أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
1742
التاريخ: 20-12-2020
2081
التاريخ: 23-10-2016
2732
التاريخ: 23-9-2016
1414
|
الصلات السياسية لمملكة إيسن مع بابل(1):
كانت بابل عبارة عن مدينة صغيرة اصبحت تابعة لسلطة ملوك إيسن بعد سقوط سلالة أور الثالثة(2) ومن الامور المهمة بالنسبة لتطور الاحداث ان سيطرة إيسن على مدينة بابل وضواحيها بدأت تتزعزع حيث يخبرنا احد نصوص الفأل من العصر البابلي القديم عن تصادم حدث بين ملك إيسن (أشمي- داگان ق.م Išme-dagan1953-1935) ومملكة كيش، وكانت نتيجة ذلك التصادم هو اندحار مملكة إيسن مما افقدها السيطرة على بابل التي صارت تحت نفوذ كيش(3) ولكن تلك السيطرة لم تستمر، كما سمحت الاوضاع غير المستقرة بسبب حالة العداء والنزاع المستمر فيما بين الممالك التي اثبتت وجودها أولاً في جنوب العراق والتي تقع على رأسها مملكتي "إيسن ولارسا" لزعيم أحدى القبائل الامورية والذي حمل اسم (سومو-آبم ق.مSumu-Abum1894-1881) بالاستقرار في مدينة بابل، والتي كانت لا تبعُد مسافة كبيرة عن ساحة الصراع، بإعلان نفسه زعيماً على تلك المدينة(4).
وقد اتخذ "سومو-آبم" لقب "الشيخ" والذي يشير إلى رئيس المستوطن الذي سكن فيه، كما يعني أيضاً زعيم القرية أو المدينة التي سكن فيها(5)، لذلك يمكن القول بان "سومو-آبم" كان زعيم أو شيخ احدى القبائل الامورية التي هاجرت ضمن الموجه الثانية من جهة الغرب نحو وسط بلاد الرافدين(6). وقد عاصر "سومو-آبم" في مدة حكمه ملك إيسن (بور-سين Bur-Sin 1895-1874 ق.م)(7) وكان أول الأعمال التي قام بها بنائه لسور كبير يحيط بمدينة بابل، أرخ به سنة حكمه الأولى(8) كما قام بتشيد معبد للالهة (نن-أسيناNin-Isina)(9) وهذا يدل على ان الوحدة الدينية للبلاد قد تجاوزت الوحدة السياسية، أو انه كان لغرض سياسي مع مملكة إيسن(10). وبعد ان ضمن امن مملكته ألفتيه عن طريق بناء السور الكبير لها، بدأ بمحاولة التوسع بنفوذه السياسي صوب المدن الصغيرة المجاورة، فنجح في سنة حكمه الثالثة بضم عدد من المدن المجاورة له مثل مدينة "ايلب"(11) و"دلبات"(12) و"كيش"(13). ثم تولى الحكم في بابل الملك (سومو- لئيل ق.م Sumu-Lael 1880-1845) والذي لا تعرف صلته بالملك السابق، وربما قام بخلعه عن عرش بابل مستغلاً بعض الظروف التي سمحت له بذلك(14) وقد عاصره خلال مدة حكمه مجموعة من ملوك إيسن وهم "بور-سين" و(لبت-إنليل Lipit-Enlil 1873-1869 ق.م) و( إيرّا-إيميتي ق.مIrra-Imitti 1868-1861) و(إنليل-باني Enlil-Bani1860-1837 ق.م)(15) .
حاول ملك بابل الجديد المحافظة على الهدوء السياسي وعدم اثارت الممالك القوية ضده، لذلك انصب اهتمامه في بداية حكمه على اقامة المشاريع العمرانية، ثم قام بعد ذلك بتوسيع حدوده نحو المناطق المجاورة، كما انه عقد حلفاً مع مملكة الوركاء(16) وربما كان هذا الحلف موجهاً ضد مملكتي "إيسن ولارسا"(17).
ثم أخذت مملكة بابل تزداد قوتاً على حساب مملكة إيسن، وخاصة عندما تولى الحكم فيها الملك (سابيئم Sabium 1844-1831 ق.م) في الوقت الذي استمرت فيه حالة التدهور والضعف التي كانت تعاني منها مملكة إيسن، حيث تولى الحكم فيها عدد من الملوك الضعفاء وغير المؤثرين في سير احداثها مثل الملك (زامبيا ق.مZambia 1836-1834) والملك (18) (إيتر-بيشا ق.مIter-Piša 1833-1831). في الوقت نفسه آخذت حالة الصراع تزداد بين مجموعة من القوى والتي تمثلت بـ "لارسا" و"الوركاء" و"بابل" في عهد ملكها "سابيئم" حيث خسرت مملكة إيسن الكثير من توابعها (19).
