أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2020
2567
التاريخ: 2023-04-26
1313
التاريخ: 16-3-2020
2285
التاريخ: 2023-12-25
1147
|
سئل عن الخير ما هو ؟ فقال علي (عليه السلام):
ليس الخير ان يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير ان يكثر علمك ويعظم حلمك ، وان تباهي الناس بعبادة ربك ، فإن احسنت حمدت الله ، وان اسأت استغفرت الله.
ولا خير في الدنيا إلا لرجلين : رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة ، ورجل يسارع في الخيرات.
ولا يقل عمل مع التقوى ، وكيف يقل ما يتقبل ؟.
كل أحد يتمنى الخير ، ولكن البعض يتوهم حصوله من خلال بعض المظاهر المتحولة ، كالمال والاولاد ، وبالتالي يهمل غيرهما مما يتحقق فيه الخير كالعلم والحلم والعبادة ، وهذا ما يعد نقصا في الإنسان ، مما يحتم عليه التخلص منه ، قبل ان تسري لغيره ، فتتسع دائرة السوء في المجتمع ، حيث لا نتصور خيرا في أمثال العجب والتكبر والمباهاة بالمال والولد وممارسة المعاصي ، بعد فقدانها مقومات الرشد ، فهي لا تبني مجتمعا ولا تسهم في شد أواصر أفراده ، بل تساعد على ظهور حالات من شأنها التفرقة بين أفراد المجتمع الواحد ، مع انها ليست بذات قيمة او فاعلية لتأمين نهوض الافراد بما يؤمل ، كما هو شأن العلم وسائر المعارف والقيم والاخلاق الحميدة ، التي تسهم في ترسيخ الاصالة والاعتزاز بالمبادئ ، والتمسك بما يعزز روح المواصلة على طريق الخير في مستوياته المختلفة كافة.
نعم لذي المال والاولاد ان يستثمر ماله بما يساعد على تطوير اقتصاد بلده ، وتحسين ظروف مواطنيه ، وعندها يحق له الفخر بما انتجه من مقومات ذات فاعلية لتحقيق أفضل ما يمكن لبناء الفرد والمجتمع ، كما لذي الأولاد ان يحرص على تربيتهم تربية سليمة ، وفقا لمقومات السلامة الفكرية والعضوية ، مع توجيههم بما يؤصل لديهم الاعتزاز بأصالتهم وانتمائهم ، ليتمكن عندها من الفخر بهم ، وإلا فهم وبال عليه ، فما دواعي التباهي بهم ؟!.
فالدعوة إلى الحرص على تحصيل مكارم الاخلاق وفضائل الصفات ، ثم الاعتزاز بذلك الرصيد ، كونه مما يتأهل به للوصول إلى رضوان الله تعالى ، فلابد من تكميل النفس بالمحاسن قبل الزهو والتباهي بما قد يكون من المساوئ.
وليس في ذلك تقليل من اهمية المال والأولاد ، بقدر ما فيه حث على الوصول إلى أفضل المراتب ، وعدم التوقف عند أول محطة يغتر بها الإنسان ، متوهما أنها آخر ما يمكن تحقيقه ، فهي تحرك لقابلياته باتجاه إظهارها وترشيدها ، لبلورة الحالة الأمثل ، دون الاكتفاء بالأداء الأقل ، فإذا ما أمكن إنجاز الأفضل فلماذا الاكتفاء بالأدنى ؟!
قال تعالى : {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } [البقرة : 61] ، الأمر الذي يبني قاعدة الاختيار على أساس التوازن والتكامل بين الحاضر والمستقبل، قال تعالى : {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف : 46] ، فلئلا يندم الإنسان على تضييع الفرصة ، أكد (عليه السلام) على ان الرابح في الدنيا هما :
1- الذي تدارك ذنوبه ومعاصيه بالإقلاع عنها والاستغفار منها، ليكون ممن وفق للتوبة قبل الموت.
2- الذي وظف إمكانياته المالية لما ينفعه عندما ينتقل إلى الدار الاخرى ، قبل فوات الاوان واقتضاء الوقت.
وان هذا غير مشروط بكثرة العمل ، بقدر اشتراطه بأن يكون في اجواء التقوى، بعيدا عن ظلال الرياء وحب السمعة وغيرهما مما يضر كثيرا بالعمل والعامل ، وعندها فهو مقبول ، وبالتالي فهو غير قليل، وان لم يستغرق وقتا ولم يتطلب جهدا كثيرا.
وإن إشاعة هذه المفاهيم بين الناس ، لمما ينفع في تصحيح بعض الاخطاء الشائعة ، على أساس ضرورة كثرة الفعل، بينما كان توجيهه (عليه السلام) على أساس ضرورة ان يكون العبد منطلقا في رحاب عبوديته لمولاه الغني عن العالمين ، مما يلزمه باتباع الشروط المطلوبة ضمن دائرة حق الطاعة ، الامر الذي يوفر له ان يبتعد عن التشنج مع الاخرين ، فضلا عن الاعتداء بيد أو لسان ، وغير ذلك مما يصاحب بعض المظاهر، فإن من شروط العمل المقبول ان يكون مما احله الله تعالى ، فلا يصح التعدي على أحد قريب ام بعيد ، ولا استغلال الشعائر لأغراض المظاهر والتباهي ، وغيرها مما يشيع لدى البعض.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ناسا تكتشف "مدينة مهجورة" تحت جليد القطب الشمالي
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|