المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Pheromones in Insects
13-1-2020
القرآن المجيد والكذب
14-7-2019
تفسير الاية (10-21) من سورة الدخان.
14-5-2017
تريث عندما تشك
1-6-2020
Modules-Tensor Products of Bimodules
4-7-2017
وصف كتاب (الموضح عن جهة إعجاز القرآن)
17-1-2016


مخاطبة دوافع الخير والفضيلة في الناس  
  
1757   01:49 صباحاً   التاريخ: 18-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 157 ـ 160
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

قال الإمام علي (عليه السلام): (كفى بفعل الخير حسن عادة) (1).

في داخل كل إنسان نفخة من الروح، وطينة من الحمأ المسنون، خيراً كان أو شريراً. فحتى ذلك الشرير حينما تخاطب جذور الخير والدوافع النبيلة فيه، ويتوسل بها في التعامل معه، فإنه يشعر في قرارة نفسه أن مخاطبه ذو فضل عليه، وأن مخاطبه يقدره، ويحترمه، وبالتالي فإنه يخجل من أن لا يتعامل مع مخاطبه بطريقة لائقة. هذا بالنسبة للإنسان الشرير، فكيف بالخير؟

بلا ترديد، ان الدوافع النبيلة، ودوافع الخير والفضيلة (*)، أكثر استيقاظاً في الإنسان الخير، منه في الشرير، ذلك لأن الأول هو البيئة الصالحة للخير. وحيث أن الأمر كذلك، فإن التوسل بالدوافع النبيلة والخيرة في الناس ومخاطبتها، قاعدة لا يستهان بها في جذبهم، وكسبهم، والتأثير فيهم، وتغيير طباعهم. وكم من أناس أشرار انتقلوا من جحيم الشر، إلى جنة الخير بفعل من توسل بدوافع الخير والفضيلة والنبل فيهم! فكان هذا التوسل هو بمثابة إنقاذ الغريق من أحضان الموت.

وقد يسأل السائل: كيف التوسل بدوافع الخير والفضيلة في الناس؟ إن ذلك يتم بمخاطبة جانب الخير في الإنسان وإثارته.

ومثال على ذلك: أن يقول المرء لشخص: انني أثق بك، وأصدق وعودك فإنه حتى لو كان هذا الشخص ممن ليسوا ثقة وغير صادقي الوعود، لا بد أنه سيحاول أن يحتفظ بتلك الصورة التي ارتسمت للمرء عنه. وكما يقال: حينما تبني للإنسان قصراً من الزجاج في قلبك، فلن يحاول أن يرميه بحجر!

وحينما تطلب من إنسان القيام بعمل، وتبدأ طلبك بأن تقول له: إنني أتوسم فيك الخير، وإني لواثق من أنك لن ترد طلبي، فإنه سيقوم بالعمل لك، ولن يردك خائباً.

وقد تسأل: لماذا؟ والجواب: لأنك رسمت له صورة جميلة في ذهنك وقلبك، وتوسلت بدوافع الخير والنبل والنجابة في أعماقه.

وما من إنسان إلا ويحب الخير في قرارة نفسه، خيراً، أو بالغاً ما بلغ من الشر. والتعامل معه على أساس استشارة دوافع الخير والنبل، لا بد وأن يثير فيه الرغبة فعلا، ويجعل كل خلية من خلاياه تتجه نحو العمل الصالح. بل أن قسماً من الأشرار لا يحتاجون في إصلاحهم سوى تقديرهم، والتوسل لدوافع الخير فيهم. والإنسان حتى لو كان شريراً فقد لا يعترف بأنه كذلك، ولربما يعتقد أو يدعي بأنه يتوسّل في معاملاته مع الناس بطريقة صالحة، أفلا تكون مخاطبة أصل الخير فيه وسيلة لائقة لإصلاحه، وإصلاح معاملته الناس؟

وعن تأثير هذا الأسلوب في الشخص الآخر، يقال أن صحفياً أراد أن يلتقط صورة فوتوغرافية لأحد المشاهير في حالة غير لائقة، فالتفت إليه الأخير، وقال له: إن مثل هذه الصورة لن تروق لأمي، ولن ترضيها. وسرت هذه الكلمات في مسامع الصحفي، وحركت مشاعره، فامتنع عن التقاط الصورة. والسبب أن الآخر توسل بدافع خير ونبيل في الإنسان، وهو حبه لأمه، ومحاولته جلب رضاها.

