أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016
3631
التاريخ: 12-6-2019
2718
التاريخ: 22-6-2019
3197
التاريخ: 20-6-2019
2001
|
معاوية يؤسّس الدولة الأمويّة
بعد استشهاد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، نُودِيَ بمعاوية خليفةً في بيت المقدس، سنة 40 هجريّة - 661 ميلاديّة[1]. وبسيطرته على الخلافة، أصبحَت دمشق عاصمة الدولة الإسلاميّة، التي لم تكن، آنذاك، تضمّ من العالَم الإسلاميّ كلّه، غيرَ بلاد الشام سوى مصر، التي كان عمرو بن العاص قد انتزعها بعد التحكيم, فإنّ أهل العراق بايعوا الإمام الحسن بن عليّ عليه السلام خليفةً شرعيًا، ولم يكن ولاء مكّة والمدينة لآل أبي سفيان قويًّا، فقد دخل هؤلاء الإسلام مقهورين بالفتح، بعد سقوط مكّة، فكان إسلامهم عن مصلحة، لا عن إيمان.
وكانت ولاية الإمام الحسن عليه السلام سبعة أشهر وسبعة أيّام، فقد صالح معاوية في ربيع الآخر أو جمادي الأول سنة إحدى وأربعين[2]، فاستولى معاوية على الحكم في ظلّ ظروف غير طبيعيّة, إذ لم يتمّ ذلك عبر الانتخاب أو الجماعة، ولم تستند حكومة معاوية إلى رضى الأمّة أو مشورتها، وإنّما فُرِضَت عليها بقوّة السلاح، وفي أعقاب حرب دامية. وقد اعترف معاوية بذلك: والله، ما وليتها بمحبّةٍ علمتُها منكم، ولا مسرَّة بولايتي، ولكن جالدتُكم بسيفي هذا مجالدة[3].
وألقى في النخيلة، بعد الصلح، بمجرّد وصوله إلى العراق، خطابًا أعلن فيه عن جبروته وطغيانه على الأمّة واستهانته بحقوقها، وأنَّه إنّما قاتل المسلمين وسفك دماءهم ليتأمَّر عليهم، وأنّ جميع ما أعطاه للإمام الحسن عليه السلام مِن شروطٍ فهي تحت قدمَيه، لا يفي بشيء منها، فقال: والله، إنّي ما قاتلتُكم لتصلّوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجّوا، ولا لتزكّوا, إنّكم لتفعلون ذلك، وإنّما قاتلتُكم لأتأمَّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك، وأنتم له كارهون[4].
وهكذا، فقدَت الدولة، مع معاوية، الكثير من ملامحها الدينيّة السابقة.
وبعد أن أصبحَت دمشق عاصمة الدولة، تراجع الدور الرسميّ للكوفة، آخر عاصمة لدولة الخلافة قبل الدولة الأمويّة، إلى الوراء، مع بقاء دور سياسيّ واستقطابيّ لها في مواجهة النظام الأمويّ.
أمّا المدينة، عاصمة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الأُولى، وعاصمة الخلفاء من بعده، فقد أصبحَت من الماضي، وأخذَت تنطفئ وتصبح مثل مكّة، مدينة دينيّة، حيث قبر النبيّ والصحابة. وأمّا أولادهم، ممّن لم يَعُد له حظٌّ في قيادة الدولة الإسلاميّة، فقد عاشوا حصارًا وعزلة سياسيّة, إمّا لأنّ معاوية اشترى سكوت بعضهم بالمال، كعبد الله بن عمر، وإمّا لأنّ سياسة معاوية ونظامه الأمنيّ فرضَا طوقًا أمنيًّا إرهابيًّا على بعضٍ آخر، كالإمامَين الحسن والحسين عليهما السلام وعبد الله بن الزبير، فاحتوى معارضتَهم بالقوّة والتخويف.
لقد نجح معاوية في تأسيس الدولة الأمويّة، معتمدًا على مجموعة سياسات، كاستقطاب الأنصار والحلفاء، وإضعاف الخصوم، والإيقاع فيما بينهم. وكان يستخدم من أجل ذلك مختلفَ الوسائل غير المشروعة, ما أسهم في ولادة أسلوب جديد لم يكن الإنسان العربيّ يألفه في العهود السابقة.
لقد قام معاوية بانقلاب تنظيميٍّ سياسيٍّ على دولة الخلافة، وحوَّلها إلى مُلك[5]. ولم يقف هذا الانقلاب عند المضمون العائليّ الوراثيّ الشخصانيّ للدولة، فقد تقصَّى معاوية أخبار ملوك البيزنطيّين[6] وأحوالهم، واقتبس الكثير من مظاهر نظامهم، متأثّرًا إلى حدٍّ بعيد بالتاريخ الحضاريّ البيزنطيّ لبلاد الشام[7]، فقد وجد معاوية في الشام، حين دخلها مع الجيوش العربيّة الفاتحة، حضارةً بيزنطيّة متمرّسة في الحكم والإدارة، لم تألفها روح البداوة قبل ذلك، كما وجد جهازًا إداريًّا من الموظّفين، الذين كانوا يعملون في ظلّ الإدارة البيزنطيّة، في الميدانَين الإداريّ والماليّ، ممّا ساعده على حكم بلاد الشام، وذلّل أمامه الكثير من المشاكل.
بل كان لنصارى الشام دورٌ مميّز وصل إلى قمّة السلطة، فكانت زوجة معاوية نصرانيّةً على مذهب اليَعاقِبة، وهي عربيّة سوريّة من بني بجدل من قبيلة كلب، القبيلة نفسها التي تنتمي إليها نائلة زوجة عثمان. وقد لعب أخوال يزيد بن معاوية دورًا كبيرًا في تكوين شخصيّته الدينيّة والسياسيّة. كذلك كان منصور بن سرجون، الذي ساهم في تسليم دمشق للعرب، نصرانيًّا من أسرة سوريّة، كان يتولّى بعض رجالها شؤون بيت المال أيّام البيزنطيّين[8]. وكان طبيب معاوية أيضًا نصرانيًّا، وهو ابن أثال، الذي ولَّاه معاوية على جباية خراج حمص[9]، وهي وظيفة عليا لم يسبق لنصرانيّ قبله أن وصل إليها في تاريخ الإسلام[10].
تحويل مظاهر الخلافة إلى مظاهر كسرويّة وقيصريّة
كان معاوية ميّالًا بطبعه إلى انتحال الملك، وهو بعدُ ما يزال واليًا على الشام، حين وصفَه الخليفة عمر بن الخطّاب، بأنّه كِسرى العرب[11]، ثمّ جعل الخلافة ملكًا[12]، فكان أوّل ملك في الإسلام، فقد كرّس الانفصال، ولأوّل مرّة في حياة الدولة الإسلاميّة، بين المسجد والحاكم، ولم يعد للمسجد هذا الدور الفعّال في الحياة السياسيّة العامّة، فقد أقام حاجزًا في المسجد بينه وبين عامّة الناس، وأحدَثَ المقصورةَ[13] في الجامع، وجعلها مقامًا للصلاة خاصًّا به، تفصله عن بقيّة المصلّين، وهو أوّل من خطب قاعدًا[14]، وأوّل من اتّخذ سرير الملك[15].
وكانت إقامته كلّها في قصره الخضراء[16]، الذي تميَّز بكلّ مظاهر الملوك[17]، من العرش، إلى الحرس، إلى الحجّاب، وغير ذلك من المظاهر التي انفرد بها معاوية، دون أسلافه من خلفاء الدولة الإسلاميّة[18].
الجيش الأمويّ
كانت نقطة الضعف الرئيسة في دولة معاوية في أنّها قامَت على القهر والغلبة وسفك الدماء، والدولة التي تقوم على القهر والغلبة وسفك الدماء، تحتاج إلى ذلك من أجل أن تستمرّ، وإلّا فسوف تكون عرضة للانهيار السريع, ولذلك كان الحاكم الأمويّ دائمًا نزّاعًا إلى سفك الدماء والقتل والإرهاب، معتقدًا أنّه لو تراخى في ذلك، فسوف يسقط، ويقوم أعداؤه بتصفية حسابهم معه بالطريقة نفسها. فإذا بالدولة الأمويّة دولة عسكريّة أمنيّة، منذ ولادتها التي تمَّت بالقوّة، مرورًا بنهجها القمعيّ الدمويّ في التعامل مع خصومها، وانتهاءً بسقوطها الذي تمَّ على أيدي العبّاسيّين، وبالقوّة أيضًا، وبأسلوب أكثر قسوة ودمويّة من الأساليب الأمويّة نفسها.
