المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



انحطاط أخلاق الأب وأثره على الأولاد  
  
2286   03:28 مساءً   التاريخ: 31-10-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص81ـ82
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15/10/2022 1543
التاريخ: 16-1-2022 2440
التاريخ: 25-1-2017 6990
التاريخ: 11-9-2016 2472

ليس في كل الأحيان ينتج السيء أسوأ منه فكثير من الأحيان يجعل الله الإدراك حليف الولد وهو لا يزال غضا فيدرك على نعومة أظفاره خطأ أبيه في التصرف وضرورة معالجته ومنع انعكاسه على الأسرة ولكن هذا ليس بالأمر السائد ولكن ما يكون سائدا إن هناك الطفل الذي يشاهد أباه يشرب الخمر وثملا بشكل مستمر إضافة إلى تعاطيه الفساد وإهمال أمور العائلة والعبء الأعظم قد يسقط على كاهل الأم أو الولد الأكبر أو البنت الكبرى وتكون الضحية وإذا لم يبرز مثل هؤلاء لتلقف الأسرة فأن مصيرها التمزق بكل معنى الكلمة ولا يختلف من حيث الجانب العملي والإهمال الأب المشغول بتجارته وثروته عن الأب المشغول في فساده وملذاته إلا من حيث الخطيئة الشرعية وممارستها أمامه من حيث إهمال الأسرة فكلاهما واحد لا يختلف عن الآخر أن لم يكونوا وجهان لعملة واحدة.

إن الطفل كاللوح الحساس ذو تفكير مرهف إذا ما لاحظ أباه والذي يمثل قدوة البيت منصرفا في ملذاته وفساده غير آبه بمصيره وعقليته الغضة الجميلة فبدلا من أن يكسبها يكون كسبها للشارع ولمن يصادفها.

وكثير من الآباء يجلسون أبنائهم معهم على موائد القمار أو موائد المشروبات بحجة إعدادهم فيما هم فيه من غي وخطيئة وقد ينجرف الطفل بهذا السلوك ويعد منه شريرا بدلا من أن يخلق منه رجلا سويا ونافعا لعائلته والمجتمع وقد يكون فيه الأب منحط الأخلاق والسيرة في هرج ومرج وعراك وصراخ دائمين فالأب عندما يتناول الخمر فأنه لا يكون أمينا على نفسه ولا يعرف كيف يتصرف لغياب العقل والروية عند الثمالة فيعامل زوجته معاملة قاسية وقد تحصل له الفضائح فمثلا هروب الزوجة والأطفال في منتصف الليل الى الجيران طلبا للحماية سوف يشتت الأسرة وقد يحصل ما لا يكن في الحسبان عندما يتلقفهم إنسان ساقط من المحيطين بهم وكذلك إذا كان الأب منشغلا في فساده فأن ثورة الزوجة عليه عندما تجد أثار الخيانة الزوجية في ملابسه أو قصاصات الورق وأرقام الهواتف في جيوبه مما يثير ثائرتها وتبدأ المصارعات والنزاعات حيث تكون الزوجة خائفة على بيتها وأطفالها وأسرتها ويكون الزوج منحازا لملذاته ويدافع عن نفسه وعن الساقطات اللواتي قمن بتهيئة ظروف الخيانة له والطفل يشاهد هذا النزاع وينحاز لأمه ويعتبر أباه المتسلط والمتجبر الذي يقوم بضرب زوجته وجلدها عقوبة على فضحه وفضح تصرفاته وخيانته أمام أولاده وأسرته وبذلك يحصل التفكك الأسري وكره الأطفال لوالدهم نظرا لانصرافه إلى ملذاته بدلا من انصرافه إلى أسرته يشبعها حبا واهتماما ويحيطها رعاية وأبوة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.