المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5832 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


المواضيع الدينية للأدب  
  
1907   07:58 مساءً   التاريخ: 24-12-2020
المؤلف : بلخير بقة
الكتاب أو المصدر : أثر ديانة وادي الرافدين على الحياة الفكرية سومر وبابل 3200- 539 ق.م
الجزء والصفحة : ص 73-95
القسم : التاريخ / العصر البابلي القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2020 2941
التاريخ: 17-9-2016 2645
التاريخ: 4-1-2021 2594
التاريخ: 2-5-2020 2543

المواضيع الدينية للأدب:

1. الأساطير الدينية:

عند الكلام عن التآليف الأدبية عند السومريين والبابليين وغيرهم من الشعوب الأخرى يتبادر إلى أذهاننا أول نوع من هذه التآليف ألا وهو الأسطورة التي حظيت بالنصيب الأوفر في الآداب القديمة, فالأساطير تمثل خزانة الوعي البشري فهي تعبير عن الدين بصورة ولكنها تخزن علوم ومعارف وفلسفة الأولين, ويعرفها خزعل الماجدي في قوله:

"الأسطورة تعني قصة حقيقية, بل قصة مقدسة أيضا لأنها كانت جزءا حيويا من الحضارة القائمة وليست مجرد قصة تروى للتسلية, قصة أبطالها من فوق الطبيعة والبشر, تفسر الخلق وأصول الأشياء, وما عملت الآلهة " (1).

أما فراس السواح فيذهب في تعريفه للأسطورة بقوله: " والأسطورة حكاية، حكاية مقدسة، يلعب أدوارها الآلهة وأصناف الآلهة، أحداثها ليست مصنوعة أو متخيلة, بل وقائع حصلت في الأزمنة الأولى المقدسة, إنها سجل أفعال الآلهة, تلك الأفعال التي أخرجت الكون من لجة العماء, ووطدت نظام كل شيء قائم, ووضعت صيغة أولى لكل الأمور الجارية في عالم البشر, فهي معتقد راسخ, الكفر به فقدان لكل القيم التي تشده إلى جماعته وثقافته وفقدان المعنى في هذه الحياة "(2).

أما مرسيا إلياد فيرى أن الأسطورة:" تروي تاريخا مقدسا، تروي حدثا جرى من الزمن البدائي, الزمن الخيالي هو زمن البدايات, بعبارة أخرى تحكي لنا الأسطورة كيف جاءت حقيقة ما إلى الوجود, بفضل مآثر اجترحتها الكائنات العليا.. إذن هي سرد لحكاية خلق تحكي لنا كيف كان إنتاج شيء, كيف بدأ وجوده ولا تتحدث الأسطورة إلا على ما حدث فعلا, عما قد ظهر في كل امتلائه, أما أشخاص الأساطير فكائنات عليا " (3).

فقد تلازمت الأسطورة والمعتقد الديني في الديانات الوضعية بشكل عام والديانات القديمة البائدة بشكل خاص, أو بمعنى آخر يصعب الفصل في الديانات الوضعية القديمة بين الاعتقاد الفكري والتصورات التي يعكسها الخيال عن هذه المعتقدات, وفيما يلي أهم النماذج للأساطير السومرية والبابلية:

أ. أسطورة الخليقة (الإينوما ايليش):

كان لموضوع الخليقة وأصل الوجود نصوص أدبية متنوعة ومتعددة بعضها باللغة السومرية وبعضها باللغة الأكدية, وقد عرف العصر البابلي القديم نشاطا أدبيا واسعا إذ أخذ البابليون النصوص السومرية وترجموها إلى البابلية, ومما يقال عن أساطير الخليقة المدونة بالسومرية أنها قصيرة وكثير منها ناقص, لذلك أسهم البابليون وأخذوا عن الإرث الأدبي السومري وحوروه بما يتناسب مع معتقداتهم (4).

وتعتبر هذه الملحمة من أبرز القصائد الشعرية في الأدب الديني وواحدة من أكثر الروائع الأدبية في محتواها وقدمها وشهرتها, تعرف ب" إينوما ايليش" حينما في العلى نسبة إلى بدايتها, وقد دونت على سبعة ألواح فخارية تم العثور عليها في مكتبة آشور بانيبال وهي تضم أكثر من ألف بيت, وقد أسبغت عليها صفة القدسية (الكتاب الديني) إذ كانت تتلى أثناء احتفالات رأس السنة في مدينة بابل وعلى مدى حوالي ألفي عام (5).

تذكر قصة الخليقة أنه في البدء لم يكن هناك شيء يذكر سوى العماء المكون من عنصرين إلهيين, الأول مذكر يتمثل في المياه العذبة "أبسو" والثاني مؤنث وهي المياه المالحة "تيامة", وأنه لإمتزاج هذه المياه مع بعضها ولد الإلهان "نخمو" و"نخامو" ثم ولد بعدهما انشار وكيشار اللذان ولدا الإله آنو وهو الذي صار إلها للسماء فيما بعد وهو بدوره ولد الإله أيا (6).

 عندما في العلا لم يكن للسماء اسم

والأرض الراسخة في الأسفل لم تكن قد سميت بعد

لم يكن هناك شيء سوى أبسو الأزلي, الذي أنجبهم

وممو-تيامات- وهي التي ولدتهم جميعا....(7)

وتكاثر عدد الآلهة وأخذ صخبها وضجيجها يزعج أباهم الأكبر ولهذا ذهب أبسو إلى تيامة غاضبا وأخبرها بأنه سوف يقضي على هذه الآلهة لأنها تسبب له إزعاجا كبيرا, غير أن تيامة عارضته وقالت كيف يجوز لنا أن نقضي على شيء خلقناه بأنفسنا ؟ ومن ناحية أخرى فإن وزير أبسو واسمه "مومو" اتفق مع سيده في الرأي, وأخذ الاثنان يضعان خطة للقضاء على تلك الآلهة, ولكن سرعان ما اكتشفت الآلهة المؤامرة وقررت الدفاع عن نفسها فقتلت الإله أبسو على يد الإله أيا (8).

ولما علمت تيامة بمصير زوجها انتفضت وأصرت على أخذ الثأر لزوجها, فسخرت لذلك جيشا من العفاريت واختارت "كينغو" قائدا وزوجا لها, فلما علمت الآلهة بذلك أرسلت الإله أيا لإنقاذهم في المرة الثانية, لكنه عاد مذعورا مما رأى, لكن الآلهة فيما بعد عزمت على اختيار مردوخ للقاء تيامة وجيشها شرط إعطائه امتيازات وسلطات استثنائية, عندها أقامت الآلهة عرشا يليق بإلوهية مردوخ وعينته سيدا عليهم, وقبل أن يمضي للمواجهة تسلح مردوخ بالقوس والسهام والصولجان وصنع شبكة كبيرة وأمر الرياح أن تمسكها من أطرافها... ولما دخل مردوخ في المواجهة مع تيامة نشر شبكته ورماها فوقه وعندما فتحت فمها لالتهامه دفع في بطنها الرياح الشيطانية فانتفخت وامتنعت عن الحركة, فوجه سهامه إلى أحشائها ثم شقها إلى شطرين, فكان النصف الأول السماء والنصف الثاني هو الأرض ثم قام بباقي عمليات الخلق, فخلق النجوم والشمس والقمر وحدد مسارها ثم خلق الإنسان من دماء كينغو بعد أن أخذ منه ألواح القدر, وخلق الحيوان والنبات, ونظم الآلهة إلى فريقين:

الأول في السماء وهم الأنوناكي، والثاني جعله في الأرض وما تحتها وهم الايجيجي (9) وبغض النظر عن التفاصيل التي توردها أسطورة الخلق فيمكن القول بأنها تعكس المعتقدات الرئيسية التالية:

1- أن المياه الأزلية كانت أصل الوجود (10).

2- أن الأرض والسماء تكونتا نتيجة الانفصال عن بعضهما البعض بعد أن كانت كتلة واحدة متمثلة في تيامة.

3- أن الإنسان خلق من دم وطين ومن أجل خدمة الآلهة (11).

 

ب. أسطورة نزول إنانا(عشتار) إلى العالم الأسفل:

وهي من الأساطير المهمة من عالم ما بعد الموت بوجه خاص والمعتقدات الدينية بوجه عام, وقد أكتشف لهذه الأسطورة المهمة روايتان: سومرية وأخرى بابلية, فالرواية السومرية وهي الأقوم وأصل الرواية البابلية, وقد وجد لها عدة ألواح اكتشفت أثناء التنقيبات التي أجريت في مدينتي نفر وأور, ويرقى تاريخها إلى أوائل المنتصف الأول من الألف الثاني ق.م أما الرواية البابلية فيرجع زمنها إلى نهاية الألف الثاني ق.م, وقد وجدت نسخ لها في مكتبة آشور بانيبال.

وموجز الأسطورة أن إنانا ملكة السماء صممت على زيارة العالم الأسفل, ولعلها كانت عازمة على إنقاذ عشيقها تموز(12), فتجمع كل ما تحتاجه من مراسيم مقدسة وترتدي ثيابها الملكية وتتحلى بالأحجار الكريمة وتتهيأ للنزول إلى العالم الأسفل وهي الأرض التي تحكمها أختها أيرشيكيجال, وأوصت وزيرها ننشوبر أنه في حالة تأخرها خلال ثلاثة أيام فعليه أن يستنجد بانليل, فإذا رفض ذلك فعليه أن يستعطف إله القمر ننا(سن), فإذا رفض هو الآخر فعليه بالتضرع أمام إله الحكمة انكي والذي سينجدها ويعيد لها الحياة:

لقد مضت (إنانا) نحو العالم الأسفل

وسار إلى جانبها رسولها (ننشوبر)

وقالت (إنانا) الطاهرة ل(ننشوبر)

أيه لم من كنت لي سندا وطيدا

يا رسولي الذي ينطق بالبشائر

إنني الآن ذاهبة إلى العالم الأسفل.

وعند ذهابي إلى العالم الأسفل

أملأ السماء بالشكوى من أجلي

وفي موضع اجتماع الآلهة المقدسة, إبك من أجلي

وإلى دار الآلهة أسرع في الذهاب من أجلي...(13).

وعند وصولها إلى العالم الأسفل اقتربت من معبد أيرشكيجال المصنوع من اللازورد ولقيها عند البوابة حارسها الذي طلب منها الإفصاح عن سبب مجيئها فتعذرت بسبب ثم قادها الحارس بعد أن استشار ملكته عبر البوابات السبع إلى العالم الأسفل وكلما مرت ببوابة نزعت أحد أثوابها, وبعد مرورها البوابة الأخيرة جيء بها عارية أمام أختها أيرشكيجال والأنوتاكي حكام العالم الأسفل الذين قضوا عليها بالموت (14).

وعند دخولها الباب السابع.

انتزعت منها جميع ثياب السيدات الوقورات

لم فعلت هذا؟

يا(إنانا) لقد نفذت مراسيم العالم الأسفل كما ينبغي

يا(إنانا) لا تجادلني في شعائر العالم الأسفل

أنمت إلى الأسفل

وجلست (أيرشكيجال) الطاهرة على عرشها.

والأنوناكي- الحكام السبعة- أصدروا حكمهم أمامها

لقد حدقوا بعيونهم نحوها عيون الموت…(15).

بعد مرور الأيام الثلاثة رأى ننشوبر أن ينفذ أمرها, فقام بجولاته للآلهة وفقا لتعليماتها, فكان كما افترضت إنانا, إذ رفض كل من انليل وإنانا تقديم المساعدة, لكن أنكي دبر خطة لإنقاذها, فشكل الكورجارو والكالاتورو مخلوقين لا جنس لهما وزودهما بطعام الحياة وماء الحياة وبعث بهما إلى العالم الأسفل لنشر المادتين على جثة انانا المعلقة, وهو ما فعلاه, وبذلك عادت إنانا إلى الحياة, ولكنها عندما قامت من عالم الأموات تبعها شياطين ذلك العالم الذين طالبوها بإعطائهم بديلا عنهم, فكان أن عرض عليها الآلهة التضحية, لكنها رفضت وعندما توجهت إلى أوروك وجدت الإله تموز زوجها, وبدلا من أن يظهر الحزن كما فعل الآلهة من قبله فكانت مظاهر الفرح بادية عليه, لذلك ثارت إنانا ونظرت إليه بعين الموت وسلمته إلى شياطين العالم الأسفل, وإذ به يتوسل إلى إله الشمس أوتو بأن يعينه إلى الفرار فحوله إلى ثعبان (16). وبذلك استطاع الفرار إلى أخته, لكن الشياطين لاحقوه إلى بيت أخته وأكرهوها على البوح بمكانه إلى أن أخبرتهم وأخذوه إلى الأموات حيث يبقى في هذا العالم مدة نصف سنة ثم تحل محله أخته لقضاء النصف الثاني من السنة (17).

 

2. الملاحم وقصص البطولة:

يؤلف موضوع القصص والملاحم الخاصة بالبطولة والأبطال موضوعا بارزا في أدب حضارة وادي الرافدين وبخاصة عند السومريين والبابليين, ومما يقال عن هذا النوع من الأدب أنها تستند في أسسها إلى أحداث تاريخية واقعية, ولكنها رويت بالأسلوب الروائي الأدبي الشعري, كما أن أبطالها من البشر بالدرجة الأولى بخلاف الأساطير التي هي مجرد نتاج الخيال الأسطوري الشاعري, وقد وضعت لتفسير أصول الأشياء ومظاهر الكون والحياة الاجتماعية (18).

 

أ. ملحمة جلجامش (19)

تعتبر أقدم الملاحم البطولية في تاريخ جميع الحضارات, ورغم أن هذه الملحمة ترجع إلى أصول سومرية إلا أنها نظمت في الألف الثالث وبداية الألف الثاني ق.م ويعود الفضل في نظمها إلى البابليين الذي شكلوا منها ملحمة متكاملة(20)(أنظر الملحق رقم 04 ص 178) شملت العديد من المواضيع في مقدمتها لغز الحياة والموت وما بعد الموت والخلود, فهي تمثل الصراع ما بين إرادة الإنسان في البقاء, وبين حقيقة الموت البديهية حتى بالنسبة لجلجامش لأن ثلثيه من الآلهة والباقي من البشر(21):

كان جلجامش ملكا وسليل ملوك, ولد في قصر ملك

أوروك وعند ولادته اجتمع

كل الآلهة ليمنحوه الصفات العالية, لقد أعطوه جسدا كاملا

"شمش" إله العواصف, وهبه الشجاعة

الآلهة العظام جعلوا جسده كاملا

يفوق الجميع, مخيفا كالثور البري

جعلوه بثلثيه إلها وثلثه بشري...(22)

وتبدأ الملحمة بذكر مآثر جلجامش ومنجزاته العمرانية في مدينة الوركاء, وبوصف قوته الخارقة, لذلك تضرع أهل الوركاء إلى الآلهة لتخلق غريما لجلجامش ليحد من تعسفه فاستجابت الآلهة لدعوات السكان, فخلقت أنكيدو المتوحش الذي يعيش مع الحيوانات, وقد رآه أحد الصيادين فقص على أبيه ما رأى فطلب منه والده أن يخبر جلجامش ويقدم له فتاة بغيا لكي يغوي بها أنكيدو ولترويضه ومن ثم استدراجه للوركاء (23).

لجأ جلجامش إلى هذه الوسيلة واستطاعت الفتاة أن تستحوذ على عواطف أنكيدو التي استطاعت أن تقنعه بالعدول عن حياة البراري والذهاب معها إلى الوركاء... وعند وصول أنكيدو إلى مكان الاحتفال إشتبك البطلان جلجامش وأنكيدو واستمر الصراع بينهما فترة من الزمن, وكانت النتيجة أن تغلب جلجامش على خصمه, وأصبح بعدها البطلان صديقين حميمين لا يفترقان (24).

وبعد أن أصبح البطلان صديقين عزم جلجامش على القيام بحملة إلى غابات الأرز لتخليد اسمه والترفيه عن صاحبه ومواجهة حارس الغابة العفريت خمبابا, وأخذ جلجامش يعد العدة للقيام بالرحلة فجهز الأسلحة, وأخذ موافقة مجلس الشيوخ, ثم طلب بركة أمه الآلهة... وبعد سفر شاق وطويل بلغ غابة الأرز وشرع جلجامش يقطع أشجار الأرز فسمع العفريت خمبابا ذلك فهاج وهجم عليهما, فكاد أن يفتك بهما لولا تضرعهما للإله شمش واستجابة الإله لدعائهما بتسليطه الرياح العاتية على خمبابا فسببت له الشلل وتمكنا من القضاء عليه(25). ولما عاد البطلان إلى الوركاء وأثناء إقامة احتفالات النصر خاطبت الآلهة عشتار جلجامش قائلة:

"تعالى يا جلجامش وكن لي زوجا, وقدم لي حبك هدية, ستكون أنت زوجي وأكون أنا زوجتك..." فرفض جلجامش عرض عشتار وذكرها بما فعلته بعشاقها منهم تموز, باشق حصان, بستاني, أسد, وناداها قائلا: "إنك تحبين الآن ولكنك ستضربينني فيما بعد كما ضربت هؤلاء جميعا"(26)

فثارت عشتار لذلك وطلبت من والدها أنو أن يرسل ثور السماء ليقتل جلجامش, لكن الإله أنو رفض في البداية فهددته لذلك وافق على طلبها وأنزل الثور وأخذ يفتك بالوركاء (27)، غير أن جلجامش وأنكيدو استطاعا القضاء عليه وعلى مرأى من عشتار (28) ونتيجة لذلك أعلنت الآلهة الانتقام من البطلين فقررت الموت لأنكيدو والذي حل به مرض الموت وأدرك قرب نهايته(29), وبعد أن مات أنكيدو حزن جلجامش بفقده, فظل خائفا يترقب مصيره المحتوم, وفي نفس الوقت بدأ يفكر في وسيلة من أجل الخلود فهداه تفكيره إلى البحث عن جده "أوتنابيشتم" بطل الطوفان ليسأله عن كيفية أن يكون خالدا, وبعد سفر طويل صعب محفوف بالمخاطر والأهوال وصل جلجامش إلى بطل الطوفان(30), وبعد أن علم بسبب مجيئه أخبره أوتنابيشتم بحتمية الموت:

إن الموت قاس لا يرحم

متى بنينا بيتا يدوم إلى الأبد؟

( وهل حتمنا عقدا يدوم إلى الأبد...(31)

ثم سأله جلجامش كيف استطاع الحصول على الخلود رغم أنه من البشر, فكان جوابه بأن قص عليه الطوفان: فقد روى أوتنابيشتم من خلال الحوار الذي دار بينه وبين جلجامش أنه كان يعيش في مدينة شورباك وكيف أن الإله أيا كشف له النقاب عن قرار الآلهة بإحداث الطوفان, ثم يأتي أوتنابيشتم بعد ذلك على ذكر تفاصيل بنائه سفينة النجاة التي حملته ومن معه من بشر وحيوانات وطيور ومؤن خلال الطوفان الهائل الذي استمر 6 أيام وسبع ليالي...(32). " وهكذا عزمت الآلهة في قرارة نفوسها أن تفني العالم بطوفان. ولكن سيدي أيا أنذرني بذلك في المنام إنه همس بكلماته خلال بيتي المصنوع من القصب قائلا: أيها البيت القصبي, أيها الجدار, أيها الجدار... أوليني أذنا صاغية, أيها البيت القصبي, تأمل أيها الجدار.. أيها الرجل من شورباك ابن أوبرا-توتو... قوض بيتك, وابني لك فلكا... أترك ممتلكاتك وأنج بحياتك... دع عنك متاعك الدنيوي وأنقذ روحك, ودعها تعيش.. هدم بيتك أقول لك, وابني فلكا... وهذه هي مقاييس السفينة إذا أردت بنائها... ليكن عرضها مساويا لطولها... اجعل ظهرها مسقفا كما يعلو السرداب سقفه... ثم خذ معك في الفلك بذر جميع المخلوقات الحية..."(33)

وبعدها خاطب أوتنابيشتم جلجامش: من سيجمع الآلهة من أجلك لتنال الحياة الخالدة؟ تعالى أمتحنك " لا تنم ستة أيام و سبع ليالي". لكن جلجامش أخذه النوم, بعدها كشف أوتنابيشتم لجلجامش عن سر نبات عجيب ينبت في أعماق البحر له خاصية السحر في تجديد الشباب, ونجح جلجامش في العثور عليه, غير أن الحظ خانه أثناء توقفه في الطريق فقد سرقت منه الحية النبتة وأكلتها فنزعت جلدها وأصبحت تجدد شبابها كل عام, وعند ذلك يئس جلجامش على ذلك وأخذ يبكي(34) لقد زخرت الملحمة في تفاصيلها الدقيقة بالأفكار والمعاني التي تعطي صورة كاملة لحياة وأنشطة شعوب وادي الرافدين, والشيء الذي يهمنا في الملحمة هو الجوانب الدينية فيها، فقد تحدثت عن الآلهة وأفعالها وصفاتها وصراعاتها, والمجلس الذي يضمها وعلاقتها بالبشر والطقوس التي تقام لها, والقرابين التي تقدم إليها, وتذكر الملحمة أيضا بعض الصلوات والتوسلات المقدمة للآلهة, واهتمام الملوك ببناء المعابد وترميمها, ومن المفاهيم الدينية التي تتعرض لها الملحمة أيضا مفهوم الخطيئة الإنسانية التي جاءت بالطوفان ومفهوم الثواب والعقاب ومفهوم حياة ما بعد الموت وحتميته والبعث, وكلها تعطي لنا فكرة عن التصور الديني, والشيء الأهم هو أنه لأول مرة يتصدر الإنسان وسط الآلهة ويواجهها ويكون ضمن صراعاتها (35).