وقد تحمّلَت قبائل الشام وسوادها الأعظم، يومئذٍ، نصارى من العرب السوريّين، وأكثرها يمنيّة، وعلى الرغم من تناقضاتها القبليّة، وزر هذا الدور الدمويّ والإرهابيّ، وأصبحَت هي المادّة الحربيّة التي درّبها معاوية، وألّف منها القوّات الضاربة، التي سُمِّيَت الجيش الأمويّ، الذي أصبح عصب الحياة السياسيّة والعسكريّة في الدولة الأمويّة، وأقوى جيش منظّم عرفه العرب، وكان الأداة الفاعلة التي اعتمد عليها معاوية وكبار الخلفاء الأمويّين في السيطرة، وضبط الأمن، وتثبيت نظامهم، وتوطيد عروشهم، وتوسيع حركة الفتوحات، وضرب الحركات المعارضة المعادية بمنتهى القسوة والدمويّة، كما فعل عبيد الله بن زياد في العراق، ومسلم بن عقبة في المدينة، والحجّاج بن يوسف في مكّة.
وكان لا بدّ للحاكم الأمويّ أن يفلّت هذا الجيش، الذي كان أداة طيّعة في قبضة الدولة، ولعب دورًا كبيرًا في الدفاع عن الحكم الأمويّ، ويعطيه امتيازات خاصّة[19]، فتحوَّلَت عمليّاته وحروبه إلى وسيلة للنهب والسلب، وإرواء رغبات القادة والجنود المتعطِّشين للمال وللسيطرة. وقد ساعد ذلك، من جهة أخرى، على امتصاص نقمة القبائل والقادة والجنود الذين يشتمّ منهم رائحة معارضة للنظام، فيتمّ إرسالهم في البعوث والغزوات، ومن ثمّ إبعادهم عن التدخُّل في شؤون الحكم[20].
السياسة الداخليّة للدولة الأمويّة
كان المبدأ السياسيّ الذي قام عليه النظام الأمويّ، وهو حكم العائلة، مادّةَ السياسة الداخليّة للدولة، فأصبحت الأسرة الأمويّة صاحبة النفوذ الأكبر مطلقًا, ماليًّا، وسياسيًّا، وإداريًّا، واجتماعيًّا، بل ودينيًّا، فكان أحد أمراء بني أميّة، على الرغم من فسقه وفجوره، يتولّى كلَّ عامٍ إمارة الحجّ!
كذلك، كان لقبائل الشام امتيازات أخرى، وإنْ كانت أقلّ مرتبة، لكنّ معاوية كان حريصًا على المحافظة على قاعدة التوازن معها، واستيعاب تناقضاتها المتوارثة، فنجده يتحالف مع القبائل اليمنيّة، ويصاهر أقوى قبائلهم، كلب، ويعيّن في الوقت نفسه الضحّاك بن قيس الفهريّ - وهو من قريش الظواهر، وهي من القبائل القيسيّة - في منصب مهمّ وخطير، وهو ولاية دمشق[21]، كذلك نجده يتجنّب، إلى حدٍّ بعيد، الاستعانة بأهل الحجاز في مشروعه العسكريّ.
وهكذا، كانت قبائل الشام تعمل كلّها في خدمة العائلة الأمويّة، بل وتتسابق في السعي إلى احتلال الوظائف في خدمة الأمويّين.
أوّلًا: السياسة الماليّة
لم يكن لسياسة معاوية الماليّة، أيّة علاقة بالسنَّة النبويّة، وإنّما كان تصرّفه في جباية الأموال وإنفاقها خاضعًا لرغباته وأهوائه، فهو يهب الثراء العريض للقوى المؤيّدة له، ويحرم العطاء للمعارِضين، ويستولي على الأموال ويفرض الضرائب بغير وجه حقٍّ من كتاب أو سنَّة أو عرف.
وفوق ذلك، قام معاوية بإشاعة الحرمان في الأقطار التي كانت تضمّ القوى المعارضة له، فقد أجبر أهل يثرب على بيع أملاكهم، واشتراها بأبخس الأثمان، وعندما أرسل القيّم على أملاكه لتحصيل وارداتها، منعوه عنها، وقابلوا حاكمهم عثمان بن محمّد، وقالوا له: إنّ هذه الأموال كلّها لنا، وإنّ معاوية آثر علينا في عطائنا، ولم يعطنا درهمًا فما فوقه، حتّى مضّنا الزمان، ونالتنا المجاعة، فاشتراها بجزء من مئة من ثمنه، فردّ عليهم حاكم المدينة بأقسى القول وأمرِّه.
ووفد على معاوية الصحابيُّ الجليل جابر بن عبد الله الأنصاريّ، فلم يأذن له، تحقيرًا وتوهينًا به، فانصرف عنه، فوجَّهَ له معاوية بستّمئة درهم، فردَّها جابر، وقال لرسول معاوية: قل له: والله، يابن آكلة الأكباد، لا تجد في صحيفتك حسنةً أنا سببها أبدًا.
