أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2020
2502
التاريخ: 22-4-2019
2576
التاريخ: 2-10-2020
2364
التاريخ: 1-8-2019
1792
|
روي عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال لبعض تلاميذه يوماً: أيّ شيء تعلّمت منّي؟ قال له: يا مولاي ثمان مسائل، قال له (عليه السلام): قصّها عليّ لأعرفها، قال: الاُولى رأيت كلّ محبوب يفارق محبوبه عند الموت، فصرفت همّي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي وهو فعل الخير، قال: أحسنت والله.
الثانية [قال] (1): ورأيت قوماً يفخرون بالحسب وآخرين بالمال والولد، وإذا ذلك لا فخر [فيه]، ورأيت الفخر العظيم قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] فاجتهدت أن أكون عند الله كريماً، قال: أحسنت والله.
الثالثة قال: رأيت الناس في لهوهم وطربهم، وسمعت قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41] فاجتهدت في صرف الهوى عن نفسي حتّى استقرّت على طاعة الله تعالى، قال: أحسنت والله.
الرابعة قال: رأيت كلّ من وجد شيئاً يكرم عنده اجتهد في حفظه، وسمعت قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد: 11] فأحببت المضاعفة ولم أر أحفظ ممّا يكون عنده، وكلّما وجدت شيئاً يكرم عندي وجّهت به إليه ليكون لي ذخراً إلى وقت حاجتي إليه، قال: أحسنت والله.
الخامسة، قال: رأيت حسد الناس بعضهم لبعض وسمعت قوله تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32] فلمّا عرفت أنّ رحمة الله خير ممّا يجمعون ما حسدت أحداً، ولا أسفت على ما فاتني، قال: أحسنت والله.
السادسة، قال: رأيت عداوة الناس بعضهم لبعض في دار الدنيا والحزازات التي في صدورهم، وسمعت قول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6] فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره، فقال: أحسنت والله.
السابعة، قال: رأيت كدح الناس واجتهادهم في طلب الرزق، وسمعت قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58] فعلمت انّ وعده حقّ وقوله صدق، فسكنت إلى وعده، ورضيت بقوله، واشتغلت بما له عليّ عمّا لي عنده، قال: أحسنت والله.
الثامنة، قال: رأيت قوماً يتّكلون على صحّة أبدانهم، وقوماً على كثرة أموالهم، وقوماً على خلق مثلهم، وسمعت قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3] فاتّكلت على الله وزال اتّكالي عن غيره، قال له: والله إنّ التوراة والانجيل والزبور والفرقان العظيم وسائر الكتب ترجع إلى هذه المسائل" (2).
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "من طلب العلم لله عزّ وجلّ لم يصب منه باباً إلاّ ازداد في نفسه ذلاًّ، وللناس تواضعاً، ولله خوفاً، وفي الدين اجتهاداً، فذلك الذي ينتفع بالعلم فيتعلّمه.
ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس، والحظوة عند السلطان، لم يزد (3) منه باباً إلاّ ازداد في نفسه عظمة، وعلى الناس استطالة، وبالله اغتراراً، وفي الدين جفاء، فذلك الذي لا ينتفع بالعلم، فليكفّ وليمسك عن الحجّة على نفسه، والندامة والخزي يوم القيامة" (4).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إنّ ملك الموت إذا نزل ليقبض روح الفاجر نزل ومعه سفود من نار، قال عليّ (عليه السلام): يا رسول الله فهل يصيب ذلك أحداً من اُمّتك؟ قال: نعم، حاكماً جائراً، وآكل مال اليتيم، وشاهد الزور، وإنّ شاهد الزور يدلع لسانه في النار كما يدلع الكلب لسانه في الإناء" (5).
وقيل لبعضهم: على ما بنيت أمرك؟ قال: على أربع خصال، علمت إنّ رزقي لا يأكله غيري فاطمأنّت نفسي، وعلمت انّ عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به، وعلمت انّ أجلي لا أدري متى يأتيني [ولا يأتيني إلاّ بغتة] (6) وأنا اُبادره، وعلمت انّي لا اُغيب عن عين الله فأنا منه مستحي" (7).
وقال (عليه السلام): "مَن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر، جعل ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من نار طوله سبعون ذراعاً، يسلّطه الله عليه يوم القيامة في نار جهنّم وبئس المصير" (8).
وقال (عليه السلام): "من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه، [ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه]" (9).
وعن الحسن بن عليّ (عليهما السلام) قال: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيّها الناس من كان له على الله أجر فليقم، قال: فلا يقوم إلاّ أهل المعروف" (10).
