المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مناخ الأندلس وخيراتها  
  
1835   09:44 صباحاً   التاريخ: 14-3-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : ص:140-144
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

 

مناخ الأندلس وخيراتها

وقال (1) الرازي في موضع آخر نحو ما تقدم وزيادة، ونصه: أن الأندلس في آخر الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة (2) التي هي ربع معمور الدنيا فهي موسطة من البلدان، كريمة البقعة، بطبع الخلقة، طيبة التربة، مخصبة القاعة، منبجسة العيون الثرار، منفجرة بالأنهار (3) الغزار، قليلة الهوام ذوات السموم، معتدلة الهواء أكثر الأزمان لا يزيد قيظها زيادة منكرة تضر بالأبدان وكذا سائر فصولها في أعم سنيها تأتي على قدر من الاعتدال وتوسط من الحال، وفواكهها تتصل طول الزمان فلا تكاد تعدم، لأن الساحل ونواحيه يبادر بباكوره، كما أن الثغر وجهاته والجبال التي يخصها برد الهواء وكثافة الجو تستأخر بما فيها من ذلك، حتى يكاد طرفا فاكهتها يلتقيان، فمادة الخيرات فيها متصلة كل أوان. ومن بحرها بجهة الغرب يخرج العنبر الجيد المقدم على أجناسه في الطيب والصبر على النار، وبها شجر المحلب المعدود في الأفاويه المقدم في أنواع الأشنان كثير واسع، وقد زعموا أنه لا يكون إلا بالهند وبها فقط، ولها خواص نباتية يكثر تعدادها، انتهى.

وقد ذكر غيره تفصيل بعض ذلك فقال (4) : يوجد في ناحية دلاية من إقليم

(140)

البشرة (5) عود الألنجوج، لا يفوقه العود الهندي ذكاء وعطر رائحة، وقد سيق منه إلى خيران الصقلبي صاحب المرية (6) ، وأن أصل منبته كان بين أحجار هنالك، وبأكشونبة (7) جبل (8) كثيرا ما يتضوع، ريحه ريح العود الذكي إذا أرسلت فيه النار، وببحر شذونة (9) يوجد العنبر الطيب الغربي، وفي جبل منت ليون (10) المحلب، ويوجد بالأندلس القسط الطيب، والسنبل الطيب، والجنطيانة تحمل من الأندلس إلى جميع الآفاق، وهو عقار رفيع (11) ، والمر الطيب بقلعة أيوب (12) ، وأطيب كهرباء الأرض (13) بشذونة، درهم منها يعدل دراهم من المجلوبة، وأطيب القرمز قرمز الأندلس، وأكثر ما يكون بنواحي إشبيلية ولبلة وشذونة وبلنسية، ومن الأندلس يحمل إلى الآفاق، وبناحية

 (141)

لورقة من عمل تدمير يكون حجر اللازورد الجيد، وقد يوجد في غيرها، وعلى مقربة من حصن لورقة (14) من عمل قرطبة معدن البلور، وقد يوجد بجبل شحيران وهو شرقي يبره، و الحجر البجادي (15) يوجد بناحية مدينة الأشبونة في جبل هنالك يتلألأ فيه ليلا كالسراج، والياقوت الأحمر يوجد بناحية حصن منت ميور (16) من كورة مالقة إلا أنه دقيق جدا لا يصلح للاستعمال لصغره، ويوجد حجر يشبه الياقوت الأحمر بناحية بجانة (17) في خندق يعرف بقرية ناشرة (18) أشكالا مختلفة كأنه مصبوغ، حسن اللون، صبور على النار، وحجر المغناطيس الجاذب للحديد يوجد في كورة تدمير، وحجر الشاذنة بجبل قرطبة كثير، ويستعمل في دلك التذاهيب (19) ، وحجر اليهودي في ناحية حصن البونت (20) ، وهو أنفع شيء للحصاة، وحجر المرقشيثا (21) الذهبية في جبال أبذة (22) لا نظير لها في الدنيا، ومن الأندلس تحمل إلى جميع الآفاق لفضلها، والمغنيسيا بالأندلس كثير، وكذلك حجر الطلق (23) ، ويوجد حجر اللؤلؤ بمدينة برشلونة إلا أنه جامد اللون، ويوجد المرجان بساحل بيرة من عمل المرية (24) ،

 (142)

