المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
اخذ المشركون لمال المسلم
2024-11-24
حكم الغنائم في البلاد المفتوحة
2024-11-24
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24



قل بشجاعة ((أنا آســف))  
  
2004   09:28 صباحاً   التاريخ: 31-10-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص355-358
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-15 1188
التاريخ: 2024-04-20 784
التاريخ: 19-8-2019 1793
التاريخ: 22-12-2020 2004

لقد وجهت سؤالاً صريحاً جداً لإحدى معارضي وقلت لها: ((كم مرة يقول لك زوجك كلمة أنا آسف؟ ومن إجابتها اتضح ضرورة وضع تلك الاستراتيجية في هذا الكتاب – حيث أجاب: لا بد أنك تمزح ، أليس كذلك؟))

لقد اتضح لي أنه لا يعتذر لها أبداً ، وهي تزعم أن تلك هي الحقيقة ، وحتى عندما يرتكب خطأ ما وبصورة ملحوظة ، أو عندما يتسبب في حزنها ، أو عندما يقول شيء يؤلمها ، أو عندما يكون متبلد المشاعر معها غير مبال أو عندما يتباهى بتصرفاته . كانت تلك الإجابة غريبة نوعاً ما لأن زوجها ظاهرياً يبدو إنساناً رقيقاً جداً.

ولقد تساءلت إن كان وضعهما هذا شيء فريد ، لذلك بدأت أسأل من حولي ، وبصورة شاملة حتى يبدو لي أنني قد تحدثت مع مئات الأفراد في جميع أنحاء البلد.

ولدهشتي وجدت الأغلبية ، وليس كل الأفراد الذين سألتهم قد أبلغوني أن كلمة ((أنا آسف)) كانت قليلة التردد ، هذا إن لم تكن موجودة بصورة خاصة كجزء من علاقتهم – والأكثر من ذلك ، لقد اتضح أنه حتى الأفراد الذين يرددون تلك الكلمة ((أنا آسف)) فإنهم يرددونها بصعوبة وهم متذمرون وبذلك تفقد قيمتها الحقيقية.

وأنا لست متأكداً من السبب وراء ذلك ، يمكن أن يكون بسبب الكبرياء الزائد أو الغرور الشديد  أو غياب التفكير السليم أو عدم المقدرة على أن يرى المرء نفسه كجزء من المشكلة أو كالمتسبب فيها ، وقد يكون مزيجاً من كل تلك الأمور. وأياً ما يكن السبب فأنا واثقة أن ذلك خطأ؛ لأن تأسفك في الموقف المناسب لهو تصرف يعالج الموقف ويراعي الشعور بشدة ، وهو أمر يعتبره المتلقي دليلاً على القوة وليس على الضعف.

إن الاعتذار يصفي الأجواء ويفتح الأبواب أمام التسامح ويعتبر فرصة للبدء من جديد.

إن الاعتذار يجلب الثقة والأمانة والتواضع إلى أي علاقة وهذا من أجمل ثلاث صفات يمكن أن يتشاركها شخصان.

ولحسن الحظ لم يكن لدينا أنا وزوجتي العديد من الأمور الحياتية التي تحطم الأعصاب ليعتذر أحدنا للآخر ، إلا أنه كانت هناك أوقات عندما استحقت كريس اعتذاراً حقيقياً وتفسير أمر ما قمت بعمله ، وحتى عندما كانت الظروف تؤدي لوجود ردود أفعال غير مأمونة العواقب فإن الاعتذار أثبت فعاليته ليكون محفزاً نحو نمو متزايد في علاقتنا ، مما يتيح لنا التحدث عن الأمور الأكثر إيلاماً بالنسبة لنا.

ونحن لسنا حالة فريدة ، حيث مما يثير الدهشة عند تحدثك مع زوجين يقول أحدهما أن الآخر يستخدم كلمة (( أنا آسف)) بدون تحفظ عندما يستدعي الموقف ذلك ، وسوف يخبرونك بانه في العديد من المواقف فإن ((الخطأ)) الذي استدعى الاعتذار غالباً ما كان يجعلهم يقتربون من بعضهم أكثر كزوجين – مثلا : كانت ديبورا تبالغ في السحب من بطاقتها الائتمانية ولعدة اعوام  مما تسبب في مشاكل مالية متعددة واصبح زوجها دان مستاء بشدة ، وكلما حاولوا التحدث بشان هذا الموضوع كانت ديبورا غالبا ما تتخذ موقفا دفاعيا عن نفسها او كانت تدعي انها (( سوف تسعى لمعالجة تلك المشكلة )).

وسألتها إن كانت مدركة لمقدار الألم والخوف الذي تسببه لدان ، وأجابت إنها مدركة لذلك غير أنها لا تعلم كيفية التصرف حيال ذلك ، وعندما اقترحت عليها أن تجلس مع دان وتقدم له اعتذاراً حقيقياً ومن قلبها بدت غير مرتاحة للاقتراح بصورة واضحة – وبعد لحظات قليلة أجابت والدموع في عينيها إنها كانت تشعر بالخجل الشديد وبالرهبة من القيام بالاعتذار وأنها سوف تحاول أن تعتذر.

عندما قابلت دان مرة أخرى كان يبدو سعيداً أكثر من أي مرة رأيته فيها سابقاً. ووجدت أنه كان مستاءً من قلة اعتذارها أكثر من استيائه من عاداتها المسرفة ، وأضاف أن رغبتها في إبداء الأسف والاعتذار قد فتح الباب أمام التواصل الأعمق ولا يتسم باتخاذ موقف دفاعي ، بما في ذلك قرارهم المشترك لزيادة الاختصاص المعالج .

وسواء كان حول الأمور الكبيرة أو صغائر أمور الحياة اليومية فإن قول كلمة ((أنا آسف)) دائماً ما يكون في صالحك ، إنها إحدى تلك الجمل الشديدة الأهمية دائماً والتي يجب أأن تتواجد في علاقتك . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.