 

ب. قصة أدابا (36)

من المؤلفات الأدبية التي يدور موضوعها حول حتمية الموت ومسألة الخلود وعلاقة الإنسان بالآلهة (37), وقد وصلت إلينا قصة مدونة على أربعة ألواح مهشمة عند نهايتها, وهي مدونة باللغة البابلية ويعد تاريخ أقدم ألواحها, وهو اللوح الذي عثر عليه في تل العمارنة (38) بمصر إلى القرن الرابع عشر ق.م, أما الألواح الثلاثة الأخرى فقد عثر عليها في مكتبة آشور بانيبال بنينوى (39).

وتذكر القصة أن الإله أيا جعل منه نموذجا للإنسان الصالح, فهو رجل تقي يخشى الآلهة ويقدم لها القرابين باستمرار, وكان محبا للناس يساعدهم في أعمالهم ويساهم في توفير الطعام والشراب لسكان مدينته:

لقد جعله أيا كاملا في القدرة على الفهم

ليكتشف عن خطط البلاد

أجل لقد أعطاه حكمة لكنه لم يعطه حياة أبدية...

ولأنه كان حكيما, فلم يرفض أحد كلمته

كان فطنا, واسع الحكمة, وواحدا من الأنوناكي

كان مقدسا، طاهر اليدين, كاهنا يلتزم دائما بإقامة الشعائر...

ويحضر الطعام والماء لأريدو كل يوم

ويهيئ مائدة القرابين بيديه الطاهرتين

وبدونه لا ترفع مائدة القرابين

كان يأخذ قاربه ويصطاد السمك من أجل أريدو(40)

وذات يوم بينما كان أدابا يصطاد السمك في مياه النهر هبت الرياح الجنوبية "تشوتو" بعنف شديد, فغرق مركبه مما جعله يغضب منها, فكسر أجنحتها (41)

عصفت به ريح الجنوب وأغرقته

جعلته يغوص إلى مواطن الأسماك

يا ريح على كل غضبك

سأكسر جناحك (42)

وخلال سبعة أيام لم تهب الرياح الجنوبية فتساءل أنو إله السماء عن سر ذلك, ولما علم أرسل في طلب أدابا, لذلك أوصى الإله أيا أدابا بأن ينثر شعره ويرتدي لباس الحداد وعند الوصول إلى باب أنو سيجد إلهين حارسين يسألانه عن سبب حداده وهنا عليه أن يجيبهما: لقد اختفى إلهان من بلادنا ولهذا السبب أنا على هذا الحال, وعندما يسألانه من هما, يجيب: تموز(دموزي), وكزيدا (نيجيزيدا) وذلك حتى يكسب عطفهما ويشفعان له عند أنو(43)

الفصل الثاني: المضامين الدينية التي تناولها الأدب والأهم من كل هذا أنه أوصاه بأن يمتنع عن أكل وشرب ما يقدمه له أنو وأن يقبل الزيت والكساء اللذين يقدمان له (44), فلما صعد أدابا إلى السماء نفذ ما طلبه منه أيا, ولما سأله أنو

عن السبب الذي أدى به إلى كسر جناح الرياح الجنوبية أجابه:

من أجل معبد سيدي, في وسط البحر

كنت أصطاد سمكا, وبينما كان البحر مثل مرآة.

بدأت ريح الجنوب تهب بشدة, فأغرقت سفينتي

ورمتها في عالم الأسماك, وفي غضب قلبي

لعنت ريح الجنوب (45)

ولما ُقدم لأدابا الطعام رفضه، فاستغرب الإله أنو هذا التصرف وعرف منه بأن الإله أيا هو الذي أمره بذلك، وفي خاتمتين مختلفتين وغير متكاملتين لهذا النص يعاد أدابا إلى الأرض وتتوقف هذه الخاتمة بسبب النقص، وفي الخاتمة الثانية يوجه إليه أنو نظرة رضى يمنحه قبل نزوله إلى الأرض، وبمساعدة آلهة الشفاء، القدرة على معالجة وشفاء الأمراض التي تسببها ريح الجنوب (46).

من خلال ما جاء في هذه القصة يمكن أن نفهم المغزى الديني لها, فبالرغم من انعكاس رغبات الإنسان وتطلعاته لأن يبقى خالدا في هذه الحياة إلا أن الخلود لا يمكن أن يكون من نصيب البشر, لأن الآلهة احتفظت به لنفسها وجعلت الموت من نصيب الإنسان(47).

 

3. التراتيل الدينية والأدعية:

عنى السومريون والبابليون عناية فائقة بتأليف التراتيل حتى أنها أصبحت فنا راقيا وقد عثر بين الألواح المسمارية على عدد كبير من التراتيل المدونة بالسومرية والبابلية وفي عصور مختلفة, ومعروف أن التراتيل تهدف أساسا إلى التعظيم والتمجيد, فهناك مجموعة كبيرة من التراتيل ألفت لتمجيد الآلهة المختلفة سواء الرئيسية منها أم الثانوية دون استثناء أما المجموعة الثانية من التراتيل فهي التي تمجد الملوك وخاصة ملوك سلالة أور الثالثة مثل أورنامو وشولكي وملوك سلالة ايسن الأمورية مثل: ادن-دكان واشمي- دكان, ولبت عشتار, ويوجد بين هذه التراتيل الملكية ما هو مكتوب على لسان الملك نفسه أي أنها ألفت في مديح الذات وهي تكون عادة مليئة بالألقاب والصفات الرنانة وبالعبارات المفعمة بالغرور, وهناك مجموعة ثالثة من التراتيل تمتزج فيها الدعوات الموجهة للآلهة بالتبركات والأدعية من أجل ملك معين يرد ذكر اسمه في النص.

أما المجموعة الرابعة والأخيرة من التراتيل فهي مخصصة لتمجيد المعابد باعتبارها أماكن مقدسة لعبادة الآلهة وإقامة شعائرها وطقوسها الدينية (48)، وفيما يلي بعض النماذج لتراتيل لا تقل في روعتها عن أناشيد الفرعون المصري أخناتون (49).

