المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02
شعر لأحمد بن تليد الكتاب
2024-05-02
شعر لاسحاق بن المنادي
2024-05-02
الإمام علي (عليه السلام) تشتاقه الجنة
2024-05-02
سند الشيخ الصدوق إلى عبد الرحمن بن الحجّاج.
2024-05-02
انتاج بيض الاوز
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العلاقة مع الأبوين والأولاد  
  
1582   08:46 صباحاً   التاريخ: 7-5-2022
المؤلف : محمد هادي
الكتاب أو المصدر : فن الصداقة مع العائلة
الجزء والصفحة : ص11ــ24
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2359
التاريخ: 2023-04-19 766
التاريخ: 21-4-2016 1868
التاريخ: 12-5-2021 1939

لا يجوز أن تكون العلاقة مع الأهل مجرد علاقة ميكانيكية بحتة.. فهذا أب، وهذا أخ، وهذه أخت، وهذه أم، فمثل ذلك أمر طبيعي، ولا إختيار لك في كل ذلك.

ولكن بالإضافة إلى هذه العلاقة لا بد أن تكون صديقاً مع أفراد العائلة . إذ لا بد أن يكون الولد صديقاً لأمه وأبيه، كما لا بد أن يكون الأب صديقاً لأولاده فلا أقرب من عائلة الرجل إليه. ويجب..

أن تكون علاقاته معهم إنسانية ترفل بالحب والمودة، والالتزام بكل متطلبات الصداقة.

ومن هنا جاء في الحديث الشريف :

«القرابة أحوج إلى المودة، من المودة إلى القرابة»(1).

أن باستطاعتك أن تكون صديقاً لأنسان لا قرابة بينك وبينه «فرُب أخٍ لكَ لم تلده أمك"(2) إلا أن القرابة لا تغني عن المودة.

وقال أحدهم لما قيل له:

- أيهما أحب إليك، أخوك أم صديقك؟ فقال: إنما أحب أخي إذا كان صديقاً لي فالقربى محتاجة إلى المودة، والمودة مستغنية عن القربى(3).

وهكذا فإن المودة فوق القرابة وأهم منها. وهي لا بد منها من أجل تماسك القرابة وبقائها .

ثم أن العلاقة مع الأهل لا بد أن تكون مبنية على قاعدة التقابل بين «الحق» و«الواجب».

يقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام عن حق «الأم» وواجب الأولاد تجاهها: «فحق أمك أن تعلم إنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، واطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد احداً، وإنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك، فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها حتى دفعتها عنك يد القدرة واخرجتك إلى الأرض، فرضيت إن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنه لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، وثدياها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك.. فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلى بعون الله وتوفيقه»(4).

«وإما حق أبيك فتعلم أنه اصلك وأنك فرعه، وأنك لولاه لم تكن. فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فأعلم إن أباك أصل النعمة عليك فيه، وأحمد الله وأشكره على قدر ذلك، ولا قوة إلا بالله»(5).

«وأما حق ولدك فتعلم إنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه فمثاب على ذلك ومعاقب، فأعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والأخذ له منه، ولا قوة إلا بالله»(6).

ويقول الإمام الصادق عليه السلام:

(جاء رجل وسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن بر الوالدين فقال: صلى الله عليه وآله وسلم أبرر أمك، أبرر أمك، أبرر أمك).. ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : أبرر أباك، أبرر أباك أبرر أباك» وبدأ بالأم قبل الأب»(7).

ولأن «البر» واجب على الأولاد تجاه أبيهم، فإن أدائه من أفضل القربات إلى الله تعالى.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«بر الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحج والعمرة والجهاد في سبيل الله»(8).

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: «من أصبح مرضياً لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة، وإن أمسى فمثل ذلك.. وإن كان (الموجود من أبويه) واحداً فواحد، ومن أصبح مسخطاً لأبويه أصبح له بابان مفتوحان إلى النار، وإن أمسى فمثل ذلك.. وإن كان واحداً فواحد، وإن ظلما وإن ظلما وإن ظلما»(9).

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: «بر أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك«(10). 

وكما أن على الولد ان يبر بأبيه، كذلك على الوالد إن يبر بأولاده فقد ورد في الحديث إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:

«يا رسول الله من أبر؟

قال إبر والديك،

قال الرجل:

ـ ليس لي والدان،

ـ بر ولدك، فكما أن لوالديك عليك حقاً كذلك لولدك عليك حقاً»(11).