أقل (25) ما لقط منه من شهر نحو ثمانين ربعا، ومعدن الذهب بنهر لاردة يجمع منه كثير، ويجمع أيضا في ساحل الأشبونة، ومعادن الفضة في الأندلس كثيرة في كورة تدمير وجبال حمة بجانة (26) ، وبإقليم كرتش من عمل قرطبة معدن فضة جليل، وبأكشونبة معدن القصدير لا نظير له يشبه الفضة، وله معادن بناحية إفرنجة وليون، ومعدن الزئبق في جبل البرانس، ومن هنالك يتجهز به إلى الآفاق، ومعادن الكبريت الأحمر والأصفر بالأندلس كثيرة، ومعدن التوتيا الطبية بساحل إلبيرة بقرية تسمى بطرنة (27) ، وهي أزكى توتيا وأقواها في صبغ النحاس، وبجبال قرطبة توتيا، وليست كالبطرينة، ومعدن الكحل المشبه بالأصفهاني بناحية مدينة طرطوشة (28) يحمل منها إلى جميع البلاد، ومعادن الشبوب والحديد والنحاس بالأندلس أكثر من أن تحصى، وما ذكرت هنا وإن تكرر بعضه مع ما سبق أو يأتي فهو لجمع النظائر، وما لم نذكره أكثر، والله تعالى أعلم.

ومن خواص طليطلة: أن حنطتها لا تتغير ولا تتسوس على طول السنين، يتورثها الخلف عن السلف، وزعفران طليطلة هو الذي يعم البلاد ويتجهز به الرفاق إلى الآفاق، وكذلك الصبغ السماوي، انتهى.

وقال المسعودي في " مروج الذهب " بعد كلام ما نصه: والعنبر كثير ببحر الأندلس، يجهز إلى مصر وغيرها، ويحمل إلى قرطبة من ساحل لها يقال

 (143)

له شنترين (29) وشذونة، تبلغ الأوقية منه بالأندلس ثلاثة مثاقيل ذهبا، والوقية بالبغدادي وتباع بمصر بعشرة دنانير (30) ، وهو عنبر جيد، ويمكن أن يكون هذا العنبر الواقع إلى بحر الروم ضربته الأمواج من بحر الأندلس إلى هذا البحر لاتصال الماء. وبالأندلس معدن عظيم للفضة، ومعدن للزئبق ليس بالجيد يجهز إلى سائر بلاد (31) الإسلام والكفر، وكذلك يحمل من بلاد الأندلس الزعفران وعروق الزنجبيل وأصول الطيب خمسة أصناف: المسك، والكافور، والعود، والعنبر، والزعفران، وكلها تحمل من أرض الهند وما اتصل بها إلا الزعفران والعنبر، انتهى، وهو وإن تكرر مع ما ذكرته عن غيره فلا يخلو من فائدة، والله تعالى أعلم.

وذكر البعض أن في بعض (32) بلاد الأندلس جميع المعادن الكائنات عن النيرات السبعة وهي: الرصاص من زحل، والقصدير الأبيض من المشتري، والحديد من قسم المريخ، والذهب من قسم الشمس، والنحاس من الزهرة، والزئبق من عطارد، والفضة من القمر.

 

 

 

__________

 (1) ك: وذكر.

(2) زاد بعد لفظة السبعة في ك: التي تقدم ذكرها.

(3) ك: الأنهار.

(4) ورد كثير من هذا النص في كتاب عنوانه " ذكر بلاد الأندلس " لمؤلف مجهول، وهو بالخزانة العامة بالرباط رقم (ج؟: 85) وسنعارض به النص الذي جاء في النفح متخذين رمزه (مخطوط الرباط) والنص يشغل الصفحات 7 - 10؛ وانظر أيضا الإحاطة 1: 104 - 105 فهناك تشابه بين النصين.

(5) دلاية (Dalias): من عمل المرية؛ والبشرية أو البشرات أو البشارات (Alpujarras) هي منطقة جبال سير انفادا، وفي مخطوط الرباط " من كورة تدمير " والتحديد واحد وإن اختلفت التسمية، فتدمير هو القديم لكور ة مرسية (Murcia).

(6) خيران الصقلبي من أوائل الفتيان الذين أعلنوا استقلالهم بعد أنهيار الدولة الأموية بالأندلس على أثر الفتنة البربرية (399) واتخذ المرية مركزاص له. راجع أعمال الأعلام: 210 - 215.

(7) اكشونبة - بالياء الموحدة بعد النون - (Ocsonoba) (كتبت في ك ق ط أكشونية حيثما وقعت). مدينة وكورة تتصل بأحواز الأشبونة وتحتل الركن الغربي الجنوبي من شبه الجزيرة، ولها عدة حصون وأقاليم وأشهر مدنها شلب.

(8) مخطوط الرباط: يعرف بجبل الخفة (أو الخنة).

