القيمة في الفكر الاقتصادي التجاري

ان المتتبع لآراء التجاريين في القيمة يجد من خلال آراء رواد المذاهب مثل المفكر السير وليم بتي (1623-1687) والمفكرين الآخرين كجون لوك (1632ـ 1704) ونورث كانتيليون (1680ـ1734) ودافيد هيوم (1714-1776) وكان كل واحد منهم لديه آرائه السديدة في القيمة فآراء السير وليم بتي بالقيمة الناضجة وقد اتخذها بعد ما اطلع على آراء الذين سبقوه كآراء توما الاكويني الذي لم يستطع الوصول لمفهوم القيمة الحقيقي فتركها للضمير والوجدان لانحسار المعرفة ولما كان الامر غير مقنع فبدأ وليم بتي من حيث انتهى توما الاكويني ليبين مصدر القيمة ومقياسها من خلال معرفة قيمة البضائع وقاده تفكيره الى ان هناك سعرين للسلعة هما سعر طبيعي وسعر سياسي .

اما فائض القيمة فإن وليم بتي يرى ان العمل هو الذي يحدده وان الريع الناتج من الارض هو فائض القيمة .

وجاء بعده جون لوك وكان المحتوى الاقتصادي لنظرية القيمة لديه هو محتوى اجتماعي وانه يرى ان العمل هو المقرر الاساسي للقيمة ولكنه اقتصر على على تعريف القيمة الاستعمالية ولم يتوصل الى ما توصل اليه بتي مثلاً في اعتبارات كمية العمل المبذول مقياس للقيمة التبادلية .

ومفكر تجاري آخر رفد الفكر الغربي بما هو جديد في حينها وله فضل كبير على الفكر وقد اقتبس وذكره بالنص آدم سميث وهو المفكر كانتليون وقد كان له رأي بالقيمة حيث فرق بين قيمة السلعة وسعر السوق ويضيف ان سعر البضاعة يتحدد من خلال غلة الارض والعمل الذي يدخل في انتاجها حيث يقول ان اجور العمل وتكاليف المواد الاولية هي التي تحدد قيمة البضاعة ، اما سعر السوق فيتحدد من خلال آلية العرض والطلب حيث من الممكن ان يختلف بالارتفاع والانخفاض عن قيمة البضاعة ، ويرى كذلك الى ان قيمة العمل تكمن في مقدار الارض اللازمة لانتاج ما يكفي لعيش العامل وان المحدد الاساسي لقيمة العمل هو تكاليف عيش العامل والتي ترتبط بالمستوى الثقافي الذي بلغه المجتمع وبذلك اختلف عن الآخرين حيث اعطى للعمل محتوى نفساني .