أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2015
2288
التاريخ: 27-6-2021
2649
التاريخ: 24-10-2014
2302
التاريخ: 2024-10-21
250
|
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة في وصف لسان القرآن : (كتاب الله بين أظهُرِكم ، ناطق لا يعيا لسانه) (1) . وقال : (كتاب الله تبصرون به وتسمعون به وينطق بعضه ببعض ويشهد بعضُه على بعض) (2) .
ولكن ورد في النصوص ما دلّ على جواز ردّ متشابهات القرآن الى محكماتها ، وما دلّ على منع ضرب القرآن بعضه ببعض ، وأيضاً دلّت النصوص المتظافرة على حرمة تفسير القرآن بالرأي .
ومقتضى التحقيق في الجمع بين هذه النصوص وبين المروي المزبور عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة ، جواز تفسير الآيات المتشابهة بالآيات المحكمة الواضحة الدلالة في بيان المراد من الآية المتشابهة المفسَّرة بها .
وعليه يكون معنى قوله (عليه السلام) : " ينطق بعضه ببعض ... " تنطق متشابهاتها بمحكماتها وتشهد محكماتها على متشابهاتها . فهذا هو معنى هذا الحديث الشريف .
وبناءً على هذا الأساس ، لسان القرآن إنّما هو محكمات القرآن . وهي التي ينطق بها القرآن ويكشف بها مراد الله تعالى من متشابهات الآيات ، فهي لسانه الذي لا يعيا في تبيين مداليل متشابهات القرآن ، بل تفصح عن المعاني المقصودة منها ، بلا غموضة وغلاقة .
ويشهد لهذا الجمع بعض النصوص . وسيأتي تفصيل الكلام في ذلك عند البحث عن قاعدة تفسير المتشابه بالمحكم وتحقيق مفاد حديث منع ضرب القرآن بعضه ببعض ، وقد سبق بعض الكلام في الحلقة الأولى ، فراجع .
التنبيه على نكتة مهمّة
ومما لا ينبغي الغفلة عنه في هذا المجال ، انّ القرآن ليس كتاباً فلسفياً ولا علمياً بالمعنى المصطلح الرائج ، بل إنّما هو كتاب الموعظة والهداية وشفاءٌ للأمراض القلبية المعنوية ورحمة للمؤمنين ، وإن قد يستدل على المعارف العقلية بلسان البرهان ، لكنّه من البديهيات العقلية التي لا يتطرّق إليه شكٌ ولا يعتريه ريبٌ .
فينطق القرآن بلسان وعظ وهداية ، كما قال : {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [يونس : 57] و {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 2] ، و : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء : 9] .
بلسان إنذار ، كما قال : {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ...} [الأنعام : 19] و : {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} [طه : 113] .
وبلسان تبشير ، كما قال تعالى : {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ ...} [الإسراء : 9]
وبلسان قصّة وتمثيل ، كما قال تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل : 76] و {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف : 3] .
وبلسان برهان كقوله تعالى : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء : 22] .
وقوله تعالى : {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس : 78، 79] .
وقوله : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم : 27] .
فإنّ في الآية الأولى إشارة الى برهان النظم ، وفي الثانية الى برهان تنقيح الملاك القطعي وقياس الفحوى والأولوية ؛ حيث إنّ الاعادة أهون من الخلق الابتدائي ؛ لأنه خلقٌ من غير شيءٍ ، بخلاف الاعادة ، فإنها الخلق من شيءٍ . وذلك من البديهيّات العقلية .
______________________
1. نهج البلاغة صبحي الصالح : ص 191 ، الخطبة 133 .
2. نهج البلاغة صبحي الصالح : ص 192 ، الخطبة 133 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|