وانتشر الفقر في بيوت الأنصار، وخيَّم عليهم البؤس، حتّى لم يتمكّن الرجل منهم من شراء راحلة يستعين بها على شؤونه. ولمّا حجَّ معاوية واجتاز على يثرب، استقبله الناس، ومنهم الأنصار، وكان أكثرهم مشاةً، فقال لهم: ما منعكم من تلقِّيَّ كما يتلقّاني الناس؟، فقال له سعيد بن عبادة: منعَنا من ذلك قلّة الظهر، وخفّة ذات اليد، وإلحاح الزمان علينا، وإيثارك بمعروفك غيرنا، فقال معاوية: أين أنتم عن نواضح المدينة؟ فأجابه سعيد قائلًا: نحرناها يوم بدر، يوم قتلنا حنظلة بن أبي سفيان.
وأمّا في العراق، وهو المركز الرئيس للمعارضة، فكان ولاته، كالمغيرة بن شعبة وزياد بن أبيه وسمرة بن جندب، يحبسون العطاء والأرزاق عن أهل الكوفة، وعن كلّ من له هوى في أهل البيت عليهم السلام، وقد سنَّ معاوية بذلك سُنَّةً سار عليها الحكّام الأمويّون من بعده، في اضطهاد العراق وحرمان أهله[22]، وحتّى عمر بن عبد العزيز، الذي يعدّونه أعدَلَهم، فإنّه لم يساوِ بين العراقيّين والشاميّين في العطاء، بل زاد في عطاء الشاميّين عشرة دنانير، ولم يزد في عطاء أهل العراق.
1. تمييز أهل الشام
وبينما كانت البلاد الإسلاميّة تعاني الجهد والحرمان، كانت الشام في رخاء شام، بل حمل أهلها على رقاب الناس، فكان الشاميّ هو الأَوْلى دائمًا، وهو المخدوم، وهو السيِّد، وله الامتيازات الماليّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وقد ألمح إلى ذلك مالك بن هبيرة في حديثه مع الحصين بن نمير، إذ قال له: هلمّ، فلنبايع لهذا الغلام, أي خالد بن يزيد، الذي نحن ولدنا أباه، وهو ابن أختنا، فقد عرفت منزلتنا من أبيه، فإنّه كان يحملنا على رقاب العرب.
2. توزيع المال بناءً على التحزُّب السياسيّ
واستخدم معاوية الخزينة المركزيّة لتدعيم ملكه وسلطانه، فمنح الأموال الهائلة لأسرته، ووهبهم الثراء العريض، وأغدق الأموال على المؤيِّدين له والمنحرِفين عن أمير المؤمنين عليه السلام، فوهب خراج مصر لابن العاص، وجعله طعمةً له ما دام حيًّا. ومن ذلك، أنّه قدم عليه يزيد بن منبه من البصرة، يشكو له دَينًا قد لزمه، فقال معاوية لخازن بيت المال: أعطِه ثلاثين ألفًا، ولمّا ولَّى، قال: وليوم الجمل ثلاثين ألفًا أخرى.
3. شراء الذمم والدين[23]
وقد وفد عليه جماعة من أشراف العرب، فأعطى كلَّ واحد منهم مئة ألف، وأعطى الحتَات عمّ الفرزدق سبعين ألفًا، فلمّا علم الحتَات بذلك، رجع مغضبًا إلى معاوية، فقال له: فضحتني في بني تميم! أَمَّا حَسَبي فصحيح، أولستُ ذا سنّ؟ ألستُ مطاعًا في عشيرتي؟ فقال معاوية: بلى، فقال: فما بالك خستَ بي دون القوم، وأعطيتَ مَن كان عليك أكثر ممّن كان لك؟ فقال معاوية، بلا حياء ولا خجل: إنّي اشتريتُ من القوم دينَهم، ووكلتُك إلى دينك ورأيك في عثمان بن عفّان، فقال الحتَات: وأنا اشترِ منّي ديني، فأمر له بإتمام الجائزة[24].
واضطرّ معاوية، بعد إسرافه وتبذيره، إلى مصادرة الأموال, ليسدّ العجز الماليّ الذي مُنِيَت به خزينة الدولة، ففرض على المسلمين ضريبةَ النيروز، ليسدّ بها نفقاته، وأصبحت الولاية في عهده مصدرًا من مصادر النهب والسرقة، وللثراء وجمع الأموال.
