المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06

القلب
22-11-2015
رحلة العمل اليومية
3-3-2022
حلم بخور مريم (حلم الشليك) (Playtonemus palidus (Banks
25-9-2019
نماذج من الآيات المتشابهات
11-10-2014
العوامل الحاسمة لنجاح إعادة هندسة العمليات
6-6-2016
نسبه (صلى الله عليه واله)
11-12-2014


أحمد النهرجوري أبو أحمد الشاعر العروضي  
  
2271   05:10 مساءاً   التاريخ: 19-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص40-43
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2018 4246
التاريخ: 21-2-2018 2312
التاريخ: 11-3-2016 4135
التاريخ: 14-08-2015 2730

له في العروض تصانيف، و هو به عارف حاذق، يجري مجرى أبي الحسن العروضي والعمراني و غيرهما فيه، وهو مع ذلك شاعر متوسط الطبقة، و هو من أهل البصرة، حدثني أبو الحسن عن علي بن محمد بن نصر الكاتب قال: اجتمعت به بالبصرة في سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة و أنا في جملة أبي الحسن بن ماسرجيس و سافرنا عنها إلى أرجان مع بهاء الدولة و خرج النهرجوري معنا و أقام في مصاحبته إلى أن تقلد أبو الفرج محمد بن علي الخازن البصرة في أواخر سنة اثنتين و أربعمائة فعاد معه إليها ثم وردتها في ذي القعدة سنة ثلاث و أربعمائة متصلا بخدمة شاهنشاه الأعظم جلال الدولة ابن بهاء الدولة و قد مات النهرجوري قبل ذلك بشهور بعلة طريفة لحقته من ظهور  القمل في جسمه عند حكه إياه إلى أن مات. وكان شيخا قصيرا شديد الأدمة سخيف اللبسة وسخ الجملة سيئ المذهب متظاهرا بالإلحاد غير مكاتم له ولم يتزوج قط ولا أعقب وكان أقوى الطبقة في الفلسفة وعلوم الأوائل ومتوسطا في علوم العربية وعلمه بها أكثر من شعره. وكان ثلّابةً للناس هجّاءً قليل الشكر لمن يحسن إليه غير مراع لجميل يسدى إليه وأنشدني أشياء كثيرة من شعره ومنه: [المجتث]

 (من عاذري من رئيس ... يعد كسبي حسبي)

 (لما انقطعت إليه ... وصلت منقطعا بي)

 فسمع ذلك أبو العباس بن ماسرجيس فقال: هذا تدليس منه وأنا المقصود بالهجو وإنما قال من عذيري من وزير وقد راقبني في تعبيره. فلما توفى النهرجوري حمل إلى أبي العباس مسوداته فوجد فيها القطعة منسوبة إليه فأخرجها ووقفني عليها وعرفني صحة حدسه فيه. ومن شعره في أبي الوفاء بن الصيقل: [السريع]

 (ما استخرج المال بمثل العصا ... لطالبيه من أبي الغدر)

 (أليس قد أخرج موسى بها ... لقومه الماء من الصخر)

 وله أيضا: [المنسرح]

 (صاح نديمي وشفّه الطرب ... يا قومنا إن أمرنا عجب)

(نار إذا الماء مسّها زفرت ... كأنها لالتهابها حطب)

 وله يهجو طبيبا من أهل الأبلّة يعرف بأبي غسان وكان قد أغري بهجائه: [الخفيف]

 (يا طبيبا داوى كساد ذوي الأكفان ... حتى أعادهم في نفاق)

 (إن تكن قد وصلت رزقهم فيها ... فكم قد قطعت من أرزاق)

 (وقع الله في جبينك للأرزاق ... أن ودعي وداع الفراق)

 وله فيه أيضا: [الخفيف]

 (يا بن غسان أنت ناقضت عيسى ... فهو يحيي الموتى وأنت تميت)

 (يشهد القلب أنه يقدم الغا ... سل أو أن دسته تابوت)

 وقال في أبي إسحاق الصابئ يمدحه وهو بالبصرة بقصيدة أولها: [الكامل]

 (لا يذهبن عليك في العواد ... ضعف القوى وتفتت الأكباد)

 (لا تسألي عني سواك فإنما ... ذكراك أنفاسي وحبك زادي)

 (يا سمحة بدمي على تحريمه ... فيما يظن أصادق وأعادي)

 (حاشاك أن ألقاك غير بخيلة ... أو أن أرى ما لا ترين رشادي)

وله أيضا: [الكامل]

(لو كان يورث بالتشابه ميت ... لملكت بالأعضاء ما لا يُملك)

(ثُعلٌ مخاتلة تخبر أنه ... في الناس من نطف الجميع مُشبّك)

 قالوا ولم يكن وسخه وقذارته عن فقر فإن حاله كانت مستقيمة حسنة بل كانت لعادة سيئة فيه وكان الناس يتقون لسانه وكثرة هجائه. قال ابن نصر: ومدح أبو أحمد النهرجوري أبا الفرج منصور بن سهل المجوسي عامل البصرة فأعطاه صلة حاضرة هنية والتف به الحواشي فطالبوه فكتب رقعة ودفعها إلى بعض الداخلين إليه وقال تسلم هذه إلى الأستاذ وكان فيها: [السريع]

 (أجازني الأستاذ عن مدحتي ... جائزة كانت لأصحابه)

 (ولم يكن حظي منها سوى ... جربذتي يوما على بابه)

 فلما وصلت إليه الرقعة خرج في الحال من صرف الحواشي عنه وصار معه حتى دخل منزله.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.