المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



العلاقة الزوجية / الاستعانة باللباقة، واللطف في التعامل  
  
1920   12:43 صباحاً   التاريخ: 27-4-2022
المؤلف : محمد هادي
الكتاب أو المصدر : فن الصداقة مع العائلة
الجزء والصفحة : ص44ــ51
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

بعد الوالدين، فإن الزوجة والأولاد هم أقرب الناس إلى الإنسان. ولذلك فلا بد من أن يوليهم الكثير من عنايته.

وأول مظاهر العناية أن يكون الشخص صديقاً لزوجته وليس زوجاً لها فقط. إذ لا يجوز أن تكون علاقة المرء بالناس جيدة وعلاقته بأهله سيئة.

يقول الإمام علي عليه السلام: لولده الإمام الحسن عليه السلام: «لا يكن أهلك أشقى الخلق بك»(١).

ومن الواضح إن المقصود بالأهل هنا هم الزوجة، والأولاد.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «خيركم، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»(٢).

ولعل البعض يرى إن تنقيصه لقدر زوجته أمر مبرر لكونها (امرأة).. إلا أن الإمام علي عليه السلام يقول: (الاستهتار بالنساء شيمة النوكى (أي الحمقى)( 3).

ويقول أيضاً: (لا تنازع السفهاء، ولا تستهر بالنساء، فإن ذلك يزرى بالعقلاء)(4).

ثم لا ننسى إن الزوجة هي نعمة إلهية.

ويقول الإمام علي عليه السلام: (الزوجة الصالحة أحد الكسبين)(5).

ويقول عليه السلام: «الزوجة الموافقة إحدى الراحتين»(6).

ويقول عليه السلام: الانس في ثلاثة:

ـ الزوجة الموافقة.

ـ والولد الصالح.

ـ والأخ الموافق(7)

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة والمسكن الواسع، والمركب الهني، والولد الصالح»(8).

وقال رجل لموسى عليه السلام يا كليم الله سل ربك سبحانه وتعالى أن يعجل لي الجنة.. فأوحى الله إليه: {قد فعلت لأني أعطيته امرأة جميلة موافقة}(9).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «ما زال جبرائيل يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرم طلاقهن»(10).

ويقول صلى الله عليه وآله أيضاً:

«أوصانى جبرائيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة»(11).

وفي الحديث: «ما أظن رجلاً يزداد في الإيمان خيراً إلا إزداد حباً للنساء».

ويقول: «كل من اشتد لنا حباً أشتد للنساء حباً»(12) :

وهنا وصية لإقامة علاقة زوجية على أسس متينه.

- الاستعانة باللباقة، واللطف في التعامل

الالتزام باللباقة والأدب بين الزوجين في التعامل اليومي يؤدي إلى مزيد من العلاقة الحميمة بينهما .

وقد يسأل السائل: ما هي حدود اللباقة؟ وما هي حدود الأدب؟

والجواب: إن كل ما نلتزم به بيننا وبين الناس، لا بد أن نلتزم به بيننا، وبين الشريك الآخر.

ترى..  

ماذا نفعل نحن مع إنسان غريب؟ هل نستعمل معه الكلمات الجارحة؟ وهل نقاطعه حين الحديث؟ وهل نفتح الرسائل المرسلة إليه؟ وهل ندس انوفنا في أموره الشخصية؟.

وإذا لم نكن نفعل ذلك مع أي غريب، فهل يجوز أن نفعل كل ذلك مع الشريك الآخر؟

لماذا يسمح بعض الأزواج لأنفسهم، أن يدسوا أنوفهم في أمور زوجاتهم الشخصية، التي لا تخص غيرهن؟ ولماذا يسمح بعض الأزواج لأنفسهم بإهانة الزوجة، وبمقاطعة كلامها، وبفتح الرسائل الموجهة إليها؟، في الوقت الذي لا يفعل ذلك مع الآخرين؟.

إن الثقة إذا كانت قائمة بين الزوج والزوجة، فلا يجوز أبداً أن نقطع يقيناً بالشك.

فالغيرة الزائدة من أي طرف كان مفسدة له، كما جاء في الروايات.

يقول الإمام علي عليه السلام لولده الحسن عليه السلام: «إياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم والبريئة إلى الريب»(13).

إن البعض منا قد يحمل زوجته مسؤولية إخفاقه في الحياة، أو يملأ أجواء أسرته سلبيات همومه الخارجية. فحينما يعود إلى الدار، يملؤها بمشاكل السوق التي لا تمت إلى عائلته بصلة، ومن ثم يجعل من نفسه صاحب ظل ثقيل في البيت.

والبعض الآخر يفعل أفظع من ذلك، فهو يدخل أتعاب العمل إلى الدار، وراحة الدار إلى العمل.

إن علينا أن نعود أنفسنا على أن نخلع همومنا الخارجية عند عتبة الدار، كما نخلع أحذيتنا عندها، حتى لا نؤذي أسرتنا وتحملهم مشاكلنا وشقاءنا وهمومنا التي لا صلة لهم بها.

يقول أحد المفكرين: أن الرجل يترك أهم الأحداث في حياته نهباً للظروف.. ولكنه يدع أمر سعادته أو شقائه بين يدي الحظ وحده. وكل رجل يعرف أن يغري إمرأته على أن تفعل من أجله أي شيء. ولكنه بدل ذلك يعنف معها، فإذا به يؤذيها، ولا يحصل منها على ما يريد..

بينما لو أنه أهدى لها بين الفينة والفينة شيئاً من الهدايا، التي لا تكلف مالا يذكر، مكافأة لها على حسن التدبير أو مكافأة لها على إجادة عمل من أعمال الزوجية لكان يملك قلبها ولبها وعواطفها جميعاً.

