المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



زحف الجيش الاموي نحو مخيم الحسين  
  
3397   04:33 مساءاً   التاريخ: 29-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص162-164.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

لم تشاهد أمة من الأمم محنة أوجع ولا أفجع من كارثة كربلاء فلم تبق رزية من رزايا الدهر ولا فاجعة من فواجع الدنيا الا جرت على سبط رسول اللّه وريحانته وقد الهبت رزاياه العواطف حزنا وأسى وأثارت اللوعة حتى عند اقل الناس احساسا واقساهم قلبا وقد أثرت على الباغي اللئيم عمر بن سعد فراح يبكي من أهوال ما جرى على الامام من فوادح الخطوب.

لقد انتهكت في كارثة كربلاء حرمة الرسول (صلى الله عليه واله) في عترته وذريته يقول الامام الرضا (عليه السلام) : ان يوم الحسين اقرح جفوننا وأذل عزيزنا .

تدافعت القوى الغادرة التي ملئت نفوسها الشريرة بالأحقاد والأضغان على العترة الطاهرة التي تبنت حقوق المظلومين والمضطهدين وجاهدت من أجل احقاق الحق ؛ لقد زحفت طلائع جيش ابن سعد نحو الامام في عصر الخميس لتسع خلون من شهر محرم فقد صدرت إلى القيادة العامة الأوامر المشددة من ابن زياد بتعجيل القتال خوفا من أن يتبلور رأي الجيش ويحدث انقسام في صفوفه ولما زحف ذلك الجيش كان الحسين جالسا أمام بيته محتبيا بسيفه إذ خفق برأسه فسمعت أخته عقيلة بني هاشم زينب (عليه السلام) أصوات الرجال وتدافعهم نحو أخيها فانبرت إليه وهي فزعة مرعوبة فأيقظته فرفع الامام رأسه فرأى أخته فقال لها بعزم وثبات : إني رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في المنام فقال : إنك تروح إلينا , وذابت نفس العقيلة وانهارت قواها فلطمت وجهها وقالت بنبرات حزينة : يا ويلتاه ..

والتفت ابو الفضل العباس إلى أخيه فقال له : يا أخي أتاك القوم فطلب منه الامام أن يتعرف على خبرهم قائلا له : اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم : ما بدا لكم وما تريدون؟.

واسرع ابو الفضل نحوهم ومعه عشرون فارسا من اصحابه وفيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر وسألهم العباس عن زحفهم فقالوا له : جاء أمر الأمير ان نعرض عليكم النزول على حكمه أو نناجزكم  وقفل العباس إلى أخيه يعرض عليه الأمر واقبل حبيب بن مظاهر على القوم فجعل يعظهم ويذكرهم الدار الآخرة قائلا : أما واللّه لبئس القوم يقدمون غدا على اللّه عز وجل وعلى رسوله محمد (صلى الله عليه واله) وقد قتلوا ذريته وأهل بيته المجتهدين بالأسحار الذاكرين اللّه كثيرا بالليل والنهار وشيعته الأتقياء الابرار .

فرد عليه عزرة بن قيس قائلا : يا بن مظاهر انك لتزكي نفسك!!

وانبرى إليه زهير بن القين قائلا : اتق اللّه يا بن قيس ولا تكن من الذين يعينون على الضلال ويقتلون النفس الزكية الطاهرة عترة خيرة الأنبياء  ، فقال له عزرة : كنت عندنا عثمانيا فما بالك؟

فقال زهير : واللّه ما كتبت إلى الحسين ولا أرسلت إليه رسولا ولكن الطريق جمعني وإياه فلما رأيته ذكرت به رسول اللّه وعرفت ما تقدمون من غدركم ونكثكم وسبيلكم إلى الدنيا فرأيت أن انصره واكون في حزبه حفظا لما ضيعتم من حق رسول اللّه (صلى الله عليه واله) .

وعرض ابو الفضل مقالة القوم على اخيه فقال له : ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة لعلنا نصلي لربنا هذه الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني أحب الصلاة وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار.

ورجع إليهم ابو الفضل العباس فأخبرهم بكلام أخيه وعرض ابن سعد الأمر على الشمر خوفا من وشايته اذا استجاب لطلب الامام وأخر القتال فقد كان المنافس الوحيد له على امارة الجيش كما كان عينا عليه أو انه أراد أن يكون شريكا له في المسؤولية فيما إذا عاتبه ابن زياد على تأخير الحرب.

وعلى أي حال فان الشمر لم يبد رأيه في الموضوع وانما احاله لابن سعد وانبرى عمرو بن الحجاج الزبيدي فانكر عليهم احجامهم عن اجابة الامام قائلا : سبحان اللّه!! واللّه لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه ؛ ولم يزد ابن الحجاج على ذلك فلم يقل انه ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) خوفا من أن تنقل الاستخبارات العسكرية حديثه الى ابن مرجانة فينال العقاب او العتاب والحرمان منه , وايد ابن الأشعث مقالة ابن الحجاج فقال لابن سعد : أجبهم إلى ما سألوا فلعمري ليصحبنك بالقتال غدا , وانما قال ابن الأشعث ذلك لأنه حسب ان الامام يتنازل لابن زياد فلذا رغب في تأخير القتال الا انه لما استبان له ان الامام مصمم على الحرب ندم على كلامه وراح يقول : واللّه لو اعلم أنهم يفعلون ما أخرتهم .

لقد اتخذ ابن الأشعث من خلقه واخلاق اهل الكوفة مقياسا يقيس به قيم الرجال فظن ان الامام سوف يستجيب للذل والهوان ويتنازل عن اداء رسالته الكبرى ولم يعلم ان الامام يستمد واقعه واتجاهاته من جده العظيم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.