4. السياسة الضرائبيّة العشوائيّة
أمّا جباية الخَراج، فكانت خاضعةً لرغبات الجباة وأهوائهم، وقد سأل صاحب إخنا عمرو بن العاص عن مقدار ما عليه من الجزية، فنهرَه ابن العاص، وقال له: لو أعطيتَني من الأرض إلى السقف، ما أخبرتُك ما عليك، إنّما أنتم خزانة لنا, إنْ كُثِّرَ علينا، كَثَّرْنا عليكم، وإنْ خُفِّف عنّا، خفَّفْنا عنكم.
وأوعز معاوية إلى زياد بن أبيه أن يصطفّي له الذهب والفضة، فقام زياد، مع عمّاله، بإجبار الناس على مصادرة ما عندهم من ذلك، وإرساله إلى دمشق.
ثانيًا: إثارة عناصر التفرقة والعصبيّات القبليّة
عمل معاوية على تمزيق أواصر الأمّة الإسلاميّة، بإثارة الروح القوميّة والقبليّة والإقليميّة، إمعانًا في إلهاء الأمّة في تناقضات جانبيّة، على حساب تناقضها الأساسيّ مع الحكم الأمويّ الجائر، وذلك في ممارسة إثارة الضغائن بين القبائل العربيّة، وإشغالها بالصراعات الجانبيّة فيما بينها، كالصراع الذي نشب بين قيس ومضر، وأهل اليمن والمدينة، وبين قبائل العراق فيما بينها، وإثارة العنصريّة عند العرب ضدّ المسلمين من غير العرب، الذين يُعرَفون تاريخيًّا باسم الموالي، الذين أراد أن يقتل شطرًا منهم، لو لم ينهَهُ الأحنف بن قيس[25]، كما عمد معاوية إلى إثارة الأحقاد القديمة ما بين الأوس والخزرج، محاولًا بذلك التقليل من أهمّيّتهم وإسقاط مكانتهم. وبمقدور المرء أن يجد آثار تلك السياسة الجاهليّة جليًّا في أشعار مسكين الدارميّ والفرزدق وجرير والأخطل وسواهم.
ثالثًا: الخداع والمخاتلة
وأقام معاوية دولته على المخاتلة والخداع، فلما دسّ السمّ إلى مالك الأشتر، أقبل على أهل الشام، فقال لهم: إنّ عليًّا وجَّهَ الأشتر إلى مصر، فادعوا اللهَ أنْ يكفيكُموه.
فكان أهلُ الشام يدعون عليه في كلّ صلاة، ولَمّا أُخبِرَ بموته، أنبأ أهلَ الشام بأنّ موتَه نتج عن دعائهم, لأنّهم حزب الله، ثمّ همس في أذن ابن العاص، قائلًا له: إِنَّ للهِ جُنُودًا مِنْ عَسَلٍ.
رابعًا: الاستخفاف بالقيم والأحكام الإسلاميّة
عُرِفَ معاوية بالخلاعة والمجون. يقول ابن أبي الحديد: كان معاوية، أيّام عثمان، شديدَ التهتُّك، موسومًا بكلّ قبيح. وكان، في أيّام عُمَر، يستُرُ نفسَه قليلًا، خوفًا منه.
ونقل الناس عنه في كتب السيرة، أنّه كان يشرب الخمر[26]. واستخفّ بكافّة القيم الدينيّة، ولم يُعْنَ بجميع ما جاء به الإسلام من الأحكام، فاستعمل أواني الذهب والفضّة، وأباح الربا[27]، وتطيَّب في الإحرام، وعطَّل الحدود، واستلحق زياد بن أبيه، وقد خالف بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ".
خامسًا: تأسيس مدرسة الكذب في الحديث
أوعز معاوية إلى بعض الوضّاعين من الصحابة، أن يفتعلوا الأحاديث على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في إلزام الأمّة بالخضوع للظلم، والخنوع للجور، والتسليم لِما يقترفه سلطانُها من الجور والاستبداد. وهذه بعض الأحاديث:
1. روى البخاريّ بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه قال لأصحابه: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا". قالوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ صلى الله عليه وآله وسلم: "أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ".
2. روى البخاريّ بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه قال: "مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً".