قيل: من كان غناه في كيسه لم يزل فقيراً، ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنيّاً (11).
وقال بعضهم: من لم يسلم لك صدره فلا يغرّنّك بشره، باشر ما أغناك ولا تكله إلى سواك، استغن فيما دهاك بمن يغنيه غناك (12).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): "إيّاكم والغيبة، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا، إنّ الرجل ليزني ويتوب فيتوب الله عليه، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتّى يغفر له صاحبها" (13).
وقال (عليه السلام): "يا معاشر الناس من اغتاب آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، فلا تغتابوا المسلمين ولا تتّبعوا عوراتهم فإنّه من تتبّع عورة أخيه تتبّع [الله] عورته وفضحه في جوف بيته" (14).
وأوحى الله إلى موسى (عليه السلام): "من مات تائباً عن الغيبة فهو آخر من يدخل الجنّة، ومن مات وهو مصرّ عليها فهو أوّل من يدخل النار" (15).
وقال (عليه السلام): "ليس الشديد (16) بالصرعة، إنّما الشديد (17) الذي يملك نفسه عند الغضب، فإنّ الغضب مفتاح كلّ شرّ" (18).
وقد ذمّ الله تعالى الكبر في مواضع من كتابه، وذمّ كلّ جبار عنيد، وقال: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146].
{وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 172].
وقال: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].
وقال: {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 72].
وقال: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35].
وقال: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: 15].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر، ولا يدخل النار رجل (19) في قلبه مثقال حبّة من الايمان" (20).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "انّ الله تعالى يقول: "الكبرياء ردائي، والعظمة ازاري، فمن نازعني في واحد منهما ألقيته في النار" (21).
وبإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "مَن اجتهد في اُمتي بترك شهوة من شهوات الدنيا فتركها من مخافة الله آمنه الله من الفزع الأكبر، وأدخله الجنة".
وبإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه: "من قبّل غلاماً بشهوة عذّبه الله ألف عام في النار، ومن جامعه لم يجد ريح الجنة، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام إلاّ أن يتوب".
وبإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "ما من أحد من اُمّتي يذكرني ويصلّي عليّ إلاّ غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج".
وبإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "صدقة المؤمن تدفع عن صاحبها آفات الدنيا، وفتنة القبر، وعذاب يوم القيامة" (22).
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "صلاة الليل سراج لصاحبها في ظلمة القبر، وقول "لا إله إلاّ الله" يطرد الشيطان عن قائلها" (23).
[وبإسناده] (24) عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من مات غريباً مات شهيداً".
وعنه (عليه السلام): "موت غربة شهادة، فإذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره فلم ير إلاّ غريباً، وذكر أهله فتنفّس فله بكلّ نفس تنفّسه يمحو الله عنه به ألف ألف سيّئة، ويكتب له ألف ألف حسنة، وإذا مات مات شهيداً".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه فلم يرَ أحداً غفر الله له ما تقدّم من ذنبه [وما تأخّر]" (25).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): "جلوس ساعة عند العالم في مذاكرة العلم أحبّ إلى الله تعالى من مائة ألف ركعة تطوّعاً، ومائة ألف تسبيحة، ومن عشرة آلاف فرس يغزو بها المؤمن في سبيل الله" (26).
وبإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "إذا صلّيت الصلاة لوقتها صعدت ولها نور شعشعاني، وتفتح لها أبواب السماء حتّى تنتهي إلى العرش، فتشفع لصاحبها وتقول: حفظك الله كما حفظتني، وإذا صلّيت لغير وقتها صعدت مظلمة، تغلق دونها أبواب السماء، ثمّ تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها فتقول: ضيّعك الله كما ضيّعتني".
وروي عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "صلاة الليل مرضات للرب، وحبّ الملائكة، وسنّة الأنبياء، ونور المعرفة، وأصل الايمان، ورأفة (27) للأبدان، وكراهية للشيطان، وسلاح على الأعداء، واجابة للدعاء، وقبول للأعمال، وبركة في الرزق، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت، وسراج في قبره، وفراش من تحت جنبه، وجواب مع منكر ونكير، ومؤنس وزائر في قبره.
فإذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلاًّ فوقه، وتاجاً على رأسه، ولباساً على بدنه، ونوراً يسعى به بين يديه، وستراً بينه وبين النار، وحجة للمؤمن بين يدي الله تعالى، وثقلا في الموازين، وجوازاً على الصراط، ومفتاحاً للجنة لأنّ الصلاة تكبير وتحميد وتسبيح وتمجيد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء، وانّ أصل الأعمال كلّها الصلاة لوقتها" (28).
