المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4890 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تجهيز الأرض لزراعة الارز
2024-12-19
المنقطع بالمعنى الأعم والمعضل
2024-12-19
الحديث الموقوف والمقطوع
2024-12-19
السرمية الدودية (الأقصور) (Enterobius vermicularis)
2024-12-19
The environment for SVLR
2024-12-19
الجليد Ice
2024-12-19



حاجة الممكن  
  
1830   08:20 صباحاً   التاريخ: 1-07-2015
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص75-78
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

 أقول : بعد ما تقرّر أنّ الممكن لا يقتضي الوجود ولا العدم ، وأنّهما بالنسبة إليه متساويان، فقد أصبح احتياج الممكن في وجوده إلى العلّة ضرورياً لا يقبل الترديد ، والخفاء الطارئ عليه في بدء النظر إنّما هو ؛ لعدم تصوّر الممكن كما هو حقّه ، وعدم وضوح مفهومه ، وإلاّ فالتصديق في نفسه ضروري ، على حدّ التصديق بأنّ الكل أعظم من الجزء . وهذا ممّا لا ينبغي أن يُتكلّم فيه أكثر من ذلك ، وإنّما المهم معرفة علّة هذه الحاجة ، فإنّ الباحثين قد اختلفوا فيها على أقوال:

فمنها : أنّها الإمكان ، وهو مذهب الحكماء والمحقّقين من متأخّري المتكلّمين ، كما في الشوارق (1) .

ومنها : أنّها الحدوث ، نسبه في المواقف إلى المتكلّمين (2) ، وقيل : إنّه مذهب جماعة منهم .

ومنها : أنّها الإمكان والحدوث مركّباً ، نُقل عن بعض المتكلّمين .

ومنها : أنّها الإمكان بشرط الحدوث ، حكي أيضاً عن بعضهم .

ومنها : أنّها الوجود ، قال به بعض الفلاسفة الماركسية (3) .

استدلّوا على الأَوّل ، بأنّ العقل إذا لحظ كون الشيء بحيث يتساوى طرفا وجوده وعدمه بالنظر إلى ذاته ، حكم بأنّه لا يترجّح أحد طرفيه على الآخر إلاّ لمرجّح ، سواء لاحظ الحدوث في هذه الحالة أو لم يلاحظه ، فالعلم بإمكان شيء لمّا استلزم العلم بافتقاره ، دلّ على أنّ الإمكان هو العلّة للافتقار في نفس الأمر دون الحدوث ؛ إذ يمكن تصوّر الحدوث بلا استلزامه حصول العلم بافتقار الشيء الحادث إلى علّته ما لم يُلحظ إمكانه ، حتى لو فُرض حادث واجب بالذات ـ فرض محال ـ يحكم باستغنائه عن المؤثّر كما قيل ، والعمدة في نفي علّية الحدوث للحاجة ـ ولو بنحو الشرطية ـ أنّ الحدوث كيفية للوجود ؛ لأنّه عبارة عن مسبوقية الوجود بالعدم ، فيتأخّر عن الوجود ، المتأخّر عن الإيجاد ، المتأخّر عن الحاجة ، المتأخّرة عن الإمكان ، فلو كان الحدوث هو علّة الحاجة لكان سابقاً على نفسه بدرجات وهو محال .

وتوهّم صاحب المواقف (4) أنّ هذا الدليل مغالطة ناشئة من اشتباه الأُمور الذهنية بالخارجية ؛ لأنّ القائلين بعلّية الحدوث لا يريدون إلاّ أنّ حكم العقل بالحاجة لملاحظة الحدوث وحده أو مع الإمكان ، لا أنّ الحدوث علّة في الخارج للحاجة ، فيوجد فتوجد الحاجة ؛ لأنّ الحدوث والحاجة أمران اعتباريان ، فكيف يتصوّر كون أحدهما علّة للآخر في الخارج حتى يرد عليه ما أُورد ؟

لكن خفي عليه أنّهما وإن لم يكونا بخارجيين ، إلاّ أنّهما من الأُمور الموجودة في نفس  الأمر ؛ إذ لا شك أنّ الممكن متّصف في نفس الأمر بالحاجة ، وهذا الاتّصاف محتاج إلى علّة في نفس الأمر ، فهي إن كانت الإمكان فهو ، وإن كانت الحدوث فجاء فيه المحذور المذكور ، وأمّا كونه علّةً للتصديق بالحاجة فقط ، فهو خارج عن محلّ الكلام ، فإنّ البحث في العلّة في نفس الأمر لا في مقام الإثبات .

فإن قيل : الإمكان ـ أيضاً لكونه كيفية النسبة بين الماهية والوجود ـ متأخّر عن الوجود ، فلا يكون علّةً للافتقار المتقدّم عليه بمراتب .

فيقال : الإمكان إنّما هو كيفية النسبة بين الماهية ومفهوم الوجود من حيث هو متصوّر ، لا بين الماهية والوجود الحاصل لها ؛ ولهذا تُوصف الماهية بالإمكان قبل اتّصافها بالوجود بخلاف الحدوث ، فإنّه مسبوقية الوجود الحاصل للماهية بالعدم ، فلا شك في تأخّره عن الإيجاد .

والإنصاف أنّ الحكم بعلّية الإمكان للافتقار ضروري أو قريب منه جداً ، فإنّ الإمكان هو تساوي الطرفين ، بمعنى عدم اقتضاء الممكن شيئاً منهما في نفسه كما مرّ ، وهذا المعنى يُعطي حاجته إلى المرجّح في أحد الطرفين بالضرورة ، ولا نعني بالعلّية إلاّ هذا المعنى ، وإن شئت فقل : كما أنّ الغَناء معلول للوجوب والامتناع بلا مدخلية القِدم فيهما ، فكذا الافتقار وعدم الغَناء معلول لعدم الوجوب والامتناع ـ وهو الإمكان ـ بلا مشاركة الحدوث أصلاً .

نقل وإبطال:

إنّ الذين قالوا بعلّية الحدوث للحاجة زعموا أنّ الممكن متساوي الطرفين ، فلا حاجة له إلاّ مع اعتبار حدوثه خارجاً ، فما لم يلحظه العقل موصوفاً بصفة الحدوث لم يجزم باحتياجه إلى سبب، وإنّ الإمكان إذا كان علّةً للافتقار لاحتاج الباقي أيضاً إلى المؤثّر مع أنّه غير ممكن ، فإنّ التأثير إن كان في الحاصل لزم تحصيل الحاصل ، وإن كان في أمر متجدّد كان الباقي مستغنياً، والتأثير إنّما هو في الحادث ، (5) ولأحتاج المعدوم منه أيضاً إلى العلّة ، فتكون الأعدام الأزلية معلّلةً مع كونها مستمرّةً .

وأمّا مَن ذهب إلى أنّ السبب هو الإمكان بشرط الحدوث ، فكأنّه ظنّ أنّ العقل ما لم يُحط بالإمكان المفسّر باستواء الطرفين لم يحكم بالاحتياج إلى السبب ، وما لم يَلحظ معه صفة الحدوث لم يتحقّق بنظره حصول الاحتياج ، كما أنّ مَن دان باشتراكهما في السببية ، نظر إلى عدم تحقّق الحاجة بدون كلّ منهما ، ويمكن أن يكون القولان الأخيران ناشئين من عدم ترجيح أحد القولين الأَوّلين على الآخر ، فتوهّموا أنّ لكلّ من الإمكان والحدوث مدخليةً في السببية ، وأنّ أدلة الطرفين تقتضي اعتبارهما معاً فيها .

أقول : يبطل القول الأَوّل بأنّ الإمكان أحوجَ الممكن في وجوده إلى المؤثّر ، فالحدوث متعلّق الحاجة لا سببها ، وأمّا الممكن الباقي فهو كالحادث منه في الاحتياج على ما سيمرّ بك بحثه ، ويلحق بالباقي المعدوم الممكن في الحاجة ، فإنّ عدم علّة الوجود علّة لعدم المعلول ، وهذا ممّا لابدّ منه ؛ لئلا يلزم ترجّح أحد المتساويين على الآخر ، وممّا ذكرنا تسقط بقية الأوهام أيضاً .

وقال المحدّث المجلسي قدّس سره (6) : وأحد الآخرين ـ علّية الحدوث أو الإمكان بشرط الحدوث ـ هو الظاهر من أكثر الأخبار .

أقول : نحن وإن لم نلاحظ تلك الأخبار بتمامها ، إلاّ أنّا لا نقبل منه هذا الاستظهار ، وأنّ الروايات لا تثبت ذلك كما ظهر لنا من ملاحظة بعضها فلاحظ .

وأمّا قول بعض أتباع ماركس فحاصله : أنّه لا وجود متحرّر من الحاجة أصلاً ، مستنداً في ذلك إلى التجارب التي حُقّقت في مختلف ميادين الكون ، على أنّ الوجود بشتى ألوانه التي كشفت عنها التجربة ، لا يتجرّد عن سببه ، ولا يستغني عن العلة ، واستنتجوا منه إنكار الواجب الوجود ، فإنّه وجود لا علّة له ، وقالوا : إنّ القول به قول بالصدفة !

أقول : وفيه أَوّلاً : إنّ الوجود ليس علّةً للافتقار ، والتجربة لا تقدر أن تثبت مثل هذه المسألة العقلية ، فإنّ المحسوس هو احتياج الموجود إلى العلّة ، أمّا أنّ مِلاكه هل هو الوجود أو الحدوث أو الإمكان فلا ، بل العلّة هي الإمكان ...

وثانياً : إنّ التجربة إنّما تحكم على ما هو في سلطانها من المادّيات المحسوسة ، ولا نفوذ لها إلى مطلق الوجودات ، وهذا ظاهر ، إلاّ أن تغلب الغباوة على الشخص !

_____________________

(1) الشوارق 1 / 80.

(2) شرح المواقف 1 / 412.

(3) فلسفتنا / 300.

(4) شرح المواقف 1 / 414.

(5) شرح قواعد العقائد / 10.

(6) بحار الأنوار 14 / 52.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.