المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



المستوى العلمي الكبير لهشام بن الحكم  
  
3408   02:34 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص325-326.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /

انّ عدد من تربّى وتعلم في الجامعة الجعفرية قد ناهز الأربعة آلاف طالب، وكان المناسب على أقل تقدير أن نترجم لبعض منهم هنا غير انّنا وللاختصار سنقتصر على ترجمة وتقديم نموذج واحد منهم وهو هشام بن الحكم.

كان هشام عالماً بارزاً ومتكلّماً كبيراً، ذا فصاحة وبلاغة، وعذوبة في الكلام، وحاذقاً جداً في المناظرة، وكان يعد من أكبر تلامذة مدرسة الإمامين الصادق والكاظم  (عليمها السَّلام ) ، وقد قدّم خدمات كبيرة للشيعة في ذلك العصر الذي كان الشيعة فيه عرضة للضغط السياسي والإعلامي من قبل السلطات والمذاهب المختلفة، وبشكل خاص دافع بجدارة عن عقيدة الإمامة التي هي من أركان عقائد الشيعة الأساسية وبيّن مفهومها البنّاء في قيادة المجتمع بشكل رائع. وفي هذه الجامعة ارتسمت خطوط تكامله الفكري والإسلامي، ولكن وبعد عام 148هـ فصاعداً ، أي بعد استشهاد الإمام الصادق (عليه السَّلام) تكاملت شخصيته الراقية في ظل تعاليم الإمام الكاظم وإرشاداته وبلغ إلى قمة الكمال والازدهار.

توضح لنا دراسة حياة هشام انّه كان مغرماً بالعلم ومتعطشاً للحقيقة، فدرس أوّلاً وللوصول إلى هذا الهدف والارتواء من معين العلم والمعرفة علوم عصره، ودرس كتب اليونان الفلسفية لإتمام معرفته وإكمالها فتعلّمها جيداً لدرجة انّه كتب نقداً على أرسطاطاليس ؛ ثمّ بعد ذلك في سبيل إكمال سيرته الفكرية والعلمية تنقّل بين عدّة مدارس مختلفة، غير انّه لم يقتنع بفلسفة أي مدرسة من تلك المدارس، إلاّ تعاليم الإسلام المنطقية والواضحة والمستقيمة التي ألقت في روعه السكينة والاستقرار، ولذلك وبعد أن اطّلع على جميع التيارات السائدة آنذاك أعرض عنها وتعرّف على الإمام الصادق من خلال عمه، ومنذ ذلك الحين تغيّرت مسيرة حياته في ظل معرفة الإسلام العميقة وقبول منطق التشيّع وتحوّل تحولاً أساسياً.

وقال بعض : إنّ هشام بن الحكم كان من تلامذة أبي شاكر الديصاني الملحد المعروف في البداية، ثمّ تبنّى عقيدة الجَهْمية وصار من أتباع جَهْم بن صفوان، و قد عدّوا ذلك ممّا يطعن فيه هشام ويتهم بفساد العقيدة ؛ في حين انّه ليس فقط لم يكن تلميذاً لأبي شاكر، بل كان له معه مناظرات انتهت بتشرّف أبي شاكر بالدين الإسلامي.

وعلى فرض صحّة ما نسب إليه، فإنّ مساهمته في البحوث والمجالس التي كانت تقيمها المدارس المختلفة لا تثبت انّه كان يتبنّى تلك العقائد والآراء، بل كان اتّصاله بهم لأجل الاطّلاع والبحث والمناظرة هذا أوّلاً، وثانياً أنّ هذه التنقلات كانت بمثابة المعبر له في مسيرة تكامله العقلي والفكري، ولا يكون لمن يطلب الحق ويبحث بوعي ودراية عن الحقيقة عيباً ونقيصة، بل يجب أن ننظر إلى النقطة الأخيرة من مسيرته الفكرية والعقيدية ونحكم على أساسها، ونحن نعلم أنّ هشاماً بذل قصارى جهده في إشاعة وبث الإسلام والتعريف بالعقائد الشيعية وترك وراءه صحيفة أعمال مضيئة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.