وقال (عليه السلام): "اعلموا رحمكم الله انّكم على أعلام بيّنة، والطريق نهج إلى دار السلام، وأنتم في دار مستعتب على مهل وفراغ، والصحف منشورة، والأقلام جارية، والأبدان صحيحة، والألسن مطلقة، والتوبة مسموعة، والأعمال مقبولة" (29).
وعن حذيفة بن اليمان رفعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "انّ قوماً يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال، فيجعلها الله هباءً منثوراً ثمّ يؤمر بهم إلى النار، فقال سلمان: احكهم (30) لنا يا رسول الله، فقال: امّا انّهم قد كانوا يصومون ويصلّون ويأخذون اهبّة من الليل، ولكنّهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه" (31).
وقال (عليه السلام): "ألا فاذكروا هادم اللذات، ومنغّص الشهوات، وقاطع الاُمنيات عند المشاورة للأعمال القبيحة، واستعينوا بالله على أداء واجب حقّه، وما لا يحصى من اعداد نعمه واحسانه".
وقال (عليه السلام): "رحم الله امرأ تفكّر واعتبر، واعتبر فأبصر، فكأنّ ما هو كائن من الدنيا عمّا قليل لم يكن، وكأنّ ما هو كائن من الآخرة عن قليل لم يزل، وكلّ معدود منقص، وكلّ متوقع آت، وكلّ آت قريب دان" (32).
وقال (عليه السلام): "ألا وانّ الآخرة قد أقبلت والدنيا قد أدبرت ولكلٍّ منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، وانّ كلّ واحد (33) سيلحق باُمّه يوم القيامة، وانّ اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل".
وقال (عليه السلام): "إنّ النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فأمّا نقصان ايمانهنّ فقعودهنّ عن الصلاة والصوم أيام حيضهنّ، وأمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ بالإنصاف من مواريث الرجال، لقوله تعالى: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] (34)، وأمّا نقصان عقولهنّ فشهادة الامرأتين منهنّ كشهادة الرجل الواحد، فاتّقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر، ولا تطيعوهنّ في المعروف حتّى لا يطمعن في المنكر" (35).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): "عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إيّاه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وعجبت للمتكبّر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غداً جيفة. وعجبت لمن شكّ في الله وهو يرى خلق الله، وعجبت لمن نسى الموت وهو يرى من يموت، وعجبت لمن أنكر النشأة الاُخرى وهو يرى النشأة الاُولى، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء" (36).
وقال (صلى الله عليه وآله): "من آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنّة ومأواه جهنّم وبئس المصير، ومن ضيّع حقّ جاره فليس منّا" (37).
وقال (صلى الله عليه وآله): "من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مائة شهيد، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة، ومحى عنه أربعون ألف سيّئة، ورفع له من الدرجات مثل ذلك، وكان كأنّما عبد الله عزّ وجلّ مائة سنة صابراً محتسباً. ومن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا، ومشى له فيها حتّى يقضي له حاجته، أعطاه الله براءة من النفاق، وبراءة من النار، وقضى له سبعين ألف حاجة من حوائج الدنيا، ولا يزال يخوض في رحمة الله حتّى يرجع" (38).
وسئل النبي صلى الله عليه وآله: "ما أثقل من السماء، وما أغنى من البحر، وما أوسع من الأرض، وما أحرّ من النار، وما أبرد من الزمهرير، وما أشدّ من الحجر، وما أمرّ من السمّ؟
فقال صلى الله عليه وآله: البهتان على البريء أثقل من السماء، والحق أوسع من الأرض، وقلبٌ قانعٌ أغنى من البحر، وسلطانٌ جائرٌ أحرّ من النار، والحاجة إلى اللئيم أبرد من الزمهرير، وقلب المنافق أشدّ من الحجر، والصبر في الشدّة أمرّ من السمّ".
وقال (عليه السلام): "ستة أشياء حسنة ولكنّها من ستّة أحسن: العدل حسن وهو من الاُمراء أحسن، والصبر حسن وهو من الفقراء أحسن، والورع حسن وهو من العلماء أحسن، والسخاء حسن وهو من الأغنياء أحسن، والتوبة حسنة وهي من الشباب أحسن، والحياء حسن وهو من النساء أحسن. وأمير لا عدل له كغمام لا غيث له، وفقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له، وعالم لا ورع له كشجرة لا ثمر لها، وغني لا سخاء له كمكان لا نبت له، وشاب لا توبة له كنهر لا ماء له، وامرأة لا حياء لها كطعام لا ملح له".