(9) شذونة (Medina Sidonia): كورة متصلة بكورة مورور، نزلها جند فلسطين من العرب، وهي في الطرف الجنوبي من شبه إلجزيرة إلى الشمال الغربي من الجزيرة الخضراء.

(10) مخطوط الرباط: منتلون (Mentileon) وتتمة النص: المحلب الذي لا يعدل به غيره.

(11) القسط (أو القسطس) عود هندي وعربي يتداوى به، والهندي غليظ أسود مر المذاق والعربي أبيض خفيف قوي الرائحة؛ والسنبل هو سنبل الطيب ويسمى أيضا: العصافير، وقال ابن الحشاء: والرومي منه غير محقق بالمغرب. والحنطيانة - ويكتب بالألف بدل الهاء - نبات لا يوجد بالمغرب إلا بجبال غرناطة. وفي مخطوط الرباط: وهو عقار رفيع يوجد بلبلة؛ وزاد فيه: " والبر باريس العجيب يوجد بنواحي المنتلون " .

(12) قلعة أيوب (Caltayud) وهي بقرب مدينة سالم وبينها وبين دروقة ثمانية عشر ميلا.

(13) كهرباء الأرض: مادة صمغية توجد عند سواحل البحر بالأندلس، وخاصة عند أصول الدوم، والنوع الأندلسي منها أصغر وأصلب من المشرقي، وتدخل في تحضير بعض أنواع الأدوية.

(14) ك: حضرة لورقة.

(15) ك: حجر النجادي، ط: النجاد، وفي دوزي: البيجادي. وفي الجماهر: البيجاذي.

(16) مخطوط الرباط: متيور.

(17) بجانة: مدينة كانت من أهم قرى أرش اليمن أي الأقاليم الذي نزل عليه بنو سراج القضاعيون وكانوا يأخذون أرشه، وهي قريبة من المرية بينهما ستة أميال، وقال ابن سعيد: محدثة بنيت في عهد بني أمية.

(18) مخطوط الرباط: في خندق بغربي قرية ناشر، وأظنه أصوب.

(19) الشاذنة: حجر يستعمل في مداواة العين وخشونة الأجفان، أما التذاهب فلم يلح لي معناها.

(20) حصن البونت (Alpuente): شمال غربي بلنسية.

(21) المرقشيثا من المعادن الكبريتية (وتصحفت الكلمة في الأصول).

(22) أيذة (Ubeda): إلى الشمال الشرقي من بياسة، بينهما سبعة أميال.

(23) حجر الطلق: حجر براق يتحلل إذا دق إلى طاقات صغار دقاق ويشبه الشب اليماني، وإذا ألقي في النار لم يحترق، ولذلك كانوا يطلون به المواضع التي قد تصيبها النار لكي لا تحترق.

(24) المرية (Almeria): مدينة بنيت أيام عبد الرحمن الناصر وازدهرت في أيام المرابطين واشتد فيها الرخاء، وتقع على الساحل الشرقي إلى الجنوب الشرقي من بجانة.

(25) أقل: سقطت من ج ط ك.

(26) جاء في الروض المعطار: وبشرقي بجانة على ثلاثة أميال جبال شامخ فيه معادن غريبة وفيه الحمة العجيبة الشأن... الخ.

(27) البيرة (Elvira) كورة نزلها جند دمشق، وكانت مدينة البيرة قريبة من غرناطة، بينهما ستة أميال؛ أما بطرنة فقد عدها ابن سعيد من قرى بلنسية (المغرب 2: 355).

(28) طرطوشة (Tortosa) من مدن الثغر الأعلى ينسب إليها أبو الوليد الطرطوشي نزيل الإسكندرية وصاحب " سراج الملوك " .

(28) شنترين (Santarem) مدينة معدودة في كورة باجة من منطقة الغرب أي البرتغال وتبعد 67 كيلومترا عن الاشبونة شمالا.

(29) ك: بعشرين دينارا.

(30) بلاد: سقطت من ط ق.

(31) بعض: سقطت من ك.

(32) الرقيق، إبراهيم بن القاسم القروي: نسبة إلى القيروان؛ مؤرخ أديب تولى الكتابة في الدولة الصنهاجية، ثم رحل إلى مصر 388 بهدية من زيري بن باديس إلى الحاكم، وقد أثنى عليه ابن خلدون في مقدمته بقوله: " مؤرخ أفريقية والدول التي كانت بالقيروان ولم يأت من بعده إلا مقلد " (انظر الأعلام للزركلي 1: 51 والمصادر في الحاشية).

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف