أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2016
423
التاريخ: العدد2983
228
التاريخ: 10-11-2016
237
التاريخ: 10-11-2016
250
|
التسمية والموقع:
لا تزال الحضر تحتفظ باسمها مثلما احتفظت ببيئتها التاريخية إلى حد ما، بالأسماء الجغرافية والقبلية. والصيغة الارامية (ح ط را) وردة منقوشة على الالواح الحجرية او مكتوبة على النقود المضربة في هذه المدينة .وبهذه الصيغة جاء ذكرها في المدونات اللاتينية مع اختلاف طفيف.
اما المصادر العربية قاطبة فقد ذكرتها بالأجماع باسم( الحضر) بالضاء وليس بالظاء وهو خطأ شخصته معظم الكتب النحوية والمعاجم اللغوية .وبهذا فان الخلط بين الظاء والضاد في النطق على ما يبدو كان في بعض الاحيان امرا شاع في لغتنا العربية. واستمر الاسم يلفظ بهذا الشكل حتى بدا منسجما مع سكان البادية الحاليين.
تتوسط المدينة قلب بادية الجزيرة الكائنة بين دجلة والفرات في الحوض الشمالي من العراق. والى الشرق منها بنحو اربع كيلومترات , وادي الثرثار(ترتار) الذي تبدا شعابه وفروعه المتعددة الاسماء من المرتفعات المحيطة بكل من تلعفر وسنجار في الشمال الغربي, وسلسلة المرتفعات على نطاق مكحول- الخانوكة شرقا. ويوازي هذا الوادي بامتداده نهرا دجلة والفرات الذي ينتهي بمنخفض واسع يقع الى الغرب من سامراء, يعرف باسم بحيرة ام الرحال , وكان ايضا كما تعكسه الدلائل الاثرية واحد من بين ابرز المسالك الطبيعية التي سلكتها الاقوام المتجهة من الاقسام العليا لبلاد الرافدين نحو السهل الرسوبي منذ عصر ما قبل التاريخ . وتجدر الاشارة الى ان الحضريين اقاموا جسرين حجريين فوق هذا الوادي, الاول يقابل الباب الشمالي لسور المدينة , بينما يقابل الاخر الباب الشرقي تقريبا. وقد تمكن والتر اندريه الآثاري الالماني في احد زياراته لمدينة الحضر في اوائل القرن العشرين, تخطيط الجسر الشمالي, واكتفى بالاشارة الى الجسر الاخر.
لارض الحضر خصائص جغرافية وبيئة انفردت بها عما يجاورها من المناطق ومن ابرزها ,انخفاضها التدريجي الملحوظ عن الاراضي التي في نطاقها, فاذا سقطت الامطار على المناطق الواسعة المحيطة بها, انسابت سيول المياه عبر الشعاب الى المدينة , حتى تمتلئ المنخفضات الواقعة ضمن اسوارها ولا سما في شطريها الشرقي والجنوبي, وتساعد طبيعة ارضها وتركيبها الجيولوجي على حفظ المياه لعدة اشهر, لتغذي عروق آبارها المحفورة في بيوتها السكينة وساحات معابدها والمرافق البنائية الاخرى في المدينة. وتملا تلك السيول ايضا بركتها الواقعة في الجهة الجنوبية من المعبد الكبير.
ثمة عامل اخر اكسب المدينة اهميتها وساعد على نموها وبقي ملازما لازدهارها هو موقعها الذي تلقي عنده الطرق التجارية والعسكرية, فضلا عن كونها محطة للمارين بها من الاعراب وتؤيد ذلك الخرائط التي وضعها الرومان المعروفة باسم Tablu Peotingreina .اذ توضح تلك الخرائط وجود طريقيين يمران بالحضر التي سمتها (Hatris) ويؤديان الى طيسفون(المدائن) كانا يتماشيان مع مصادر المياه. وكانت تلك المصادر تتحكم في تحديد عقد الاتصالات واتجاهاتها.
وفضلا عن تلك الخصائص, فان الحضر تقع الى الجنوب قليلا من خط المطر. وقد بذل المختصون بعصور ما قبل التاريخ جهودا غير اعتيادية في اثبات ان ذلك الخط كان ثابت الخط تقريبا منذ ما يقارب ثمانية الاف عام, ويقسم هذا الخط الوهمي المنطقة التي فيها الحضر الى قسمين الشمالية من حيث الامطار الساقطة عليها تساعد على الزراعة الديمية التي اشتهرت بها المنطقة الواقعة بين جبال سنجار والى الجنوب من مدينة الموصل. اما الجنوبية فان امطارها لا تساعد في معظم الاحوال على الزراعة الديمية , وعلى ضمان غلتها لكن ارضها اشتهرت بأعشابها وغني مراعيها . ولهذا السبب يبدوا ان اقتصاد سكان المنطقة هذه اعتمدوا على الصيد والرعي , تؤكده الدلائل الاثرية المكتشفة في موقع ام الدباغية الكائن الى الجنوب الغربي من مدينة الحضر بنحو 25كم والمنسوبة العصر الحجري الحديث . وعلى مثل هذه الصورة كانت منطقة الحضر في القرون السابقة وما بعدها. اذ ان المصادر المسمارية (على الرغم من قلتها) وكذلك الاحجار النقشية الارامية , ومن ثم المصادر العربية , البلدانية منها والتاريخية ترسم لنا جميع الملامح الجغرافية التي كانت عليها في العصور القديمة , وتعطي في الوقت نفسه امكانية تتبع التغيرات البيئية التي حصلت عليها في القرون اللاحقة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|