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "من تاب ولم يغيّر لسانه فليس بتائب، ومن تاب ولم يغيّر فراشه فليس بتائب، ومن تاب ولم يغيّر أعماله فليس بتائب، فإذا حصل هذه الخصال فهو تائب" (39).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "خلق الله تعالى ملكاً تحت العرش يسبّحه بجميع اللغات المختلفة، فإذا كان ليلة الجمعة أمره أن ينزل من السماء إلى الدنيا ويطلع إلى أهل الأرض ويقول: يا أبناء العشرين لا تغرّنّكم الدنيا، ويا أبناء الثلاثين اسمعوا وعوا، ويا أبناء الأربعين جدّوا واجتهدوا. ويا أبناء الخمسين لا عذر لكم، ويا أبناء الستين ماذا قدّمتم في دنياكم لآخرتكم، ويا أبناء السبعين زرع قد دنا حصاده، ويا أبناء الثمانين أطيعوا الله في أرضه، ويا أبناء التسعين آن لكم الرحيل فتزوّدوا، ويا أبناء المائة أتتكم الساعة وأنتم لا تشعرون، ثمّ يقول: لولا مشايخ ركّع، وفتيان خشّع، وصبيان رضّع لصبّ عليكم العذاب صبّاً" (40).
وقال (عليه السلام): "إنّ لله ملكاً ينادي في كلّ يوم: لدوا (41) للموت واجمعوا للفناء وابنوا للخراب" (42).
وقال (عليه السلام): "من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبائرها" (43).
وقال (عليه السلام): "لا يكون الصديق صديقاً حتّى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته" (44).
وقال (عليه السلام): "أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك وصديق صديقك وعدوّ عدوّك، وأمّا أعداؤك: فعدوّك وعدوّ صديقك وصديق عدوّك" (45).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إنّ الله تعالى ينظر إلى هذه الاُمة بالعلماء والفقراء، والعلماء ورثتي والفقراء أحبّائي، وخلق الله الخلق من طين الأرض وخلق الأنبياء والفقراء من طين الجنة، فمن أراد أن يكون في عهد الله فليكرم الفقراء" (46).
وقال (عليه السلام): "سراج الأغنياء في الدنيا والآخرة الفقراء، ولولا الفقراء لهلك الأغنياء، ومثل الفقراء مع الأغنياء كمثل عصى في يد أعمى".
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لعن الله من أكرم الغنيّ لغناه، ولعن الله من أهان الفقير لفقره، ولا يفعل هذا إلاّ منافق، فمن أكرم الغني لغناه وأهان الفقير لفقره سمّى في السماوات عدوّ الله وعدوّ الأنبياء، لا يُستجاب له دعوة ولا تقضى له حاجة".
وقال (عليه السلام): "الفقر ذلّ في الدنيا وفخر في الآخرة، والغنى فخر في الدنيا وفقر في الآخرة، فطوبى لمن كان فخره في الآخرة".
وقال (عليه السلام): "المنّان على الفقراء ملعون في الدنيا والآخرة، والمنّان على أبويه واخوته بعيد من الرحمة بعيد من الملائكة، قريب من النار، لا يستجاب له دعوة، ولا تقضى له حاجة، ولا ينظر الله إليه في الدنيا والآخرة".
وقال (عليه السلام): "من آذى مؤمناً فقيراً بغير حقّ فكأنّما هدم مكة عشر مرّات والبيت المعمور، وكأنّما قتل ألف ملك من المقرّبين".
وقال (عليه السلام): "حرمة المؤمن الفقير أعظم عند الله من سبع سماوات وسبع أرضين والملائكة والجبال وما فيها".
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "الفتوّة أربعة: التواضع مع الدولة، والعفو مع القدرة، والنصيحة مع العداوة، والعطية بلا منّة".
وقال (عليه السلام): "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق، وخير ما أعطى الإنسان الخلق الحسن، وخير الزاد ما صحبه التقوى، وخير القول ما صدقه الفعل".
وقال (عليه السلام): "من فعل خمسة أشياء فلابدّ له من خمسة، ولابد لصاحب الخمسة من النار، الأوّل: من شرب المثلث فلابدّ له من شرب الخمر، ولابدّ لشارب الخمر من النار، الثاني: من لبس الثياب الفاخرة فلابدّ له من الكبر، ولابدّ لصاحب الكبر من النار.