سادسًا: الحطّ من قيمة أهل البيت عليهم السلام
وقد استخدم الكتاتيب لتغذية الأطفال ببُغضهم، ثمّ استخدم لذلك الوعّاظ الذين سخَّرَهم واستأجرهم لكي يحوّلوا القلوب عن أهل البيت عليهم السلام، ويذيعوا الأضاليل في انتقاصهم، تدعيمًا للحكم الأمويّ، فقام هؤلاء بافتعالِ الأخبار ووضعِ الأحاديث على لسان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، للحطّ من قيمة أهل البيت عليهم السلام. وأبرز هؤلاء: أبو هريرة الدوسيّ، وسمرة بن جندب، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وقد افتعلوا آلاف الأحاديث على لسان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت عدّةَ طوائف مختلفة، حسب التخطيط السياسيّ للدولة، وهي:
الطائفة الأولى: وضع الأخبار في فضل الصحابة, لجعلهم قبال أهل البيت.
الطائفة الثانية: وضع الأخبار في ذَمّ العترة الطاهرة، والحطّ من شأنها.
الطائفة الثالثة: افتعال الأخبار في فضل معاوية.
سابعًا: سَبّ الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام
وتمادى معاوية في التطاول على الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فأعلن سبَّه في نواديه العامّة والخاصّة، وأوعز إلى جميع عمّاله وولاته أن يذيعوا سبَّه بين الناس. وسرى سَبُّ الإمام في جميع أنحاء العالم الإسلاميّ، وقد خطب معاوية في أهل الشام، فقال لهم: أيّها الناسُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قالَ لي: إنَّكَ سَتَلِي الخلافةَ مِن بَعدي، فاختَر الأرضَ المقدَّسَةَ - يعني الشام - فإنَّ فيها الأبدال، وقد اخترتُكُم، فَالْعَنُوا أبا ترابٍ[28]، فعجّ أهل الشام بسَبِّ الإمام.
ويقول المؤرِّخون: إنّه كان إذا خطب، ختم خطابَه بقوله: اللهمّ، إنَّ أبا ترابٍ ألحَدَ في دِينِك، وصَدَّ عن سبيلِك، فالْعَنْهُ لَعْنًا وَبِيلًا، وَعَذِّبْهُ عَذابًا أليمًا.
ثامنًا: القتل والإرهاب وتصفية المعارِضين
استعمل معاوية دولتَه المركزيّة وجيشَه القويّ في التنكيل والقتل وزرع الرعب في قلوب الناس، فكانت هذه المرحلة مرحلة انقلابٍ أساسيٍّ في حياة الناس وحرّيّتهم، فقد كانوا في زمن الخلفاء أحرارًا يستطيعون المعارضة وإسقاط الخليفة، بل قتله، أمّا الآن، فلم يكن أمام الناس إلّا الخضوع، مذهولين، للدولة الإرهابيّة الجديدة.
فممّا أوصى به معاوية أحد قادة جيوشه: ... فاقتُل مَن لقيتَه ممّن ليس هو على مثل رأيك، واخرب كلَّ ما مرَرتَ به من القرى، واخرب الأموال، فإنّ خربَ الأموال شبيهٌ بالقتل، وهو أوجعُ للقلب[29].
وقد قتل بسر بن أبي أرطأة ثلاثين ألفًا، عدا مَن أحرقَهم بالنار، وقتل سمرة بن جندب ثمانيةَ آلاف من أهل البصرة.
وأسرف معاوية، إلى حدٍّ كبير، في سفك دماء الشيعة، فقد عهد إلى الجلّادين من قادة جيشه بتَتَبُّع الشيعة وقتلهم حيثما كانوا، وكتب إلى ولاته في جميع الأمصار: انظروا مَن قامَت عليه البيّنة أنّه يحبّ عليًّا وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقِطوا عطاءه ورزقه[30]، وكتب كتابًا آخر جاء فيه: مَن اتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكِّلوا به واهدموا دارَه[31]، فارتكب زياد بن أبيه أفظع المجازر، فقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وأنزل بالشيعة من صنوف العذاب ما لا يُوصَف, لمرارته وقسوته.
وعمد معاوية نفسه إلى إبادة رموز الشيعة، كحِجر بن عدي، ورشيد الهجريّ، وعمرو بن الحمق الخزاعيّ، وأوفى بن حصن، وعبد الله الحضرميّ، وجويرية العبديّ، وصيفي بن فسيل.
كذلك أوعز معاوية إلى جميع عمّاله بهدم دور الشيعة، فقاموا بنقضها، وتركوا شيعة آل البيت عليهم السلام بلا مأوى يأوون إليه، وبادر عمّاله في الفحص في سجلّاتهم، فمَن وجدوه محبًّا لآل البيت عليهم السلام، محوا اسمه وأسقطوا عطاءه. وعمد معاوية إلى إسقاط الشيعة اجتماعيًّا، فعهد إلى جميع عمّاله بعدم قبول شهادتهم في القضاء وغيره.
