x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ : احوال العرب قبل الاسلام : مدن عربية قديمة : الحضر :

الحضر.. مدينة الشمس

المؤلف:  سالم محمد كريم

المصدر:  جريدة الجريدة

الجزء والصفحة:  العدد 1070

10-11-2016

112

لمدينة الحضر اهمية خاصة في تاريخ العرب عامة والعراق خاصة لما تميزت به من نتاج فني غزير ولكونها العاصمة الوحيدة التي برزت في القطر بعد زوال الحكم الوطني منذ عام 539 ق.م بسبب الصراع الذي كان قائماً بين البابليين والاشوريين الذي انتهى بسيطرة بابل على البلاد زهاء قرن من الزمن ثم تمكن الاخمينيون منها فيما بعد مدة قرنين حتى مجيء الاسكندر المقدوني ثم المملكة السلوقية وحتى سيطرة الفرثيين على اجزاء من القطر وفي تلك الفترة تنامت ممالك عربية متمثلة بالحضر في الشمال وميسان في الجنوب كما كانت حدياب عوناً لصد المعتدين الغزاة ومقرها اربيل بتصميم وارادة العرب تأسست مدينة الحضر على مسافة نحو 110 كم الى الجنوب الغربي من الموصل واربعة كيلو مترات الى الغرب من وادي الثرثار في منطقة الجزيرة ذات الاجواء الصحراوية اما اسم المدينة فقد دونه العرب بالآرامية بصيغة (حظرا) وقد اوردت المصادر العربية الاسلامية لفظ اسم المدينة بصيغة (الحضر) اي بفتح الحاء وسكون الضاد بما يماثل صيغتها القديمة اما بالانكليزية فتلفظ (هاترا) بسكون التاء التي تقابل الضاد بالعربية اما دلالة الاسم فلربما يفهم منه اول وهلة ان له صلة بالتحضر الا انه من الاسلم القول بانه يرتبط بالحضر اي المنع لقدسية المكان. وقد ورد على بعض النقود العربية الحضرية عبارة (حطر ادي شمس) بمعنى (حظرة الاله الشمس) ومثل هذا المصطلح لا نزال نستخدمه الى يومنا. يوصل الى الحضر اليوم من الطريق الصاعد من بغداد الى الموصل قبل بلوغ الاخيرة بنحو 85كم وعلى مسافة 27 كم الى الغرب من الشارع العام تشخص المدينة ولوصولها لابد من عبور جسر حديث عبر وادي الثرثار اما قديماً فكان يوصل الى المدينة لمن اتى صوب الشمال عبر جسر مشيد على قناطر من الحجر عملت دعاماته على شكل زورق بحيث يكون الجانب الحاد باتجاه التيار لضمان تقليل قوة جريان المياه في حين عملت النهاية الاخرى مستديرة وقد اختار الحضريون موقعاً مهما لأقامة جسرهم وذلك قرب نقطة التقاء المنخفض الرئيس بفرع اخر يتعامد معه ويوازي الطريق العام والى الغرب منه. تقع الحضر في منطقة اوطأ من الرقعة المحيطة بها ويتمكن المرء من ملاحظة ذلك عندما يكون على مسافة عدة كيلومترات الى الغرب من المدينة وهو امر جعلها مكاناً ملائماً لتجمع مياه الامطار لتنحدر الى عروق ابارها وبحيرتها الكائنة في الجهة الجنوبية الغربية. والتي كان العرب قد احاطوها بأربعة جدران، اضافة الى الخاصية المذكورة لموقع المدينة فان من يقف على مسافة منها جهة الشمال يرى انها ترتفع جهتي الشرق والغرب في حين تنحدر الارض عند الوسط حيث المعبد الكبير واجزاء محيطة به. تتميز الحضر بموقعها بالأهمية الدينية عندما كانت مزاراً لعرب المنطقة فقد ساعد موقعها على السيطرة على طرق القوافل التجارية التي كانت تنقل البضائع الاتية من الصين والهند كالحرير والتوابل والخشب والعطور والاحجار الكريمة في سفن عبر الخليج العربي ومن الواضح ان المدينة كانت تحتاج لموانئ ومراس لتنجز هذه المهمة لقد كانت مدينة مسكنة في منطقة الدجيل على نهر دجلة الى الشمال من بغداد احد الموانئ وهي مدينة ورد ذكرها في عدد من الكتابات الحضرية ضمن اقليم (عربايا) ومن المدينة المذكورة كان يتفرع طريق يتجه شمالاً مع الفرات في رحلة تستمر خمسة وعشرين يوما ويستمر الطريق المار بسلوقية وقرب بغداد ثم مسكنه الى مدينة اشور او قد ينحرف قبل ذلك نحو الحضر ماراً بتل عجرش على الثرثار الى الجنوب من الحضر بخمسة وستين كيلومتراً وبذلك يكون لدى القوافل طريقان يتجهان الى نصيين ومدن اخرى في اسيا الصغرى ويتشعب عن الطريقين المذكورين ايضا طريق يتجه غرباً الى سورية بمحاذاة جبال سنجار لقد كان مما ساعد على فهم العراق القديمة المرتبطة بالحضر خرائط وضعها الرومان في عهد ازدهار المدينة مشيرة الى خطين رئيسين يؤديان من الحضر الى نصيبين وكان احدهما يلتقي بدجلة في المكان الذي فيه مدينة الموصل والاخر يتجه الى تل عبره الواقع بين تلعفر وسنجار وكان هذا موقع بلدة فيكان القديمة ومن المدينة المذكورة كان يخترق الطريق جبال سنجار الى كرسي ثم يستمر شمالا كما كانت تتفرع عن الحضر طريق اخرى تؤدي الى اشور شرقاً ثم غربا الى الصالحية (دورا بوربس) على الفرات ان