 

أ. ترتيلة للملك شولكي:

ترتيلة سومرية في تمجيد الذات على لسان شولكي, الملك الثاني( 2095-2048ق.م) في سلالة أور الثالثة, تتضمن في بدايتها سلسلة من الأبيات بصيغة ضمير المتكلم "أنا" يمجد فيها شولكي قوته الجسدية وحكمته الواسعة وصلته الحميمة بالآلهة وحبه للعدل, ويذكر بعد ذلك قيامه ببناء بيوت للاستراحة على الطريق الرئيسية لسومر بين مسافات محددة من أجل راحة المسافرين وسلامتهم, ويقص شولكي في القسم الثاني من قصيدته كيف أنه قام برحلة ذهاب وإياب وفي يوم واحد من نفر إلى أور ثم العودة إلى نفر وذلك للاحتفال, أما القسم الأخير من الترتيلة فيحتوي مثل ما جاء في المقدمة:

أنا الطفل, ولدته ننسون

أنا الرجل الذي قرر مصيره انليل

أنا الذي وهبه أنكي الحكمة...

أنا شولكي الذي اختارته إنانا عن رغبة

أنا محل الخيل للإله شكان على استعداد للجري

أنا الكاتب الحكيم للآلهة نيسابا...

فقد أطلقت رجلي وسرت في طرق البلاد

ثبت المسافات على الطريق وبنيت بيوتا للسكن

ووزعت الحدائق على جانبها وأقمت دورا للاستراحة

وعينت في هذه الأمكنة رجالا ذوي خبرة

فمن جاء من أعلى أو من جاء من أسفل

بمقدوره أن يستريح في ظلالها...

أنا شولكي المرموق الكريم, قدمت هناك قرابين

وعلى القصر المنيف للآلهة ننال كال

انحنيت واغتسلت بمار جار

ثم ركعت وتناولت الطعام هناك...

أنا الملك الذي أعطى سلطة ملكية سامية

الذي يمنحه الإله سين, من بعد إي-كشنوكال

الحمد للآلهة نيسابا (50)

 

ب. ترتيلة للآلهة عشتار:

وهذا النص يمثل دعاء – صلاة - يرافقه رقية طقوسية, وفيه تخاطب عشتار بصفتها إله الشجاعة والحرب, كأعظم آلهة بين الآلهات, ويصف المتوسل حيرته ويصلي لإعادة الرخاء له ليسبح بالشكر والحمد لعشتار وجميع من يرونه من الآلهة, ويشير النص أنه أحد ممتلكات الايساجيلا في بابل وأنه أستنسخ من نص أقدم في مدينة بورسيبا, وقد كتب في العهد البابلي الحديث:

إنني أصلي لك يا سيدة السيدات, وآلهة الآلهات

أيا عشتار, ملكة كل الشعوب, التي تقود البشرية باستقامة

أيا أقوى الأميرات, مبجل أسد

أنت حقا نور السماء والأرض, أيا ابنة سين المقدامة

أيا مالكة كل القوى الإلهية التي تلبس تاج السلطان...

والتي مع ذلك تهب صداقة على الدوام (51)

أيتها الجبارة, سيدة المعركة التي تخضع الجبال...

أنت تصدرين حكما وقرارا كاملين, سنن السماء والأرض

معابد, وأماكن مقدسة, ومواضع مقدسة, وهياكل تصغي إليك.

أين لا يوجد اسمك, أين لا توجد قوتك الإلهية ؟...

لك قد صليت, اغفري خطيئتي

اغفري ذنبي, وإجحافي, وأفعالي المخجلة, واعتدائي

تجاوزي عن أفعالي المخجلة, تقبلي صلاتي

فكي قيودي, حققي انعتاقي

سددي خطاي بإستقامة, مبتهجا كبطل دعيني أدخل الطرقات مع الأحياء...

أنظري إليّ بإخلاص واقبلي توسلي

حتى متى, أيا سيدتي ستبقي غاضبة فيتحول عني وجهك

حتى متى, أيا سيدتي ستبقي ساخطة فتبقى روحك هائجة...

إن عشتار حقا مبجلة, إن عشتار حقا ملكة

السيدة حقا مبجلة, السيدة حقا ملكة (52).

 

ج. ترتيلة الملك نابونائيد:

وهي ترتيلة موجهة من الملك نابونيد إلى الآلهة:

"حين خلق مردوخ سيد الآلهة العظيم سيد العالم... حين خلق الأمير سماه نابونيد ملكا مكرسا للعبادة ليمارس السلطان, ورفع رأسه فوق الملوك جميعا, سعد الآلهة العظام بكلمته من أجل ملكه, ولقد منحه أنو وانليل العرش إلى الأبد, والتاج والصولجان وعصا الملك وكتاب الطقس الملكي, جعله أيا خالق جميع الأشياء... كامل الحكمة... أمّا بعليت ايل خالقة العالم فأكملت تكوينه, وأمّا نابو مراقب العلم منحه العقل, وأمّا سن ابن الأمير فقد تبصره في صورته, وأمّا شمش ضوء الآلهة فقد جعله راعيا لقطيعه ووضع رعاياه تحت إمرته, وأمّا ايرا العظيم القوي بين الآلهة فقد منحه القوة وأمّا زبابا المعظم فقد جعله كاملا في همته. وأمّا نوسكو المخيف فقد زينه بأبهة الملك ثم استدار إلى روحه الحارسة حتى يستطيع تنظيم الرؤيا الإلهية واتخاذ القرارات وتحديد المستقبل, واستدعته الآلهة المعظمة لمعونته حتى يستطيع إنقاذ أوامره...(53).

ويتضح من هذه النصوص أن السومريين والبابليين قد رفعوا دعواتهم وصلواتهم إلى الآلهة وخصوصا بالعبادة والتقديس وقدموا لها القرابين وشيّدوا لها المعابد والزيقورات العالية, ويتجلى أيضا الدور الذي شغلته المعتقدات الدينية في المجتمع ومدى التزام الفرد في تأدية الطقوس والشعائر الدينية واحترام الآلهة. كما أن هذه النصوص الأدبية ذات الطابع الديني لم تكن من تأليف كهنة المعبد فقط, فهناك من الملوك من حرص على رفع التراتيل والأدعية والصلوات إلى الآلهة (54).

 

4. الأمثال والحكم:

يعتبر أدب الحكمة أحد ضروب الأدب التي عرفت في وادي الرافدين, ويشمل تآليف متنوعة تهدف إلى الحكمة والموعظة وتتطرق إلى قضايا فكرية وفلسفية تتعلق بالإنسان وما تقدر له من ثواب أو عقاب ومن أسباب النجاح أو الفشل في الحياة, وهناك قصيدتان بابليتان تعتبران على قدر كبير من الأهمية أدبيا وفكريا لأنهما تدوران حول الإنسان المعذب والعدالة الإلهية وهما من المواضيع التي عنى بها الكتاب والمفكرون السومريون والبابليون عناية خاصة (55).

 

أ. قصة أيوب البابلي:

قصيدة بابلية يعود زمن تدوينها إلى العهد الكشي, وعدد أبياتها 500 بيت, وعنوانها "لأمجدن رب الحكمة" نسبة إلى مطلعها والمقصود برب الحكمة أو سيد الحكمة إله بابل مردوخ, ويرجح أن بطل القصة كان أحد الوجهاء أو الأمراء البابليين, وقد أطلق عليها الباحثون "أيوب البابلي" لأوجه الشبه الواضحة بينها وبين قصة أيوب المشهورة في العهد القديم.

