المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

/v/ and /w/
2024-06-11
I can easily cross
4/10/2022
ظواهر لهجية فصيحة بين الحجازيين والتميميين
18-7-2016
Why are unit Dimensions useful?
7-6-2019
محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني.
19-1-2018
إرشادات تحسين الأداء في المواصفة الدولية القياسية إيزو 9004/2000 (أنظمة إدارة الجودة)
2023-06-22


إحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على أبي بكر وعمر لما منعا فاطمة الزهراء (عليه السلام) فدك بالكتاب والسنة  
  
1703   10:56 صباحاً   التاريخ: 21-10-2019
المؤلف : أبي منصور أحمد الطبرسي مع تعليقات السيد محمد باقر الخرسان
الكتاب أو المصدر : الإحتجاج
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 119-127
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * فاطمة الزهراء (عليها السلام) /

عن حماد بن عثمان (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما بويع أبو بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك (2) من أخرج وكيل فاطمة عليها السلام بنت رسول الله منها، فجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام إلى أبي بكر ثم قالت لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله تعالى؟

فقال: هاتي على ذلك بشهود.

فجاءت بأم أيمن، فقالت له أم أيمن: لا أشهد يا أبا بكر حتى احتج عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال " أم أيمن امرأة من أهل الجنة (3) " فقال: بلى. قالت " فأشهد: أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء: 26] فجعل فدكا لها طعمة بأمر الله، فجاء علي عليه السلام فشهد: بمثل ذلك فكتب لها كتابا ودفعه إليها، فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال: إن فاطمة عليها السلام ادعت في فدك، وشهدت لها أم أيمن وعلي عليه السلام، فكتبته لها، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فتفل فيه ومزقه فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي، فلما كان بعد ذلك جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال: يا أبا بكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال أبو بكر: هذا فيئ للمسلمين، فإن أقامت شهودا أن رسول الله جعله لها وإلا فلا حق لها فيه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين. قال: لا. قال: فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه، ثم ادعيت أنا فيه من تسأل البينة؟ قال: إياك أسأل البينة، قال: فما بال فاطمة سئلتها البينة على ما في يديها؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده، ولم تسئل المسلمين بينة على ما ادعوها شهودا، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟ فسكت أبو بكر فقال عمر: يا علي دعنا من كلامك. فإنا لا نقوى على حجتك، فإن أتيت بشهود عدول، وإلا فهو فيء للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا أبا بكر تقرء كتاب الله؟ قال: نعم. قال: أخبرني عن قول الله عز وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] (4) فيمن نزلت فينا أم في غيرنا؟ قال: بل فيكم، قال: فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله بفاحشة ما كنت صانعا بها؟ قال كنت أقيم عليها الحد، كما أقيمه على نساء المسلمين، قال: إذن كنت عند الله من الكافرين، قال: ولم قال: لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة، وقبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم الله وحكم رسوله، أن جعل لها فدكا قد قبضته في حياته، ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها، وأخذت منها فدكا، وزعمت أنه فيء للمسلمين، وقد قال رسول الله " صلى الله عليه واله ": البينة على المدعي: واليمين على المدعى عليه " فرددت قول: رسول الله " صلى الله عليه واله ": البينة على من أدعى، واليمين على من ادعي عليه، قال: فدمدم الناس وأنكروا، ونظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: " صدق والله علي بن أبي طالب عليه السلام " ورجع إلى منزله.

قال: ثم دخلت فاطمة المسجد، وطافت بقبر أبيها، وهي تقول :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب (5)

قد كان جبريل بالآيات يونسنا * فغاب عنا فكل الخير محتجب

وكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك ينزل من ذي العزة الكتب

تجهمتنا رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بتهمال لها سكب .

قال: فرجع أبو بكر وعمر إلى منزلهما، وبعث أبو بكر إلى عمر فدعاه ثم قال: له أما رأيت مجلس علي منا في هذا اليوم؟ والله لئن قعد مقعدا آخر مثله ليفسدن علينا أمرنا، فما الرأي؟ فقال عمر: الرأي أن تأمر بقتله، قال: فمن يقتله؟ قال: " خالد بن الوليد " (6).

فبعثوا إلى خالد فأتاهما، فقالا: نريد أن نحملك على أمر عظيم، قال: احملاني على ما شئتما، ولو على قتل علي بن أبي طالب، قالا: فهو ذلك، قال خالد: متى أقتله؟ قال أبو بكر: احضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة، فإذا سلمت فقم إليه واضرب عنقه، قال: نعم.