من يتجول حول المدينة وعلى مسافة كيلومترات عدة يرى بوضوح عدداً كبيراً من كسر الفخار في اماكن كثيرة سواء عند وادي الثرثار ام بعيداً عنه وهذا الامر يشير بوضوح الى كثرة المستقرات المرتبطة بالمدينة ويمكن ان ترى مثل ذلك حتى عند (عين تبن) الكائنة على مسافة خمسة كيلومترات الى الجنوب من الحضر وهي عين تقع على الثرثار ويستمر الكهف فيها عميقاً جهة الغرب او الاتجاهات اخرى وهو كهف لم يكتشف الى الان.. قام العرب بدور مهم في نشوء الحضارات التي قامت بعد افول مجدها على الارض العربية بعد العصر البابلي الحديث وتدخل العنصر الاوربي ليجعل من البلاد العربية ارضاً تابعة ان اهم مميزات الحضارات العربية قبل الاسلام هو وجود مركز نفوذها في الصحراء ولم يكن ذلك الى عدم رغبة وامكانية العربي ولوج عالم ملي بالمروج الخضر والحدائق الغناء وعذب المياه كما يتصور الاوربيون ومن تأثر بهم. لقد رأى العرب ان حضاراتهم الاكدية والبابلية والكنعانية والاشورية وغيرها قد تعرضت للدمار بفعل غزوات الاجانب لمدنهم ولوقوعها على ضفاف الانهار كان ممكنا للغزاة ان يبقوا في حصار طويل لها حيث وفرة الماء وسبل الحياة لذلك فكر العربي في الابتعاد عن الاماكن التي تجعل من مدنهم لقمة سائغة وعليه فقد وجدوا في اعماق الصحراء حصنهم المنيع بما يضمن لهم الحرية والاستقلال لقد كانوا مصيبين في رايهم فجيوش الرومان الجرارة لم تتمكن من الحضر مرات عدة بفعل موقعها وعدم امكانية الجيش من الصمود في ارض لم تتعود عليها. ان هذا الامر يؤكد علينا نفي اداء الاجنبي بخصوص استضعاف العرب انذاك حينما جعلوا من مدنهم العظيمة دويلات حاجزة مرة يخدمون الرومان واخرى الفرس وهو امر مرفوض اذ لم نر في الحضر ما يؤكد خضوعها الى دخيل اجنبي او تعاملت معه من منطلق ضعف وقد حاول كريستن ان يجعل من مدينة الحيرة التي انتعشت بعد الحضر مقراً لايقاف تسرب البدو عن الامبراطورية الساسانية لقد نمت دول العرب زمن تدمير الحضر والبتراء بما نعهده في اثارها من النقاط المهمة التي ينبغي التركيز عليها ان تمركز مدن العرب في الصحراء جعلها في تماس مستمر مع البداوة على الرغم من علوها الفني كما جعل كلمة البداوة او الاعراب تطغى وان العربي دوما على انه اعرابي على الرغم من ان العرب انفسهم قد ميزوا بين المصطلحين. على اية حال يمكن ان اسمي حضارة الفترة التي نحن بصددها (حضارة بورة) اي ان المجموعة البشرية التي تحركت باستمرار نحو السهول والانهار كانت تبعد عن اماكن تحركها اما في عصر الحضر فقد اختلف الامر وامست البورة تتحدث عن نفسها بنفسها. واصبحت الهوية العربية منطلق الشمول وعليه فان وصف البعض حضارات هذه المماليك بالآرامية منطلق مغلوط لان الاراميين انتهى دورهم السياسي منذ الفترة الاشورية الامبراطورية وبما ان شعوب المنطقة كانت بحاجة الى خط مشترك يتفاهمون به تبنت الحضر الخط الارامي الهجائي السهل الذي امسى حتى داخل ايران خطاً رسمياً. قال فؤاد سفر: (ولا يمكن ان تتخذ الكتابة الارامية المكتشفة في الحضر على ان الحضريين كانوا اراميين لان الارامية كانت في تلك العصور لغة المعاملات التجارية والتراسل بين الشعوب على اختلاف السنتهم كما اشار سفر عن الباحث ولنص ان الحضر كانت عاصمة لمجتمع عربي (فقد استوطنت القبائل العربية مناطق الجزيرة منذ اقدم الازمان وعد زينفون الارض المحصورة بين الخابور وبلاد بابل من جزيرة العرب ) على الرغم من اننا نجهل الفترة التي تم خلالها الفصل بين كلمتي (عرب) و(اعراب) فان ايضاح الفرق بينهما كما ورد في القرآن الكريم يجعلنا نعتقد بان المصطلحين انما كانا جنباً الى جنب منذ فترات قبل الاسلام ولو اتينا الى احد المصادر العربية التي تعرف لنا العرب تراها تقول: (واول ما تجب معرفته من ذلك من يقع عليه لفظ العرب قال الجواهري:(العرب جيل من الناس وهم اهل الامصار والاعراب سكان البادية والنسب الى العرب عربي والى الاعراب اعرابي ) والتحقيق اطلاق لفظ العرب على الجميع وان الاعراب نوع من العرب ثم اتفقوا على توزيع العرب الى نوعين عاربة ومستعربة فالعاربة هم الاوائل الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداء فتكلموا بها وعليه فالبابلية والكنعانية وغيرها ضمن مصطلح عربي كبديل عن مصطلح ساميين ولما كانت مدن الصحراء حضارة بؤرة فان منطلق الشمول الذي لا يمكن ان يعرف بالجزء اي انها لا يمكن ان توسم بالآرامية ما دامت الاخيرة جزء منها اما عن الرقعة المترامية التي لا يمكن ان توسم بالآرامية مادامت الاخيرة جزء منها... .

