أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
2037
التاريخ: 17-9-2016
2022
التاريخ: 23-9-2016
1605
التاريخ: 14-6-2021
2389
|
ارتباط الدين بالطب:
أ. سبب المرض:
تقوم الفلسفة الدينية للطب السومري على مسألة غاية في الأهمية أصبحت أساسا مهما للطب في وادي الرافدين والطب القديم بأكمله، وهي أن سبب نشوء الأمراض إنما هو غضب إلهي يحل على الإنسان، بسبب الإخلال بأحد القواميس الإلهية، بداية بالخطيئة وهي اختراق وانتهاك للقانون الإلهي أو المقدس، وما يهمنا في الخطيئة هو إرادة الخاطئ وقصده وسبب الخطيئة (1)، وقد وضع البابليون قوائم بجميع الظواهر الملاحظة بما في ذلك الأخطاء التي تستوجب فيما يبدو القصاص الإلهي في صورة المرض أو الاضطراب بل وحتى الموت، أما النتائج الحسنة فكانت تسجل أيضا، وهناك نصوص من التعاويذ تصف الآثم بأنه الذي ينتهك ما حرمته آلهته, كقول ما يجوز قوله أو احتقار والسخرية من إلهه وقول الباطل والظلم...(2)
وقد كانت الصلاة هي الخلاص عن انتهاك ما يحرمه القانون الإلهي:
عسى أن يهدأ هياج قلب ربي نحوي.
عسى الإله الذي هو مجهول أن يهدأ نحوي
عسى الآلهة التي هي مجهولة أن تهدأ نحوي
بجهل قد وضعت قدمي على ما محرم من آلهتي
أيها الرب تجاوزاتي عديدة وذنوبي عظيمة
الرب نظر إلي بغضب قلبه
الإله واجهني بهياج قلبه
عندما كانت الآلهة غضب علي، جعلتني أمرض
الإله الذي أعرفه أولا أعرفه قد اضطهدني
أيا آلهتي خطيئاتي سبع سبعات، ارفع خطيئاتي.
أيها الإله الذي أعرفه أولا أعرفه خطيئاتي سبع سبعات، ارفع خطيئاتي...(3)
ومارس السومريون والبابليون فكرة المحرم أو الممنوع "التابو"Tabou" ويمتاز التابو , بصرامته وسلبيته وبأنه لا يتضمن تعليمات أو أوامر بل منعا صارما وعقابا مباشرا، وهو يتكون من ثلاثة عناصر: هي معرفة الطابع المقدس أو النجس للشخص أو الشئ، والمنع الذي يترتب عن ذلك، ثم العقاب الذي يكون صارما ومباشرا(4): وتتجسد فكرة التابو جليا في ملحمة جلجامش عندما حذر هذا الأخير صديقه أنكيدو بلزوم مراعاة عدد من المحرمات الخاصة بالعالم الأسفل:
قال جلجامش لأنكيدو:
إذا ما نزلت الآن إلى العالم الأسفل
فدعني أقل لك كلمة فاستمع لكلمتي
أرشدك فاعمل بموجب إرشادي
لا تلبس ثيابا نظيفة
لئلا يخرج لك خازن " الأرض" السفلي كالعدو
لا تمسح جسمك بالدهن الطيب من إناء ال"بور"
لئلا يجتمع عليك من جراء رائحته
لا ترم "عصا الرماية" في العالم الأسفل
لئلا يحدق بك من ستصيبهم العصا المرمية
لا تحمل بيدك عصا
لئلا ترفرف حواليك أشباح الموتى....(5)
ويعتبر السحر(6) هو الآخر من الانتهاكات التي كان يقوم بها الفرد ضد النواميس الإلهية (7)، وقد كان للسحر شأن كبير في حياة السكان، وقد تخصصت به طبقة خاصة، ونجد في المصادر المسمارية وفي مقدمتها شريعة حمورابي أن السحر الذي مارسه السحرة كان على نوعين، نوع ضار يقصد به إحداث الأذى والشر في الناس وقد حرمته شريعة حمورابي، وجعلت الموت عقوبة الساحر الذي تثبت عليه التهمة، والنوع الآخر يمكن أن نسميه بالسحر الحلال حيث كان يقصد به شفاء الأمراض التي تسببها الشياطين وما تلحقه من أذى بالناس(8).
ويقوم السحر عند السومريين على مبدأين أساسيين: الأول مبدأ التشابه الذي هو الاعتقاد بإمكانية إحداث الشيء بتقليد عملية حدوثه أو بالإمكان صنع أشياء مشابهة للشيء الأصلي وإحداث التأثير على هذه الأشياء يؤدي إلى إحداث التأثير في الشيء الأصلي، فمثلا صنع دمية لعدو أو حيوان يراد إيقاع الأذى به، وإحداث الأذى على هذه الدمية يؤدي إلى إحداث الأذى بذلك الحيوان أو العدو(9)، أما المبدأ الثاني فإن الأشياء التي كانت في وقت ما مصاحبة ويؤثر بعضها في بعض تستمر كذلك بعد أن ينفصل بعضها عن بعض، ويصح أن نطلق على هذه القاعدة قانون المصاحبة أو العدوى( 10)، ومثال ذلك أن كان بمقدور الساحر إذا امتلك خصلة شعر رجل أو قلامة أظافر أو سنة المقلوع أو حتى خرق ملابسه فإنه يستطيع إنزال الأذى لكي يسبب الأذى للشخص نفسه وهو بعيد عنها(11).
