المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العوامل المؤثرة على استجابة القطب
2024-01-20
ذكر اللّه في القرآن‏
8-05-2015
السحل في الشوارع
12-8-2017
Dental
21-7-2022
الميزانية المنشورة للبنوك التجاريـة ومكوناتـها
2024-09-10
Sentence elements
2023-12-22


احوال الكوفة واستشهاد مسلم وهانئ  
  
4113   02:57 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص445-448.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

[في ذكر استشهاد مسلم وهانئ (رضوان الله عليهما)] صعد بكر به و هو يكبر و يستغفر اللّه و يصلّي على رسوله و يقول: اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و كذبونا و خذلونا.

فاشرف بكر بن حمران لعنه اللّه به على موضع الحذّائين، فضرب عنقه و ألقى رأسه من فوق القصر على الارض ثم أتبع جسده رأسه‏ ، و رجع مرتعشا خائفا الى ابن زياد، فسأله اللعين عن سبب خوفه؟.

فقال له : لما أردت قتله رأيت رجلا أسودا عظيما واقفا أمامي، يعض أصابعه، فأصابتني دهشة لم تصبني قبلها قط.

فقال له : انّك قد تخيلت و غلبك الخوف لانّك فعلت شيئا لم تعهده من قبل‏ .

فطلب ابن زياد هاني ليقتله وكلّما سعى محمد بن الاشعث و غيره في شفاعته لم ينفع معه فأمر أن يخرجوه الى السوق فجاؤوا به الى مكان من السوق يباع فيه الغنم وهو مكتوف، فجعل يقول: وا مذحجاه و لا مذحج لي اليوم، يا مذحجاه يا مذحجاه و أين مذحج؟.

انّ هاني بن عروة كان من أشراف الكوفة و اعيان الشيعة، و روي انّه قد ادرك النبي (صلى الله عليه واله) وتشرّف بصحبته و كان يوم قتل ابن تسع و ثمانين سنة .

وجاء في مروج الذهب للمسعودي: انّه كان شيخ مراد و زعيمها يركب في أربعة آلاف دارع و ثمانية الف راجل، و اذ اجابتها (آل مراد) احلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين الف دارع‏ .

فلمّا رأى أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال : أما عصا أو سكين أو حجر أو عظم، يحاجز به رجل عن نفسه، فوثبوا إليه فشدّوه وثاقا، ثم قيل له:

مدّ عنقك، فقال : ما انا بها بسخي وما انا بمعينكم على نفسي، فضربه مولى لعبيد اللّه تركي يقال له : رشيد بالسيف فلم يصنع شيئا، فقال هاني:

«الى اللّه المعاد اللهم الى رحمتك ورضوانك».

ثم ضربه أخرى فقتله‏ ، فلما استشهد مسلم و هاني أمر ابن زياد بقتل عبد الاعلى الكلبي وكان من شجعان الكوفة و قد نصر مسلم لما خرج فأسره كثير بن شهاب- و كذلك أمر بقتل عمارة بن صلخة الازدي من انصار مسلم- فجاؤوا بهما فقتلوهما .

روي في بعض كتب المقاتل المعتبرة انّه : أمر ابن زياد بجرّ جثة مسلم و هاني في الأزقّة و الاسواق وأن يصلبا في السوق الذي يباع فيه الغنم، و قال سبط بن الجوزي:

وصلبت جثة مسلم بالكناسة .

فلما رأت مذحج ما فعل بسيّدها تحركوا و ذهبوا الى جثته و جثة مسلم فأنزلوهما و صلّوا عليهما ثم دفنوهما.

ثم كتب ابن زياد كتابا الى يزيد اللعين و أرسل معه رأس مسلم وهاني وأخبره خبرهما، فلمّا وصل رأساهما فرح يزيد كثيرا وأمر بهما أن يوضعا على باب دمشق، فكتب الى ابن زياد و مدحه على فعاله وانعم عليه و تلطف إليه كثيرا وذكر له:

انّه قد بلغني ان حسينا توجه الى العراق فضع المناظر و المسالح و احترس و احبس على الظنة واقتل على التهمة و اكتب إليّ فيما يحدث من خبر، و السلام.

وكان خروج مسلم رحمه اللّه بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة و قتل يوم الاربعاء لتسع خلون منه يوم عرفة .

كانت أمّ مسلم بن عقيل، أمّ ولد يقال لها: علية و كان عقيل اشتراها من الشام فولدت له مسلما .

يقول المؤلف:

لم أر عدد أولاد مسلم في كتاب لكني ظفرت بأسماء خمسة منهم، الاول (عبد اللّه) بن مسلم و هو أوّل شهيد من أولاد ابي طالب في وقعة الطف بعد عليّ الاكبر، وامّه رقية بنت امير المؤمنين (عليه السلام) الثاني (محمد)، وامّه أمّ ولد، واستشهد بكربلاء عقيب عبد اللّه، ثم محمد وابراهيم- برواية كتب المناقب القديمة- و امّهما من بنات جعفر الطيار، و سيأتي ذكر حبسهما وقتلهما، الخامس : بنت عمرها ثلاث عشرة سنة على رواية اعثم الكوفي كانت مع بنات الحسين (عليه السلام) في سفرهم الى كربلاء (و سيأتي ذكرها).

واعلم انّ مسلم بن عقيل كان ذا فضائل كثيرة و لا يسع المقام ذكرها .. و يكفيه فخرا و شرفا ما كتبه الامام الحسين (عليه السلام) في حقّه في الكتاب الذي أرسله بيده الى أهل الكوفة.

و يقع قبره الشريف جنب مسجد الكوفة و هو مزار الحاضر و البادي و القاصي و الداني،  و قد ذكر له السيد بن طاوس زيارتين، ذكرتهما في كتابي (هدية الزائرين)، و قبر هاني رحمه اللّه مقابل قبر مسلم و قد رثاهما عبد اللّه بن الزبير الاسدي في قصيدة صدرها:

فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري‏               الى هاني في السوق و ابن عقيل‏

و انّي لأستحسن قول بعض السادة الاجلاء في رثاء مسلم بن عقيل:

سقتك دما يا بن عم الحسين‏        مدامع شيعتك السافحة

و لا برحت هاطلات الدموع‏        تحيّيك غادية رائحة

لأنّك لم ترو من شربة               ثناياك فيها غدت طائحة   

رموك من القصر إذ أوثقوك‏        فهل سلمت فيك من جارحة

تجرّ بأسواقهم في الحبال‏           ألست أميرهم البارحة

أتقضي و لم تبكك الباكيات‏          أما لك في المصر من نائحة

لئن تقض نحبا فكم في زرود       عليك العشيّة من صائحة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.