وبالنظر لسعة المدينة فان اسماء ملوكها وحكامها لم يكشف عنها الا بصورة متتابعة خلال اعمال التحري فيها. بعد الحصول على مادة علمية استطاع الباحثون وفي مقدمتهم الاستاذ سفر وضع مخطط مقارب للشجرة الحاكمة في المدينة ومن خلال الدراسة امكن تقسيم تاريخ الحضر الى ثلاثة اقسام:

 1- دور التكوين: وقد بدأ من فترة يصعب تحديدها وربما تمتد الى الاشورية الا ان التنقيب لم يزودنا بأثار عن تلك الفترة ومن الواضح ان وجود البحيرة ورقعة يمكن زرعها او نمو الكلأ فيها كان يمكن ان تمسي مستقراً لمجموعة من الناس منذ عهود موغلة في القدم. اضف الى ذلك ان وادي الثرثار يمكن ان يساعد على نشوء مستقرات حضارية عنده وخاصة في ازمنة يكثر فيها المطر يرى الاستاذ سفر ان السلطة في الحضر خلال دور التكوين كانت موزعة بين الشيوخ الذين كانوا يعرفون باسم (ربا) بمعنى الزعيم او العظيم وبين الذين يطلق على الواحد منهم (رب- بيتا) بمعنى صاحب البيت ويرى كذلك ان المقصود بالبيت هو المعبد الكبير الذي لا ندري زمن تأسيسه الاول. ويفترض الاستاذ سفر بان اصحاب البيت مسؤولين عن سلامة المعبد ومحتوياته الا هذه الاعمال لا تمثل برأيه صفة دينية لانها موكولة للكهنة وفي مقدمتهم الافكل بمعنى رئيس الكهنة يليه القسيس (فشيشا) ثم الكاهن (كمرا) و(الكاهنة) (كمرتا). وهم اضافة لقادة الجيش وارباب القوافل التجارية لهم من النفوذ في تسيير شؤون المدينة من خلال مجلس هو اشبه بمجلس شورى وربما كان المنخفض المدرج في المعبد الكبير مخصصاً للاجتماعات.