وقد كان رد فعل الآلهة اتجاه الإخلال بالنواميس الإلهية أن تحدث الشر(المرض)_ اختص كل من أنو وأنليل ونركال بإحداث المرض على أن آلهة الشفاء تمثلت في أيا وننكشزيدا التي مثلها السومريون كشعار للطب بثعابين (الكاديكيوس)_(12) والذي ينفذ بطريقتين الأولى مباشرة حيث يقوم الإله المعني بإطلاق يده باتجاه ذلك الإنسان المخطئ الذي أصبح شريرا وضربه، أو إيغال هذه اليد في أحشائه أو أعضائه(13)، وقد تجسدت هذه الفكرة في قصة لأمجدن رب الحكمة: "لقد أتى مرض آنو على جسمي وغطاه كالرداء، وأصبح النوم بالشبكة التي تصطاد في أذني مفتوحتان ولكنهما لا تسمعان، لقد استولى على جسمي الضعف، وأصبح السوط الواقع علي يرعبني ويخيفني، يطاردني معذبي في النهار ولا يترك الراحة في الليل قد خذلني الإله..."(14).
أما الطريق غير المباشر فهو إرسال الإله أحد الشياطين إلى المريض، ومن ثم فقد كان المرض نتيجة تقمص الشيطان جسم المريض لذنب ارتكبه أو بسبب ما يسمى بالعين الشريرة(15)، وقد كانت الشياطين في الغالب أرواحا شريرة صعدت من جوف الأرض، وكان بعضها أرواح الموتى الذين لم يدفنوا، فكانوا يتجولون في الأرض وينتظرون قرار الآلهة (16)
وهي تتألف من سبعة (الشياطين) يطلق عليها غالبا "أوتوكي" الخبيثة وهي: أساك كو وتمترو وهذان الاثنان يسميان رابيصو، ثم تبرتو وأوتوك كو وآلو وأيطم موركال لو، وكانت تدخل في الجسد غالبا عن طريق الفم، ولذا كان الكهنة والمعوذون يوصون الناس بأن يحولوا دون دخول الجان في الأباريق والجرار لأنها تدخل في جوف الإنسان عن طريقها أثناء الشرب(17).
ب. الأطباء والكهنة:
كان للمعبد دور كبير في مجال الطب، فقد اعتبر أول مستشفى أو عيادة طبية كان السومريون والبابليون يسعون إليها(18)، كما اعتبر الكاهن أو رجل الدين هو الطبيب الأول الذي اشترك مع الطبيب العلمي على مهمة العلاج والشفاء، وعلى ذلك فقد انقسم التراث الطبي إلى مدرستين هما(19):
1. المدرسة الدينية: وتتكون من:
- الأشيبو: أو الماشماشو في السومرية (20)، وهو المعزم وطارد الأرواح الشريرة، ويأخذ المعزم دور الطبيب النفسي الذي يلازم دور الطبيب، وكان المعزم يسمي نفسه رجل الإله أنكي لأنه الإله أنكي هو إله السحر، ولذلك يستعين المعزم به لطرد الأرواح الشريرة والتصدي للسحر الأسود(21)، وأصبح فيما بعد يعمل بفضل الإله مردوخ حين بسطت بابل نفوذها:
السيد العظيم الإله أيا أرسلني
لقد حل رقيته المقدسة حمل رقيتي
ووضع في فمه المقدس مكان فمي
ووضع لعابه المقدس مكان لعابي
ووضع صلاته المقدسة مكان صلاتي(22).
ولكي يبطل كاهن الأشيبو مفعول الشياطين والأرواح الشريرة يقوم بأداء مجموعة من الطقوس وتلاوة التعاويذ(23) الموجهة لمساعدة حاملها وحمايته: "إنه ذلك الشيطان الذي اقترب من بيتي يخيفني وأتاني فراشي، إنه يمزقني ويرسل علي الكابوس في الليل فعسى أن يسلموه إلى الإله حارس بوابة العالم السفلي بأمر من ننورتا حاكم العالم السفلي وبأمر من مردوخ الذي يقيم في اسياكيلا في بابل، وعسى أن تعرف الباب والمزلاج التي بحماية هذين السيدين"(24)، ويقوم الأشيبو الكهنوتي بمهام أخرى مثل: طقوس غسل الفم لتماثيل الآلهة (25) وتقديم القربان إلى الإله، ومن مهامهم الأخرى: المساهمة في الطقوس الخاصة بتطهير المعبد.
