وصل ارسيس الابن الصغير للملك ارتحششتا الثالث للحكم وقد اعتلى العرش بتدبير من باكوس الذي قام بسم والده ولا نعرف الكثير من الأخبار عن هذا الملك الذي حكم ثلاث سنوات اذ اغتيل من قبل باكوس بنفس الأسلوب الذي استخدمه مع والده(1).

ان مقتل ارسيس فسح المجال للملك دارا الثالث الذي لا يعود الى البيت الحاكم مباشرة بان يعتلي العرش من بعد ارسيس والحقيقة لا توجد لدينا معلومات كافيه عن فترة حكم هذا الملك ولكننا نستطيع ان نتصور بأنه خاضعاً لسيطرة باكوس ، غير انه سرعان ما تخلص من الاخير (2) .

لا نعلم الكثير عن شؤون الولايات الاخمينية في هذه الفترة ولكن من المؤكد ان الأوضاع في مصر كانت سيئة كما يرد في بردية تعود لعهد البطالسة باسم اخبار الأيام الديموطيقية . وقد اندلعت الثورة في الدلتا بقيادة أحد أمرائها ويدعى خباش اوخباباش اعترف به كهنة منف ملكاً وقد وجد في السرابيوم لوحه مؤرخة بالسنة الثانية من حكمه كما وجدت باسمه بعض الآثار الأخرى من بينها تمثال يعرف باسم تمثال الوالي(3) . أما في فلسطين فيذكر المؤرخ جوزيفوس (38-100م)(4). ان بدء انفصال السامريين عن اليهود عندما طرد الكاهن منشي من القدس لزواجه  من ابنه سنبلاط حاكم السامرة ورفضه طلاقها فحصل سنبلاط على موافقة دارا لبناء معبد على جبل جرزيم قرب نابلس نفذه له بعد ذلك الاسكندر المقدوني(5) . بعد احتلاله فلسطين(6).

لقد أخذت علامات الانهيار تظهر ولم يستطع دار الثالث من انقاذ الإمبراطورية التي تهاوت بسرعة أمام اكتساح الاسكندر لولايات الإمبراطورية عام 331 ق.م(7) .

____________________

(1) المصدر نفسه ، ص75 ، عصفور ، معالم الشرق الادنى القديم ، ص235 .

(2) المصدر نفسه ، ص75 .

(3) عصفور ، معالم الشرق الأدنى القديم ، ص236 .

(4) جوزيفوس : كاهن ومؤرخ يهودي ولد في القدس عام 37 او 38م وتوفى في روما عام 93 او 98 او 100م ، كان ضليعاً في الفقه اليهودي اوفدته روما عام 64م كمندوب عن المحكمة العليا عن اليهود (السنهدرين ) اشترك في الحرب اليهودية الرومانية عام 66م واسر عام 67م ثم اطلق سراحه عام 69 م وانتقل الى روما وعاش بها وتوفي هناك . انظر : البكر ، المصدر السابق ، ص48-49 .

(5) الاسكندر المقدوني :- ولد عام 356 ق.م في مقدونيا ، ابيه هو فيليب ملك مقدونيا ، تدرب تدريباً عسكرياً حتى اصبح قائداً فذاً وتولى عرش مقدونياً عام 336 ق.م زحف نحو الشرق عام 334 ق.م وتمكن خلال ثلاث سنوات من تحطيم جامحا ضل الامبراطورية الفارسية . للمزيد من التفاصيل عن حياة الاسكندر . انظر : و . و . تاران ، الاسكندر الاكبر ، ترجمة : زكي علي ، مراجعة ، محمد سيلم سالم ، (القاهرة ، مطبعة للجنة التاليف والترجمة والنشر، 1963).

(6) الاحمد ، فلسطين حتى التحرير الغربي ، ص59 .

(7) للمزيد من التفاصيل من سقوط الامبراطورية الاخمينية بيد الاسكندر انظر                  : oman, op.Cit, pp.524-553; Bengtson,op. cit,319-325 sykes, op. cit, vol, I, pp.246-263  . .