المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

قراءة الاستعاذة
5-05-2015
المقومات السياحية البشرية - البنى التحتية
11-4-2022
المتعة حلال بحكم الرسول (صلى الله عليه واله) وحرام بحكم عمر!!
21-5-2019
Summary Doing an analysis
5-4-2022
علم النفس والشاب
2023-05-15
حلف شمال الأطلنطي
27-1-2022


غارقون في القلق حتى آذاننا  
  
2408   05:34 مساءً   التاريخ: 19-2-2020
المؤلف : أريج الحسني
الكتاب أو المصدر : إستمتع بحياتك وعش سعيداً
الجزء والصفحة : ص270ـ274
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ما الذي يقلقنا بالضبط؟ مئات الأشياء، ازدحام المرور ومشكلات العمل والمصاعب المادية ومتاعب الحياة الزوجية وتربية الأبناء، إنها مجرد عيّنات لجبل متراكم من المقلقات.

لقد تحول القلق إلى أُسطورة تشبه أساطير الأقدمين التي استولت عليهم وملكت وجدانهم واستغرقت أيامهم ولياليهم، غارقون نحن في القلق حتى آذاننا ، توجهت إلى شرائح مختلفة من المجتمع وسألت: مم تخاف؟ وما الذي يقلقك؟ وحصلت على العديد من الإجابات المتباينة حسب السن.

& المرأة مم تخاف؟

(سهى) مدرّسة لغة إنكليزية تقول:

إن الخوف متأصل في نفسية المرأة ويعد من الأمور المميزة لهذا العصر، وإن ما يميز المرأة عن الرجل أنها تستطيع الشكوى والحديث حول مصدر قلقها، والبوح للآخرين، والمرأة العاملة تحديداً هي أكثر خوفاً وقلقاً من ربة المنزل لأنها تريد أن تكون مميزة في العمل وفي البيت، وتخاف إن قصرت أن يتهمها أقرب الناس إليها بالتقصير، فعليها القيام بالواجبات المنزلية على أكمل وجه وتربية الأولاد تربية صحيحة ومراقبتهم لأننا في زمن متغير ومنفتح بدرجة كبيرة، بالإضافة للالتزامات العائلية والاجتماعية الكثيرة، أحس أن القلق والخوف يلتفان على رقبتي كالأخطبوط الذي لا يفارق فريسته حتى يقضي عليها.

(منى) ربة منزل تقول:

أنا كامرأة عليّ المحافظة على رشاقة جسمي، والحفاظ على بشرتي والتأنق، أخاف كثيراً من المجهول.. من الشيخوخة، من المرض، وأسعى جاهدة لحماية بيتي وأولادي والحفاظ على زواجي ناجحاً.. وأقلق من مبدأ تعدد الزوجات الذي يتخذه الرجال حجة للزواج بأُخرى.

& الرجل مم يخاف؟

(بسام) تاجر يقول:

أنا قلق فعلاً على مستقبل أولادي، كيف أربيهم في هذا الزمن الصعب؟ كيف أحافظ عليهم وأحضنهم من الغزو الفكري الذي يأتينا من كل مكان؟ وعندما يكون الإنسان تاجراً يتعرض للكثير من المخاطر وحالته الاقتصادية في صعود وهبوط ، خاصة وأني وضعت بعض مالي في الأسهم والأسهم مع الأسف في هبوط مستمر، أنا أعرف تجاراً كباراً أفلسوا بين يوم وليلة، إذن من الطبيعي أن أخاف.

(مروان) موظف متقاعد يقول:

منذ أن تقاعدت يتملكني الخوف من المرض، وتنتابني أعراض كثيرة وأتردد على الأطباء، لكنهم يؤكدون لي أنه ليس بي مرض جسدي بل هو مرض نفسي، بعضهم يقول: إنه وسيلة للهروب وبعضهم يقول: لأكسب عطف الآخرين، وأنا أقول إنها ردة فعل طبيعية لإنسان عاش فترة طويلة بنشاط وحيوية وعمل ووجد نفسه مركوناً جانباً ، مع أنه ما زال قادراً على تقديم الكثير، القلق يحاصرني من كل مكان، أنا أخاف أن يأتي آخر الشهر وليس في جيبي ما يكفي لإطعام أولادي.. أحاول جاهداً أن أجد عملاً ولكن...

& ما رأي المختص؟

الاختصاصية الاجتماعية (فاديا عرب) تقول: إن القلق من سمات الشخصية العربية، إنه الخوف من المجهول وكأنه شبح يقض مضاجعنا مع أن المجهول في علم الله...

هناك خوف من النفس ، خوف من الناس ، خوف من الغرب ، خوف من العادات والتقاليد.. من الشيخوخة.. من فقدان المال.. من المرض.

الذين تعمقوا في دراسة التاريخ يقولون إن البشرية لم تعرف مرحلة سكن فيها القلق نفوس الناس مثل عصرنا الحالي هذا..

منذ الصغر زرع أهلنا فينا الخوف بالإرشادات والتخويف وأحياناً التهويل وفي مرحلة المراهقة نرى الأم هلعة على ابنتها وعشرات من النصائح الرشيدة والسقيمة تجثم على صدر الفتاة المسكينة حتى كادت من فرطها أن تختنق..

والشاب محاصر بالعادات والتقاليد حتى صار فاقد الثقة بنفسه وبعد الزواج تعيش الفتاة بقلق دائم من فقدان الشريك وبذلك تصبح مطلقة وعندها لن يدعها الناس بسلام، وإن لم تتزوج (آه مسكينة عانس) مع الأسف هذا هو مجتمعنا.. يحول الفتاة إلى امرأة مهزوزة فاقدة الثقة بعكس المرأة الغربية التي تضع سعادتها في الدرجة الأولى وهكذا تعيش حياة سوية منتجة وتبرع في كل شيء.

أما الشاب فيعيش حياته وهو قلق.. كيف سيؤمن مستقبله، مستقبل أولاده؟ شبابنا بحاجة لمن يؤمن لهم الحماية ليصبحوا أكثر قدرة على الإنتاج، القلق والخوف لا يزولان إلا مع العمل ، العمل المنتج الذي ينسي الإنسان نفسه ويجعله في حركة دائمة مستمرة ، يجب ألا يستسلم للقلق فهو عبودية وشعور خانق يحاصر الإنسان خاصة عندما يصبح خوفاً شديداً عندها سيؤدي إلى انحطاط الإنسان وتعطيل إنتاجه والمطلوب قهر هذا الخوف المتأصل فينا بالمثابرة والتحدي والأمل.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.