- البارو: استخدم السومريون عدة تعابير للدلالة على العراف منها "إزو" بمعنى الذي يعرف أي العراف(26)، وهي تعني الرائي ويمكن أن يدل على البؤرة أي الذي لديه حس بؤري أو بئري يرى ما لا يراه غيره, وهناك من رأى بأنها تدل على البارع، وتدل على البارئ وتدل على من يبرئ الأمراض من الجسد، فقد ارتبط دوره بالطب، فكان يقوم بتشخيص وتوقع المرض وذلك بمراقبة الظواهر العامة والأحشاء خاصة الكبد والولادات المشوهة والحيوانات والطيور والأحلام والنجوم(27).
ويعتبر الملك السومري "أنميدر أنا"، وهو الملك السابع قبل الطوفان ويسمى أيضا "أنميدر أنكي"، هو الذي اخترع الطريقة الخاصة بالعرافة والتي تسمى (عرافة الإناء) وتعتمد على صب الزيت والماء في إناء ومعرفة ما يعانيه المريض أو معرفة المصائر بعامة من خلال ذلك (28).
2. المدرسة العلمية:
وتعني الخبير بالماء أو (A-zu) وقد كان يقود هذه المدرسة الطبيب الذي سمي بالآسو الزيت وهي تدل على الأهمية التي لعبها الماء في المداواة عند البداية(29)، وكونه نقطة انطلاق العلاج الطبي عند السومريين، فالطبيب بذلك يكون الرجل الذي يسترشد بالماء بمساعدة الإله أيا رب الماء(30).
وقد ابتعد هذا النوع من الأطباء عن الممارسات السحرية في العلاج، فقد التجئ الطبيب السومري كما هو اليوم إلى المصادر النباتية والحيوانية والمعدنية في تهيئة عقاقيره الطبية(31)، وكانت أكبر قفزة عرفها الطب هي ظهور التخصص بداية من الألف الثاني ق.م، فظهر الأطباء الجراحون ومجبرو العظام والبياطرة وأطباء العيون ويتجلى ذلك في شريعة حمورابي، كما أن الأطباء بوجه عام كانوا على مراتب مختلفة مثل كبير الأطباء الذي أطلقوا عليه المصطلح البابلي راب آسي(Rab-asi) أو المصطلح المأخوذ من السومرية آزوكلو (Azugallu) وكان الأطباء يتزينون بأزياء خاصة ويحملون حقائب يضعون فيها آلاتهم ،وأدواتهم الجراحية وأدويتهم، وقد صورت بعض هذه الأدوات على الأختام الأسطوانية الخاصة بالأطباء(32)، ومنها ختم أحد الأطباء وعاش في زمن جوديا في لجش(33)، وقد وردنا وصف طبيب لنفسه في ترتيلة دينية موجهة إلى الإله مردوخ جاء فيها: "أنا الطبيب أعرف كيف أداوي وأحمل معي جميع الأعشاب, أنا مجهزة بحقيبة مليئة بالتعاون وأحمل جره... وأمنح العافية"(34) (انظر الملحق رقم 10 ص 184).
ويتجلى من خلال الترتيلة السالفة الذكر مدى التناقض الذي ذهب إليه جل المؤرخين من أن هذه المدرسة ابتعدت تماما عن الممارسات السحرية، فقد استند أطباء هذه المدرسة في إعداد وصفاتهم في بعض الأحيان على التعاويذ رفقة الأدوية، وبذلك يتضح مدى ترابط المدرستين (الدينية والعلمية) في نشاطهما حيث أن المعالجة الطبية تمتزج بالممارسة السحرية بينما تستفيد الممارسات السحرية من استخدام الوسائل الصيدلانية لمكافحة الأمراض (35).
ج. النصوص الطبية:
خلف السومريون والبابليون العشرات من الرقم الطيني التي تناولت الطب والمعارف المرتبطة به، ومما يلاحظ في النصوص الطبية في وادي الرافدين بصفة عامة أنها قد دونت باللغة السومرية، فقد استعمل الأطباء دساتير سومرية كما كان الأطباء الفرنسيون يستعملون اللاتينية، ولعلهم كانوا يقصدون بذلك التحفظ على أسرار مهنة الطب حتى لا يفهمها المرضى(36)، وفيما يلي أهم أنواع هذه النصوص:
1. نصوص التشخيص والإنذار:
كان لارتباط الطب المباشر بأمور السحر والعرافة والتعزيم أن ظهر التشخيص أو التخمين أو التوقع وهو النشاط الذي تحدث عنه رينيه لابات في قوله: "التخمين والتشخيص الطبي وهو بحد ذاته مؤلف من معلومات وبراهين ليس فقط في بحث الطب بل أيضا في السحر والألوهية وهذا ليس بغريب كما كان موضوع ذلك سابقا من أن ظواهر المرض تهم ليس فقط الأطباء وإنما رجال الدين والسحرة أيضا إلا أن علم التخمين هو قسم من علم معرفة المستقبل"(37).
