العلاقات العامة في مصر القدمة

يرتبط تطور أي فرع من العلوم أو الأنشطة الإنسانية بتطور المجتمعات البشرية.  ونستدل على هذا التطور في مصر القديمة من خلال كثر من الرسائل التي عثر عليها هناك.

وقد تضمنت أنباء الانتصارات والمواقع والحروب والتعليمات الموجهة إلى الأهالي، وإقامة العبارات التي تحمي القرى من الفيضان، وتعبيد الطرق، وغير ذلك من الأعمال.

وهي رسائل تشبه النشرات التي تصدرها مكاتب العلاقات العامة في المؤسسات المختلفة، كالوزارات التي تصدر البلاغات أو التعليمات، مثل وزارات الدفاع أو الصحة.

وقد استخدم المصريون القدماء المحاضرات والخطب لإبلاغ الشعب قوانين الدولة، أو لكسب تأييد الرأي العام للملوك والكهنة والحكام. كما بينوا الأمور المتعلقة بالدين والأخلاق التي كانت تلقى إعجاب الجمهور. كما قام الكهنة بتعريف الناس الأحكام الإلهية، ونقلوا للملك المظالم التي يتعرض لها الشعب.

وقد اختار الفراعنة سياسة اختيار الوقت المناسب للقيام بالاتصال بالجماهير، فاتخذوا المواسم والأعياد فرصاً لنشر الأنباء والتعليمات. وكانت مواسم الري من خير المناسبات لنشر الأنباء والتعليمات الشفوية على الجماهير.

ولا شك في أن تجمعات المزارعين في هذا الموسم كانت تيسر نقل الأخبار عبر حوض النيل كله. وكان الأفراد أشبه ما يكون بأعمدة التليفون أو التلغراف الحديثة، فكانت الأخبار تسري خلال رؤوسهم جميعاً، إلى أن تصل من أقصى البلاد إلى أقصاها. وقد نجحت هذه الجهود البدائية في تعبئة المشاعر وخلق جماهير من الموالين والأنصار.

وتدلنا أوراق البردي التي يرجع تاريخها إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد على شدة اهتمام المصرين القدماء بإثارة ميول القراء، وجذب اهتمامهم، بينما تشر النقوش على واجهات المعابد وجدرانها إلى عملية النشر والتأثر التي عمت سائر البلاد.