطل ؟ أو أن يمسك بيد أطفاله ونذهب معاً إلى بيت أحد أقربائنا او إلى صلاة الجمعة؟

أختكم... من شيران

إن زوجك على حق عندما يقول: «يجب أن نبتعد عن الكسل» لأن الإمام محمد الباقر عليه السلام يقول: «الكسل يضر بالدين والدنيا»(1).

ويقول عليه السلام أيضاً: «من تقاعس عن تحصيل قوته ومعاشه وإصلاح معيشته فإنه لا خير فيه»(٢).

إن زوجك على حق عندما يقول: «عليّ أن أدبر شؤون حياتي وأؤمن متطلبات زوجتي وأطفالي بعزة وكرامة. ولكن يجب أن لا يغفل عن هذه النقطة المهمة وهي أن احتياجات الإنسان لا تقتصر على الماديات والمأكل والملبس بل إن للإنسان متطلبات واحتياجات نفسية ومعنوية يجب أن تلبّى أيضاً وكما يظهر من رسالتك فإن «الحاجة إلى المحبة من قبل الزوج والبقاء إلى جانبه والتحدث معه» هي من الاحتياجات الرئيسية للمرأة. فالمرأة بإمكانها أن تتحمل الجوع والعطش لفترة من الوقت ولكنها لا تستطيع أن تعيش لحظة واحدة دون هواء. إن المحبة التي يبديها الزوج تجاه زوجته وبقاءه إلى جانبها والتحدث إليها هو كالهواء ضروري للزوجة لكي تواصل العيش وممارسة نشاطاتها المختلفة. إن تلبية هذه الحاجة بالنسبة للمرأة - أي إظهار المحبة لها والتعاطف معها - أمر مهم جدا إلى درجة أن الرسول صلى الله عليه وآله قال: [جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى سن اعتكاف في مسجدي هذا](3). إذن فالأفضل أن يتخذ زوجك وكل الأزواج الكادحين الشرفاء، فرصة مناسبة يبقون فيها في البيت ويلتقون بزوجاتهم وأبنائهم ويخرجون معاً لزيارة الأقارب أو لزيارة الأماكن المقدسة أو للمشاركة في أداء شعائر صلاة الجمعة وبالتالي يستفيدون من مرافقتهم لزوجاتهم وأبنائهم والتحدث إليهم وبهذا تعود الألفة والمحبة والوئام إلى الأسرة والحياة الزوجية.

أما أنت أيتها الأخت الكريمة! فعليك بالمزيد من الشكر لله سبحانه وتعالى وعليك أن تثني ثناءً كبيراً جدا على زوجك النشط المجد وتعربي له عن عميق شكرك وتقديرك لأنه رجل جدّ ونشاط وعمل استطاع بجهوده وسعيه أن يؤمن حياة سعيدة ومرفهة لعياله. فلو كان هذا الزوج كسولاً يقضي معظم أوقاته في البيت ويتعامل مع زوجته وأبنائه بأخلاق سيئة، فماذا كنت تفعلين؟ ألن تسألي الله عند ذلك أن يخرج زوجك من البيت لكي تذوقي طعم الراحة وراحة البال ولو للحظة واحدة؟؟ ومن المناسب هنا أن تقرئي رسالة هذه الأخت التي تتضمن عكس ما ذكرتِه أنت في رسالتك وذلك لكي تقدّري بشكل أفضل جهود زوجك، فهذه الأخت ضاقت ذرعاً من زوجها الكسول العاطل عن العمل.

الرسالة:.. إن زوجي كوالدته كسول يحب الوم والأكل فهو ينام حتى الساعة الثامنة او التاسعة صباحاً ويذهب إلى عمله متأخراً أو لا يذهب إلى العمل أبداً. وعندما أقول له لماذا لا تذهب إلى العمل؟! يبدأ بالصراخ ويرد عليّ بعصبية وحدة، إنه يتجول في البيت من الصباح وحتى المساء ويختلق الحجج والذرائع ويوجه الشتائم والسباب إلى هذا وذاك.. لا يدفع مصروف البيت وهو يقول. ليس عندي ما أدفعه لمصاريف البيت. ولكنه في نفس الوقت يريدني ان أقدم له أفضل الأطعمة وأشهى المأكولات، أقول له: كيف يمكنني شراء الدجاج واللحم وإعداد انواع الطعام وأنا لا أملك أية نقود؟! فقول لي: خذي النقود من أبيك، لا أدري من اين؟! اذهبي واشتري الدّين، أو اقترضي مبلغاً من المال. ورغم أني أسارع لمساعدته في مشاكل الحياة وأعمل في البيت لأساعده على الإنفاق وتأمين المصاريف اليومية، فإنه في مقابل ذلك لا يعير لي أية أهمية ويتجاهلني تماماً. فمثلاً عندما أمرض يقول لي: انت لست مريضة تريدين الاحتيال عليّ لتأخذي مني نفقات العلاج. قومي واذهبي إلى منزل والدك لكي يأخذك هو إلى الطبيب، لا دخل لي بمرضك. إن سؤالي هو: هل البنت التي تخرج من بيت أبيها وتذهب إلى بيت زوجها تكون نفقتها على والدها أم أن زوجها هو الذي يجب عليه ان ينفق عليها؟!

الرجاء أن تجيبوا على رسالتي هذه أختكم

الجواب هو : «في عقد الزواج الدائم إن نفقة الزوجة تكون على الزوج»(4).

ومن وجهة نظر الإسلام فإن تأمين نفقات الأسرة ونفقات الزوجة الشخصية هي على عاتق الرجل والمرأة لا تتحمل أية مسؤولية في هذا المجال.

والنفقة يقصد بها: «نفقات السكن والغذاء والكساء وأثاث المنزل المتعارف عليه والذي يتناسب مع مكانة الزوجة وموقعها الاجتماعي..» وإذا امتنع الزوج عن تأمين نفقات البيت والزوجة فسيكون مسؤولاً أمام الله ومديناً لزوجته.

______________________________________

(1) بحار الأنوار ، ج٧٨ ، ص  ١٨٠، باب  ٢٢ح ٦٤.

(2) ميزان الحكمة ، ج٤ ، ص ٢٨٧.

(3) ميزان الحكمة ، ج٤ ، ص٢٨٧.

(4) الحقوق المدنية ، المادة ١١٠٦. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.