المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



جهود السيرافي (المنطق والنحو)  
  
3156   02:56 صباحاً   التاريخ: 29-03-2015
المؤلف : د. محمد المختار ولد اباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص178- 180
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة البغدادية / جهود علماء المدرسة البغدادية / جهود السيرافي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-03-2015 3157
التاريخ: 29-03-2015 10100

المنطق و النحو

و الجديد في عمل السيرافي أنه أوضح العلاقة الأساسية بين المنطق و النحو من جهة، و استظهر خطوط الاتصال بين أوجه الإعراب النحوي و مقتضيات الأحكام الفقهية، مما يعطي بعدا تطبيقيا للصلة بين مناهج النحاة و مناهج الأصوليين. و سوف نرى أن هذا المنحى

ص178

هو الذي أعطى ابن الأنباري و السيوطي تصورهما النظري، فالمنطق عنده ليس ميزانا مستقلا يعرف به صحيح الكلام من سقيمه، لأن أغراض العقول و المعاني المدركة لا يوصل إليها إلا باللغة الجامعة للأسماء و الأفعال و الحروف، فلا يستطيع أحد أن يعرف منطق اليونان إذا لم يعرف لغتهم. لأن النحو و المنطق و اللفظ و الإفصاح و أنواع الطلب كلها من واد واحد بالمشاكلة و المماثلة. فالمنطق نحو، و لكنه مفهوم باللغة، و النحو العربي منطق و لكنه مسلوخ من العربية و العلاقة بين المعاني المنطقية و الألفاظ اللغوية. إن المعاني ثابتة على الزمان فهي من استملاء العقل الإلهي، و الألفاظ طبيعية بائدة على الزمان تبدل طبيعة بعد أخرى.

و يكفي النحوي أن يفهم عن نفسه ما يقول، و أن يفهم عنه غيره و أن يقدّر اللفظ على المعنى مع أنه ليس في قوة أي لغة أن تحيط بمبسوط العقل، أو تنصب عليه سورا لا يدع شيئا من داخله أن يخرج و لا من خارجه أن يدخل.

و من يرد إدراك منطق باللغة فإنه يحتاج إلى معرفة حركات الألفاظ و سكناتها و وضعها و بنائها على الترتيب الواقع في غرائز أهلها، كما يحتاج إلى توخي الصواب في تأليف الكلام بالتقديم و التأخير.

و لقد عرف النحويون العرب، هذا النسق العام، الذي سماه أبو سعيد بالنعت، و قال إن كل ما زاغ عنه، فلا يخلو أن يكون استعمالا نادرا، أو تأويلا بعيدا، أو خارجا عن عادة القوم الجارية على فطرتهم، أو متعلقا باختلاف لغات القبائل، و كل ذلك محصور بالتتبع و الرواية و السماع و القياس المطرد على الأصل المعروف(1).

لقد كان أبو سعيد فقيها على مذهب أبي حنيفة المشهور بميله إلى القياس، و مارس القضاء مدة خمسين سنة، فأتيحت له الفرص في التفكير الدائب في تنزيل النظريات على الواقع و تطبيق النصوص و تأويلها و استنباط الأحكام منها و القياس عليها فيما لا نص فيه، متأسيا بمن سبقه من أئمة الفقه الذين عناهم بقوله مخاطبا متى بن يونس: (لو عرفت العلماء و الفقهاء و مسائلهم و وقفت على غورهم في فكرهم و غوصهم في استنباطهم و حسن تأويلهم لما يرد عليهم، وسعة تشقيقهم للوجوه المحتملة و الكنايات المفيدة و الجهات الفريدة و البعيدة لحقرت نفسك)(2).

و في هذه المناظرة أعطى أمثلة من مسائل الأحكام التي يتوصل إليها الفقيه بالمهارة في اللغة، فأورد منها قوله:

ص179

-ما هو الحكم حيثما يقال: لفلان من الحائط إلى الحائط؟ أو لفلان عليّ غير قيراط؟ أو لفلان عليّ عشرة دراهم إلا تسعة، إلا ثمانية، إلا سبعة، إلا ستة، إلا خمسة، إلا أربعة، إلا ثلاثة، إلا اثنين، إلا واحدا؟

و ما هو الفرق بين قول القائل: بكم الثوبان المصبوغان؟ و بكم ثوبان مصبوغان؟ و بكم ثوبان مصبوغين(3)؟

هذا و إن مثل هذه الأسئلة يعطي نموذجا عن صلة التعبير اللغوي بالحكم الفقهي و قدرة العلماء، من أمثال السيرافي، على الاستفادة من هذه الصلة.

ص180

_____________________

(1) المعجم الأدباء، في المناظرة التي بين السيرافي و متى بن يونس، ص 894-903.

(2) المصدر نفسه، ص 907.

(3) معجم الأدباء، في المناظرة التي بين السيرافي و متى بن يونس:904 - 906.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.