من الأمور المسلم بها في العرف المصري القديم ، كما في أغلب التقاليد القديمة أن إرادة الزوج كانت لازمة لإبرام الزواج ،طالما كان مكتمل الأهلية ، لكن الذي يطرح هنا :

هل كان للمرأة في القانون الفرعوني الحق في إبرام عقد زواجها أم كان للأب أو الولي الحق في تزويجها لمن يريد رغم إرادتها ؟ تشير الوثائق التي تعود إلى عهد الدولة القديمة إلى أن موافقة والد الفتاة كان ضروريا ، فقد جاء في النصوص الدينية أن الموتى كانوا يحاولون تبرئة أنفسهم أمام المحكمة الإلهية في العالم الآخر بقولهم ومع ذلك ، « لم أخذ فتاة من أبيها بدون موافقته » : فإن موافقة الأب لم تمنع البنت منعا إجباريا من إختيار زوجها المقبل ، أو إبداء رأيها ، حيث كان هناك نوع من الحرية خصوصا في عهد الدولة الحديثة وما بعدها (1). وتشير بعض عقود الزواج التي تعود إلى القرن الساب ع ، ق .م إلى أنه بإمكان المرأة أن تبرم عقد زواجها بنفسها دون إذن من أحد ، لا سيما إن كان تثيبا ، وهذا يعني اعتراف المجتمع المصري القديم باكتمال شخصية المرأة القانونية (2) .

__________________

1- كريستيان ديروش نوبلكور، المرأة الفرعونية ، تر : فاطمة عبد الله محمود، ال هيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1995 ، ص 85

- Andreu Guillemette, Op.cit , P104 .

2 - عبد العزيز صالح ، الأسرة المصرية في عصورها القديمة ، الهيئة المصرية العامة  للكتاب ، القاهرة ، 1988 ، ص59.