خلّف (أبيل-سين Apil-Sin) والده "سابيئم" في حكم مملكة بابل، وقد حكم خلال المدة (1830-1813 ق.م) وعاصره في مدة حكمه عدد من ملوك إيسن منهم الملك (أور-دوكوكا Ur-dukuga) و(سين-ماگر ق.م Sin-Magir 1827-1817) والملك الأخير (دامق-إيليشو ق.م Damiq-Ilišu1816-1794)، والذي حاول استعادت ما فقدته مملكته من مدن وأراضي لكنه فشل في ذلك(20).
كان اعتلاء (ريم-سين ق.م Rim-Sin1822-1763) لعرش لارسا يعد عامل قوة لتلك المملكة، بحيث اخذ يخطط من اجل توسيع رقعة مملكته على حساب الممالك الاخرى، وبالفعل فقد تكللت جهوده في القضاء على مملكة إيسن في عهد ملكها (دامق–إيليشو) وبالتالي ضمها لسلطته(21)، إلا أن ملك بابل (سين-مبلّط ق.م Sin-Muballit 1812-1793) تمكن من انتزاع إيسن من قبضة لارسا، وضمها إلى مملكته بابل(22) ولكن ذلك النصر الذي حققه ملك بابل لم يستمر طويلاً اذ سرعان ما تمكن "ريم-سين" من استعادت سيطرته على إيسن(23).
بعد هذا الوقت اعتلى (حمورابي ق.م Hammurabi1792-1750) عرش مملكة بابل وفي السنة السابعة من حكمه هجم على مدينتي إيسن والوركاء فأخضعهما وأرخ سنة حكمه السابعة بهذا الحدث(24).
بقيت إيسن خاضعة لسيطرة مملكة بابل طيلة مدة حكم حمورابي، لكن بعد ان تولى (سمسو-إيلونا Samsu-Iluna 1749-1712 ق.م) الحكم في بابل عادت إيسن فظهرت من جديد على مسرح الأحداث مستغلة الأوضاع السياسية الجديدة، فقد تحالفت إيسن مع الوركاء ضد مملكة بابل، ولكن الملك "سمسو-أيلونا" تمكن في السنة العاشرة من حكمه من تحطيم ذلك الحلف وأعاد سيطرة مملكة بابل على تلك المدن(25).
_____________
(1) لغرض الاطلاع وبشكل مفصل عن احوال مملكة بابل وملوكها، ينظر، الفصل الثالث، المبحث الاول، ص148
(2) بوتيرو، جين وآخرون، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص186. كذلك ينظر الخارطة رقم (1).
(3) المصدر نفسه، ص186.
(4) الأعظمي، محمد طه، المصدر السابق.، ص41.
(5) Gelb, I. J., JCS, 15/1(1961), P. 29.
(6) باقر، طه، مقدمة... ، ج1، ص428.
(7) المصدر نفسه، ص442. كذلك ينظر الجدول التعاصري، ص33.
(8) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 12.
(9) "نن-أسينا" وهي الالهة الرئيسية التي عبدت في مملكة إيسن، وهي الهة الصحة والشفاء للمزيد ينظر، الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن ... ، ص19.
(10) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص190.
(11) آيلب: تقع مدينة آيلب قرب مدينة سبار شمال بابل، للمزيد ينظر: الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص64.
(12) دلبات: تقع مدينة دلبات (تل دليهم) على بعد 40كم جنوب بابل. للمزيد ينظر: المصدر نفسه، ص70
(13) Horsnell, M.J.A., The year-Name of first Dynasty of Babylon, (Toronto, 1974), P. 107.
(14) Al-Adami, K.,"King Apil-Sin confirms the Judgment of Sumulael" Iraq, 59(1997), P.73.
(15) Barton, G.A., RISA, P. 356.
(16) الأعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص43.
(17) Macqueen, J.G., Op. Cit., P. 41.
(18) الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن... ، ص61.
(19) Macqueen, J.G., Op. Cit., P. 41.
(20) Kraus, F.R., Op. Cit., P. 39.
(21) Jacobsen, Th., OIC, 11 (1939), P. 127.
(22) الأعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص34.
(23) ساكز، هاري، عظمة بابل...، ص83.
(24) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 52. كذلك ينظر خارطة رقم (5)
(25) Mercer, S.A., SBYF., P. 39.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|