واستندت عملية التشخيص والإنذار إلى الظواهر المحيطة فمنها ما يبشر بالحظ الحسن، وهناك ما هي نذير بالسوء، كما كان لحركات الحيوانات وتصرفاتها قيمة تنبؤية تختلف باختلاف زمان ومكان الملاحظة, فدخول ثعبان إلى القصر ينبئ بحصار المدينة، ودخول الطير الجارح إلى البيت نذير بموت صاحب هذا البيت، والصراصير فأل سيئ لأصحاب هذا البيت، كما أن جميع ظواهر الجسم الإنساني قد أوجدت مجالات التفسيرات تناقلها الأجيال(38)، كما كانت للأحلام علاقة بالطب وبصحة المريض(39).
ونتيجة لهذا الارتباط المباشر بين الطب والسحر والعرافة والتعزيم أن ظهرت النصوص الخاصة بقضايا السحر، والوثائق المرتبطة بالعرافة، ووجدت رقم الرقى والتعاويذ، ومن أهم النصوص المتعلقة بهذا المجال ما عثر عليه في مكتبة آشور بانيبال وتضمنت 40 فصلا:
الأول والثاني عبارة عن نصوص فأل خاصة بالمعزم القادم لزيارة المريض، أما الجزء الثاني فيحتوي على 12 وثيقة قسمت حسب ظهور الأعراض على أعضاء الجسم، ومن خلالها يمكن تحديد نوع المرض (40):
- حصانة المثانة (Vessical calculus): "إذا... لثلاثة أيام وكانت عنده حصاة في المثانة (أبان موشتيني) فعلى هذا الشخص أن يشرب البيرة، وهكذا فإن الحصاة ستتفتت، وإذا قام هذا الشخص بدلا من شرب البيرة يتناول كمية من المياه، فسوف يذهب إلى مصيره (أي يموت)".
-اليرقان الشديد (Icteurs gravis) : "إذا كان جسد المريض أصفر، ووجهه أصفر-مسودا وسطح لسانه أسود... ولمثل هذا المريض لا ينبغي للطبيب عمل أي شئ لأن هذا الشخص ميت لا محال، فمن غير الممكن شفاؤه"(41).
واحتوى الجزء الثالث على عشرة رقم، صنف فيها تدرج المرض أو مدته: "إذا استمر المرض أربعة أيام وبقي المريض يضع يده على بطنه من شدة الألم وكان وجهه مصفرا فإنه سيموت". "إذا ظل بعد أربعة أو خمسة أيام يعرق فسيخف المرض".
ويبحث الجزء الرابع في الهذيان والحالات النفسية وعدم القدرة على الجماع والحالات النفسية كاختلال العقل والصرع (42): "إذا كان عنق (المريض) ملتويا على الدوام نحو اليسار، وإذا كانت أطرافه العليا والسفلى ممتدة، وإذا كانت عيونه شاخصة نحو السماء وواسعة الانفتاح، وإذا سال اللعاب منه من فمه، وإذا كان يشخر، وإذا فقد وعيه، وإذا كان في النهاية، فهي نوبة مرض شديد، يد الإثم"(43).
وأما الجزء الخامس والأخير فكتب على ست ألواح ويتعلق بالتشخيصات الخاصة بالحمل والولادة وما يخص الوليد الجديد: "إذا كان أعلى جبين المرأة الحامل لامعا بالبياض فإن الجنين الذي تحمله سيكون بنتا وستكون عفيفة"، "وإذا كان طرف أنف المرأة الحامل متورما من الناحية اليسرى وأكثر سوادا فإن الجنين الذي تحمله سيموت..."(44).
ولما كان تشخيص الأمراض يستند إلى أمور السحر والعرافة، فإن علاج الكثير منها لم يخرج من هذا الإطار، فقد اعتمد رجال الدين على قراءة الرقي والتعاويذ التي تمارس بمعونة الآلهة والكلام المرتب والمنمق، وصاحب ذلك طقوس سرية كاستعمال ألوان رمزية معينة وطرد الشر بالقوة بواسطة عمل عقد من الحبال أو الخيوط ذات الألوان، واستخدام الدوائر والأرقام، وإظهار القوى الجاذبية أو الدافعة لعناصر معينة: التطهير بالماء، اضرام النيران، الإيهام بتبديل مواضع الجلوس... وهذه الطقوس والصلوات السحرية يصطلح أن يطلق عليها بالطب السحري، لأنها مختلطة مع معالجات مرضية بصورة أكثر علمية (45) وفيما يلي مثال عن هذه الرقي (نصوص) التي استعملت للعلاج:
- تعويذة خاصة بوجع الأسنان، ويرجع تاريخها إلى العصر البابلي الحديث ما بين القرن السابع والسادس ق.م وقد جاء فيها: من بعد أن خلق الإله آنو السماء والأرض وخلقت الأرض الأنهار وخلقت الأنهار الجداول والقنوات وخلقت الجداول الأهوار، وخلقت الأهوار الدودة وذهبت الدودة إلى الإله شمش وأيا وبكت وذرفت الدموع وقالت "ماذا تعطيني لطعامي؟ وما تعطيني لأمتصه؟ فأجابها أيا: سأعطيك التين الناضج والمشمش، فقالت "وما جدوى التين الناضج والمشمش لي؟ ضعني في الأسنان، واجعل مسكني في اللثة، لكي أمتص دم الإنسان وأقرض اللثة وآكل جذورها، ويعقب ذلك توجيه التعويذة على الدودة لأنك قلت هكذا يا دودة فليحطمنك الإله أيا..."(46).
