أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-11-2020
1890
التاريخ: 16-2-2022
1589
التاريخ: 2023-06-11
992
التاريخ: 23-5-2021
2438
|
يعتبر هوراس جيلى واحدا من كبار المحررين المؤثرين في تاريخ الصحافة الأمريكية ، وكانت جريدته نيويورك تريبيون التي أسسها في سنة ١٨٤١ هي أول جريدة أمريكية تؤسس صفحة افتتاحية تيجة لفكر فريق من الأفراد ليس لأنها صفحة جيدة الأخراج ومتماسكة الترتيب مثلما تظهر اليوم في العديد من الجرائد ، فلم يكن تنظيم الأقسام قد ظهر في الجرائد على أيام جريلي ، كذلك فإن التبويب والتنسيق لم يكونا جزءا من خصال جريلى ، ولكن لأن طباعة التريبيون كانت قد كشفت عن تغيير مذهل بعيدا عن تقاليد تأليف الكتيبات .
وكان جريلى عميق الأحساس بمسئوليته تجاه القارئ ، وكان يعرف أن التربيون يجب أن تكون مشروعا جريئا في الأنباء إذا أراد لها أن تنجح في التتافس لمصلحة القراء . ولكنه أحس أيضا بأنها مسئولة عن دورها كمشروع يهدف للتأثير في الرأي العام عن طريق تكريس مساحة أكبر للمناقشات الجادة والحوار الافتتاحي ، وتحليل الأحداث . وكانت التريبيون تفحص القضايا وتتاقش الأفكار ولم تتبع خطأ حزبيا مفروضا أو تصر على ضرورة وجود حل واحد فقط لكل مشكلة ، والحقيقة هي أن بعض آرائها كانت عنيفة مثل الكتيبات إلا أنها في المحصلة النهائية سلطت الأضواء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية في أيامها من مختلف وجهات النظر أكثر مما قامت به أية جريدة أخرى .
وعلى خلاف جريدة الهيرالد التي يصدرها بنيت ، تلك التي قللت من وظيفة الرأي وتعمقت في الموضوعات الإخبارية فان التربيون التي أصدرها جريلى جعلت من وظيفة الرأي مفتاحا لتحقيق ما حظيت به من القبول الشعبي . وكانت بذلك هي جريدة الشعب. وكان العدد الأسبوعي منها مخصصا لعرض أفضل أخبار وآراء اليوم ، ويعاد طبعه للتوزيع عن طريق البريد ( هذا العمل كانت تمارسه بعض الجرائد الكبرى في تلك الفترة ) فتحقق لها بذلك أضخم توزيع بالقياس إلى أية جريدة معاصرة لها . وقد أطلق عليها اسم ( الكتاب المقدس للغرب الأوسط ) حيث كان يوزع القسم الأكبر من النسخ المطبوعة وعددها ٢٠٠ ألف نسخة . وكان العم هوراس ( اللقب الذي أطلق على جريلى ) أشهر من كل رجل أمريكى في عصره فيما عدا لتكولن الذي تفوق عليه في عدد الكتب التي كتبت عنه . وقد عاش جريلى في فترة حفلت بالأحداث البالغة الأهمية والنشرات الاجتماعية الضخمة . وكان مثل لنكولن قادرا على التعبير عن طموحات وآمال اقل الفلاحين قدرة على التعبير .
لقد اتضح للكثيرين أن أنشطة جريلى والتربيون تبدو متناقضة بشكل غريب . كان المحرر مهتما اهتماما عظيما بأثر الثورة الصناعية على المجتمع والأمراض الاجتماعية التي أطلقت الرأسمالية الإنتاجية . كان يريد أن يناقش ويفحص أية تجارب تبدو منطقية في الإصلاح الاجتماعي أو الفكر الاقتصادي على أمل أن تعطى للعمال والفلاحين قسطاً أكتر عدلا من الثروة المتراكمة . وعلى ذلك فإن جريدة التربيون وهى جريدة تابعة شكليا للهويج نصت إلى إقامة شكل من أشكال الحياة الجماعية: وتشرت عدة أعمدة من الموضوعات التي كتبها ألبرت برسبان الاشتراكي وكارل ماركس الشيوعي . وتحول القليل من قراء جريلى إلى الاشتراكية ولكنهم استمتعوا بالمناقشة . أما معركة جريل من أجل الأرض الحرة في الغرب التي استطاع أهالي المناطق الفقيرة أن يهاجروا إليها ، فقد أصبحت أكثر شعبية ، ولكن هذا الموقف كان متناقشا مع مبادئ الهويج السياسية . وفى النهاية فإن موقفه تجاه قضية الرق قاده للانضمام إلى الحزب الجمهوري ، وانهى حياته العملية بالترشح غير الموفق لرئاسة الجمهورية في سنة ١٨٧٢ مرشحا عن الجمهوريين الأحرار والديمقراطيين ضد الجنرال جرانت مرشح الجمهور يحن ذوى العقليات المساندة للهويج .
ولم يكن جريلي هو المحرر العظيم دائما . فقد ضغط طلباته الخاصة بسرعة تحرير العبيد المتفق طيها مع لتكوين بحيث لا يتخلى لنكولن عن استراتيجيته التي صاغها بعناية للمحافظة عل اتحاد الولايات الشمالية والحدودية من أجل هدف المحافظة على الاتحاد . وعل مدى جيل كامل اكتسب جريلي الحق في أن يعرف بلقب "المصلح الشمالي" ، فكان متجاوبا مع مشاكل عصره ، ومتعهد توريد دوافع الأفكار . وجمع حوله طاقما جديرا بالإعجاب من بين أفراده تشارلز أ. داتا كمساعد أول له مع عدد من الكتاب المفكرين مثل مارجريت فوللر، وجورج رييلي ، وسولون روبنسون ، للمعاونة في تحرير الصفحة الافتتاحية التي اشتهرت ب جريدة التربيون - وقد بذلوا أقصى ما في وسعهم لتعليم الآخرين المفهوم الامل لوظيفة الرأي في الجريدة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|