مناظرة عائشة وحفصة مع عثمان في مسألة توريث النبي (صلى الله عليه وآله) وميراث الزهراء (عليها السلام) منه |
6583
09:34 صباحاً
التاريخ: 23-10-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2019
606
التاريخ: 23-10-2019
6584
التاريخ: 22-10-2019
745
التاريخ: 24-10-2019
1320
|
قال ابن شاذان في الإيضاح: وروى شريك بن عبد الله في حديث رفعه: إن عائشة وحفصة أتتا عثمان حين نقص أمهات المؤمنين ما كان يعطيهن عمر، فسألتاه أن يعطيهما ما فرض لهما عمر! فقال: لا والله ما ذاك لكما عندي.
فقالتا له: فأتنا ميراثنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حيطانه (1)؟
وكان عثمان متكئا، فجلس، وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) جالسا عنده، فقال: ستعلم فاطمة (عليها السلام) أنى ابن عم لها اليوم، ثم قال: ألستما اللتين شهدتما عند أبي بكر، ولفقتما معكما أعرابيا يتطهر ببوله، مالك بن الحويرث بن الحدثان (2)، فشهدتم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة (3)، (حتى منعتما فاطمة ميراثها، وأبطلتما حقها، فكيف تطلبين اليوم ميراثا من النبي (صلى الله عليه وآله))؟! فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما، وإن كنتما شهدتما بباطل، فعلى من شهد بالباطل لعنه الله والملائكة والناس أجمعين.
فقالتا: يا نعثل (4)، والله لقد شبهك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنعثل اليهودي!!
فقال لهما: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ } [التحريم: 10] فخرجتا من عنده... (5) .
_________________
(1) وليست هذه المطالبة الأولى لهن بميراثهن من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل سبق وأن طالبن بميراثهن في زمن الخليفة الأول، وممن روى ذلك: أبو زيد البصري (ت 262 ه) في كتابه تاريخ المدينة المنورة: ج 1 ص 205، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج 16 ص 210، عن كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: قال أبو بكر - بسنده - عن عائشة أن أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) أردن لما توفي أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن - أو قال: ثمنهن - قالت: فقلت لهن: أليس قد قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا نورث، ما تركناه صدقة. ومثله أيضا في ص 223، عن عائشة قالت: أرسل أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأل لهن ميراثهن من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما أفاء الله عليه... الخ. وأيضا رواه البخاري في صحيحه في (كتاب المغازي ب حديث بني النضير) ج 5 ص 115 أقول: والذي يظهر من هذه الأخبار، أن قبول عثمان للذهاب إلى الخليفة في المطالبة بميراثهن، وعدم ردعه لهن، صريح في عدم تعويله وتصديقه للخبر المروي، نحن معاشر الأنبياء لا نورث، وإلا لاحتج عليهن به، ويكفيه عذرا في عدم الذهاب. إلا أن يقال لم يكن على دراية بالخبر ولم يعلم به بعد، وذلك بعيد إذ من المقطوع به أنه كان مطلعا بما جرى بين الخليفة والزهراء (عليها السلام) في مطالبتها بفدك، واحتجاج الخليفة بهذا الحديث الذي تفرد به، وعلى رواية أخرى رواه معه مالك بن أوس بن الحدثان. كما نص على ذلك أيضا ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 16 ص 245.
(2) روي عن حنان بن سدير قال: سأل صدقة بن مسلم أبا عبد الله (عليه السلام) - وأنا عنده - فقال: من الشاهد على فاطمة (عليها السلام) بإنها لا ترث أباها فقال: شهدت عليها عائشة وحفصة ورجل من العرب، يقال له: أوس بن الحدثان، من بني النضير، شهدوا عند أبي بكر بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: لا أورث، فمنعوا فاطمة (عليها السلام) ميراثها من أبيها (صلى الله عليه وآله)، عن قرب الإسناد للحميري: ص 99 ح 335، وعنه بحار الأنوار: ج 22 ص 101 ح 59.
(3) تقدمت تخريجاته.
(4) فقد روى المؤرخون أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، وكانت تسميه نعثلا.
راجع في ذلك: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 6 ص 215 - 217، تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 4 ص 459، الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 3 ص 206.
(5) الإيضاح لابن شاذان: ص 139 - 142، الأمالي للشيخ المفيد: ص 125 م 15 ح 3، كشف الغمة في معرفة الأئمة للأربلي: ج 1 ص 478 - 479.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|