نبات الخروع (Castor beans) Riciaus communis

تعتبر أوراق نبات الخروع الغذاء الرئيسي لدودة الحرير الخروعية، وبدونه لا يمكن القيام بتربيتها. لذلك يجب الاهتمام بزراعته في جمهورية مصر العربية لتوفير الغذاء لهذه الدودة فضلا عن المزايا الاقتصادية الهامة التي تجني من زراعة هذا النبات.

والخروع نبات استوائي تجود زراعته في المناطق الحارة ولكن يمكن زراعته أيضا في المناطق المعتدلة، والزيت الناتج من بذور الخروع النامي في المناطق المعتدلة أعلى قيمة وأجود صنفا من مثيله الناتج من النباتات التي تنمو في المناطق الحارة، ويزرع الخروع في مصر منذ عهد الفراعنة الذين استخدموا زيت الخروع في الطب - وقد قام قسم النباتات بوزارة الزراعة باستنباط صنف جديد أطلق عليه هندي ۲۱ وهو صنف غزير المحمول حيث يبلغ متوسط إنتاج الفدان من البذور نحو طن تقريبا.

مناطق زراعة الخروع في مصر:

يمكن زراعة الخروع في أي منطقة من مناطق الجمهورية. ولكنه ، لا يجود في الأراضي الطينية الخصبة ويكتفي بزراعته في الأراضي المالحة. وعادة لا يزرع الخروع في الأراضي الطينية الخصبة ويكتفي بزراعته في الأراضي الرملية القليلة القيمة. ومن حسن الحظ أنه يجود في مثل هذه الأراضي ويعطى محصولا أوفر ولذلك يقترح الاهتمام بزراعته في سيناء والأرض الرملية بمحافظات الفيوم والشرقية والوادي الجديد حيث لا يمكن زراعة غيره من المحاصيل الهامة، وحاليا تبلغ جملة الساحة المزرعة به في مصر نحو 600 فدان.

ميعاد الزراعة:

يمكن زراعة الخروع خلال شهر أكتوبر في الوجه القبلي وفي شهري مارس وأبريل في الوجه البحري.

تجهيز الأرض للزراعة:

في الوجه القبلي يجري حرث الأرض وتزحفها وريها في الأسبوع الأول من سبتمبر ثم يعاد حرثها تزحيفها ثانيا بعد أسبوعين أما في الوجه البحري فتحرث الأرض في الأسبوع الثالث من فبراير أو الأول من مارس حسب ميعاد الزراعة وتقسم إلى مصاطب عرض مترين بواسطة قنوات واسعة وعميقة والتقسيم يكون من الشرق إلى الغرب ثم تشق قنوات عمودية على المصطب المذكورة بينها بتون بحيث يكون بين القناة والأخرى نحو ۳۰ مترا والبتن في وسطها وذلك لتنظيم توزيع مياه الري في الحقل.

تعمل جور في الجانب الشمالي من القنوات الممتدة من الشرق إلى الغرب أي من الجهة القبلية من المصاطب على بعد متر في حالة الصنف الهندي مترين في غيره من الأصناف - يوضع في كل جورة ۲-4 بذور وتغطى بالرمل أو التربية بسمك 3سم تقريبا من المفضل أن تروى الأرض قبل الزراعة بحيث يصل الماء إلى نحو نصف ارتفاع الخطوط وبعد خمسة أيام تزرع البذور في الجور كما سبق ويكون وضع الجور على آخر مستوى وصل إليه ماء الري وعمق الجورة نحو 3.5 سم وسعتها كذلك وتعمل الجور بمضرب قمعي أسمك قليلا من المضرب المستخدم في عمل الجور اللازمة لزراعة بذور القطن. هذا ويستحسن نقع البذور في الماء قبل الزراعة بنحو ۱۲ ساعة.

كمية التقاوي:

يحصل على التقاري الجيدة الصنف من قسم تربية النباتات بوزارة الزراعة - ويلزم للفدان نحو 2 - 3 كيلوجراما من البذور ويوصي قسم تربية النباتات بأن ترسل إليه طلبات الحصول على البذور في ميعاد أقصاه شهر أغسطس من كل عام .

الري :

تروي النباتات المزروعة في الأرض الرملية أو الخفيفة مرة كل عشرة أيام - والمزروعة في الأرض الصفراء الثقيلة مرة كل 15 يوما وتطول هذه الفترة خلال فصل الشتاء.

العزيق:

يجري العزيق مرة كل شهر وذلك لإزالة الحشائش وتهوية التربة.

الخف:

عندما يصل طول النباتات نحو ۲۰ سنتيمترا - تخف الجور بحيث لا يترك إلا نبات واحد في كل جورة هو أحسنها - ويحتوي الفدان عادة على نحو 1880 - 4200 شجرة حسب جودة الأرض.

الترقيع:

تموت النباتات المزروعة ببعض الجور أو تفتك بها الديدان القارضة أو حشرة الحفار، لذلك تجرى عملية الترقيع بإعادة زراعة مثل الجور ببذور خروع سبق نقعها في الماء قبل الزراعة بنحو ۱۲ ساعة.

التسميد:

عند توفر السماد البلدي يعطى للفدان نحو عشرين مرة ويسمد الفدان بنحو 50 كيلو جراما من نترات الجير أو نترات الصودا بعد انتهاء عملية الحف - ويلاحظ وضع السماد محيطا بالنباتات وبعيدا عن الساق بضعة سنتيمترات .

التقليم:

عندما يصل طول النبات إلى نحو 1- 1.3 مترا تقطع، قمم الأغصان لكي تتفرغ وتزهر. ويجب قطف الأزهار التي تظهر بعد ذلك حتى يبلغ عمر النباتات خمسة أشهر.

جني الورق:

تؤخذ الأوراق الغضة اللازمة لتربية ديدان الحرير الخروعية من على النباتات مع ملاحظة عدم ترك أجزاء من الورقة على الشجرة. كما يكون جمع الأوراق موزعا توزيعا عادلا على الشجرة نفسها فضلا عن الأشجار الموجودة في الحقل وذلك حتى لا تضار النباتات - وينتج نبات الخروع الواحد نحو 4 كيلوجرامات من الورق.

جنى البذور:

يتم نضج العناقيد المحتوية البذور بعد نحو 4 - 6 شهور من الزراعة - ويجرى جمع العناقيد التامة النضج ( تكون يابسة سوداء اللون ) يقطعها بمقصات التقليم مرة كل أسبوع أو أقل تبعا لسرعة النضج - ويراعي عدم ترك العناقيد دون جني حتى لا تتفتح وتتناثر البذور على الأرض.

تنشر العناقيد بعد الجني على فرشة نظيفة في الشمس عدة أيام مع تقليبها حتى تجف وينفصل الحب عن القشر، ثم تغربل وتذري في الريح. ثم يخفف الحب جيدا ويدق بالعصي أو يجرش، لفصل القشر عن اللب الذي يعصر - وينتج نبات الخروع الواحد نحو ۲ كيلو جراما من البذور - ويقدر إنتاج الفدان بنحو طن منها.

عصر البذور:

تعصر بذور الخروع في معاصر الزيوت. وينتج الزيت منها بنسبة 63% من وزنها - وكسب الخروع لا يمكن الاستفادة به في تغذية الماشية لاحتوائه على مادتي الريسين والرسينين السامة. ولكن يمكن استعماله كسماد للأرض أو وقود.

القلم:

تقلم نباتات الخروع في شهر يناير من السنة التالية للزراعة وذلك بقطع الأفرع الميتة وأطراف الأفرع السليمة تشجيعا لنمو الفروع الثمرية إذا كان الغرض من الزراعة هو إنتاج البذور فضلا عن الأوراق الغضة اللازمة لتربية اليرقات - ويراعى أن يكون القطع فوق البراعم مباشرة ويعتبر التقليم من العمليات الزراعية الهامة التي يجب إجرائها سنويا.

تعفير الخروع:

يمكن استبقاء نبات الخروع في الأرض من 4 - 5 سنوات إلا أن قسم تربية النباتات بوزارة الزراعة يوصي بعدم استبقاء الصنف هدري ۲۱ في الأرض إلا سنة واحدة يقلع بعدها. وتجري على الخروع الذي عفر نفس العمليات الزراعية التي أجريت في السنة الأولى من الزراعة مع مراعاة زيادة التسميد بمقدار النصف.

الآفات:

لا يصاب الخروع باقات حشرية هامة.

الأهمية الاقتصادية:

1- ينتج نبات الخروع الأوراق اللازمة لتغذية ديدان الحرير الخروعية والتي يمكن أن تمد الفلاح بدخل ثانوي مجز خصوصا في المناطق الصحراوية والأراضي الرملية المستصلحة.

۲- يستعمل زيت الخروع في صناعة بعض أنواع الصابون الممتازة كما يستعمل في الطب كمسهل - وقد أصبح زيت الخروع حاليا من أثمن الزيوت وذلك لاستعماله لتزييت محركات الطائرات لغرويته وعدم ذوبانه في الجازولين وعدم تعرضه للتجميد في أعالي الجو.

ويدخل زيت الخروع في صناعة الجلود والسيور لعدم جفافه ولمعانه ولمقاومته ظروف تغير درجات الحرارة - كذلك يدخل هذا الزيت في عمليات تثبيت الألوان المستخدمة في صناعة الأنسجة.

٣- يمكن أن ينتج من أوراق الخروع خيوط خشنة تصنع منها الحبال والشباك والملابس الريفية وبعض أنواع الورق.