المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

لوجندر – ادريان ماري
10-9-2016
Species
29-7-2021
علم النفس الاجتماعي
10-8-2020
المبادئ الأساسية للنقل المستدام- الجدوى الاقتصادية
23-7-2021
القضايا الاجتماعية في كتب ادب الاطفال
26-7-2016
كيفية صلاة العيد
9-12-2015


مواعظه ودرر الحكم لصادق ( عليه السلام)  
  
3491   03:00 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3,ص234-245 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /

قال الشيخ جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي (رحمه الله) في كتابه صفة الصفوة جعفر بن محمد بن علي بن الحسين يكنى أبا عبد الله أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق و كان مشغولا بالعبادة عن حب الرئاسة و عن عمرو بن أبي المقدام قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين .

وروى حديث سفيان الثوري حين قال : له إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها و دوامها فأكثر من الحمد و الشكر إلى آخره و قد تقدم .

وعن سفيان أيضا و قد قال : له أنت رجل يطلبك السلطان  .

وعنه : لا يتم المعروف إلا بثلاثة بتعجيله و تصغيره و ستره  .

وعن الهياج بن بسطام قال : كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء و سئل لم حرم الله الربا قال : لئلا يتمانع الناس بالمعروف  .

وعن الحسن بن سعيد اللخمي عن جعفر بن محمد قال : من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة .

وقال  ( عليه السلام) : أصل الرجل عقله و حسبه دينه و كرمه تقواه و الناس في آدم مستوون .

وروى حديث سفيان قول الصادق ( عليه السلام) : له عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها إلى آخره و ما أحسن قوله ( عليه السلام) في آخر الحديث و السعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها .

وروى حديث المنصور حين أمر الربيع بإحضاره (عليه السلام) متعبا .

أسند جعفر بن محمد عن أبيه و عن عطاء بن أبي رباح و عكرمة في آخرين .

و روى عنه من التابعين جماعة منهم أيوب السختياني و من الأئمة مالك و الثوري و شعبة في آخرين و توفي بالمدينة سنة ثمان و أربعين و مائة .

وقال : الآبي سئل جعفر بن محمد ( عليه السلام) لم صار الناس يكلبون في أيام الغلاء على الطعام و يزيد جوعهم على العادة في الرخص قال : لأنهم بنو الأرض فإذا قحطت قحطوا و إذا أخصبت أخصبوا .

وشكا إليه رجل جاره فقال : اصبر عليه فقال : ينسبني الناس إلى الذل فقال : إنما الذليل من ظلم

وقال : أربعة أشياء القليل منها كثير النار و العداوة و الفقر و المرض .

وقال : و قد سئل لم سمى البيت العتيق فقال : لأن الله أعتقه من الطوفان .

وقال : له أبو جعفر المنصور إني قد عزمت على أن أخرب المدينة و لا أدع بها نافخ ضرمة فقال : يا أمير المؤمنين لا أجد بدا من النصاحة لك فاقبلها إن شئت أو لا قال : قل قال : إنه قد مضى لك ثلاثة أسلاف أيوب ابتلي فصبر و سليمان أعطي فشكر و يوسف قدر فغفر فاقتد بأيهم شئت قال : قد عفوت .

قلت قد تقدم هذا بغير ذكر المدينة .

وقال : ( عليه السلام) و قد قيل بحضرته جاور ملكا أو بحرا فقال : هذا كلام محال و الصواب لا تجاور ملكا ولا بحرا لأن الملك يؤذيك و البحر لا يرويك .

وسئل عن فضيلة لأمير المؤمنين ( عليه السلام) لم يشركه فيها غيره قال : فضل الأقربين بالسبق و سبق الأبعدين بالقرابة .

وعنه (عليه السلام) قال : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تيجان العرب و قال : صحبة عشرين يوما قرابة وقف أهل مكة و أهل المدينة بباب المنصور فأذن الربيع لأهل مكة قبل أهل المدينة فقال : جعفر ( عليه السلام) أتأذن لأهل مكة قبل أهل المدينة فقال : الربيع مكة العش فقال : جعفر عش والله طار خياره و بقي شراره .

وقيل له إن أبا جعفر المنصور لا يلبس منذ صارت الخلافة إليه إلا الخشن و لا يأكل إلا الجشب فقال : يا ويحه مع ما قد مكن الله له من السلطان و جبي إليه من الأموال فقيل له إنما يفعل ذلك بخلا و جمعا للأموال فقال : الحمد لله الذي حرمه من دنياه ما له ترك دينه و لما قال : الحكم بن عباس الكلبي .

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة          ولم أر مهديا على الجذع يصلب

وقستم بعثمان عليا سفاهة                وعثمان خير من علي و أطيب

فبلغ قوله أبا عبد الله فرفع يديه إلى السماء و هما ترعشان فقال : اللهم إن كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك فبعثه بنو أمية إلى الكوفة فافترسه الأسد و اتصل خبره بالصادق ( عليه السلام) فخر ساجدا و قال : الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا .

