المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



خوف يزيد الفتنة وتوبيخ النصارى له  
  
3364   12:19 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص610-611.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-15 490
التاريخ: 3-04-2015 4029
التاريخ: 19-3-2016 3400
التاريخ: 19-3-2016 3434

يظهر من المقتل ، و من تعامل يزيد الملعون مع أهل البيت (عليهم السّلام) انّه خاف الفتنة و الثورة فبدّل تعامله السيّئ مع أهل البيت و بدأ بمداراتهم و نحّى عنهم الحراس والمراقبين و تركهم يفعلون ما يريدون ، و كان في بعض الاحيان يدعو عليّ بن الحسين (عليه السلام) الى مجلسه و ينسب قتل الحسين (عليه السلام) الى ابن زياد ثم يلعنه و يظهر الندامة مما وقع ، و كان هذا كلّه حفظا للملك و السلطنة و جلبا لقلوب العامة لا انّه ندم على قتل الحسين (عليه السلام) و ساءه ما فعل ابن زياد بحسب الواقع و نفس الامر.

فقد ذكر المؤرخون ان يزيد لعنه اللّه كان يضع رأس الحسين (عليه السلام) على مائدة كل صباح و مساء ، و كثيرا ما جلس على مائدته الخمر و معه ابن زياد فكان يدعو المغني كي يغني له ، فأنشد في بعض تلك المجالس المشئومة اللعينة:

اسقني شربة تروي مشاشي‏               ثم مل فاسق مثلها ابن زياد

صاحب السر و الامانة عندي‏              و لتسديد مغنمي و جهادي‏

قاتل الخارجيّ أعني حسينا                 و مبيد الاعداء و الحساد

روى السيد ابن طاوس عن السجاد (عليه السلام) انّه قال : لما أتى برأس الحسين (عليه السلام) الى يزيد كان يتخذ مجالس الشرب ويأتي برأس الحسين (عليه السلام) و يضعه بين يديه و يشرب عليه‏ ، فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم و كان من أشراف الروم و عظمائهم فقال : يا ملك العرب هذا رأس من؟.

فقال له يزيد : ما لك و لهذا الرأس؟.

فقال : انّي اذا رجعت الى ملكنا يسألني عن كل شي‏ء رأيته فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه حتى يشاركك في الفرح و السرور.

فقال يزيد لعنه اللّه : هذا رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالب.

فقال الرومي : و من أمه؟.

فقال : فاطمة بنت رسول اللّه .

فقال النصراني ، أف لك و لدينك ، لي دين أحسن من دينكم ، انّ أبي من حوافد داوود (عليه السلام) و بيني و بينه آباء كثيرة و النصارى يعظموني ويأخذون من تراب قدمي تبركا بأنّي من حوافد داوود وانتم تقتلون ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وما بينه و بينكم الّا أمّ واحدة فأي دين دينكم؟.

«ثم قص على يزيد قصة كنيسة الحافر، فأمر يزيد بقتله لكي لا يفضحه في بلاده» فلمّا أحس النصراني بذلك قال له : أتريد أن تقتلني؟.

قال : نعم .

قال: اعلم انّي رأيت البارحة نبيّكم في المنام يقول : يا نصراني أنت من أهل الجنة ، فتعجّبت من كلامه وأشهد أن لا إله الّا اللّه و انّ محمدا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ثم وثب الى الرأس فضمّه الى صدره و جعل يقبله و يبكي حتى قتل‏.

وفي كامل البهائي انّه : حضر مجلس يزيد عبد الشمس ملك تجار الروم ، فقال : أيّها الامير انّي أتاجر اكثر من ستين سنة في المدن ، فذهبت مرة من القسطنطنية الى المدينة و معي عشرة برد يمنية و منّان من العنبر و عشر فارات من المسك، فجئت الى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وهو في بيت أم سلمة فاستأذن لي أنس بن مالك فأذن لي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فدخلت عليه وقدمت هداياي فقبلها ، فأسلمت و سمّاني عبد الوهاب ، لكن أخفيت اسلامي خوفا من ملك الروم ، وكنت في محضره فاذا بالحسن و الحسين (عليهما السّلام) قد دخلا ، فقبلهما رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وأجلسهما في حجره ، فانت اليوم حززت رأس الحسين (عليه السلام) و تنكت ثناياه التي قبلها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟ , وانّ في مملكتنا بحر و فيه جزيرة و فيها صومعة و في الصومعة حوافر أربعة قيل انها لحمار عيسى (عليه السلام)، فاطلوها بالذهب و جعلوها في صندوق فيذهب السلاطين و الامراء و عامة الناس كل سنة الى تلك الصومعة فيطوفون حولها فما الذي فعلتم بابن رسولكم؟.

فقال يزيد لعنه اللّه :  قد أفسد علينا أمرنا ،  فأمر بضرب عنقه.

فقال عبد الوهاب : اشهد أن لا إله الّا اللّه و انّ محمدا رسول اللّه ، ثم أقرّ بامامة الحسين (عليه السلام) و لعن يزيد و آباءه و اجداده، ثم قتل‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.