وكل رجل يعرف أنه لو مدح شيئاً في زوجته، كثوب أو طعام معين، وحتى لو كان ذلك في نظرها لا يساوي شيئا، فإنه في الواقع يدفعها إلى أن تهتم به وتعتبر نفسها مدينة للزوج أيضاً .

فلو أن زوجتك مثلا لبست ثوباً بالياً، فمدحت ثوبها، فإن الثوب البالي يتحول عندها، إلى أفضل «موديل» من الثياب ولكن لو أهملت أفضل ثوب لبسته، ولم تمدحها فيه فإنه يتحول عندها إلى ثوب بال.

وكما في الثوب كذلك في الموقف، والكلام، والعلاقة الزوجية، وفي أمور الدين والعبادات..

فلو أنك مدحت إهتمام زوجتك بالصلاة، لاهتمت بها، ولو أنك مدحت عطفها، وحنينها، واخلاقها الطيبة، لأدامت الالتزام بها كذلك.

إن البعض يستعمل الغلظة، بدلاً من اللباقة واللين.

ولذلك فهو يقتل في الشريك الآخر، بذور الخير. وسواء كانت الغلظة من قبل الزوج، أو من قبل الزوجة، فإنها مفسدة للعلاقات الزوجية.

والإسلام يوصي الزوج بالرفق مع الزوجة، ومع الناس الآخرين، وحتى مع الحيوانات والشجر. كما يوصي الزوجة كذلك أن ترفق بالزوج.

يقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام: «وأما حق رعيتك بملك النكاح فأن تعلم إن الله جعلها سكناً ومستراحاً وأنساً وواقية(14).

فهي إذن نعمة من الله عليك، فواجبك أن تكرمها، وترفق بها، ويضيف الإمام: (وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه، ويعلم إن ذلك نعمة منه عليه، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها، وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما احببت وكرهت ما لم تكن معصية، فإن لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لا بد من قضائها وذلك عظيم ولا قوة إلا بالله(15).

(باعتبار أن دفة السفينة الزوجية بيد الزوج وللربان حقوقاً على الركاب). «فإن لها عليك أن ترحمها، لأنها أسيرتك (فهي قد ربطت مصيرها بمصيرك. إذن فهي مثل الأسيرة لديك) ولا بد أن تطعمها وتكسوها، وإذا جهلت عفوت عنها» .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«إن النساء عندكم اعوان (أي اسيرات) لا يملكن لأنفسهن ضراً ولا نفعاً، أخذتموهن بانامة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فلكم عليهن حق، ولهن عليكم حق، ومن حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم ولا يعصينكم في معروف، فإذا فعلن فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ولا تضربوهن»(16).

ويقول الإمام الصادق عليه السلام:

«لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي:

الأول (الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها).

فبالقوة لا تستطيع أن تكسب قلباً في هذه الحياة، وخاصة قلب زوجتك. فالموافقة تجلب الموافقة، والمخالفة تزرع المخالفة. وتلك هي سنة الله في البشرية.

يقول الإمام الصادق عليه السلام:

«رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته، فإن الله قد ملكه ناصيتها وجعلها القيم عليها»(17).

الثاني: «حسن خلقه معها، وإستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة».

الثالث: (وتوسعته عليها)(18).

فكلما استطاع الزوج، أن يوسع على زوجته في الطعام، ويكسوها بالملبس، وما شابه ذلك فليفعل إذ لا غنى للزوج في علاقاته بالزوجة من ذلك!

يقول الإمام الكاظم عليه السلام:

«إن عيال الرجل اسراؤه فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على اسرائه، وإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة))(19).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عيال الرجل اسراؤه، وأحب العباد إلى الله عز وجل أحسنهم صنيعاً إلى أسرائه»(20)، هذا عن واجب الزوج تجاه زوجته فماذا عن واجب الزوجة تجاه زوجها؟

يقول الإمام الباقر عليه السلام: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟

فقال لها : أن تطيعه ولا تعصيه ولا تصدق من بيته إلا بإذنه، ولا تصوم تطوعاً إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب أي على ظهر البعير)، ولا تخرج من بيتها إلا باذنه.

فقالت: يا رسول الله من أعظم الناس حقاً على الرجل؟

قال: والده.

فقالت يا رسول الله من أعظم الناس حقاً على المرأة؟

قال: زوجها(21).

وجاء أيضاً في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«ايما امرأة لم ترفق بزوجها، وحملته على ما لا يقدر عليه، وما لا يطيق، لم تقبل منها حسنة وتلقى الله وهو عليها غضبان»(22).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله(23).

____________________________________

(1) تحف العقول ص82.

(2) مكارم الأخلاق ص216.

(3) غرر الحكم 408/م9359.  

(4) غرر الحكم 408/9384.  

(5) غرر الحكم 405/ح9281.

(6) غرر الحكم 405/ح9281.

(7) غرر الحكم 405/ح9283.

(8) الجعفريات ص99.

(9) ضالة الخطيب ص174 عن نزهة المجالس.

(10) عوالي اللئالي 1/254.

(11) الكافي 5/512/6.

(12) مستطرفات السرائر ص636.

(13) نهج البلاغة، باب الرسائل ٣١.

(14) تحف العقول ص188.

(15) الخصال 486/ ح63.

(16) (17) (18) مكارم الاخلاق ص٢١٨.

(19) (20) مكارم الاخلاق ص٢١٨.

(21) الكافي 5/506ــ507/1.

(22) أمالي الصدوق ص ٤٣٠-٤٣١.

(23) ضالة الخطيب ص 174.   




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.