أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2021
1875
التاريخ: 5-2-2017
1694
التاريخ: 3-5-2021
2743
التاريخ: 2023-12-09
942
|
الطبقة الثانية من طبقات العرب بعد البائدة، فهي "العرب العاربة" على أقوال النسابين، وهم من أبناء قحطان وأسلاف القحطانيين المنافسين للعرب العدنانيين، الذين هم العرب المستعربة في عرف النسابين.
وقحطان الذي يرد في الكتب العربية، هو "يقطان" التي يرد اسمه في سفر التكوين، وهو "قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح" في رأي أكثر النسابين. و هو "يقطان بن عابر بن شالخ بن أرفكشاد بن سام ابن نوح( في التوراة).
فترى من ذلك مطابقة تامة بين النسب الوارد في الكتب العربية والنسب الوارد في التوراة، مما يدل دلالة واضحة على أن الأخباريين أخذوا علمهم بنسبه من روايات أهل الكتاب، وهم يؤيدون ذلك ولا ينكرونه.
وقد سرد بعض الأخباريين نسب قحطان في شكل آخر: مثل "قحطان بن هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح". على أن هوداً هو عابر، أو "قحطان بن هود بن عبد الله بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام ابن نوح"، أو "قحطان بن يمن بن قدار" ظ أو "قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم. فترى من ذلك أن بعض شجرات النسب أدخلت أسماءً عربية بين الأسماء المأخوذة من التوراة.
وقد ألح بعض نسّابي اليمن على جعل "هود" عابراً، وعلى جعله والد قحطان، وأصروا على ورود ذلك في الشعر، ولم يكن من العسير عليهم بالطبع أيجاد ذلك الشعر ووضعه، فكانوا إذا نوقشوا في ذلك، احتجوا بقول الشاعر: وأبو قحطان هو ذو الحقف
واحتجوا بأمثال ذلك من كلام منظوم أو منثور. وجاءوا بأكثر من ذلك لإفحام الخصوم والقائلون إن "قحطان" هو "قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل" هم نَسّابو ولد "نزار بن معدّ"، أي النزارية، الذين كانوا يقابلون "اليمانية" في صدر الإسلام وفي الدولة الأموية والعباسية، يؤيدهم في ذلك بعض اليمانية، مثل "هشام بن الكلبي"، و "الشرفي بن القطامي" و "نصر بن زروع الكلي" و "الهيثم بن عدي". ويظهر أن غايتهم من ذلك وصل نسب قحطان بشجرة نسب أولاد إسماعيل. أما سائر اليمانية، فتأبى ذلك، وتذهب إلى أنه(قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح").
وتستهدف هذه الروايات غاية عاطفية بعيدة على ما يظهر، كانت ذات أهمية في نظر القحطانيين، هي وصل نسبهم بالأنبياء. فبعد أن ذكروا ما ذكروا من أخبار مُلْكهم ودولهم قبل الإسلام، وجدوا أن العدنايين يفخرون عليهم مع ذلك باًن فيهم النبوة والأنبياء، منهم الرسول، وفيهم إسماعيل جدهم. فأرادوا أن يكون لهم أجداد أنبياء: أنبياء خلص قحطانيون، أو أن يكون لهم نسب يتصل بنسب إسماعيل على الأقل، أو أن يصل نسب إسماعيل بأسباب نسبهم، فقالوا: إنهم من نسل هود، وهود نبي من أنبياء الله، وقالوا: أن قحطان من نسل إسماعيل، وقالوا: إن هوداً هو عابر، وعابر من نسل الأنبياء، وقالوا أشياء أخرى من هذا القبيل ترمي إلى ترجيح كفتهم على كفة منافسيهم العدنانيين في الفخر بالأنساب على الأقل.
ولم يعجب اليمانية المعنى الوارد في التوراة للفظة "يقطان" "يقطن"، ولعلهم عرفوا معناها من أهل الكتاب، فعكسوا المعنى بأن صيروه على الضد تماماً. جعلوه "الجبار"، وقالوا: "واسمه في التوراة الجبار"، مؤكدين جازمين. أما في التوراة وعند أهل الكتاب وفي العبرانية، فهو العكس، ف )يقطان"في التوراة لفظة تعني "صائر صغير"، فهي في معنى: (صغير). وبين يصغر وجبار فرق كبير. وهكذا صار الصغير جباراً. وبهذا التفسير أعاد النسابون آو أحد المتحدثين إليهم من أهل الكتاب الهيبة والمكانة إلى "قحطان".
