المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كيف نحصن المراهق من المؤثرات الخارجية؟  
  
2998   01:36 مساءً   التاريخ: 24-11-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص133ـ134
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-29 923
التاريخ: 19-1-2016 2619
التاريخ: 2023-03-14 1283
التاريخ: 19-7-2021 3177

كلنا نعرف أن الشخص المحصن ضد مرض ما يكتسب مناعة مكتسبة ضد ذلك المرض ولا يهمنا إن عمل بين مصابين مهما كانت العدوى فهو حصين واحتمال الإصابة ضعيف جداً.

بهذه المقدمة أردت أن أهمس في أذن كل أب على ضرورة إعداد أبنائه إعدادا متينا ويكون مدرسة بل موسوعة لهم يجيبهم عن كل صغيرة وكبيرة ليجعلوا منه نبراساً يعلقونه في أعناقهم بل قدوة حسنة يستشيرونه في كل ما صعب عليهم. وإعداد الشاب إعدادا متينا يتطلب تعب ومتابعة ليست بالسهلة ولكن قيل قديماً (من طلب العلا سهر الليالي).

واعرف شابا في عمر المراهقة كان والده صاحب متجر لبيع قطع غيار للسيارات وكان يقوم بمساعدته والبقاء مكانه عندما يأخذ قسطا من الراحة وكما نعرف إن هذا المتجر يقع وسط حي صناعي أي تنتشر حوله محلات التصليح والصيانة وفي الوقت الذي يكون فيه الشاب لوحده في محل والده تزحف إليه مجموعة من الشباب الذين يعملون في محلات التصليح ولهم موارد ويتحدثون معه عن ملذاتهم مع بنات الهوى ومغامراتهم ولما كان الشاب مؤمنا ملتزما وعلى أبواب الجامعة آنذاك ما كان منه إلا رفض هذا الطريق وعندما سأله أحد الشباب من الشلة التي تريد جره إليهم لماذا ترفض دعوتنا في أن نجعلك تسهر ليلة حمراء مع إحدى بنات بائعات الهوى الجميلات؟

كانت اجابة ذلك الشاب لست أنا الذي أتمتع بها فأنا الآن امتلك شبابا طافحا وعنفواناً كبيرا وقد ائتمنني الله عليه لأصبه مع زوجتي المستقبلية عندما تمنحني وتبادلني نفس الشباب

ونفس العنفوان والحيوية ولا أعطيه لبائعة هوى تتلذذ به فهي تستفيد أضعاف ما استفيد أنا وانسحب أولئك الشباب عنه لأنه أفحمهم بجوابه ولم يجدوا ما يقولونه له إلا انهم وصفوه بأنه معقد ولا يفهم من الحياة شيئاً.

هذا الشاب عندما حصنه أبواه وأسرته فلا يخافون عليه بعد ذلك من أي مرض معدي يزحف إليه فقد تحصن بحصن الأيمان حيث كان من عائلة ملتزمة ومحافظة جدا ولكنه لم يألوا جهدا في سبيل الثقافة الجنسية أو العامة وبقي حتى دخل على عروسه لم يمارس الحرام أو ينحدر إلى الزنا.

وخلال ذلك لابد أن أشير إلى دور الأم التي اهتمت به في بداية حياته في السبعة الأولى من عمره فقد أعدته رجلا وسقته من ينابيع المحبة والأيمان على الرغم من ابتعاد والدته وانشغاله في متجره فالأم هي المدرسة الأولى لأولادها.

الأم مدرسة إذا أعددتها              أعددت شعباً طيب الأعراق




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.