فإذا كان ولدك منك فلا بد أن تصادقه، وتربيه، وتعلمه الأدب، وأصول الأخلاق، وعليك أن تدله على ربه، وترشده إليه. وأن تعامله معاملة من يشترك معه في الثواب والعقاب يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما»(12).

إلا أن حق الأبوين - ولا شك - أكبر منحق الاولاد، والقاعدة العامة في الإسلام تجاه الأبوين، هي قاعدة الإحسان، لا قاعدة العدل. فلا يجوز لك أن تقول مثلا: ان أبي لا يعطيني فانا لا أعطيه، أو إنه لا يحترمني فانا لا احترمه .

يقول القرآن الكريم:

{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام: 151].

فأن تحسن إلى والديك، وأن لا تؤذي أولادك، هي على مستوى واحد مع وجوب التوحيد وترك الشرك.

يقول الله - تعالى أيضا:

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8] .

ويقول:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].

وفي هذه الآية الكريمة نجد أن الله سبحانه ربط حقه بحق الوالدين حيث جعل قضاء حقه متعلقاً بعبادته، والاحسان إلى الوالدين.

{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24].

يقول أبو ولّاد الحناط :

«سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: {وبالوالدين إحساناً} ما هذا الإحسان؟

فقال: الإحسان إن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنين، أليس يقول الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92].

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: 23] أي إن أضجراك فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما إن ضرباك، قال: {وقل لهما قولاً كريماً}.

أي إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما، فذلك منك قول كريم، قال: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24]

أي لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق ايديهما، ولا تقدم قدامهما»(13).

وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليستشيره في الغزو فقال: ألك والدة؟

قال: نعم، صلى الله عليه وآله وسلم فالزمهما فإن الجنة تحت قدمها»(14).

وجاء إليه صلى الله عليه وآله وسلم آخر يطلب البيعة على الهجرة وقال ما جئتك حتى ابكيت والدي فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أرجع إليهما فاضحكها كما ابكيتهما»(15).

يقول الإمام الباقر عليه السلام:

«ثلاثة لم يجعل اله تعالى لاحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين»(16).

ويروى (إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: يا موسى إنه من بر والديه وعقّني كتبته باراً، ومن برني وعق والديه كتبته عاقا)(17).

فسواء كان الوالدان برين، أو كانا فاجرين، فلا يجوز للأولاد أن لا يبراهما. فلو كفر أحد أبويك بالله، سيكون في مقابله عقوبة له من قبل الله، لكن واجبك أنت تجاههما أن تكون باراً بهما.

يقول زكريا بن إبراهيم:

«كنت على النصرانية فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت:

ـ إني كنت على النصرانية وإني أسلمت.

فقال عليه السلام: وأي شيء رأيت في الإسلام؟

ـ قلت: قول الله تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]

ثم قال:

«اللهم أهده - ثلاثاً - سل عما شئت يا بني.

فقلت: إن أبي وأمي وأهل بيتي على النصرآنية، وأمي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟

فقال عليه السلام: يأكلون لحم الخنزير.

فقلت : لا ولا يمسونه.

فقال: لا بأس فأنظر أمك فبرها، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها، ولا تخبرن أحداً إنك أتييتني حتى تأتيني بمنى إن شاء الله.

قال: فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان هذا يسأله، وهذا يسأله فلما قدمت الكوفة لطفت لأمي، وكنت إطعمها وأغسل ثوبها ورأسها وأخدمها، فقالت لي:

ـ «يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني، فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية؟

فقلت: رجل من ولد بينا أمرني بهذا،

فقالت: «هذا الرجل هو نبي"؟

فقلت لا ولكنه ابن نبي:

فقالت: «لا يا بني، هذا نبي. . إن هذه وصايا الأنبياء

فقلت : يا أماه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابن نبي

فقالت: «يا بني دينك خير دين، أعرضه علي.. فعرضته عليها فدخلت في الإسلام، وعلمتها فصلت الظهر والعصر والعشاء الأخيرة ثم عرض بها عارض في الليل فقالت: «يا بني أعد علي ما علمتني« ، فأعدت عليها فأقرت به وماتت، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها»(18)

وصدق الباري إذ يقول: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15].  

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«أربع من كن فيه، نشر الله عليه كنفه، وأدخله الجنة في رحمته: حسن خلق يعيش به في الناس، ورفق بالمكروب، وشفقة على الوالدين، وإحساناً إلى المملوك»(19). وفي الحديث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:

يا رسول الله. إن لي أهلا، قد كنت أصلهم وهم يؤذوني، وقد أردت رفضهم.

