أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
1375
التاريخ: 11-9-2016
1716
التاريخ: 11-9-2016
2585
التاريخ: 11-9-2016
1127
|
كان الانسان العراقي القديم يلمس حقيقة عدم الاستقرار البيئي في منطقة جنوب العراق ، واليت تتضح في اختلاف مواعيد الفيضانات في نهري دجلة والفرات، بالإضافة الى تعدد العناصر البشرية السامية، والسومرية ، والعيلامية والجبلية والهندواوربية ، مما كان له اثره البالغ في عدم الاستقرار السياسي والفكري . وقد ادت تلك العوامل الى عدم توفر الوحدة الفكرية الدينية لدى الانسان السومري . فاتجه ذلك الانسان الى البحث عن القوى الخفية التي اعتقد انها تتحكم في عالمه الدنيوي الأخروي . فاعتبر السماء منذ البداية ذات أولوية خاص في كفرة الدني ، على اساس ان السماء هي مصدر الامطار التي يعتمد عليها في حياته الزراعية . ولذلك اعتقد في وجود اله السماء آنو الذي كان الاله السومري الاول في الفكر الديني العراقي (1) .
كما اعتقد كذلك في وجود قوى اخرى لها فاعلية في حاله مثل الهواء ، والشمس ، والنجوم ، والارض . ومن أمثال تلك الآلهة ، الاله انليل (اله الهواء والريح ) ، والاله انكى (اله الماء والارض والعالم السفلى ) والالهة ننخرساج والاله القمري نا – ان – نا Na-n-na (سن Sin) . وقد ذكرت آلهة سومرية اخرى منها الالهة الحامية للفن والطب مثل (باو) و (ننسو) و (جولا) . وكانت هذه الالهة الاخيرة تسمى احيانا الطبيبة العظمى للسومريين (2) . كما كانت هناك آلهة تختص بالإشراف على السلوك الاخلاقي كالإله اوتو اله الشمس ، والالهة نانشى Nanshe الهة مدينة لجش ، وقد ورد في النصوص على انها خصصت نفسها لرعاية الصدق والعدل والرحمة(3). وعلى اية حال فقد تصور الانسان السومري القديم ، قيام مجموعة الهية من سبعة آلهة بيدهم تقرير المصائر . بالإضافة الى مجموعة اخرى مكونة من خمسين الها اطلقوا عليها الآلهة العظام . ويتجه كريمر الى القول بأنه كانت هناك آلهة خالقة مثل آلهة السماء والأرض ، والبحر والهواء . آلهة أخرى غير خالقه (4).
وكانت نظرة الانسان السومري للعالم الآخر غامضة . فقد تصور ذلك الانسان ان الموتى يعيشون في مكان مظلم تحت الارض يذهب اليه الناس جميعا ، لا فرق بين من يعمل الخير او الشر (5) .
وقد سجل الكهنة السومريون تلك المبادئ في اساطير وملاحم كانت تجمع بين الخيال والحقيقة ، بهدف تقريب تلك المفاهيم الى المستويات الشعبية وحتى يتمكنوا من اقناع الشعب بتلك المبادئ. وعلى ذلك فأن الانسان السومري القديم كان يعتقد اعتقادا قويا ، بأن الاسنان انما خلق بغرض خدمة الآلهة وعبادتها فقط ، حتى تتفرغ تلك الآلهة لأداء واجباتها الآلهة في تنظيم شؤون الكون .وأن الانسان لا يرعف مستقبلا النهاية التي قدرته له تلك الآلهة ، مع ايمانه بأن الموت هو النهاية المحتومة للإنسان ، ان الخلود قاصر على الآلهة (6) .
اما بالنسبة لعلاقة الانسان العراقية الديم بعالم الآلهة، فقد كان انسان تلك المرحلة يؤمن بأن الاله هو سيد المدينة الحقيقي. كان على الايشاكو أن يقم بالأعمال الكهنوتية ، فهو الكاهن الاكبر اله المدينة بجانب قيامه بالإشراف على الشؤون المدنية. وتشير نصوص معبد العبيد الى كهنة الهة المدنية وهي الآلهة ننخرساج وتمثل على هيئة بقرة، اما ننجرسو (اله الجش) فكان يمثل على هيئة نسر كبير له راس أسد ويقبض على حيوانين .