وأراد زياد بن أبيه تصفية الشيعة من الكوفة، وكسر شوكتهم، فأجلى خمسين ألفًا منهم إلى خراسان، وهي المقاطعة الشرقيّة في فارس، وقد دقَّ زياد بذلك أوّل مسمار في نعش الحكم الأمويّ، فقد أخذ أولئك، الذين أُبعِدوا إلى فارس، يعملون على نشر التشيُّع في تلك البلاد، حتّى تحوَّلَت إلى مركز للمعارضة ضدّ الحكم الأمويّ، وهي التي أطاحت به تحت قيادة أبي مسلم الخراسانيّ.
تاسعًا: تعيين يزيد خليفة على المسلمين
ابتدأت قصّة يزيد مع الخلافة قبل شهادة الإمام الحسن عليه السلام، ولكنّ معاوية لم يستطع الاستمرار فيها بسبب بعض المعارضة، فآثر تأجيلها. وبعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام[32]، ختم معاوية حياته بأكبر إثم في الإسلام، فقد أقدم، غير متحرِّج، على فرض يزيد خليفةً على المسلمين.
فقد بلغ المغيرة بن شعبة أنّ معاوية يريد عزلَه عن ولاية الكوفة، وتعيين سعيد بن العاص مكانه، فتقرّب إليه باقتراح خلافة يزيد، وتعهَّد له بأن يذلّل له الصعاب في الكوفة، فأرجعه إلى عمله. وكانت هذه الحادثة فتح عهد يزيد بالخلافة، فقد أوفد إليه المغيرة وفدًا من الكوفة لمبايعة يزيد، فابتدأت بذلك هذه المحنة[33].
وقوي عزم معاوية على الاستمرار، فطلب من زياد بن أبيه المشورة، ولكنّه نصحه بالتريُّث، فانتظر حتّى مات زياد[34]، فكتب ببيعته إلى الآفاق[35]، ثمّ حاول أن يفرض هذه البيعة على الإمام الحسين عليه السلام بالقوّة والعنف تارةً[36]، وبالحيلة والخداع تارةً أخرى[37]. وقد كان الإمام عليه السلام يتصدّى لكلّ هذه المحاولات لمعاوية، ويكشف زيفَها وحقيقةَ يزيد وعدمَ أهليّته[38].
شخصيّة الخليفة الجديد: يزيد بن معاوية
وُلِد سنة 25 أو 26 هجريّة ولادة ملتبسة[39]، ونشأ في البادية، متربّيًا في أحضان أخواله من بني كلب ممّن كان نصرانيًّا قبل فتح بلاد الشام، فتأثّر بهم في سلوكه وأفكاره، فإذا به ماجن يشرب الخمر، ويدمن عليه حتّى يترك الصلاة[40]، ولع بالصيد[41]، شغف بالقرود[42]، ملحد في دين الله[43]، يستقري الكلاب المهارشة عند التهارش، والحمام السُّبَّق لأترابهنَّ، والقينات ذات المعازف وضروب الملاهي[44]، أو كما نقل ابن كثير: اشتهر بالمعازف وشرب الخمر والغناء والصيد واتّخاذ الغلمان والقيان والكلاب والنطاح بين الكباش والدباب والقرود، وما من يوم إلّا ويصبح فيه مخمورًا[45]. وما عن أنساب الأشراف، كان يزيد بن معاوية أوّل من أظهر الشراب، والاستهتار بالغناء، والصيد، واتّخاذ القيان والغلمان، والمتفكِّه بما يضحك منه المترفون من القرود، والمعاقرة بالكلاب والديكة.
