أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-1-2019
6392
التاريخ: 5-1-2019
1006
التاريخ: 6-1-2019
1782
التاريخ: 5-1-2019
1398
|
«الغُلُوّ» في اللُّغة هو التجاوز عن الحدّ، وقد خاطب القرآنُ الكريمُ أهلَ الكتاب قائلاً: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء: 171].
ولقد خاطَبهم القرآنُ بهذا الخطاب لاَنّهم كانُوا يغالُون في حق السيّد «المسيح» ويتجاوزون الحدّ، إذ يقولون إنّه إلَهٌ، أو ابنُ الله، أو ربّ.
وقد ظَهَرتْ بعد وفاةِ رسولِ الله صلى الله وآله وسلم فرقٌ وطوائفُ غالَت فيه صلى الله وآله وسلم أو في الاَئمة المعْصُومين، من بعده وتجاوزت الحدَّ، ووصفوهم بمقامات مختصَّة بالله وحده، ومن هنا سُمّي هؤلاء بالغُلاة، لتجاوزِهم حدود الحق.
يقولُ الشيخُ المفيد: «الغُلاة من المتظاهرين بالإسلام همُ الذين نَسَبوا أمير المؤمنين إلى الالُوهية والنبوَّة، ووصفوهم من الفضلِ في الدين والدنيا، إلى ما تجاوزوا فيه الحدَّ، وخَرَجُوا عن القصد»(1).
ويقول العلاّمةُ المجلسيّ: إنّ الغُلُوّ في النبيّ والاَئمّة: إنّما يكون بالقول بأُلُوهيتهم، أو بكونهم شركاء لله تعالى في المعبوديّة، أو في الخلق، والرزق، أو أنّ الله تعالى حلَّ فيهم، أو اتّحدَ بهم، أو أنّهم يعلمون الغيب بغير وحيٍ أو إلهامٍ من الله تعالى، أو بالقولِ في الاَئمّة أنّهم كانوا أنبياء، أو القول بأنّ معرفتهم تُغني عن جميع الطاعات، ولا تكليف معها بترك المعاصي(2).
ولقد تبرَّأَ الاِمامُ عليٌّ وأبناؤُهُ الطاهرون صلوات الله عليهم من الغلاة، وكانوا يلعنونهم على الدّوام، ونحن هنا نكتفي بإدراج حديثٍ واحدٍ في هذا المجال.
يقول الاِمام جعفر الصادق عليه السلام: «إحذَرُوا على شَبابِكُمُ الغُلاةَ لا يُفْسدُوهُمْ، فإنَّ الغلاةَ شرُّ خلقِ اللهِ، يُصغِّرونَ عظمةَ اللهِ ويَدَّعُون الرَّبوبيَّة لِعبادِ اللهِ»(3).
ولهذا لاقيمة لتظاهر الغُلاة بالإسلام، فهم عند أئمةِ الدين كفارٌ ضُلاَّلٌ.
هذا ومن الجدير بالذِكر هنا أنْ يقال: كما يجب الاجتنابُ حتماً عن الغلوّ، يجب أن لا نعتبر كلَّ تصوّرٍ واعتقادٍ في حقّ الاَنبياء، وأولياء الله غُلوّاً، ويجب الاحتياط في هذا المجال كبقيّة المجالات الاُخرى، وتقييم العقائد بشَكل صحيح.
________________
(1) تصحيح الاعتقاد ص 131 .
(2) بحار الاَنوار ج 25، ص 364.
(3) المصدر السابق، ص 365 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|