2. النصوص الخاصة بالعلاج بالأدوية:
يعتبر هذا النوع من النصوص على قدر كبير من الأهمية في تاريخ الطب، وقد وجد منها مئات من ألواح الطين، ومعظمها نسخ من العصور المتأخرة مثل العصر الآشوري الحديث ولكنها ترجع في أصولها إلى أقدم من ذلك بكثير(47)، ويعود أقدم نص طبي إلى فترة سلالة أور الثالثة أي خلال الألف الثالثة ق.م، وتعد أول دستور للأدوية "أقرباذين" في تاريخ الإنسان، وقد اعتمد فيه الطبيب السومري على المصادر النباتية والحيوانية في تهيئة عقاقيره(48)، وكان من بين المعدنيات المفضلة لديه كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) ونترات البوتاسيوم (ملح البارود)، ومن المملكة الحيوانية استعمل اللبن وجلد الحية وصدفة السلحفاة، ولكن مصدر معظم مفرداته الطبية كان من عالم النبات: من نباتات مثل القاسيا (القثاء الهندي) والآس والحلتيت والزعتر والأشجار مثل: الصفصاف والكمثري والشربين (الشوح)، والتين والتمر، وكانت مثل هذه العقاقير تهيأ إما من البذور أو الجذور أو الفروع أو اللحاء أو الصموغ، وكان يحتفظ بها على هيئة مادة صلدة أو على هيئة مسحوق(49) وفيما مثال عن هذه النصوص: "بعد سحق جذور النباتات (المنصوص عليها) مع القير المجفف الذي يؤخذ من النهر ومزجه بالجعة، يدعك المكان المصاب بالزيت ويوضع (الدواء) على شكل كمادة". "بعد سحق بذور النباتات (المنصوص عليها) تمزج مع الجعة ومن ثم يشربها المريض"(50).
وقد قدم الطبيب السومري الأدوية على هيئة مراهم أو مقطرات وتستعمل إما استعمالا خارجيا أو استعمالا داخليا بهيئة سوائل. كما أنه استعمل إضافة إلى المواد المذكورة سابقا طين النهر المسحوق، والماء، والعسل والزيت... ومهما تنوعت المواد المستعملة في صناعة الأدوية فإن كل ذلك يوضح أن طرق تركيب الأدوية السومرية ودساتيرها قد بلغت مرحلة كبيرة من التقدم، وهي تعبر عن معرفة واسعة بجملة طرق كيمياوية(51) متقنة نوعا ما(52).
والشيء المميز لهذا الأقرباذين أنه يخلو من ذكر الأمراض التي تستخدم لها الأدوية، كذلك يخلو من ذكر المقادير وعدد مرات الاستعمال، ويرجح أن يكون المقصود بذلك هو التكتم المهني، إذ يرجح أن يكون الطبيب السومري قد أخفى عمدا تفاصيل المقادير حفاظا على أسراره من أن يتطفل عليها غير أهل المهن الطبية، ولعله أخفاها حتى عن زملائه الأطباء (53).
وهناك نوع آخر من هذه النصوص جاءتنا مرتبة على هيئة جداول مقسمة في الغالب إلى ثلاثة حقول (خانات), يذكر فيها اسم المريض واسم الدواء وإرشادات موجزة في كيفية استعماله على النحو الآتي:
عرق السوس دواء للسعال يسحقها ويشرب مع الزيت والخمر
ورد عين الشمس دواء لوجع الأسنان يوضع مسحوقه على الأسنان
كما أن الكثير من مثل هذه النصوص رتبت فيها وصفات الأدوية بحسب أعضاء الجسم(54)، فهناك أمراض للأذن والأنف والعين والحنجرة، ثم أمراض الرأس عامة، ثم أمراض القلب والصدر والمعدة وهناك أمراض غير عضوية، كما أن هناك أمراضا أشاروا إليها ووصفوها بأنها لا تعالج كالسل والسرطان، وعرفوا إلى جانب ذلك بعض الأمراض الجلدية والتناسلية ثم السموم الناجمة عن لدغ العقرب والثعبان(55).
