• مذهب الاقتصاد الوطني

اعتقد فردريك ليست بأن الخطأ الرئيسي في المذهب الاتباعي كامن في عدم انتباههم الى ما في كلمة الشعب من معنى فعرفه بقوله (انه مؤلف من وحدة وطنية مادية ، لا يمكن تصورها مجردة) لكن يرى ليست ان جميع الشعوب على مستوى واحد من حيث القوى الانتاجية والبداهة الطبيعية⁽¹⁾ والتقنية ولم تقف جميعها على مستوى واحد من التطور ولذا فان اتخاذ سياسة موحدة حيالها جميعاً لا يتناسب واوضاعها المتباينة ، لذلك كتاب ثروة الامم ترجم للغة الالمانية بعد سنتين من صدوره ولكنه لم يجد اذن صاغية في المانيا والشعب الذي يرغب برفع سياسة فردريك ليست هو سياسة الشعب الموحد الطموح والذي يعني المثل الاعلى الذي ترنو اليه كل البلاد وتتمنى الوصول اليه ، ويرى بأن الشعب الطبيعي هو الشعب الذي يطور الانتاج الزراعي والتجاري معاً وبسرعة واحدة وبخطوات متسارعة ومتناغمة ، ولكن ليست جميع الشعوب على هذا المستوى الموحد فبعضها فقير في خصب الارض وبعضها سيء الجو والمناخ .

فعلى الشعوب التي تملك من المواد المنتجة كفايتها ان تجاهد للوصول الى مستوى متطور ومتقدم ، ويتم ذلك من خلال صناعة طرق ودلالات سميت بالمستويات الخمس في سلم التطور حيث ان من المعروف ان تطوير الشعوب الموهوبة تمر في خمسة ادوار متتابعة هي :

1ـ الدور المتوحش البدائي : يعيش فيه الناس على ما يلتقطونه من ثمر تهبه الطبيعة وعلى الصيد والقنص .

2ـ دور الرعي : يعني فيه تدجين الحيوانات وتربية الماشية فمنها يتغذى وعليها يعيش .

3ـ الدور الزراعي : يتميز باستغلال الانسان الارض والاستقرار عليها واستثمارها .

4ـ الدور الزراعي الصناعي : تتضاعف فيه الفعاليات الزراعية بنشاط صناعي .

5ـ الدور الزراعي الصناعي التجاري : يحمل فيما يحمل من نشاط تبادلاً ايجابياً ما بين الزراعة والصناعة والتجارة ترتفع به مستوى (الشعب الطبيعي) ويتحقق هذا التطور بالتبادل الحر بالادوار الثلاث الاولى .

اما الانتقال من الدور الثالث الى الدور الرابع اي لفتح المجال امام التصنيع فانه لا محيص من اللجوء الى نظام الحماية⁽²⁾ ، ومتى رست الصناعة الوطنية على قواعد راسخة سمحت بالعودة الى الحرية لتسهيل التمدد التجاري وسيول التبادل ما بيـن الشعوب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ نبيل جعفر عبد الرضا ، مصدر سابق ، ص148 .

2ـ ابراهيم كبة ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، ص547 .