قلت هذا الحكم أبعده الله جار في حكمه و نادى على نفسه بكذبه و ظلمه و الأمر بخلاف ما قال : على رغمه و بيان ذلك أن زيدا (رضي الله عنه) لم يكن مهديا و لو كان لم يكن ذلك مانعا من صلبه فإن الأنبياء (عليهم السلام) قد نيل منهم أمور عظيمة و كفى أمر يحيى و زكريا ( عليه السلام) و في قتلات جرجيس ( عليه السلام) المتعددة كفاية و قتل الأنبياء و الأوصياء و صلبهم و إحراقهم إنما يكون طعنا فيهم لو كان من قبل الله تعالى فأما إذا كان من الناس فلا بأس فالنبي ص شج جبينه و كسرت رباعيته و مات بأكلة خيبر مسموما فليكن ذلك قدحا في نبوته ( عليه السلام) و أما قوله وقستم بعثمان عليا فهذا كذب بحت و زور صريح فإنا لم نقسه به ساعة قط و أما قوله: وعثمان خير من علي و أطيب فإنا لا نزاحمه في اعتقاده و يكفيه ذلك ذخيرة لمعاده فهو أدري بما اختاره من مذهبه و قد جنى معجلا ثمرة كذبه و الله يتولى مجازاته يوم منقلبه  فدام لي و لهم ما بي و ما بهم و مات أكثرنا غيظا بما يجد إذا كان القتل و الصلب و أمثالهما عنده موجبا للنقيصة و قادحا في الإمامة فكيف اختار عثمان و قال : بإمامته و قد كان من قتله ما كان و بالله المستعان على أمثال هذه الهذيان فقد ظهر لك أيدك الله ميل الحكم و بعده من الرشد حين حكم و تعديه الحق في النظم الذي نظم فليته كالصغاني حين وصل إلى بكم .

وقال : لأبي ولاد الكاهلي أ رأيت عمي زيدا قال : نعم رأيته مصلوبا و رأيت الناس بين شامت خنق و بين محزون محترق فقال : أما الباكي فمعه في الجنة و أما الشامت فشريك في دمه .

وقال : إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعطته محاسن غيره و إذا أعرضت عنه سلبته محاسن نفسه .

ومر به رجل و هو يتغدى فلم يسلم فدعاه إلى الطعام فقيل له السنة أن يسلم ثم يدعى و قد ترك السلام على عمد فقال : هذا فقه عراقي فيه بخل .

وقال : القرآن ظاهره أنيق و باطنه عميق .

وقال : من أنصف من نفسه رضي حكما لغيره .

وقال : أكرموا الخبز فإن الله أنزل له كرامة ؛ قيل له و ما كرامته قال : أن لا يقطع و لا يوطأ و إذا حضر لم ينتظر به سواه .

وقال : حفظ الرجل أخاه بعد وفاته في تركته كرم .

وقال : ما من شيء أسر إلي من يد أتبعتها الأخرى لأن منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل .

وقال : ( عليه السلام) إني لأملق أحيانا فأتاجر الله بالصدقة .

وقال : لا يزال العز قلقا حتى يأتي دارا قد استشعر أهلها اليأس مما في أيدي الناس فيوطنها .

وقال : إذا دخلت على أخيك منزله فاقبل الكرامة كلها ما خلا الجلوس في الصدر .

وقال : كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان .

واشتكى مرة فقال : اللهم اجعله أدبا لا غضبا .

وقال( عليه السلام) : البنات حسنات و البنون نعم و الحسنات يثاب عليها و النعم مسئول عنها .

وقال : إياك و سقطة الاسترسال فإنها لا تستقال .

وقيل له ما طعم الماء فقال : طعم الحياة .

وقال : ( عليه السلام) من لم يستحي من العيب و يرعوي عند الشيب و يخشى الله بظهر الغيب فلا خير فيه .

وقال : إن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال إذا حسن استبشر و إذا أساء استغفر و إذا أعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا ظلم غفر .

وقال : و إياكم و ملاحاة الشعراء فإنهم يضنون بالمدح و يجودون بالهجاء .

وقال : إني لأسارع إلى حاجة عدوى خوفا أن أرده فيستغني عني .

وكان يقول اللهم إنك بما أنت له أهل من العفو أولى مني بما أنا له أهل من العقوبة .

وقال : من أكرمك فأكرمه و من استخف بك فأكرم نفسك عنه .

وأتاه أعرابي و قيل بل أتى أباه الباقر ( عليه السلام) فقال : أرأيت الله حين عبدته فقال : ما كنت لأعبد شيئا لم أره قال : كيف رأيته قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات هو الله الذي لا إله إلا هو فقال : الأعرابي الله أعلم حيث يجعل رسالاته .

وقال : يهلك الله ستا بست الأمراء بالجور و العرب بالعصبية و الدهاقين بالكبر و التجار بالخيانة وأهل الرستاق بالجهل و الفقهاء بالحسد .

وقال : منع الجود سوء الظن بالمعبود

وقال : صلة الأرحام منسأة في الأعمار و حسن الجوار عمارة للديار و صدقة السر مثراة للمال وقال : له أبو جعفر يا با عبد الله أ لا تعذرني من عبد الله بن حسن و ولده يبثون الدعاة و يريدون الفتنة قال : قد عرفت الأمر بيني و بينهم فإن أقنعتك مني آية من كتاب الله تلوتها عليك قال : هات قال : { لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ } [الحشر : 12] قال : كفاني و قبله بين عينيه .

وقال : لرجل أحدث سفرا يحدث الله لك رزقا و ألزم ما عودت منه الخير .

و قال : دعا الله الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا و في الآخرة بأعمالهم ليجازوا فقال : يا أيها الذين آمنوا يا أيها الذين كفروا و قال : من أيقظ فتنة فهو أكلها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.