3. ما جاء في شريعة حمورابي:
تعد شريعة حمورابي من أعظم الوثائق التي أمدتنا بمعلومات طبية خاصة عن قوانين الجراحة (56)، فقد وجد رقمين طينيين فقط خصا الجراحة، الأول يخص إزالة الماء الأزرق من العين، والثاني يتعلق بعملية إزالة الجزء الملتهب من أحد العظام (57)، ويمكن تقسيم القوانين الخاصة بالطب إلى: من 215-223 وهي خاصة بالعمليات الجراحية، أجورها والقصاص الذي يتلقاه الجراح في حالة إخفاقه:
المادة 215 : إذا أجرى طبيب عملية جراحية كبيرة بسكين من البرونز لرجل وأنقذ (حياة) هذا الرجل أو فتح له خراجا وأنقذ عينه، فيحصل الطبيب على 10 شيكل(58) من الفضة أجره.
المادة 216 : إذا كان طفل موشكينوم فيحصل الطبيب على 5 شيكل من الفضة.
المادة 217 : إذا كان عبد رجل، فعلى صاحب العبد أن يعطي الطبيب 2 شيكل من الفضة.
المادة 218 : إذا أجرى طبيب عملية جراحية بسكين من البرونز لرجل وسبب له ذلك موت الرجل و فتح خراجا بسكين برونزية لرجل وخرب عينه فعقوبته بتر يده.
المادة 219 : إذا أجرى طبيب عملية جراحية بسكين برونزية لعبد رجل وسبب موته، فعليه أن يعوض عليه عبدا بعبد.
المادة 220 : إذا فتح له خراجا بسكين برونزية وخرب له عينه، فعليه أن يزن نصف ثمنه فضة.
المادة 221 : إذا أصلح طبيب عظما مكسورا لرجل وعالج له عصبا مريضا وتعافى، فعلى المريض أن يعطيه 5 شيكل فضة.
المادة 222 : إذا كان هذا ابن "موشكينوم" فعليه أن يعطي الطبيب 3 شيكل فضة.
المادة 223 : إذا كان هذا عبد رجل فعلى صاحب العبد أن يعطي الطبيب 3 شيكل فضة.
في حين تناولت المادتان 224 و 225 من القانون الطب البيطري:
المادة 224 : إذا أجرى طبيب عملية جراحية كبيرة لثور أو حمار وأنقذه، فعلى صاحب الثور أو الحمار أن يعطيه أجره من الفضة، ما يعادل سدس ثمن الحيوان.
المادة 225 : وإذا أجرى عملية جراحية كبيرة لثور أو حمار وسبب موته فعليه أن يعطي صاحب الثور أو الحمار ربع الثمن(59).
ويتضح دور المعتقد الديني والآلهة جليا في خاتمة القوانين، حيث يختتم حمورابي قانونه بمدح الملك العادل، ثم يؤكد على ضرورة أن يعمل الشعب بهذه القوانين، ويقدم اللعنات على من لا يتقيدون بشريعته، وبعض هذه اللعنات الخاصة بالطب (60)
على نينكاراك، ابنه آنو
داعيتي في ال "أكور"
تصيبه بمرض عضال
ومكروه شديد
وجرح بليغ، لا شفاء منه
وما من طبيب يكشف طبيعته
الذي لا يخفف بالتضميد
كالعضة المميتة التي لا تزول
وتسبب إطفاء (نور) حياته
(وفقدانه) لقوة رجولته (61).
لقد تطور النشاط المعرفي العلمي في سومر وبابل كما الآداب تحت تأثير المعتقدات الدينية والتأملات والأعمال السحرية الخرافية التي مارسها الكهنة بصورة رئيسية، ولا يمكن إقامة التعارض بين كثير من العلوم والدين، فقد كان الطب والفلك والكيمياء... جزءا من الدين، وكانت شعائر الشفاء والتنجيم وتكوين الأدوية وغيرها من العلوم جزءا من الشعائر الدينية، وكانت تهم حياة الفرد وعمل على تنظيمها، فهي أنظمة إلهية منحتها الآلهة للبشر وهو ما تخبرنا به القصة التي رواها المؤرخ البابلي بيرسوس بأنه خلال مدة حكم الملك ألوروس (Aloros) الذي حكم قبل الطوفان، خرج الوحش مدة حكم الملك أوئنس (Oannes) ، من البحر وكان على شكل إنسان في لباس سمكة، وعلم الملك وشعبه مختلف أنواع الحرف والقوانين والعلوم(62).
____________
(1) خزعل الماجدي، (بخور الآلهة)، المرجع السابق، ص 344 .
(2) جفري بارندر، المرجع السابق، ص 27
(3) فيصل الوائلي، من أدب سومر، مجلة سومر، المجلد 21، ج 1+2 مديرية الآثار، بغداد، 1965، ص ص 52-50
(4) خزعل الماجدي، (بخور الآلهة)، المرجع السابق، ص 346 .