ومع ذلك، فقد كان هوى معاوية في يزيد إلى الدرجة التي عرَّضَ فيها مستقبل حكم بني أميّة للخطر, فللحفاظ على هذا الملك، كان ينبغي أن يرشّح داهية آخر يتصنّع الإيمان والحكمة والحلم، غير يزيد، ولا يرتكب من الحماقات ما يفضحه ويكشفه على حقيقته، ولكنّ حبّه ليزيد، وانقياده لهواه فيه، أعمياه عن هذا القصد، فقال: ولولا هواي في يزيد، لأبصرتُ رشدي، وعرفتُ قصدي[46]. لذلك، حاول أن يستدرك شيئًا من الضعف في شخصيّة يزيد، فأوصاه بوصايا يعلّمه فيها كيف يتعامل مع رؤوس معارِضيه المحتمَلين من أولاد الصحابة: فأمّا عبد الله بن عمر، فهو معك، فالزمه ولا تدعه[47]. وأمّا الحسين، فهو رجل خفيف[48]، فقد عرفت حظّه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو من لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أنّ أهل العراق سيخرجونه إليهم، ثمّ يخذلونه ويضيّعونه، وأرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه، فإنْ ظفرتَ به، فاعرف حقَّه ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك، فإنّ لنا به خلطةً ورحمًا، وإيّاك أن تناله بسوء، ويرى منك مكروهًا[49]! وأمّا ابن الزبير، فخبٌّ ضبٌّ، فإذا شخَصَ لك، فالبد له، إلّا أن يلتمس منك صلحًا, فإنْ فعل، فاقبَل واحقن دماء قومك ما استطعت[50].
كان معاوية حريصًا جدًّا، في هذه الوصيّة، على عناصر المرونة والدهاء التي تضمن استمرار الحكم الأمويّ، وتبعده عن مهاوي الحماقة والنزق والعجلة. ولكن، هل كان معاوية يعتقد بأنّ يزيد سيطبّق هذه الوصيّة؟ ألم يخالف حين طلب منه عدم إظهار التهتُّك والتستُّر على شخصيّته؟[51] ألم يكن يعلم أنّ يزيد سوف يقتل الحسين عليه السلام، وهو المتتبّع للأخبار التي كانت تتناقل منذ عصر النبوّة، وتقول:
إنّ يزيد هو قاتله بيد جيشٍ يقوده عمر بن سعد، بل تصل إلى تحديد المكان والزمان، بل وحتّى اسم حامل الرأس الشريف؟ ولكنّه مع ذلك، كان مصرًّا على تعيين يزيد ملكًا، وهو يعلم أنّ الإمام الحسين عليه السلام سيُبتَلى بعد معاوية بمن لا ينظره فواق ناقة، يعني يزيد[52].
[1] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص4.
[2] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص406.
[3] السيوطيّ، تاريخ الخلفاء، ص71.
[4] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص16.
[5] السيوطيّ، تاريخ الخلفاء، ص199.
[6] الحصنيّ، منتخبات التواريخ لدمشق، ص81.
[7] البلاذريّ، أنساب الأشراف، ج2، ص147.
[8] لقد أصبحَت ولاية المال في الإسلام أهمَّ الوظائف بعد قيادة الجيش.
[9] ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج5، ص80.
[10] اليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ، ج2، ص265.
[11] البلاذريّ، أنساب الأشراف، ج1، ص147.
[12] اليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ، ج2، ص257.
[13] المصدر نفسه، ص265.
[14] ابن العبريّ، تاريخ المختصر الدول، ص188.
[15] ابن خلدون، المقدّمة، ص217.
[16] البلاذريّ، أنساب الأشراف، ج1، ص147.
[17] ابن حمدون الأندلسيّ، التذكرة الحمدونيّة، ص139- 198.
[18] اليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ، ج8، ص223.
[19] المسعوديّ، مروج الذهب، ج3، ص86.
[20] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص149.
[21] ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج3، ص35.
[22] ابن عبد ربّه الأندلسيّ، العقد الفريد، ج4، ص259.
[23] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج2، ص293.
[24] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص242.
[25] ابن عبد ربّه الأندلسيّ، العقد الفريد، ج2، ص260.
[26] ابن حنبل، مسند، ج5، ص347.
[27] النسائيّ، سنن النسائيّ، ج7، ص279.
[28] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج3، ص361.
[29] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج2، ص86.
[30] المصدر نفسه، ج11، ص45.
[31] المصدر نفسه.
[32] ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج1، ص391.
[33] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص503-504.
[34] المصدر نفسه، ص506.
[35] ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص176-177.
[36] المصدر نفسه، ص182-183.
[37] ابن أعثم، الفتوح، ج4، ص343.
[38] المصدر نفسه، ص339.
[39] العلاّمة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج44، ص309.
[40] ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج7، ص372.
[41] ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص236-239.
[42] البلاذريّ، أنساب الأشراف، ج2، ص2.
[43] ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص192.
[44] ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج1، ص187.
[45] ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص258.
[46] ابن أعثم، الفتوح، ج4، ص344.
[47] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص129.
[48] الطبريّ، تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص238-239.
[49] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص129.
[50] المصدر نفسه.
[51] اليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ، ج2، ص220.
[52] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج18، ص327.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|