ساهم السيّد الصدر في بحث أسباب النزول ، وذلك في إطار دروسه حول علوم القرآن ، والتي نشرت في كتاب : المدرسة القرآنيّة. «1»

وقد شرع السيّد الصدر ببيان «فوائد نزول القرآن وفق أسباب النزول» ، «2» ثمّ قام ب «تعريفه» وبيان الأقسام التي يشملها هذا التعريف وبالتالي بيان دائرة الآيات التي يكون لها أسباب للنزول ، «3» تلا ذلك كلامه حول : «الفائدة في معرفة السبب» ، «4» وهنا أعاد صياغة ما ذكره علماء القرآن باختصار ، بعدها تحدّث عن مطلب «تعدّد السبب والمنزل واحد» و«تعدّد نزول آيات لسبب واحد» ، «5» لينهي البحث بالحديث عن كون «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب» ، مبيّنا الرأي المشهور بين الأصوليّين في هذا البحث ، مشفوعا جاء من نصوص أئمّة أهل البيت عليهم السّلام. «6»

وعلى العموم مباحث هذا الباب مختصرة ، وعدا قليل من التغييرات الشكليّة وبعض اللفتات الفنيّة التي عوّدنا عليها السيّد الصدر ، فإنّه يصعب أن تجد نظرة جديدة لأسباب النزول ، أو محاولة تكييفه مع المنظومة الشيعيّة ، بل تعدّ هذه الدراسة خلاصة ما ذكره الزركشيّ والسيوطيّ في دراية هذا الباب ، ولذا تحسب نفسك عند قراءته أنّك تقرأ البرهان أو الإتقان بلغة عصريّة. ونشير إلى أنّ السيّد محمّد باقر الحكيم في كتابه علوم القرآن ، عند وصوله إلى بحث «أسباب النزول» ، قد اكتفى بالبحث الذي قدّمه أستاذه السيّد الصدر ، مشيرا في الهامش إلى المصدر. «7»

_______________________

(1). تمّت أخيرا طباعة الكتاب طبعة جديدة ، وتولّى الأمر ، مركز الأبحاث الدراسات التخصّصيّة للشهيد الصدر ، راجع البحث : ص 227- 232.

(2). السيّد الصدر ، المدرسة القرآنيّة ، ص 227.

(3). المصدر السابق ، ص 227- 229.

(4). المصدر السابق ، ص 229.

(5). المصدر السابق ، ص 230- 232.

(6). المصدر السابق ، ص 232.

(7). الحكيم ، علوم القرآن ، ص 37-43.