(5) صمويل نوح كريمر، من ألواح سومر، تر: طه باقر، مر: أحمد فخري، مكتبة المثني، بغداد، (د.ت)، ص328-327.
(6) بلغ السحر في حضارة وادي الرافدين شهرة واسعة، وقد تميز به البابليون خاصة وهو ما تؤكده الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)} [البقرة: 102].
(7) خزعل الماجدي، (بخور الآلهة)، المرجع السابق، ص 349 )
(8) فاضل عبد الواحد علي، عامر سليمان، المرجع السابق، ص 213
(9) خزعل الماجدي، (متون سومر)، المرجع السابق، ص 341 .
(10) طه باقر، (مقدمة في تاريخ الحضارات)، المرجع السابق، ص 272 .
(11) خزعل الماجدي، (متون سومر)، المرجع السابق، ص 341 .
(12) خزعل الماجدي، (بخور الآلهة)، المرجع السابق، ص 133 .
(13) نفسه، ص 351 .
(14) طه باقر، (مقدمة في تاريخ الحضارات)، المرجع السابق، ص 242-243 .
(15) حربي عباس عطيتو، حسان حلاق، العلوم عند العرب أصولها وملامحها الحضارية، دار النهضة العربية، بيروت، 1995 ، ص17.
(16) سبتينو موسكاتي، المرجع السابق، ص 52 .
(17) عبد الحميد العلوجي، تاريخ الطب العراقي، مطبعة أسعد، بغداد، 1967، ص 60 .
(18) ينفي هيرودوت تماما هذا الطرح في قوله: " ليس لدى أولئك القوم أطباء بيد أنه إذا مرض أحدهم، أرقدوه في الساحة العامة ويمر به الذاهب والغادي، فإذا تصادف أن أحدهم سبق أن مرض بمثل مرضه، أو كان يعرف شخصا آخر أصيب بمثل هذا المرض ذكر له الوصفة التي وجد فيها الشفاء في حالته هو نفسه، أو في الحالة التي يعرفها ولا يجوز أن يمر شخص بالمريض ولا يسأله عما يشكو منه". أنظر: ا.ج إيفانر، هيرودوت، تر: أمين سلامة، مر: كمال الملاخ، الدار القومية للطباعة والنشر، (د.ت)، ص 76-77.
(19) خزعل الماجدي، (ميثولوجيا الخلود)، المرجع السابق، ص 103-104.
(20) أحمد أمين سليم، (دراسات في حضارة الشرق الأدنى القديم)، المرجع السابق، ص 229.
(21) خزعل الماجدي، (متون سومر)، المرجع السابق، ص 273.
(22) L. Delaporte, Op.Cit, P 169.)
(23) فراس السواح، (دين الإنسان)، المرجع السابق، ص 259 .
(24) أحمد أمين سليم، (دراسات في حضارة الشرق الأدنى القديم)، المرجع السابق، ص 230.
(25) سامي سعيد الأحمد، الطب العراقي القديم، مجلة سومر، المجلد ج 1+2 مديرية الآثار، بغداد، 1974 ص88.
(26) أحمد أمين سليم، (دراسات في حضارة الشرق الأدنى القديم)، المرجع السابق، ص ص 229.
(27) خزعل الماجدي، (ميثولوجيا الخلود)، المرجع السابق، ص 108-109.
(28) خزعل الماجدي، (بخور الآلهة)، المرجع السابق، ص 150 .
(29) كان للماء دور هام في معتقدات سكان وادي الرافدين الأقدمين من ناحية الطبابة الدينية، فقد كان يطلق عليه ماء الحياة، الذي يطهر المرضى من الخبائث، فقد كان الكهنة والمعوذون يوصون باستعمال ماء الفرات لرشه على المرضى لأنه كان لديهم أكثر قدسية من ماء دجلة، ولأنه كان في نظرهم النهر المطهر الوحيد، غير أن ماء دجلة كان في عقيدة الآشوريين مفضلا على ماء الفرات، وكانوا ينظرون إليه نظرة تقديس وتعظيم. أنظر: عبد الحميد العلوجي، المرجع السابق، ص 62
(30) سامي سعيد الأحمد، (الطب العراقي القديم)، المرجع السابق، ص 86-87.
(31) صمويل نوح كريمر، (من ألواح سومر)، المرجع السابق، ص 13
(32) فاضل عبد الواحد علي، عامر سليمان، المرجع السابق، ص 216 .
(33) طه باقر، (موجز في تاريخ العلوم والمعارف)، المرجع السابق، ص 94 .
(34) سامي سعيد الأحمد، (الطب العراقي القديم)، المرجع السابق، ص 87 .
(35) Léo Oppenheim, La Mésopotamie -Portrait d’une Civilisation- Gallimard, France, 1970.