والقصة عبارة عن مناجاة فردية تبدأ بمناجاة العبد الصالح للإله مردوخ: "لم أعرف في حياتي سوى العمل الصالح والعبادة, وشغلت أفكاري بالتضرع إلى الآلهة والتضحية والتقرب إليها, وكانت أوقات عبادة الآلهة سرورا لقلبي, الأيام التي أسير فيها في مواكب الآلهة مكسبي ونصري في الحياة, ويبعث تمجيد الملك المسرة لقلبي, والموسيقى التي تعزف له مثار غبطتي وسروري. وألزمت أهلي وأتباعي مراعاة شعائر الآلهة وعبادتها, وعلمت الجند طاعة القصر, لأن هذه الأعمال تسر الآلهة...".

وعلى الرغم من صلاح هذا الرجل واستقامته إلا أن تقوته لم تحل بينه وبين المصائب فقد ابتعدت عنه الآلهة, وتعرض لغضب ملكه وتآمر الحاشية عليه فأصبح وحيدا, والأكثر من ذلك تعرضه للأمراض: " لقد تمكن مرض أنو من جسمي وغطاه كالرداء, أذناي مفتوحتان ولكنهما لا تسمعان, وأصاب جسمي الضعف والوهن, وأصبح السوط مسلطا عليّ يرعبني ويعذبني, وصار معذبي يطاردني في النهار ويسلبني الراحة في الليل, لقد خذلني الإله ولم يتقدم إله لعوني, ولم تعطف عليّ آلهتي فتخلصني من مصائبي, حسبني الجميع أنني ميت كأن القبر مفتوح أمامي فنهبوا أموالي, فرح بي حسادي وشمت بي أعدائي ولم يستطع السحرة والمعوذون مساعدتي..."(56)

غير أن العذاب الذي يصيب العبد الصالح لا يظل ملازما له إلى الأبد, بل أنه امتحان له من الآلهة لاختبار صبره وتعلقه بالآلهة والالتزام بأحكامها وقبول أقدارها, وهكذا كانت خاتمة بطل القصة من بعدما عانى, من نكبات وأمراض, وقد تمثل ذلك بسلسلة من الأحلام رآها الرجل المعذب في منامه, وكان آخرها أنه رأى رجلا قال له أنه رسول من الإله مردوخ يحمل له البشرى بالخلاص ثم يستمر العبد الصالح في ذكر تفاصيل شفائه واستعادة أعضائه الحياة مجددا, وتنتهي القصة أو الحكمة بذكر تفاصيل ذهابه إلى مدينة بابل قاصدا عبد الإله مردوخ ومتنقلا بين بواباته العديدة, حيث أقام الصلوات إلى الإله, وقدم الذبائح والهدايا والنذور(57).

لقد ارتبطت هذه القصة ارتباطا وثيقا بالمعتقدات الدينية, فقد تطرقت لمسألة حساسة وهي العدالة الإلهية, فقد كان السائد عند السومريين والبابليين أن الآلهة خلقت البشر لخدمتها وخصها بالعبادة وأداء الطقوس والشعائر, ولا شك أن الفرد كان يطمح مقابل ذلك أن تمنحه الآلهة الحماية والسعادة في الحياة, وهو الإطار العام الذي كانت تقوم عليه العقيدة الدينية عند  السومريين والبابليين فيما يخص العلاقة بين الفرد وإلهه وما ينتج عنه من ثواب وعقاب ويبدو أن هذه القاعدة لم تكن مضمونة, فقد يسود الشر على الخير في حياة بعض الأشقياء وكان رد الكهنة على ذلك أن الآلهة نفسها لم تخل من صفات شريرة أي أن عنصر الشر موجود في الآلهة, وهذا ما يعبر عنه المثل السومري: لم تلد امرأة قط ابنا بريئا, ونفهم من كل هذا أن التقوى هي الطريق إلى النجاح والسعادة, وأن على الإنسان أن يتمسك بالآلهة تحت مختلف الظروف (58).

 

ب. حوار بين صديقين:

تعالج مسألة العدل الإلهي, ويرجح أن زمن تدوينها يعود إلى مطلع الألف الأول ق.م ووجدت معظم نسخها في مكتبة الملك آشور بانيبال, وهي حوار بين صديقين عكس الأولى وتشبه أبياتها من حيث مقاطعها ما ورد في المزامير(59) وتتخذ القصيدة حوارا مطولا بين رجل مكتئب وله حكيم يحاول أن يواسيه ويخفف عنه آلامه وأن يخلصه من حالة اليأس والقنوط التي يعيشها إلى الإيمان برحمة الآلهة وقدرتها على إنقاذه وإخراجه من عالم الظلمة إلى النور, ويبدأ المعذب حواره مع صديقه الحكيم على همومه وعن ما أصاب جسده من ضعف وكيف أنه لا يرى أملا في الخلاص من العذاب, ورغم أنه كان منذ صباه يتعبد إلى الآلهة ويقدم لها القرابين, إلا أنها أعرضت عنه وجعلت أعز أصدقائه يتنكر له, وهنا يتساءل المعذب فيقول: لماذا الآلهة لا تحمي أولئك الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم ؟, وهكذا يستمر الحوار بين المعذب وصديقه, فالأول يطرح في كل مرة جانبا من المعاناة التي كان يعيشها على شكل صور ومشاهد من المجتمع حيث الظلم والنفاق, ومرًة من عالم الحيوان حيث تسود شريعة الغاب (60).

• المعذب: أين الناصح الذي أشكو إليه عذابي ؟ أراني قد انتهى أمري وتسلط علي الشقاء فعندما كنت طفلا اختطف القدر أبي وذهبت أمي إلى أرض اللارجعة, ولا أحد يتكفل برعايتي.

• الصديق: ما قلته يا صديقي الموقر يبعث على الحزن, أراك وجهت فكرك إلى الشر والبؤس وبدا فهمك كفهم العاجز وبدلت بشاشة وجهك, إن الموت قدر على آبائنا وعلينا وكما قيل منذ القدم "يعبر الجميع نهر خبر(الموت)".

• المعذب: فكرك يا صديقي, منبع لا يدرك عمقه, إنه البحر المتلاطم الذي لا ينضب, دعني

أسألك: لقد خذلني التوفيق, وذهبت عني الراحة والطمأنينة, وهنت قواي, وفقدت النعيم

والخير, وأظلم وجهي من كثرة الحزن والبقاء, تضاءلت غلال حقلي, فكيف سأنال السعادة ؟

• الصديق: تجازي الآلهة الأتقياء الصالحين في نهاية المطاف.

• المعذب: دعني أسألك سؤالا: هل يقدم السبع المفترس الذي يلتهم أحسن اللحم القرابين إلى

الآلهة ؟ والفتى الذي كدس الأموال هل يقدم للآلهة "مامي" الذهب ؟ وأنا هل انقطعت عن

تقديم الصلوات والقرابين ؟

• الصديق: أعرف أنك ثابت كالأرض, وتعلم أن حكمة الآلهة صعبة الإدراك فإن الأسد الذي ضربته مثلا تنتظره الحفرة التي ستصطاده, والفتى الذي كدس الأموال... من أدراك أنه لا يموت حرقا على يد الملك قبل حلول أجله ؟ أترغب أن تسير في هذا الطريق ؟ كلا, الأجدر بك أن تسعى وراء الجزاء الدائم الذي يعدك به إلهك...(61).

