المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

سفر الطاغية ابن زياد إلى الكوفة
29-3-2016
انتقال الفيروسات النباتية
29-6-2018
المد الاحمر Red Tide
13-11-2019
معنى كلمة متى‌
28-12-2015
الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى
29-5-2017
ابن حمزة المغربي
8-8-2016


عصمة الانبياء  
  
1409   01:45 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : ...
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / العصمة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2017 975
التاريخ: 31-3-2017 1006
التاريخ: 3-08-2015 1107
التاريخ: 3-08-2015 1212

ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ):

إﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﺠﻮﺯﺕ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﻞ ﺫﻧﺐ ﻛﻔﺮ، ﻭﺍﻟﺤﺸﻮﻳﺔ ﺟﻮﺯﻭﺍ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻋﻤﺪﺍ ﻻ ﺳﻬﻮﺍ ﻭﺟﻮﺯﻭﺍ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻭﺟﻮﺯﻭﺍ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﺳﻬﻮﺍ، ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﺃﻭﺟﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻋﻤﺪﺍ ﻭﺳﻬﻮﺍ (1) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻮﺟﻬﻴﻦ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻌﺼﻮﻣﻴﻦ ﻻﻧﺘﻔﺖ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ (2) ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺯﺕ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﺼﺤﺔ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻷﻣﺮﻫﻢ ﻭﻧﻬﻴﻬﻢ ﻓﺘﻨﺘﻔﻲ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺑﻌﺜﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻟﻮ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻟﻮﺟﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﻣﺤﺎﻝ، ﻷﻧﻪ ﻗﺒﻴﺢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﺤﺎﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻋﻤﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ، ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻧﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ :

ﺃﻗﻮﻝ: ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﻌﺼﻤﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻘﻠﻨﺎﻩ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻮﺣﻲ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻤﻨﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻻﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ. ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻤﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻤﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺟﻤﻌﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺩﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﻭﺟﻮﻩ ﻭﻣﺤﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ. ﻭﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺗﺒﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ (ﺭﻩ) ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻟﻮﻻ ﺧﻮﻑ ﺍﻹﻃﺎﻟﺔ ﻟﺬﻛﺮﻧﺎ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.

ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺏ العصمة :

ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ (3) ﻟﻄﻒ ﺧﻔﻲ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﻜﻠﻒ، ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺩﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﻓﺎﻧﺘﻔﺖ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

 ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻄﺎﻑ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﺔ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺯﺍﺋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﻣﻠﻜﺔ ﻧﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﻌﻪ ﺗﺮﻙ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻓﻌﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻣﻊ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻﺗﻴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻣﺪﺣﺎ.

____________________________

(1) ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺇﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺩﻳﻨﻲ ﺫﻫﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻌﻠﻲ ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ [ﺍﻟﻔﺼﻴﻠﻴﺔ] ﻗﺒﺤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﻔﺮ ﻭﻗﺪ ﺟﻮﺯﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﻊ ﻭﻧﻘﻞ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ ﺃﻭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻌﻠﻬﺎ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ [...] ﻭﺳﻬﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻟﻪ) [ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ] ﻟﻴﺲ ﻛﺴﻬﻮ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺃﻗﺒﺢ ﺑﻮﻗﻮﻋﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺫﻱ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻦ ﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻭﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺃﻟﻴﻖ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.

(2) ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻤﺜﻮﺑﺔ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺬﺍﺫ.

(3) ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ ﻟﻐﺔ ﺍﺳﻢ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻭﻳﻌﺼﻤﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ [ﺿﺮﺏ] ﺃﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﻭﻭﻗﺎﻩ ﻭﻣﻨﻌﻪ ﻋﻨﻪ (ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺑﺘﺼﺮﻑ). ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﻫﻲ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻗﻴﻞ ﻫﻲ ﻣﻠﻜﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﺼﺎﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﻫﻲ ﻓﻴﺾ ﺇﻟﻬﻲ ﻳﻘﻮﻱ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻱ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﺸﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻛﻤﺎﻧﻊ ﻟﻪ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻌﺎ ﻣﺤﺴﻮﺳﺎ (ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﺡ ﺩﻋﺎﺀ ﻋﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻫﺐ ﻟﻲ ﻋﺼﻤﺔ ﺗﺪﻧﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺘﻚ ﻭﻫﻮ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺯﺍ...).

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.