(36) طه باقر، (مقدمة في تاريخ الحضارات)، المرجع السابق، ص 374
(37) وليد رينيه لابات، الطب البابلي الآشوري، تر: وليد الجادر، مجلة سومر، المجلد 24 ، ج 1 +2، مديرية الآثار، بغداد، 1968 ، ص 201
(38) L. Delaporte, Op.Cit, p 170-171.
(39) خزعل الماجدي، (ميثولوجيا الخلود)، المرجع السابق، ص 145 .
(40) فاروق ناصر الراوي وآخرون، المرجع السابق، ص 330.
(41) George roux, Op.Cit, p 414.)
(42) فاروق ناصر الراوي وآخرون، المرجع السابق، ص 330.
(43) George roux, Op.Cit, p 413.
(44) فاروق ناصر الراوي وآخرون، المرجع السابق، ص ص 331-333.
(45) وليد رينيه لابات، المرجع السابق، ص 196 .
(46) خزعل الماجدي، (ميثولوجيا الخلود)، المرجع السابق، ص 125 . أنظر نص التعويذة كاملة: قاسم الشواف، ك 2، المرجع السابق، ص ص 54-57.
(47) طه باقر، (موجز في تاريخ العلوم والمعارف)، المرجع السابق، ص 95 .
(48) استخدام العقاقير الطبية لم يكن دائما الهدف منها تطهير جسم المريض، بل كان استخدامها لإرهاب الشيطان وإخراجه من الجسم وكان أكثر الأدوية شيوعا عقار مكون من خليط من العناصر التي تعافها النفس اختيرت لهذا السبب عن قصد ولعلهم كانوا يفترضون أن معدة المريض أقوى من معدة الشيطان الذي يتقمصه، وكانت العناصر المألوفة لديهم هي اللحم النيئ ولحم الثعابين ونشارة الخشب الممزوجة بالنبيذ والزيت، أو الطعام الفاسد==ومسحوق العظام أو الشحم والأقذار ممزوجة ببول الحيوان أو الإنسان أو برازه، وفي بعض الحالات كان يستبدل بهذا العلاج القذر لبن وعسل وزبد وأعشاب عطرة يحاولون بها استرضاء الشيطان. أنظر: عبد الحميد العلوجي، المرجع السابق، ص 08
(49) Samuel Noah kramer, Op.Cit, pp 89-90.
(50) فاروق ناصر الراوي وآخرون، المرجع السابق، ص 328-329.
(51) اختلطت الكيمياء هي الأخرى بالسحر وامتزجت بالدين، وكانت غير مشاعة بين الناس، وتميزت الكتابات المسمارية الكيميائية بالسرية وصولا إلى اعتبارها من الأسرار الخفية أو من عمل الآلهة، حيث استخدمت الضحايا والقرابين لإنجاح بعض العمليات الكيميائية لصنع الزجاج، والأكثر من ذلك أن نصوص كيميائية وجد في آخرها: "دع الملقن (للصنعة) يراها للملقن ولا يراها غير الملقن، إنها تخص الأشياء المحرمة للآلهة العظام". أنظر: فاروق ناصر الراوي وآخرون، المرجع السابق، ص 341.
(52) Samuel Noah kramer, Op.Cit, p 99-100.)
(53) خزعل الماجدي، (بخور الآلهة)، المرجع السابق، ص 151 .
(54) فاضل عبد الواحد علي، عامر سليمان، المرجع السابق، ص 217 .
(55) نجيب ميخائيل إبراهيم، المرجع السابق، ص 235 .
(56) كانت الجراحة أكثر العلوم تحررا من السحر، لأنها تقوم على معالجة ظواهر واضحة للعيان وتشير النصوص الطبية من العراق القديم إلى إجراء العمليات الجراحية للمريض في حالة النخر الحاد وإجراء شق الخارج الكبدي وثقب غشاء المتقيح. أنظر: برهان الدين دلو، المرجع السابق، ص 253.
(57) فاروق ناصر الراوي وآخرون، المرجع السابق، ص 335 .
(58) يعادل الشيكل الواحد 1 / 60 من الوزنة البابلية التي كانت تعرف باسم "مينة" أي ما يزيد قليلا عن 8.4 غ، حيث كانت المينة الواحدة تزن ما يساوي الآن نصف كيلوغرام. أنظر: طه باقر، (موجز في تاريخ العلوم والمعارف)، المرجع السابق، ص 46، الهامش رقم (01).
(59) توفيق سليمان، دراسات في حضارات غرب آسيا القديمة من أقدم العصور إلى عام 1190 ق.م- الشرق الأدنى القديم "بلاد ما بين النهرين، بلاد الشام"- دار دمشق، دمشق، 1985، ص 219-220.
(60) جورج سارتون، المرجع السابق، ص 199 .
(61) توفيق سليمان، المرجع السابق، ص 235 .
(62) سامي سعيد الأحمد، (الطب العراقي القديم)، المرجع السابق، ص83.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|