فقال له رسول الله: «إذن يرفضكم الله جميعاً!».

فقال الرجل «فكيف أصنع؟.)).

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ـ (تعطي من حرمك. وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، فإذا فعلت ذلك، كان الله (عز وجل) لك عليه ظهيراً(20).

إن الله لن يسمح باستمرار علاقة من هذا النوع فإذا كنت تعطي وهم يؤذونك فإن هذه العلاقة لا تستمر. فلو قاطعتهم ستكون مثلهم، وستستحق مقاطعة الله أما إذا واصلت العطاء مع القطيعة، فإن الله سينتقم منهم لك فلماذا تنتقم أنت، حتى ينتقم الله منك ومنهم جميعا؟

إن القطيعة هنا هي القطيعة مع الرحم وهي خطيرة عند الله.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: (من سره أن يمد الله في عمره، وأن يبسط في رزقه فليصل رحمه. فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق، تقول:

ـ يارب، صل من وصلني، وأقطع من قطعني) فالرجل ليرى بسبيل خير إذ أتته الرحم التي قطعها، فتهوى به إلى أسفل قعر في النار))(21).

وقيل: «وجد حجر حين حفر إبراهيم الخليل عليه السلام أساس البيت مكتوب عليه بالعبرانية: أنا الله ذو بكة(22)، خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته (أي قطعته)»(23).

ويقول الإمام الصادق عليه السلام:

(ما نعلم يزيد في العمر إلا صلة الرحم، حتى إن الرجل يكون اجله ثلاث سنين، فيكون وصولا للرحم، فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون اجله ثلاثا وثلاثين سنة فيكون قاطعاً للرحم، فينقصه الله تعالى ثلاثين سنة، ويجعل اجله إلى ثلاث سنين»(24).

ويقول الإمام علي عليه السلام:

«صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تعالى: {وأتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيباً»(25).

فليس من حق أحد أن يقطع - بأي شكل من الأشكال - الرحم، لأن الله - تعالى - أمر بوصلها، وأعتبر من يقطعه من الفاسقين الذين {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].

والسؤال هنا هو: كيف نوصل الرحم؟

والجواب: بالصداقة معه، ومراعاة حقوقه، وايصال المعروف إليه.

إننا نجد في كتاب الإرث في الفقه، إن إرث الميت يجب أن يذهب إلى الأقرب فالأقرب، فالآباء والأمهات يشكلون «الطبقة الأولى «بحيث أنهم لو كانوا أحياء فهم الأولى به، ولن يصل الإرث إلى غيرهم.

ثم يأتي الأخوة والأخوات الذين يشكلون «الطبقة الثانية» .

ثم يأتي الأعمام والعمات، والأخوال والخالات الذين يشكلون «الطبقة الثالثة».

وإذا كان «إرث» الإنسان لا بد أن يصل أولاً إلى الاقربين بعد موته، فإن «معروفه» لا بد أن يصل إليهم أولاً، في حياته.

ثم أنه لا يجوز أن ننسى أن العلاقة مع العائلة والأهل، علاقة داخلية لها كل التأثير على العلاقات الخارجية للإنسان. فالذي لا يعيش الحب والإخاء والمودة، في عائلته، لا يستطيع أن يكون حسن الأخلاق مع الناس أيضاً.

_________________________

(١) شرح نهج البلاغة 19/213.

(2) شرح نهج البلاغة 19/214.

(3) مجمع الامثال 1/291/1546. 

(4) شرح نهج البلاغة 19/214.

(5) (6) تحف العقول ص ١٨٩.

(7) جامع السعادات 2/264.  

(8) المصدر السابق.  

(9) المحجة البيضاء 3/434.  

(10) المصدر السابق 435.

(11) المصدر السابق 3/435ـ436.

(12) مستطرفات السرائر ص٦٢١ .

(13) المحجة البيضاء 3/438.

(14) المصدر السابق 437.

(15) المصدر السابق 437ـ438.

(16) المصدر السابق 441.

(17) المصدر السابق 435.

(18) المصدر السابق 439ـ440.

(19) الخصال 1/225/57.

(20) بحار الأنوار 71/100 عن كتاب الحسين بن سعيد.

(21) جامع السعادات 2/20.

(22) ذو بكة أي ذو قهر وغلبة

(23) المستطرف 1/25ـ26.

(24) جامع السعادات 2/260ـ261.

(25) المصدر السابق 260. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك