أحيا منتسبو العتبة العلوية المقدسة صباح اليوم الاثنين بالعزاء والرثاء ذكرى وفاة السيدة الجليلة أم البنين(عليها السلام) وذلك خلال إقامة مراسم الزيارة الصباحية في الصحن الشريف لأمير المؤمنين(عليه السلام) بحضور عدد من الزائرين الوافدين لإحياء المناسبة 

والسيدة أم البنين (عليها السلام ) هي فاطمة بنت حزام بن وأهلها من ساداتِ العربِ وأشرافها وزعَمائِها وهم أبطال مشهورون ويعرفنا التاريخ بأن أبناءها من فُرْسانِ العرب في الجاهلية ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك .

وعندما أراد أمير المؤمنين الزواج بعد السيدة الزهراء ( عليها السلام ) قال مُخاطباً أخاهُ عَقِيْل وكان نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم: أبغني امرأة قد ولدتها الفحول من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً أسداً.. فقال له عقيل: أين أنت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس .

ولدت على الأرجح بعد الهجرة بخمس سنين وتوفيت في 13 جُمادى الآخرة يوم الجمعة عام 64 هجرية ، ولها من الأولاد (العباس ، وعبد الله ، وعثمان ، وجعفر) وكلهم استشهدوا مع الإمام الحسين(عليه السلام) في الطف .

يحدثنا التاريخ عن سمو شخصيتها أنه لما دخلت بيت أمير المؤمنين ، كانت ترعى أولاد الزهراء (عليها السلام) أكثر مما ترعى أبناءها وتُؤثُرهُمْ على أولادها تعويضاً لِما أصابهم من حزن وفقدان الحنان لموت أمهم الزهراء البتول.. وقالت يوماً لأمِيْرِ المؤمنين ، يا أبا الحسن: نادني بكنيتي المعروفة (أم البنين) ولا تذكر اسمي (فاطمة) فقال لها الإمام  لماذا؟ قالت أخشى أن يسمع الحسنان فينكسر خاطرهما ويتصدع قلبهما لسماع ذكر اسم أمهما (فاطمة) .

فسلام عليها يوم ولدت ويوم عاشت بكنف أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي الراعية الحنون على الحسين وأيتام الحسين بعد استشهاده ويوم رحلت الى بارئها راضية مرضية كرّمها الله تعالى بأن جعلها بابا للحوائج وقضاء الحاجات .