إن الناس الأمناء المخلصون، ومنهم ليسوا كذلك. وحتى هؤلاء الأخيرين يستحيلون إلى أناس من نوع آخر حينما يعاملون على أنهم منصفون مخلصون. وكم من أناس مشاكسين عنيدين تحولوا إلى منصفين بفعل مخاطبة دوافع الخير والفضيلة والنبل فيهم، والتوسل إليها! ومن أولئك: المستأجر المشاكس، فماذا كانت قصته؟

يقال أنه كان لدى صاحب شركة كبيرة مستأجر مشاكس، لا يفتأ يهدده بإخلاء مسكنه بين آن وآخر. وقبل انقضاء عقد الإيجار بأربعة شهور، أنذر هذا المستأجر بأنه سيخلي مسكنه، بغض النظر عن العقد المبرم بينهما. قال السيد صاحب الشركة وهو يروي القصة: قضى هذا الرجل في بيتي فصل الشتاء بطوله، وهو أسوأ فصول السنة، وأكثرها ازدحاماً براغبي السكن، ومن ثم أيقنت أنه إذا أخلى مسكنه، فسيتعذر علي ايجاد بديلا منه قبل حلول الشتاء الثاني. ورأيت بعين خيالي مائتين وعشرين دولاراً ـ هي المبلغ المتبقى في عقد الإيجار ـ تذروها الرياح. وكنت في حالة كهذه أهرع إلى المستأجر، وأنصحه ساخراً، أن يقرأ العقد مرة ثانية، فإذا اعتزم إخلاء المسكن، وجب أن يدفع باقي الإيجار نقداً وعداً!

ولكنني بدلا من تمثيل هذا المشهد، قررت أن أجرب أسلوباً آخر. فذهبت إلى المستأجر العنيد، وبدأت حديثي معه كالتالي: لقد أستمعت إلى قصتك، ولكنني ما زلت مستريباً في أنك تنوي الانتقال حقاً. إن خبرة أعوام طويلة في تأجير المنازل قد علمتني شيئاً عن الطبيعة الإنسانية، وقد توسمت فيك ـ من البداية ـ رجلا يحافظ على وعده، وما زلت عند حسن ظني بك. ولهذا أقترح عليك أن تنحي قرارك جانباً لبضعة أيام، وتفكر في الأمر، فإذا أتيت إلي في أول الشهر المقبل - عندما يحل موعد الإيجار ـ وأخبرتني أنك ما زلت مصراً على الانتقال، فإني أعدك أن أتنازل عن حقوقي كافة، وأسلم بأني: كنت مخطئاً في ظني! على أنني ما زلت أعتقد أنك رجل يحافظ على كلمته، ويقوم بتنفيذ وعـده، إذ نحن آخر الأمر، إما آدميون أو قردة، والخيار عادة متروك لنا.

(فلما أقبل الشهر التالي، أتى الرجل ودفع الإيجار، ثم حدثني بأنه تناقش وزوجته في الموضوع، فقر رأيهما على أنه أكرم لهما وأشرف أن يوفيا بتعهداتهما لي!).

وثمة نقطة من المهم ذكرها، أن بعض الناس تحت تأثير ظروف خاصة - كتحقيق منافع، أو كسب رضا السلطان، أو التزلف له ـ قد يطفئ جذوة الخير ويميت دوافع النبل فيه، فيمسي يخالف عقله مهما توسّلت بالدوافع النبيلة فيه، فلا يستجيب لنداء العقل ويصر في عناده وتعنته.

والآن إذا شاء المرء تغيير طباع الناس إلى الأفضل، وجعلهم يفعلون ما يريدهم ان يفعلوه من أعمال الخير، خليق به أن يخاطب دوافع الخير والفضيلة والنبل فيهم، وأن يتوسل إليها، فهذه قاعدة هي من الأهمية بمكان في معاملة الناس واستصلاحهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(*) مما هو جدير بالإشارة اليه أن التوسل الى دوافع الخير والفضيلة لدى أصحاب الضمائر الحية، من الأساليب المهمة والمؤثرة في الدفاع عن حقوق الإنسان، وايقاف الانتهاكات لتلك الحقوق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.