أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018
3289
التاريخ: 14-08-2015
1920
التاريخ: 22-7-2016
2404
التاريخ: 25-06-2015
2048
|
أبو الفضل البرمكي الوزير السري الجواد. كان سيد بني برمك وأفضلهم جودا وحلما ورأيا، وكان من أكمل أهل زمانه أدبا وفصاحة وبلاغة، وأخباره في الكرم وشرف الخلال مشهورة. وإنما دخل في شرط كتابنا من جهة بلاغته وتقدمه على أكثر أهل عصره في الإنشاء والكتابة، وما صدر عنه من الحكم والأقوال التي تداولها الرواة وملئت بها الدفاتر فأنا أورد منها جملة صالحة، وأما أخباره فما يتسع لها كتابنا وليست من شرطه. فما روي عنه أنه قال ما رأيت رجلا إلا هبته حتى يتكلم فإن كان فصيحا عظم في عيني وصدري وإن قصر سقط من عيني وحدث محمد بن صالح الواقدي قال دخلت على يحيى بن خالد البرمكي فقلت إن ههنا قوما جاءوا يشكرون لك معروفا فقال يا محمد هؤلاء جاءوا يشكرون معروفنا فكيف لنا شكر شكرهم.
وقال: مسألة الملوك عن حالها من سجية النوكي
فإذا أردت أن تقول كيف أصبح الأمير فقل صبح الله
الأمير بالنعمة والكرامة وإذا كان عليلا فأردت أن تسأله عن حاله فقل أنزل الله على
الأمير الشفاء والرحمة فإن الملوك لا تسأل ولا تشمت ولا تكيف وأنشد: [مجزوء الرجز]
(إن الملوك لا يخاطبونا ... ولا إذا ملوا يعاتبونا)
(وفي المقال لا ينازعونا ... وفي العطاس لا يشمتونا)
(وفي الخطاب لا يكيفونا ... يثنى عليهم ويبجلونا)
(وافهم وصاتي لا تكن مجنونا)
وقيل له: أي الأشياء أقل؟ قال: قناعة ذي الهمة
البعيدة بالعيش الدون، وصديق كثير الآفات قليل الإمتاع، وسكون النفس إلى المدح
وقيل له ما الكرم فقال ملك في زي مسكين قيل له فما اللؤم قال مسكين في بطش عفريت
قيل فما الجود قال عفو بعد قدرة وقال من ولي ولاية فتاه فيها فقدره دونها وقال إذا
فتحت بينك وبين أحد بابا من المعروف فاحذر أن تغلقه ولو بالكلمة الجميلة وقال إذا
أردت أن تنظر مروءة المرء فانظر إلى مائدته فإن كانت حسنة فاحكم له بالشرف وإن
رأيت تقصيرا فما وراءها خير وقال أحسن جبلة الولاة إصابة السياسة ورأس إصابة
السياسة العمل لطاعة الله وفتح بابين للرعية أحدهما رأفة ورحمة وبذل وتحنن والآخر
غلظة ومباعدة وإمساك ومنع وقال العذر الصادق مع النية الحسنة يقومان مقام النجح
وقال ما سقط غبار موكبي على أحد إلا وجب علي حقه وقال الفضل له يا أبت ما لنا نسدي
إلى الناس المعروف فلا يتبين فيهم كتبينه ببر غيرنا قال آمال الناس فينا أعظم من
آمالهم في غيرنا وإنما يسر الإنسان ما بلغه أمله وقال أنا مخير في الإحسان إلى من
أحسن إليه ومرتهن بالإحسان إلى من أحسنت
إليه لأني إن وصلته فقد أتممته وإن قطعته فقد أهدرته وقال الخط صورة روحها البيان
ويدها السرعة وقدمها التسوية وجوارحها معرفة الفصول وركب يوما مع الرشيد فرأى
الرشيد في طريقه أحمالا فسأل عنها فقيل له هذه هدايا خراسان بعث بها علي بن عيسى
بن ماهان وكان ابن ماهان وليها بعد الفضل بن يحيى فقال الرشيد ليحيى أين كانت هذه
الأحمال في ولاية ابنك فقال يحيى كانت في بيوت أصحابها فأفحم الرشيد وسكت ولما كان
الفضل بن يحيى واليا على خراسان كتب صاحب البريد إلى الرشيد كتابا يذكر فيه أن
الفضل تشاغل بالصيد واللذات عن النظر في أمور الرعية فلما قرأه الرشيد رمى به
ليحيى وقال له يا أبت اقرأ هذا الكتاب واكتب إلى الفضل كتابا يردعه عن مثل هذا فمد
يحيى يده إلى دواة الرشيد وكتب إلى ابنه على ظهر الكتاب الذي ورد من صاحب البريد
حفظك الله يا بني وأمتع بك قد انتهى إلى أمير المؤمنين ما أنت عليه من التشاغل
بالصيد ومداومة اللذات عن النظر في أمور الرعية ما أنكره فعاود ما هو أزين بك فإنه
من عاد إلى ما يزينه لم يعرفه أهل زمانه إلا به والسلام وكتب تحته هذه الأبيات: [السريع]
(إنصب نهارا في طلاب العلا ... واصبر على فقد
لقاء الحبيب)
(حتى إذا الليل بدا مقبلا ... وغاب فيه عنك وجه الرقيب)
(فبادر الليل بما تشتهي ... فإنما الليل نهار الأريب)
(كم من فتى تحسبه ناسكا ... يستقبل الليل بأمر عجيب)
(ألقى عليه الليل أستاره ... فبات في لهو وعيش خصيب)
(ولذة الأحمق مكشوفة ... يسعى بها كل عدو مريب)
وكان يقول لولده: اكتبوا أحسن ما تسمعون،
واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون، وقال أنفق من الدنيا وهي مقبلة
فإن الإنفاق لا ينقص منها شيئا وأنفق منها وهي مدبرة فإن الإمساك لا يبقي منها
شيئا وقال: الدنيا دول والمال عارية ولنا فيمن قبلنا أسوة ونحن لمن بعدنا عبرة قال
القاضي يحيى بن أكثم: سمعت المأمون يقول
لم يكن كيحيى بن خالد وكولده أحد في البلاغة والكفاية والجود والشجاعة وكان يحيى
يجري على سفيان الثوري رضي الله عنه ألف درهم في كل شهر فكان إذا صلى سفيان يقول
في سجوده اللهم إن يحيى كفاني أمر دنياي فاكفه أمر آخرته فلما مات يحيى رؤي في
المنام فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بدعاء سفيان مات يحيى في سجن الرشيد في
الرافقة في أوائل المحرم سنة تسعين ومائة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|