ومن الظواهر التي تلفت النظر في تلك لمرحلة كثرة المعبودات التي آمن بها الانسان العراقي القديم . والتي وصل عددها الى حوالي 4 آلاف معبود . ويرجع ذلك الى التفكك السياسي ، وعدم الاستقرار في حياة العراق القديم .
وكان لسومريون يدفنون موتاهم تحت ارضية المنزل الذي يعيشون فيه ، او تحت احدى الحجرات . وفي بعض الاحيان كانت توجد جبانات خارج المدينة (7) . اما المقابر ، فكانت تبطن بالحصير في بعض الاحيان ،كما كانت هناك مقابر خاصة لأجزاء من جسم المتوفي . واحيانا كانت الجثث تحرق ويوضع الرماد في اواني . هذا بالاضافة الى ملاحظة كثرة مدافن الاطفال في المعابد ، مما يؤكد الاتجاه نحو تقديم اولئك الاطفال كتضحية بشرية ، وربما كان ذلك بغرض التقرب للآلهة ز ويشير بعض العلماء الى حرص أهل سومر على تزويد الميت باحتياجاته الشخصية كالخدم والحيوانات اعتقاداً منهم بأن الميت سوف يستخدمها في العالم السفلي .
ومن اهم الكشوفات الاثرية المعبودة عن ذلك الاتجاه ما عثر عليه في مقابر ملوك مدينة اور، ولا سيما مقبرة الملكة شوب آد وزوجها الملك مس – كلم – دوج .
ونلمس عدم اعطاء الإنسان العراقي القديم الاهمية الاولى للمقابر، بل رمز اهتمامه بمنازل الالهة اي المعابد ، التي اعتقد انها تستطيع ان توفر له الاطمئنان والامان. وكان المعبد وملحقاته هي اماكن العبادة، كما كان المعبود او المعبودة تتطلب الولاء من الشعب ، وذلك تقديم القرابين. هذا ولم يقتصر اهمية المعبد على الجانب الديني باعتباره مكانا للعبادة. وتأدية الطقوس الدينية وتقديم القرابين، بل لقصد اصبح مركزا ثقافيا لكافة العلوم والآداب. ومما تجر الإشارة اليه، السومري القديم قد تعود على حب الصدق والعدال والحرمة ، الى الدرجة لاتي سمحت لحكامهم بأن يفتخروا بأنهم قد تمكنوا من نشر العدل والحرية بين الناس ، واوقفوا الظلم (8). وتطبيقا لتلك الاتجاهات ، أصدر أوروكاجينا تشريعه التي سبقت الاشارة اليه .
اما فيما يتعلق بمهمة الكهنة، فقد كانوا يقومون بالأشراف على ممارسة الطقوس وتنظيم العبادة. وكان يساعد الملك طبقة من الكهنة تتولى القيام بالواجبات الدينية . ومنذ عصر انتيمينا ، أصبح للكهنة دور بارز الى الدرجة التي سمحت بتأريخ الاحداث بتعيين أحد الكهنة المسمى دودو Dudu كاهن للإله ننجرسو. لم يكتف الامر على اهميته هذه ، بل كان يكرس بعض التماثيل لذاته تشبها بالحكام. ومن النماذج المعبرة كذلك عن اهمية الكهنة في تلك المرحلة، اعتلاء انيتارزي للحكم بعد ان كان كاهنا . كما تكرر نفس الوضع في مدينة أوما ، عندما عين انتيمينا حاكم لجش احد الكهنة بعد ان أقال عمه أورلوما Urlumma ويتضح مما سبق ذكره ، ان الانسى في الصل كن كاهنا (9) ايضا.
__________
(1) Jacobsen, T., and Others, Op., Cit., p. 150.
(2) صمويل كريمر ، المرجع السابق ، ص 135 .
(3). صمويل كريمر ، المرجع السابق ، ص 193 .
(4). صمويل كريمر ، المرجع السابق ، ص 155- 156 .
(5) . جيمس هنري برستد ، المرجع السابق ، ص 168 .
(6). صمويل كريمر ، المرجع السابق ، ص 191 – 192 .
(7). جيمس هنري برستد ، المرجع السابق ، ص 168 .
(8). صمويل كريمر ، المرجع السابق ، ص 192 .
(9). Gadd, C.J. Op. Cit., p. 137.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|