ويشعر القارئ من خلال التفاصيل التي يطرحها الرجل المعذب أنه كان دائما يضرب على وتر واحد ألا وهو حقيقة وجدوى العدل الإلهي, ومن جهة أخرى تتجلى فطنة وبراعة صديقه الحكيم في قدرته على الإتيان بالحجة وإن بدت غير مقنعة للمعذب أحيانا, وفي محاولته إيجاد التفسير المناسب للمظاهر السلبية التي يطرحها صديقه من خلال التشبث الدائم بالقيم الاجتماعية الفاضلة والتعاليم الدينية المعروفة(62)، غير أن المعذب يستمر في التمادي بشكوكه حتى يبلغ درجة الكفر فيقول: لن أنصاع لأوامر الآلهة, وسوف أدوس بقدمي على شعائرها...

 

ج. الأمثال:

تشكل الأمثال جانبا من أدب الحكمة, وهي بصفة عامة تقال في مناسبات معينة وبجمل قصيرة مركزة تعبر بالنتيجة عن تجارب وحالات اجتماعية محددة, لذلك تكون صعبة الفهم وتتطلب مسبقا معرفة بالوقائع والأحداث التي حصلت فيها حقيقة أو افتراضا وفيما يلي بعض الأمثال التي ارتبطت بالآلهة والمعتقدات الدينية (63)

• أطع كلام أمك كأنه أمر إلهي (64)

• لا تطلب المياه من ننجشزيدا.

• الرجل ظل الإله, والعبد ظل الرجل, ولكن الملك صورة الإله.

• شد حزامك يكن إلهك معك.

• الإله هو الذي يعينك صغيرا كنت أم كبيرا (65)

وخلاصة ما يقال بهذا الصدد أن المعتقدات الدينية قد أثرت في أدب وادي الرافدين بوجه عام وفي أدب السومريين والبابليين بوجه خاص, شأنها في ذلك شأن الحضارات القديمة الأخرى, سواء كان ذلك في إشراك الآلهة بأحداث الملاحم البطولية والقصص والأساطير أو في المواضيع والأغراض الدينية المتنوعة كالترتيل والأدعية والابتهالات والصلوات التي كانت تؤلف قسما مهما من النتاج الأدبي الشعري, إذ أنها كانت تنظم شعرا أما النثر فقد استخدم في أغراض أدبية أخرى مثل: تدوين الحوادث التاريخية والرسائل الملكية وتدوين أعمال الملوك وحملاتهم الحربية والشرائع والأمثال والمواعظ.

وهذا يعني أن النتاج الأدبي في سومر وبابل يعتبر مرآة صادقة تعكس كثيرا من المعتقدات الدينية للسكان وعاداتهم وتقاليدهم, كما يعكس ضمنا الظروف الطبيعية القاسية كظاهرة الطوفان...(66).

____________

(1) خزعل الماحدي, ميثيولوجيا الخلود-دراسة في أسطورة الخلود قبل الموت وبعده في الحضارات القديمة الأهلية للنشر والتوزيع, عمان, 2002 , ص 111.

(2) فراس السواح، مغامرة العقل الأولى-دراسة في الأسطورة- سوريا وبلاد الرافدين، ط 11 , دار علاء الدين، دمشق, 1996, ص 19

(3) نقلا عن: خزعل الماحدي, (متون سومر), المرجع السابق, ص 60 .

(4) طه باقر, مقدمة في أدب العراق القديم, دار الحرية, بغداد, 1976 , ص 71 )

(5) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص 162 )

(6) Georges Contenau, (La Vie Qoutidienne a Babylone et en Assyrie), OP Cit, P197-198.

(7) كارم محمود عزيز، أساطير التوراة الكبرى وتراث الشرق الأدنى القديم, دار الحصاد, دمشق, 1999 ص 55-56.

(8) فاضل عبد الواحد علي, عامر سليمان, المرجع السابق, ص 182 .

(9) فراس السواح, (مغامرة العقل الأولى), المرجع السابق, ص 54-55.

(10)  نجد اختلافا جوهريا بين العقيدة عند السومريين والبابليين وبين الأديان السماوية لاسيما ما نصت عليه التوراة والقرآن الكريم حيث وجود الله يسبق المادة وهو الذي خلق المادة، ففي سفر التكوين" 1فِي الْبدءِ َ خَلق اللهُ السماواتِ والأَرض. 2 .......). كما ذكر القرآن فكرة الوجود السابق على الخلق وذلك في قوله تعالى ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ..... سورة هود الآية: 7]. أنظر كذلك: فراس السواح، (مغامرة العقل الأولى) المرجع السابق، ص 93-94.

(11) فاضل عبد الواحد علي، عامر سليمان, المرجع السابق, ص 183 .

للمزيد حول الإينوما ايليش أنظر: Léon Thoorens, Panorama des Littératures- Mésopotamie,Egypte , Palastine, Perse, Gréce- Marabout Université, Belgique,1966, pp 50-53.

(12) ينفي طه باقر أن يكون سبب نزول إنانا (عشتار) إلى العالم الأسفل لإطلاق سراح زوجها تموز, ولذلك سبب بسيط هي أنها هي التي سلمته فيما بعد إلى شياطين العالم الأسفل بديلا عنها, وقد اعتقد مجموعة من الباحثين أنها قامت بتلك الرحلة من أجل إخراج أرواح الموتى المحتجزة هناك. أنظر: طه باقر, (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 237.

(13) صموئيل نوح كريمر، الأساطير السومرية- دراسة في المنجزات الروحية والأدبية في الألف الثالث ق.م- تر: يوسف داود عبد القادر، مطبعة المعارف، بغداد, 1971 , ص ص 137-133.

(14) نجيب ميخائيل إبراهيم، المرجع السابق, ص 270 .

(15) صموئيل نوح كريمر, المرجع السابق, ص 142 .

(16) صموئيل نوح كريمر, أساطير العالم القديم, تر: أحمد عبد الحميد يوسف, مر: عبد المنعم أبو بكر, الهيئة المصرية العامة للكتاب, مصر, 1974 , ص 87-88

(17) طه باقر, (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 242-243.

(18) طه باقر، (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 99 .

(19) ورد ذكره في قاعة الملوك السومرية فهو الملك الخامس في سلالة الوركاء الأولى, وحكم في حدود 2600 إلى 2500 ق.م وحكم لمدة 126 سنة كما يرجح أنه كان يعاصر مؤسس سلالة أور الأولى المسمى "ميس-أبنيدا ". أنظر: نفسه، ص 102.

(20) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص 167 .

(21) طه باقر, (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 100 .

(22) محمد العريبي, المرجع السابق, ص 104 .

(23) فاضل عبد الواحد علي وآخرون, الأدب, (حضارة العراق), ج 1، المرجع السابق, ص 339-340.

(24) فاضل عبد الواحد علي, عامر سليمان, المرجع السابق, ص 174-175.

(25) عبد الوهاب رشيد, المرجع السابق, ص 170-171.