فسمعت أسماء بنت عميس (7) وكانت تحت أبي بكر. فقالت: لجاريتها اذهبي إلى منزل علي وفاطمة عليهما السلام، واقرأيهما السلام، وقولي لعلي " إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين " فجاءت فقال أمير المؤمنين عليه السلام " قولي لها: إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون ".

ثم قام وتهيأ للصلاة، وحضر المسجد، وصلى خلف أبي بكر، وخالد بن الوليد يصلي بجنبه، ومعه السيف، فلما جلس أبو بكر في التشهد، ندم على ما قال وخاف الفتنة، وعرف شدة علي وبأسه، فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم، حتى ظن الناس أنه قد سهى.

ثم التفت إلى خالد، فقال: " يا خالد لا تفعلن ما أمرتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا خالد ما الذي أمرك به؟ فقال أمرني بضرب عنقك، قال: أو كنت فاعلا؟ قال: إي والله، لولا أنه قال لي لا تقتله قبل التسليم لقتلتك.

قال: فأخذه علي عليه السلام فجلد به الأرض، فاجتمع الناس عليه، فقال عمر يقتله ورب الكعبة، فقال الناس، يا أبا الحسن الله الله، بحق صاحب القبر، فخلى عنه، ثم التفت إلى عمر، فأخذ بتلابيبه وقال: يا بن صهاك والله لولا عهد من رسول الله، وكتاب من الله سبق، لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ودخل منزله.

_______________

(١) قال العلامة الحلي في خلاصته: حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم كوفي وكان يسكن عرزم فذهب إليها وأخوة عبد الله ثقتان رويا عن أبي عبد الله عليه السلام وروي حماد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ومات حماد بالكوفة رحمه الله سنة تسعين ومائة ذكرهما أبو العباس في كتابه. وسبقه بذكر حماد بن عثمان الناب مولى غني وعده من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام.

وعده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الصادق (عليه السلام) وأخرى من أصحاب الكاظم (عليه السلام) وثالثة من أصحاب الرضا (عليه السلام) وسماه ذو الناب ولم يتعرض لذكر حماد الفزاري. ولعله إنما لم يتعرض لذكره لاعتقاده باتحادهما فقد اعتقد ذلك بعض أصحاب الرجال واستدلوا على ما ذهبوا إليه باتحاد سنة الوفاة واتحاد عشيرتيهما. ونقل المامقاني بتفصيل أقوال الرجاليين فيهما وقال في تنقيح المقال أقول: " الأظهر اتحاد الرجلين فإن غنيا حي من غطفان، وفزارة أبو قبيلة من غطفان " انتهى.

أقول: وهذا لا يكفي بل إن دليل التعدد ظاهر والاختلاف بينهما واضح بين لاختلاف اسم الجد والأخوة فحماد ذو الناب هو: حماد بن عثمان بن زياد، والفزاري هو: حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد والأول أخواه حسين وجعفر، والثاني أخوه عبد الله وعليه فيكون المراد هنا حمادا الفزاري لأنه يروي عن الصادق (عليه السلام) وذو الناب يروي عن الكاظم والرضا فقط كما في الخلاصة.

راجع رجال الطوسي، رجال الكشي، رجال المامقاني، الخلاصة للعلامة. فهرست الشيخ الطوسي، أعيان الشيعة، قاموس الرجال.

(٢) " فدك ": قرية في الحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة وهي أرض يهودية، كان يسكنها طائفة من اليهود حتى السنة السابعة حيث قذف الله بالرعب في قلوب أهليها فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وآله على النصف من فدك، وروى أنه صالحهم عليها كلها. فصارت ملكا لرسول الله صلى الله عليه وآله خاصة، لأنها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ثم قدمها لابنته الزهراء (عليه السلام) وكانت بيدها في عهد أبيها وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وكانت وضعت عليها وكيلا عنها فانتزعها الخليفة الأول وطرد وكيلها ولما تولى عمر الخلافة ردها إلى ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولي عثمان بن عفان أقطعها مروان بن الحكم فلما صار الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان أقطع مروان ثلثها، وعمر بن عثمان ثلثا، ويزيد ابنه ثلثها الآخر، فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت لمروان بن الحكم أيام ملكه ثم صفت لعمر بن عبد العزيز بن مروان، فلما ولي الأمر ردها لولد فاطمة (عليه السلام) ، ثم انتزعها يزيد ابن عبد الملك من أولاد فاطمة وظلت في أيدي بني مروان حتى انقرضت دولتهم.