الثالث: من جلس على بساط السلطان فلابد أن يتكلّم بهوى السلطان، ولابدّ لصاحب الهوى من النار، الرابع: من جالس النساء فلابدّ له من الزنا، ولابدّ للزاني من النار، الخامس: من باع واشترى من غير فقه فلابدّ له من الربا، ولابدّ لآكل الربا من النار" (47).
وقال (عليه السلام): "الحرمة (48) من الفاسق محال، والشفقة من العدوّ محال، والنصيحة من الحاسد محال، والهيبة من الفقر محال، والوفاء من المرأة محال" (49).
وقال (عليه السلام): "من مشى في طلب العلم خطوتين، وجلس عند العالم ساعتين، وسمع من العلم كلمتين، أوجب الله له جنّتين (50)، كما قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46].
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا يكمل ايمان المؤمن حتّى يكون فيه أربع خصال: يحسن خلقه، وتسخو (51) نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله" (52).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: "إنّ الله يحبّ الجمال والتجمّل ويكره البؤس والتباؤس، وانّ الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها، قيل: وكيف ذلك؟ قال: ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويجصّص داره، ويكنس أفنيته، حتّى انّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في الرزق" (53).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: "ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة رجل مؤمن إلاّ وله جار يؤذيه" (54).
وقال (عليه السلام): "إنّ الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما، فيدعو الله لهما من بعدهما فيكتبه من البارّين" (55).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يا أيّوب ألا أدلّك على عمل يرضى الله، قال: بلى يا رسول الله، قال: أصلح بين الناس إذا تفاسدوا، وأحبب بينهم إذا تباغضوا" (56).
وقال (عليه السلام): "لأخبرنّكم على من تحرم النار غداً، على كلّ هيّن ليّن قريب سهل" (57).
وقال (عليه السلام): "خمس كلمات في التوراة ينبغي أن تكتب بماء الذهب،
أوّلها: حجر الغصب في الدار رهن على خرابها، والغالب بالظلم هو المغلوب، وما ظفر من ظفر الاثم به، ومِنْ أقلّ حق الله عليك أن لا تستعين بنعمه على معاصيه، ووجهك ماء جامد يقطر عند السؤال فانظر عند من تقطره".
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ثلاثة تستغفر لهم السماوات والأرضون والملائكة والليل والنهار: العلماء والمتعلّمون والأسخياء، وثلاثة لا ترد دعوتهم: المريض والتائب والسخي، وثلاثة لا تمسّهم النار: المرأة المطيعة لزوجها، والولد البار بوالديه، والسخي بحسن خلقه.
وثلاثة معصومون من ابليس وجنوده: الذاكرون لله عز وجل، والباكون من خشية الله تعالى، والمستغفرين بالأسحار، وثلاثة رفع الله عنهم العذاب يوم القيامة: الراضي بقضاء الله، والناصح للمسلمين، والدال على الخير، وثلاثة على كثيب المسك الأذفر يوم القيامة لا يهولهم فزع ولا ينالهم حساب: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله، ورجل أمّ بقوم وهم عنه راضون، ورجل أذّن في مسجد ابتغاء وجه الله.
وثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب: رجل يغسل قميصه ولم يكن له بدل، ورجل لم يطبخ على مطبخ قدرين، ورجل كان عنده قوت يوم فلم يهتمّ لغد، وثلاثة يدخلون النار بغير حساب: شيخ (58) زان، وعاق الوالدين، ومدمن الخمر.
...قيل: نادى أمير المؤمنين (عليه السلام) بأهل القبور من المؤمنين والمؤمنات فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فسمعنا صوتاً يقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين، فقال: نخبركم بأخبارنا أم تخبرونا بأخباركم؟ فقالوا: أخبرنا بأخباركم يا أمير المؤمنين، فقال: أزواجكم قد تزوّجوا (59)، وأموالكم قسّمها ورّاثكم، وحشر في اليتامى أولادكم، والمنازل الذي شيّدتم وبنيتم سكنها أعداؤكم، فما أخباركم؟
فأجابه مجيب: قد تمزّقت الأكفان، وانتشرت الشعور، وتقطّعت الجلود، وسالت الأحداق على الخدود، وتنازلت المناخر والأفواه بالقيح والصديد، وما قدّمناه وجدناه، وما أنفقناه ربحناه، وما خلّفناه خسرناه، ونحن مرتهنون بالأعمال، نرجوا من الله الغفران بالكرم والامتنان".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|