سلوك العودة الى البيت في الحيوانات Homing behavior

لمعظم الحيوانات مواطن محددة تمضي فيها الشطر الاكبر من حياتها ، والموطن الذي يتخذه الحيوان محلا مختار لاقامته يكون غالبا هو المكان الذي ولد او فقس فيه وتربى فيه صغيرا ، ويسمى هذا المكان العش البيئي.

والحيوانات التي تبني عشوشا وتستعملها في العناية بصغارها يتركز سلوكها حول مواضيع هذه العشوش ، واذا اضطر الحيوان الابتعاد عن موطنه فانه قادر على العودة اليه. ومثل هذا النوع من التوجه يسمى سلوك العودة الى البيت Homing behavior ويحدث في ضروب واسعة من الحيوانات.

ان هذا السلوك مرتبط عادة بمضمون تذكر العلاقات الارضية. فالحيوان يتذكر بشكل موقع اشياء مميزة يجد من خلالها طريقة للعودة الى البيت ، فعلى سبيل المثال يعود الحمام الزاجل الى موقع اعشاشه حتى لو أبعد مسافات طويلة فقد اطلق هذا الحمام لمسافة 1000 كيلومتر تقريبا من موقعه وعاد خلال يوم واحد. ويبدو ان العودة الى مثل هذا المدى البعيد تتم بثلاث مراحل اذ تبدأ بدورة ذات اقواس مشعة ثم ترحل بخطوط مستقيمة وشكل غير معروف ثم تبدل سيرها وتطير الى البيت مباشرة عندما ترى علامات ارضية مألوفة لها.

لقد أوضح الباحثون عدة سائل لتفسير مضمون العودة الى البيت ، فقد بين البعض ان الطيور توجه شها بوسائل الرائحة التي تهب مع الرياح ، ولكن هذا للتفسير غير منطقي اذ انه يحدد العودة الى البيت باتجاهات ضد ارياح ، وأوضح آخرون انه يعزا الى التوجه المغناطيسي والاختلافات الظاهرية بالموقع الظاهر للشمس فوق الرأس ، وقد يكون التوجه بوسائل اضطرابات كتل الهواء ، وهذه الاقتراحات جميعها هي الاخرى غير ملائمة ، فالعودة الى البيت غير مقتصر علي حركة موازية لقوى الخطوط المغناطيسية ولا للأيام المشمسة ولا للخطوط الساحلية ، ويبقى سلوك العودة الي البيت بشير الي مقدر عظيمة لدى الحيوانات في توجيه نفسها مكانيا واستدامة هذا التوجه عبر المسافات الطويلة.