فلما تقلد الخلافة أبو العباس السفاح ردها على عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي (عليه السلام)  ثم قبضها أبو جعفر المنصور في خلافته من بني الحسن، وردها المهدي بن المنصور على الفاطميين، ثم انتزعها موسى بن المهدي من أيديهم، ثم ردها المأمون عليهم سنة مائتين وعشرة ولما بويع المتوكل انتزعها منهم وأقطعها عبد الله بن عمر البازيار من أهل طبرستان. وردها المعتضد، وحازها المكتفي، وقيل إن المقتدر ردها عليهم وكان فيها بضعة عشر نخلة غرسها رسول الله بيده. قال ابن أبي الحديد: - في شرح النهج - وقلت لمتكلم من متكلمي الإمامية يعرف بعلي بن تقي من بلدة النيل.

وهل كانت فدك إلا نخلا يسيرا وعقارا ليس بذلك الخطير؟ فقال لي ليس الأمر كذلك بل كانت جليلة جدا وكان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن من النخل وما قصد أبو بكر وعمر بمنع فاطمة عنها إلا أن لا يتقوى على بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة الخ وقال أيضا: وسألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له: أكانت فاطمة صادقة؟ قال نعم قلت: فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدكا وهي عنده صادقة فتبسم ثم قال: كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته قال لو أعطاها اليوم فدكا بمجرد دعواها لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ولم يكن يمكنه الاعتذار بشئ لأنه يكون قد سجل على نفسه بأنها صادقة فيما تدعي راجع: معجم البلدان لياقوت الحموي، أعيان الشيعة للسيد الأمين، فدك في التاريخ للسيد الصدر، فتوح البلدان للبلاذري، شرح النهج لابن أبي الحديد.

(3) أم أيمن: مولاة النبي صلى الله عليه وآله وحاضنته.. اسمها بركة بنت ثعلبة ابن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، مهاجرة جليلة هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة، وإلى المدينة، وشهدت حنينا واحدا وخيبرا وكانت في أحد تسقي الماء وتداوي الجرحى. وكان النبي صلى الله عليه وآله يخاطبها يا أمه ويقول: " هي أمي بعد أمي " وكان إذا نظر إليها يقول " هذه بقية أهل بيتي ".

قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: " روت عن النبي صلى الله عليه وآله وعنها أنس بن مالك وحنش بن عبد الله الصنعاني وأبو يزيد المدني ".

وكنيت بابنها أيمن بن عبيد وهي أم أسامة بن زيد بن حارثة تزوجها زيد بعد عبيد الحبشي.

قيل كانت لعبد الله بن عبد المطلب (عليه السلام) فصارت للنبي صلى الله عليه وآله ميراثا وقيل أنها كانت لأمه صلى الله عليه وآله وروي أنها كانت لأخت خديجة فوهبتها للنبي صلى الله عليه وآله فلما تزوج من خديجة (عليه السلام) أعتقها.

وفي الإصابة: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن ".. وتوفيت في أوائل عهد عثمان وروى البخاري أنها توفيت بعد النبي بخمسة أشهر.

راجع الإصابة، تهذيب التهذيب، أعلام النساء، طبقات ابن سعد، البخاري قاموس الرجال، أعيان الشيعة.

(4) روى محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله قال نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا - سورة الأحزاب آية: 33 " في بيت أم سلمة رضي الله عنها فدعى النبي صلى الله عليه وآله فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". قالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال: " أنت على مكانك وأنت على خير ".

(5) في كشف الغمة " ثم التفتت إلى قبر أبيها متمثلة بقول هند ابنة أثانة:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك لما غبت وانقلبوا

(6) خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي.

قال ابن حجر: - في الإصابة - " وشهد مع كفار قريش الحروب إلى غزوة الحديبية، كما ثبت في الصحيح: أنه كان على خيل قريش طليعة، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر وقيل قبلها، ووهم من زعم أن أسلم سنة خمسة ".

وقال ابن الأثير - في أسد الغابة -: " ولا يصح لخالد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله قبل فتح مكة. ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي فقتل منهم من لم يجز قتله.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ".

فأرسل مالا مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فودى القتلى وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم حتى ثمن ميلغة الكلب، وفضل معه فضلة من المال فقسمها فيهم فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك استحسنه. "..

