أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-9-2016
2824
التاريخ: 17-12-2020
3659
التاريخ: 11-9-2016
1935
التاريخ: 2023-04-27
1201
|
السومريون :
لقد وردت أسماء كثيرة لأهم مستوطنات الانسان القديم في جنوب بلاد ما بين النهرين وفي اواسطها مثل (اور) و (تللو – لاجاش) و (جمدة نصّار) و (تل العبيد) . ويرقى تاريخ الكثير من طبقاتها الأولى الى عصر نشوء الدولة اي خلال نهاية ما قبل التاريخ وفجره . وان الانسان اقام مدنا عديدة اخرى مثل (اومّا) و (شروباك) و (خفاجي) و (اشنونّا) (الخارطة 2) .
وكان معظم هذه المدن يقع في الأراضي الفاصلة بين نهري دجلة والفرات وينتشر على مسافة يبلغ طولها حوالي 350 كم ما بين موقع مدينة بغداد وموقعي مدينتي (اور) و (اريدو) بالقرب من شط العرب . وقد استغل السكان الاقدمون مواقع اخرى على ضفاف روافد هذين النهرين وفروعهما لتوفر التربة الخصبة ، التي استغلوها الى اقصى ما توفر لديهم من امكانيات الاستغلال .
وقد عثر في بعض هذه المدن على كتابات يرقى تاريخها الى الربع الأول من الألف الثالث قبل الميلاد . وفيها وردت اسماء علم في شكل متطور للكتابة التصويرية ، اطلق عليه علماء اللغات الشرقية القديمة اسم (الكتابة السومرية) ، النصوص اللاحقة لها . ولكن الباحثين وجدوا انفسهم هنا امام اسئلة عديدة تتعلق بفجر التاريخ الحضاري لهذا الشعب واصله ، وفيما يلي اهمها :
1- هل تحمل (السومريون) وحدهم مسؤولية بناء صرح حضارات العصور الحجرية كلها في بلاد ما بين النهرين واقطار غرب آسية الأخرى ، ام اقتصر دورهم على مشاركة الشعوب الأخرى في بنائها المبكر لهذه الحضارات ؟
2- هل انحصر ابداعهم الحضاري في تشييد بعض مداميك هذا البناء الحضاري ام شمل وضع اسسه (السومرية) ، التي نعرفها من مصادرهم التاريخية وآثارهم المادية على انقاض حضارات اسلافهم من الشعوب التي قطنت هذه المنطقة ؟
3- هل انفردوا دون غيرهم في تشييد بناء حضارة النصف الاول من الالف الثالث قبل الميلاد في اقطار غرب اسية وخاصة في بلاد ما بين النهرين ،ام كانوا مشاركين لغيرهم في اقامة صرح هذا البناء ؟
اما فيما يخص موضوع هجرتهم وتحديد موطنهم الأصلي فقد اعترضت العلماء في بحوثهم اسئلة اخرى مشابهة لا تزال تنتظر بدورها الاجابة واهمها :
1. هل قدم السومريون الى بلاد ما بين النهرين من مرتفعات ايران الغربية ام من المناطق الجبلية في الشمال ؟
2. اكانت بعض المناطق التي شكلت هذا الوطن الأصلي في سورية ام في شمال افريقية ام في جنوب الهند ؟
3. الى اية مجموعة بشرية ينتمي اصلهم (العرقي) ! والى اية (اسرة !) لغوية تعود اصول لغتهم ؟
لقد ثبت على الصعيد الحضاري ان السومريين لم ينفردوا في بناء صرح حضارات العصور الحجرية في غرب آسية ، وانما كانت هناك شعوب اخرى سكنت المنطقة قبلهم او معهم عبر آلاف السنين وساهمت ايضا في تطوير الحضارة الانسانية خلال العصور الحجرية القديمة والوسطى والحديثة . ومن الادلة التي تشير الى ذلك ، هو ان اللغة (السومرية) نفسها ، تحوي في ثروتها اللفظية بعض المفردات الدخيلة ، التي يعتقد ان (السومريين) اخذوها عن الشعوب والقبائل التي سبقتهم او عاصرتهم في استيطان هذه المناطق وذلك بواسطة الاحتكاك بها (1) . وقد ثبت ايضا ان ما يسميهم العلماء بـ (الساميين) كانوا قد شاركوا السومريين في بناء حضارات فجر التاريخ ومدنيات الحقب التاريخية اللاحقة .
اما فيما يخص (وطن السومريين الأم) وتحديد موقعه ، فلم تتوفر لدينا – حتى الآن – دلائل ثابتة يحق لنا اعتمادها في هذا الصدد . لذلك تباينت الآراء ومنها ان السومريين وفدوا الى جنوب ما بين النهرين من ايران او من الغرب في شمال افريقية عبر فلسطين وسورية . وذهب بعض الباحثين الى القول ان (السومريين) هاجروا الى موطنهم التاريخي من جنوب الهند .
وقد درس عدد من العلماء بقايا بعض الهياكل العظمية من القبور السومرية بهدف ربط السومريين بـ (عرق !) من الاجناس البشرية (المعروفة) – حتى الآن – ولكن دون جدوى (2). وحاول علماء الآثار في الوقت نفسه أن يقيموا جسرا يربطون به الجوانب المادية من الحضارة السومرية بحضارات شعوب اخرى معروفة ، ولكن حظهم هنا لم يكن افضل من حظ زملائهم علماء الاجناس .
ودخل ايضا علماء اللغات (الشرقية القديمة) منذ مطلع القرن الحالي ميدان السباق لاكتشاف سر هذا المجهول ، ولكنهم ألقوا السلاح بدورهم ، بعد ان عجزوا عن تحديد اصل اللغة (السومرية).
ومع ذلك كله فليس امامنا الا ان ندرس الحضارة السومرية المادية والفكرية والسياسية ونبحث فيها معتمدين في ذلك على مخلفات مدنيتهم الراقية ، التي نشأت في بلاد ما بين النهرين وباعتبارهم من السكان الاصليين ، الذين عاشوا في هذه البلاد آلاف السنين قبل أن نعرفهم بهذا الاسم .
______________
1) ان اسم مدينة (اوروك) غير سومري الأصل ، مع انها كانت اشهر عاصمة سومرية في بلاد ما بين النهرين خلال الربع الأول من الألف الثالث قبل الميلاد .
2) Moortgat, A., Die Entstehung der sumerischen Hochkultur, AO 43, S. 60.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|