وشاء بعض أهل الأخبار أن يكون دقيقاً في حكمه، عارفاً بمدة حكم "قحطان"، لئلا يترك الناس في جهل من أمرها، فجعلها مئتي سنة، لم يزد عليها ولم ينقص منها. وكان صاحب هذا الخبر "هشام بن الكلبي" رأس الأخباريين في مثل هذه الأمور.
وقد ورد في جغرافيا "بطلميوس" اسم قريب من اسم "قحطان"، هو "كتنيتة" "كتانيتة" "Katanitae". غير أن هذا لا يدل حتماً على إن المراد منه "قحطان"، اذ يجوز أن يكون اسمم موضع لا علافة له بقحطان، أو اسم قبيلة من القبائل اسمها قريب منه. وقد ورد اسم قبيلة تدعى "قطن" أو "بنو قطن"، كما ورد اسم موضع عرف بي "جوّ قطن"، وذكر اسم مدينة بين "زبيد" و "صنعاء"،يقال لها "قحطان"، وأشار "المسعودي" إلى "جزائر قطن"، لهذا أرى أن من الخير ألا يتخذ الآن أي موقف كان لا سلباً ولا ايجاباً، قبل اكتمال العدة والظفر بمواد مساعدة تكف لإصدار الأحكام.
وقد عثر على اسم قبيلة عربية عرفت بقبيلة "قحطن"، أي قحطان، في نصوص المسند، لا أستبعد أن يكون لاسمها علاقة بقحطان الذي صيّره أهل الأخبار جداً لكل العرب الجنوبيين. فقد ذكر بعد اسم "كدت" الذي هو كندة في النص: "Jamme 635" وكان على قبيلة قحطان وعلى كندة ملك واحد اسمه "ربيعت" "ربيعة"، وهو من "ثورم" "ال ثورم" "الثورم" أي "آل ثور". وثور هو جد قبيلة كندة في عرف النسابين من أيام الملك "شعر أوتر.
ونحن لا نعرف من أمر "قحطان" شيئاً غير هذا النسب الذي يردده الأخباريون، وليس لدى العبراينين من أمره غير ما ورد من انه أحد أولاد "عابر" وأخرهم، وانه جد قبائل عديدة قديمة. وسكوت أهل الأخبار عنه واكتفائهم بسرد نسبه، دليل على أخذهم له من التوراة.
أما أولاده، فلم يبخل عليه أهل الأخبار بالأولاد، فوهب بعضهم له امرأة سموّها "حتى بنت روق بن فزارة بن سعد بن سويد بن عوص بن إرم بن سام ابن نوح"، ووهبوا له من الولد ما تراوح عدده من عشرة ذكور إلى واحد وثلاثين على حسب كرم الراوي أو بخله على قحطان، من بينهم يعرب وحضرموت وعمان وجرهم.
وقد ذكر "الهمداني" أولاد "قحطان" على هذا النحو: يعرب ابن قحطان، ودعاه ب "المزدغف"، ومعنى "المزدغف" المحتوي للأشياء، وجرهم بن قحطان، ولؤي، وخابر، والمتلمس، والعاض "العاصي" "القاضي"، وغاشم، والمعتصم، وغاصب، و مغرز، ومبتع، والقطامي، وظالم، و "الحارث" "الحرث"، ونباتة، وقاحط، وقحيط، ويعفر جد المعافر، و المود، والمودد، و السلف، و السالف، ويكلأ، و غوث، و ا لمرتاد، و طسم، و جديس، وحضرموت، وسماك، وظالم، وخبار، والمتمنع، وذو هوزن، ويأمن، ويغوث، وهذرم. وقد أخذ هذه الأسماء من روايات أشار إلى أسماء رواتها.
وذكر "الهمداني" في موضع آخر انه قرأ "في السجل الأول: أولد قحطان بن هود أربعة وعشرين رجلاً، وهم: يعرب، والسلف الكبرى، ويشجب، وأزال، وهو الذي بنى صنعاء، ويكلى الصغرى، وخولان - خولان رداع في الفقاعة - والحارث، وغوث، والمرتاد، وجرهم، وجديس، والمتمنع، والمتلمس، والمتغشمر، وعباد وذو هوزن، ويمن، وبه سميت اليمن، و القطامي، و نباتة، و حضر موت، و سماك، و ظالم، وخيار، والمشفتر". وقصد ب "السجل الأول" سجل خولان .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|