(26) ول وايريل ديورانت، قصة الحضارة-نشأة الحضارة- ج 1، تر: زكي نجيب محمود، تق: محي الدين صابر، دار الجيل للطباعة والنشر، بيروت، 1981، ص 242.

(27) محمد العريبي, المرجع السابق, ص 30 .

(28) فاضل عبد الواحد علي, عامر سليمان, المرجع السابق, ص 172 .

(29) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص 172 .

(30) تتفق قصة الطوفان السومرية في ملامحها مع قصة الطوفان كما جاءت في ملحمة جلجامش التي تتميز عن السومرية بطولها وكثرة حوادثها، ففي كلتا القصتين قرر الإله أن يهلك الجنس البشري عن طريق إغراق الأرض بالأمطار، وفي كلتيهما حذر إله رجلا من حدوث الكارثة, وقد أنقذ هذا الرجل ومن معه عن طريق سفينة أمر ببنائها وفي كلتا القصتين بلغ الفيضان ذروته في اليوم السابع كما قدم بعدها الرجل القرابين للآلهة, ثم رفع إلى مصاف الآلهة, أما الاختلاف الجوهري الوحيد بين الروايتين فيتمثل في اسم البطل فيهما, فهو "زيوسودرا" في السومرية, و"أوتنابيشتم" في ملحمة جلجامش و"أتراخاسيس" في القصة البابلية, ومن جهة أخرى فقد ورد الطوفان في الكتب السماوية إذ تعرض القرآن الكريم لقصة نوح في سور كثيرة منها: سورة [الأعراف الآية: 59-63] [يونس الآية: 71-73] [هود الآية: 25 - 49] [الأنبياء الآية: 76 - 77 ], [المؤمنون الآية: 23 - 30 ], [الشعراء : 105-122] [العنكبوت الآية: 14-15] [الصافات الآية: 75 - 82], [القمر الآية: 9 - 17], وسورة نوح  فضلا على أنه ورد في مواضع متفرقة, كما تعرضت التوراة كذلك للطوفان في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين. ولمقارنة ورود قصة الطوفان في هذه المصادر أنظر: محمد بيومي مهران, دراسات تاريخية من القرآن الكريم في العراق, ج 4, ط 2, دار النهضة العربية, بيروت, 1988 , ص ص 41-101.

(31) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص 174 .

(32) فاضل عبد الواحد علي، الطوفان في المراجع المسمارية، جامعة بغداد, 1975 , ص 29.

(33) ايج.اي.ايل, قصة الحضارة في سومر وبابل, تر: عطا بكري, مطبعة الإرشاد, بغداد, 1971 , ص 41 .

(34) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص 177-178.

(35) محمد حسن خليفة, رؤية عربية في تاريخ الشرق الأدنى وحضارته, دار قباء, القاهرة, 1998 , ص ص 209-211.

(36) تعطي المعاجم اللغوية البابلية مرادفات لإسم أدابا تدل على أنه يعني "الحكيم, العاقل, العارف" ويرى بعض الباحثين فيه أنه "آدم" أبو البشرية, حتى أن اسمه يكاد يكون كلفظ آدم. أنظر: فاضل عبد الواحد علي, (سومرأسطورة وملحمة), المرجع السابق, ص 241.

(37) - طه باقر، (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 135 .

(38) تل العمارنة: وكان اسمها "أخت أتون" أي أخت أتون وهي العاصمة الجديدة التي أنشأها الملك أخناتون (أمنحوتب الرابع) وهي تقع على بعد 45 كلم جنوب مقابر بني حسن وهي معروفة برسائل وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الرقم الطينية المكتوبة باللغة الأكدية (البابلية) والخط المسماري وتم اكتشافها سنة 1885 أنظر: سمير أديب, موسوعة الحضارة المصرية القديمة, العربي للنشر والتوزيع, القاهرة, 2000 , ص ص289-293.

(39) فيصل الوائلي, من أدب العراق, مجلة سومر, المجلد 19 , ج. 2، مديرية الآثار, بغداد, 1963 , ص 30 +

(40) فاضل عبد الواحد علي, (سومر أسطورة وملحمة), المرجع السابق, ص 240-241.

(41) كارم محمود عزيز, المرجع السابق, ص 151 .

(42) عبد الرضا الطعان, الفكر السياسي في العراق القديم, دار الخلود للنشر والتوزيع، بيروت، 1981 ، ص 589-590.

(43) كارم محمود عزيز, المرجع السابق, ص 151 .

(44) قاسم الشواف, ك 2، المرجع السابق, ص 478 .

(45) نفسه, ص 483 .

(46) نفسه, ص 478-479.

(47) فاضل عبد الواحد علي, (سومر أسطورة وملحمة), المرجع السابق, ص 243 .

(48) فاضل عبد الواحد علي, (سومر أسطورة وملحمة), المرجع السابق, ص 286.

(49) أخناتون أو أمنحوتب الرابع, عاشر فراعنة الأسرة الثامنة عشر, حكم مع زوجته الرئيسية نفرتيتي لمدة 17 . سنة منذ 1369 ق.م وتوفي بين 1336 و 1334 ق.م, وكلمة أخناتون معناها الجميل مع قصر من الشمس أو روح آتون, انشغل بإصلاحاته الدينية وانصرف عن السياسة وإدارة الإمبراطورية, وقد عرف بالأناشيد الموجهة للإله الجديد آتون أو ما يعرف حاليا بنظام تل العمارنة. أنظر: سمير أديب, المرجع السابق, ص ص 194-196.

(50) فاضل عبد الواحد علي, (سومر أسطورة وملحمة), المرجع السابق, ص ص 295-298.

(51) فيصل الوائلي, من أدب العراق- ترانيم وأدعية سومرية وأكدية - مجلة سومر, المجلد 20 , ج 1+2 مديرية الآثار, بغداد 1964 , ص 69-70.

(52) نفسه، ص ص 70-74.

(53) L. Delaporte, Op.Cit, P 234

(54) فاضل عبد الواحد علي وآخرون، المرجع السابق، ص 382 .

(55) نفسه, ص 361 .

(56) طه باقر, (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 148.

(57) فاضل عبد الواحد علي وآخرون, المرجع السابق, ص 370 .

(58) سهيل فاشا, المرجع السابق, ص ص 214-216. أنظر كذلك: ثوركليد جاكوبسن وآخرون, ما قبل الفلسفة- الإنسان في مغامرته الفكرية الأولى- تر: جبرا إبراهيم جاد, مر: محمود الأمين, مكتبة الحياة, بغداد,1960، ص ص 253-256.

(59) طه باقر, (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 150-151.

(60) فاضل عبد الواحد علي, (سومر أسطورة وملحمة), المرجع السابق, ص 248 .

(61) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص 186-187.

(62) فاضل عبد الواحد علي, (سومر أسطورة وملحمة), المرجع السابق, ص 248 )

(63) رشيد عبد الوهاب حميد, المرجع السابق, ص ص 187-190.

(64) فاضل عبد الواحد علي وآخرون, المرجع السابق, ص 374 .

(65) طه باقر, (مقدمة في أدب العراق القديم), المرجع السابق, ص 159 .

(66) فاضل عبد الواحد وآخرون, المرجع السابق, ص 321 .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك