المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الحمل ... والتهيؤ النفسي لاستقبال المولود  
  
2016   01:35 صباحاً   التاريخ: 19-7-2020
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص42-45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2016 2127
التاريخ: 4-9-2020 3704
التاريخ: 9-1-2016 2273
التاريخ: 10-1-2016 2003

عزيزي المربي عزيزتي المربية اذا جاءكما ضيف ترغبان فيه أظنكما سوف تتهيآن لاستقباله افضل استقبال لان ذلك سوف يسعدكما ومن ثم تنعكس هذه السعادة على ضيفكما فيسعد ، اما ان لم تكونا ترغبان في استقباله فأظنكما لن تتهيآن لاستقباله ولن تسعدا بضيافته لأنه غير مرغوب فيه لسبب او لآخر... وحتما سيصل ذلك الشعور من الرفض لضيفكما ومن ثم لن يرغب هو الاخر في وجوده معكما ، فالأفكار تنجذب من نفس النوع والمشاعر تنجذب من نفس النوع تبعا لقانون الانجذاب.

فما بالك عزيزي الاب... عزيزتي الام ان كان هذا الضيف هو (ابنكما) فهل تسعدان بقدومه؟ وهل انتما مهيآن ومستعدان لاستقباله؟.

ـ ما هي اهم خطوة في التهيؤ النفسي لاستقبال المولود؟

اعلم عزيزي الاب ...عزيزتي الام ان اول واهم خطوة في التهيؤ والاستعداد لاستقبال المولود هي الرغبة الحقيقية في الحمل والانجاب (سواء كان هذا المولود ذكرا او انثى) لان من نرغب فيه يرغب فينا ومن نسعد باستقباله يسعد بنا، حيث تنعكس تلك الرغبة على الحالة النفسية والجسمية للجنين والمولود بعد ذلك، فانفعالات الام تصل للجنين سواء كانت ايجابية او سلبية.

وهل توجد من الامهات من لا ترغب في جنينها ؟ ! .

ـ امهات لا يرغبن في استقبال المولود ؟

نعم هناك انماط من الامهات لا يرغبن في جنينهن سواء بشكل شعوري او بشكل لا شعوري .

ومن هذه الانماط امرأة اتفقت مع زوجها على تأجيل الحمل والانجاب ثم فوجئت بالحمل ، هذه المرأة قد ترفض جنينها لأنه حمل غير مرغوب فيه في الوقت الراهن لأنه ربما يهدد حياتها الزوجية كلها.

ومن هذه الانماط زوجة قررت عدم الحمل والانجاب الا بعد استكمال دراستها الجامعية او دراساتها العليا، فحملت وكان جنينها هو المهدد لطموحاتها ومن ثم يقابل هذا الحمل الرفض.

ونمط اخر لزوج وزوجة اتفقا على عدم الانجاب حتى يتم تحسين مستواهم المادي وجاء الحمل على عكس تخطيطهم الاقتصادي.

وقد يرجع عدم الرغبة في الحمل والولادة لأسباب نفسية عميقة على المستوى اللاشعوري وذلك لدى نمط الفتاة اجبرت على الزواج من شخص لا ترغب فيه وهي تحب اخر، ومازال يراودها الامل في الخلاص من هذا الزوج التي اجبرت على الزواج منه والزواج من الشخص الذي تحبه ، وفجأة حملت من الزوج المكروه، فأصبح جنينها بالنسبة لها بمثابة استمرار لحياة لا ترغب فيها واصبح مدمر الامل وقاتل الحلم وبالتالي فهو مرفوض وغير مرغوب فيه.

وربما لا ترغب ام في الانجاب لأنها طلقت وبالتالي تنقل عدوانها من مطلقها الى جنينها وبالتالي ترفضه لأنه بقايا الذكريات الاليمة.

وفي الحالتين الاخريين يستمر صراع الرفض والقبول للجنين حيث يمثل جانب الرفض جزءاً من الزوج المكروه او مطلقها اما جانب القبول انه جزء منها.

وربما تخجل زوجة من حملها في سن متأخرة ومن ثم لا ترغب في جنينها ، وربما لا ترغب ام

في حملها المفاجئ لكثرة ابنائها وسوء الحالة الصحية او الاقتصادية...

هذه الانماط من الامهات التي ترفض شعوريا او لا شعوريا جنينها لابد وان تعي ان رسائل الرفض وعدم القبول للجنين تصله ويشعر بها وقد تنتج طفلا غير سوي نفسيا ، حيث يكون عنيدا او عصبيا او قلقا او مكتئبا... بل ترفض الام والغريب ان يظل الطفل رافضا للام حتى لو تحول موقفها الرافض الى موقف قبول ، وكأن الرفض انطبع في خلاياه وجيناته.

ولذلك عزيزي الاب... عزيزتي الام لا بد وان يتهيأ كلاكما لاستقبال المولود ولتدركي عزيزتي الام ان جنينك لديه ترمومتر دقيق لقياس درجة تقبلك او رفضك له، وترمومتر اكثر دقة وحساسية لقياس درجة ونوعية انفعالاتك ، فهو يتأثر بانفعالاتك سواء كانت إيجابية او سلبية، وذلك يؤثر في نموه النفسي والجسمي.

ـ الجنين يبتسم ويبكي ... سبحان الله .

فقد اكتشف العلماء حديثاً ان الجنين يبتسم ويبكي وهو في بطن الام ، وكذلك اكتشف العلماء ان حواس الجنين تعمل وهو داخل الرحم، فهو مثلا يسمع دقات قلب الام ـ وهي أنغامه العذبة التي يسعد بها ـ بل ويستمع الى صوت الام ، والاعجب من ذلك أنه يستمع لصوت ابيه ، فاذا دخل الاب البيت فان الجنين يتهلل فرحا لتهلل الام لدخول الاب البيت، ولذلك يجب على الام الحامل ان تعيش فترة حملها في جو يتسم بالهدوء بعيداً عن الصخب والضوضاء.

ـ متى يبدأ عمل الحواس عند الطفل ؟

تظهر حاسة اللمس وحاسة الشم والتذوق ويفضل الطعم الحلو ، وبعد الولادة يكون الطفل قادرا على التعرف على امه عن طريق رائحتها، وتبدأ حاسة البصر في عملها وهو جنين حيث لوحظ ان تسلط ضوء قوي وساطع على بطن الام يجعل الجنين يحرك راسه في الاتجاه المعاكس .

واكتشف العلماء ان الجنين يمر بحالات سلوكية وهي النوم الصامت ثم الحالة الفعالة فالاستيقاظ الصامت ثم الاستيقاظ النشط ثم البكاء، ولذلك لا بد ان تتهيأ الام نفسيا لاستقبال مولودها وتبتعد قدر المستطاع عن مواضع التوتر والعصبية والقلق ، وتبحث عن مصادر السعادة أثناء حملها فهي بذلك تسعد جنينها.

وان مما يؤثر على التهيؤ النفسي للمرأة لاستقبال مولودها مدى الاحساس بهويتها الانثوية فكلما زاد إحساسها بهويتها الانثوية سعدت بحملها ، اما من لديها تشوه في الاحساس بهويتها الانثوية (المرأة المسترجلة) فهي لا ترغب على المستوى اللاشعوري في الحمل والولادة ، وان كان الحمل والولادة يؤكد ان الهوية الانثوية للمرأة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.