أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2020
2963
التاريخ: 24-9-2018
9996
التاريخ: 22-10-2020
5037
التاريخ: 30-1-2020
2411
|
• مدرسـة التوقعات العقلانيـة
ـ بدايـة الظهور
ظهرت في عام 1964 حينما بدأ الشك يراود المفكرين الاقتصاديين وصناع القرار بمدى فاعلية السياستين المالية والنقدية للمدرستين الكينزية والنقدية وكخطوة سياسية اتخذت من قبل القيادة السياسية في امريكا عندما طبق الرئيس الامريكي كندي اسلوب التخفيضات الضريبية لغرض حل مشكلة التباطؤ في النمو ، في الوقت الذي كان الاقتصاد يعاني من تباطؤ النمو .
لقد كانت التوقعات متفائلة بتعاظم أثر المضاعف الكينزي لزيادة الطلب الكلي ومعالجة المشكلة قبل ظهور عملية التباطؤ في النمو ، وخضعت الافكار الاقتصادية لتغيرات هامة في السبعينيات من القرن الماضي ، حيث عانت النظرية الكينزية من صعوبات في حساباتها بشأن الأحداث الاقتصادية ، ولكن وبسبب التطورات في النشاطات الاقتصادية لم يعد بإمكان صانع القرار ان يدير الاقتصاد وفق الافكار الكينزية بسهولة من خلال التوفيق بين التضخم والبطالة على منحنى فيليبس ، كما وان الاجراء التي اتخذه الرئيس كندي في إجراء التخفيض الضريبي لم يؤدي دوره حيث بدأ الاقتصاد ينمو ببطئ اكبر .
في ميدان الفكر الاقتصادي عندما تحصل ازمة اقتصادية تعرقل مسار الفكر الاقتصادي ويظهر رواد جدد يختلفون في افكارهم عن المدارس التي سبقتهم وفعلاً تم ظهور افكار جديدة مختلفة بعض الشيء ولكنها مستمدة من الافكار التي سبقت وظهروا بافكار جديدة مفاده تحفيز الطلب الكلي كرد على مشكلة التباطؤ .
وخضعت الافكار للدراسة والتحليل واستحداث ما يتناسب مع افكار المرحلة فظهر على ارض الواقع فرضية جديدة تقود الى استنتاجات جديدة ضمن سياسات الحكومة الاقتصادية (1) اذ قامت مجموعة صغيرة من من الاقتصاديين المنتمين الى التيار الكلاسيكي الجدد ضمن فترة السبعينات بقيادة (روبرت لوكاس) 1937 يبلغ من العمر 79 عاماً حاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1995 امريكي ولد في واشنطن ـ ياكيما من جامعة شيكاغو (وتوماس سار جنت) 1943 يبلغ من العمر 73 عاماً حاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية ومتخصص في مجال الاقتصاد الكلي متخرج من جامعة (مينيسوتا) وقد اهتم هؤلاء المفكرين بصياغة نظريات التوقعات العقلانية وقد نمت الرغبة في الترويج لهذا الاتجاه من قبل رواد المدرسة النقودية الممثلة بآراء فريدمـان (1912-2006)(2) ولكنها اعتمدت خطاً بعيداً عن هذه المدرسة لاحقاً وعُدت من جانب آخر لزخم الآراء (الكينزية) وانقلاب ضد آراء (فريدمـان) ويرى هؤلاء الاقتصاديون ان التوقعات يجب ان تكون على ما يسمونه بالتوقعات الرشيدة اي ان صانعوا القرار يتعلمون من احداث الماضي ويستخدمون جميع المعلومات المتاحة لديهم لصياغة المستقبل ، (( وهذه الطريقة سبق وان استفاد منها الألمان في المدرسة التاريخية ، للنهوض بالاقتصاد الالماني والذي سبق ذكره ، ولكن بأفكار مغايرة معتمدة على الفكر التراكمي الذي انتجته المجتمعات)) وكذلك الافراد الذين يقومون بدورهم في توزيع كل ما يتوافر لديهم من الأدلة بما فيها الآثار المحتملة للسياسة الاقتصادية الحالية والمستقبلية(3) وفي حالة ظهور سياسات جديدة فالوحدات الاقتصادية سوف تتصرف بطرق مغايرة وبالتالي تكون ردود الفعل لهذه السياسات محتلفة تماماً مما يجعل السياسة المالية المرنة لا تؤدي غرضاً نافعاً لأن الأجور النقدية والاسعار سوف تتغير الى ان يعود الناتج والعمالة الى مستوياتها الاصلية نتيجة لإقرار مرونة كل من الاجور والاسعار ، ويؤمن اصحاب مدرسة التوقعات العقلانية بأن ادارة الاقتصاد بالسياسات المالية والاقتصادية التقديرية مكتوب عليه الفشل فعند اتخاذ مثل هذه السياسات فإن ردود فعل الناس ستبطل محاولات الاستقرار لأن الأفراد يتعلمون مع مرور الزمن ويجعلهم يتخذون اعمالاً مضادة للسياسة(4) ، ولتوضيح ذلك نفترض مثلاً وجود حالة ركود اقتصادي وان الحكومة عازمة على معالجة هذه الحالة باستخدام السياسة المالية فمن الطبيعي ان يتوقع الافراد ارتفاع الطلب الكلي من خلال توفير فرص العمل وارتفاع الأجور نتيجة للسياسات التوسعية للحكومة لذا فإن العاملين يسعون للحصول على اجور اعلى ولن يرضوا بالعمل الا اذا كانت اجورهم متناسبة مع توقعاتهم بارتفاع الاسعار ولكن ارتفاع الاجور مع ارتفاع الاسعار سوف يحد من الطلب على الأيدي العاملة وبالتالي فإن سياسة الحكومة التوسعية سوف تبوء بالفشل ولن يتحقق الغرض المنشود بزيادة فرص العمل وخفض معدلات البطالة من خلال زيادة الطلب والانتاج ومن جانب آخر فإن تخفيض الضرائب كإجراء لتحفيز الطلب الاستهلاكي فإن الافراد باستعمالهم للتوقعات العقلانية سيتوقعون بأن تخفيض الضرائب ستؤدي الى زيادة العجز في الموازنة ولا بد من تغطية هذا العجز عن طريق زيادة الضرائب مستقبلاً ومن اجل الاستعداد لدفع الضرائب فإن الافراد والشركات سيلجئون الى إحداث تخفيض حقيقي وملموس في الاستهلاك الحالي واستخدام الزيادة في الدخل المتاحة نتيجة لتخفيض الضرائب الى زيادة الادخار ولمادة زيادة الضرائب مستقبلاً .
وهكذا يرى انصار هذه المدرسة ان السياسة المالية المؤثرة تتأتى فقط من السياسة التي تفاجئ الافراد والشركات على حد سواء والتي لا يمكن التنبؤ بها او معرفتها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عبد المنعم السيد علي ونزار سعد الدين العيس ، ص444 .
2ـ عبد علي كاظم المعموري ، تاريخ الافكار الاقتصادية ، ط1 ، دار الحامد للنشر والتوزيع ، الاردن ، 2012 ، ص18.
3ـ جيمس جوارتيني وريجارد استروب ، ص463 .
4ـ مايكل ايدجمان ، ص339-340 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|