و(قال) فيه أيضا: " ثم إن أبا بكر أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على قتال المرتدين منهم مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم، و (منهم): مالك ابن نويرة من بني يربوع من تميم وغيرهم إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة فقيل: (إنه قتل مسلما) لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب.. ".

و(قال) في أسد الغابة أيضا: - في ترجمة مالك بن نويرة - " فلما فرغ خالد من بني أسد وغطفان، سار إلى مالك وقدم البطاح فلم يجد به أحدا كان مالك قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع فلما قدم خالد البطاح بث سرايا فأتى بمالك بن نويرة ونفر من قومه فاختلف السرية فيهم، وكان فيهم أبو قتادة وكان فيمن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا فحبسهم في ليلة باردة، وأمر خالد فنادى: أدفئوا أسراكم - وهي في لغة كنانة: القتل - فقتلوهم فسمع خالد الواعية، فخرج وقد قتلوا، فتزوج خالد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خالد فيه رهق وأكثر عليه فقال أبو بكر: تأول فأخطأ ولا اشيم سيفا سله الله على المشركين، وودي مالكا، وقدم خالد على أبي بكر، فقال له عمر: يا عدو الله قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته لأرجمنك ".

(قال): " وقيل إن المسلمين لما غشوا مالكا وأصحابه ليلا، أخذوا السلاح فقالوا: نحن المسلمون، فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون، فقالوا لهم: ضعوا السلاح فوضعوه وصلوا. وكان خالد يعتذر في قتله، أن مالكا قال: ما أخال صاحبكم إلا قال كذا فقال أو ما تعده لك صاحبا؟ فقتله. فقدم متمم على أبي بكر، يطلب بدم أخيه وأن يرد عليهم سبيهم فأمر أبو بكر برد السبي، وودي مالكا من بيت المال، فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة ويدل على أنه لم يرتد. " انتهى.

وجعله أبو بكر واليا من قبله على الشام فلما ولي عمر الخلافة عزله ومات فيها بحمص في خلافة عمر.

راجع (الإصابة لابن حجر، أسد الغابة لابن الأثير، ابن أبي الحديد ج 4 من شرح النهج، الإستيعاب).

(7) أسماء بنت عميس الخثعمية: هي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وأخت لبابة زوج العباس بن عبد المطلب وأم الفضل وعبد الله.

هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الحبشة.

ذكر ابن الأثير في (أسد الغابة): " أن عمر بن الخطاب قال لها: نعم القوم لولا أننا سبقناكم إلى الهجرة، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فقال: بل لكم هجرتان: إلى أرض الحبشة وإلى المدينة " وأعقبت أسماء من جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنان (عليه السلام)  ثمانية بنين. وهم عبد الله، وعون، ومحمد الأكبر، ومحمد الأصغر، وعبد الله الأكبر، وعبد الله الأصغر، وحميد، وحسين.

أما (محمد الأكبر) فقتل مع عمه أمير المؤمنين (عليه السلام)  بصفين.

وأما (عون) و (محمد الأصغر) فقتلا مع ابن عمهما الحسين عليه السلام يوم الطف وأما (عبد الله الأكبر) فهو أحد أجواد بني هاشم الأربعة وهم: (الحسن والحسين وعبد الله بن العباس وهو الرابع ).

ولم يبايع رسول الله صلى الله عليه وآله طفلا غير هؤلاء الأربعة.

ولد بأرض الحبشة. وله في الجود أخبار كثيرة حتى لقب بقطب السخاء، حضر مع عمه صفين، وعقد له يوم الجمل على عشرة آلاف، وليس لجعفر عقب إلا منه.

فلما قتل جعفر بن أبي طالب (عليه السلام)  تزوجها أبو بكر فأولدت له محمدا حبيب على وربيب حجره وواليه على مصر، قتله معاوية بن أبي سفيان وللأمام (عليه السلام)  عند قتل محمد بن أبي بكر خطبة موجودة في النهج ولما مات أبو بكر، تزوجها أمير المؤمنين ع فأولدت له يحيى بإجماع، واختلف في عون بن علي بن أبي طالب فقيل إنه منها.

وروي أنها كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فأولدت له بنتا اسمها أمامة.

في كشف الغمة: (عن أسماء بنت عميس قالت: أوصتني فاطمة " عليها السلام " أن لا يغسلها إلا أنا وعلي فغسلتها أنا وعلي (عليه السلام)  راجع: الإصابة، أسد الغابة، أعلام النساء ريحانة الأدب، شرح النهج لابن أبي الحديد، كشف الغمة للإربلي، أعيان الشيعة.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.