فاطمة بنت اسد

ومن عظيم فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه لم يكن في صلب كافر قط، من آدم عليه السلام فمن دونه، وذلك لما ثبت من إيمان آباء النبي صلى الله عليه واله الى  آدم عليه السلام ، فإن علياً عليه السلام لم يختلف عن رسول الله صلى الله عليه واله في الآباء والأمهات إلاّ في أبي طالب وفاطمة بنت أسد، وقد ثبت إيمانهما بالأدلة الصحيحة القطعية.

وقد ذكر البرزنجي والسيوطي وغيرهما ــ ممن ألفوا في نجاة آباء النبي صلى الله عليه واله وأمهاتهم وفي أنهم كلهم على التوحيد ــ دلائل وبراهين على ذلك وأفردوا لكل واحد من الآباء ترجمة له.

وقد صح في أحاديث كثيرة أنه صلى الله عليه واله قال: (لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات) ([1]).

وفي رواية عنه صلى الله عليه واله: (لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الحسيبة إلى الأرحام الطاهرة) ([2]).

وعلى هذا حمل بعضهم قوله تعالى:] وتقلبك في الساجدين[ ([3]).

فآباء النبي صلى الله عليه واله وأمهاته إلى آدم وحواء كانوا مؤمنين برب العالمين ولم يكن فيهم كافر، لأن الكافر لا يوصف بأنه طاهر.

وإلى هذا أشار صاحب الهمزية حيث قال:

لم تزل في ضمائر الكون تختا *** ر لك الأمهات والآباء

وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: (ما ولدت من بغي قط منذ خرجت من صلب آدم، ولم تزل تتنازعني الأمم كابراً عن كابر حتى خرجت من أفضل حيين من العرب هاشم وزهرة) ([4]).

والقندوزي في الينابيع: في الشفاء روي عن عليّ كرم الله وجهه عنه صلى الله عليه واله ، في قوله تعالى: ]لقد جاءكم رسول من أنفسكم[ ([5])، قال: (نسباً وصهراً وحسباً، ليس في آبائي من لدن آدم عليه السلام سفاح، كلّنا بنكاح) ([6]).

والقندوزي ايضاً: قال الكلبي: كتبت للنبي صلى الله عليه واله خمسمائة أُم، فما وجدت فيهن سفاحاً واحداً، ولا شيئاً مما كان عليه أهل الجاهلية ([7]).

وأيضا: وعن ابن عبّاس في قوله تعالى: ]وتقلبك في الساجدين[ ([8]) قال: (من نبي إلى نبي حتى أخرجتك نبياً) ([9]).

والقندوزي ايضاً: وفي جمع الفوائد رفعه: (خرجت من نكاح، ولم أخر من سفاح، من لدن آدم، إلى أن ولدني أبي وأُمي) ([10]) للأوسط.

وفي الينابيع ايضا: ابن العباس رفعه: (ما ولدني في سفاح الجاهلية شيء، وما ولدني إلاّ نكاح كنكاح الإسلام) ([11]) للكبير.

والقندوزي في الينابيع: أبو هريرة رفعه: (بعثت من خير قرون بني آدم، قرناً فقرناً، حتى كنت من القرن الذي كنت منه) ([12]). للبخاري .

________________

([1]) اسنى المطالب: ص54.

([2]) أسنى المطالب: ص54.

([3]) سورة الشعراء: 219.

([4]) أسنى المطالب: ص54.

([5]) سورة التوبة، الآية : 128 .

([6]) ينابيع المودة ص22 ب2 ط الاعلمي.

([7]) ينابيع المودة ص22 ب2 ط الاعلمي .

([8]) سورة الشعراء، الآية : 219 .

([9]) ينابيع المودة ص22 ب2 ط الاعلمي .

([10]) ينابيع المودة ص22 ب2 ط الاعلمي.

([11]) ينابيع المودة ص22 ب2 ط الاعلمي.

([12]) ينابيع المودة ص22 ب2 ط الاعلمي.