2- دور الاسياد: من خلال كتابات الحضريين وردنا عدد من اسماء اشخاص يأتي معها كلمة السيد (مريا) ومن خلال النصوص امكن اعطاء فترات تخمينية لحكم كل سيد ورد اسمه وفيما وصل من مادة امكن اعطاء فترة تقديرية لحكم الاسياد وطبقاً للجدول الذي اختطه سفر ومحمد علي يمكن ان نعطي لكل من الاسياد الفترة الزمنية التالية ضمن هذا الدور:

 1- السيد نثر يهب (85-105م).

 2- السيد ورود (105- 115م).

 3- السيد نصرو (115-135م).

 4- السيد نثر يهب (136- 145م).

 5- السيد معنو (146- 154م).

 6- السيد ولجش (وقد حكم لنحو عامين بصفته سيداً قبل ان يؤسس الملكية).

عند التحدث في فترة الاسياد يمكن ان نخص نوعين من الاحداث والمنجزات:

 1- ان اضخم المباني في الحضر كانت من عصر الاسياد وقد ورد ذكر نصرو وورود كمشيدين لاجزاء كبيرة من الاواوين الثمانية المواجهة للشرق ومعبد النلثيث وبالمثل المعبد الخامس الذي بناء نصرو.

 2- لقد كانت الاحداث السياسية زمن الاسياد مهمة وملائمة لنهوض الحضر خلال حكم ملك الحضريين ولجش الاول (50-79م) اشتد الخلاف مع الرومان حول ارمينيا وقد دام النزاع لسنوات خمس بعدها سويت الامور تلا ذلك عهد من الامان منذ (165) واستمر لحكم فستاسبوس (69- 79م) وتيتوس (79- 81م) ثم جاء عهد دومتيانا (81-96م) الذي لم يحقق احلام روما اما تراجان (98-117م) فقد حقق جانبا مما فكر به دومينيان ومن الواضح ان مشاريع روما الاستعمارية الجديدة حفزت مدنا وممالك للتفكير في حماية نفسها ومنها الحضر ويرى الاستاذ سفر ان تحصين المدينة بالسور الرئيس وحفر الخندق كان في تلك الفترة ولتحقيق ذلك وفدت المدينة عدد من القبائل منها بنو تيمو وبنو بلعقب اللتان شيدتا معبداً عام (98م) وهو الثامن كما اقامتا مدفنا برجيا لزعمائها في حدود التاريخ المذكور وكذلك بنو عصيليا الذين مولوا بناء المعبد الكبير خلال الفترة التي كان فيها العرب يستعدون لتحصين مدينتهم كان تراجان يجول في ارجاء الشرق وقد حل في انطاكية عام (114م) ثم في ارمينيا وجعلها تابعة لروما. بعدها توجه لمناطق عربية كنصيبين وماردين اللتين كانتا جزءاً من مملكة حدياب العراقية ومقرها اربيل وفي غمار تلك الاحداث تشير المصادر الى تصدي امير عربي يدعى (معنو) للرومان الغزاة ويشير الاستاذ سفر ان الحضريين دافعوا عن نصيبين وماردين خلال سندهم لجيش حدياب. وفي شتاء الفترة (115-116م) امضى تراجان زمانا في الرها وفي الربيع عبر الفرات ثم دجلة لينال من حدياب التي اخضعها بالفعل وبعد ان وجدت الحضر نفسها فريدة في الموقف فضلت مهادنة الرومان لذلك عرج هؤلاء على المدائن ومنها الى مملكة ميسان العربية (كر حسيني) والى الخليج العربي. لقد رأت مدن العرب وممالكها ان التعب دب في تراجان وجيشه لذلك اخذت تثور عليه الواحدة تلو الاخرى لقد كشف التنقيب في معبد الراية على رأس شخص روماني يشبه تراجان وضعه الحضريون امام اقدم الهتهم للسخرية منه ويرى الاستاذ سفر ان الذي قاد عملية الدفاع عن الحضر هو السيد نصرو الذي اصبح ولجش ابنه اول ملك على الحضر.

 3- دور الملكية: حكم الحضر عدد من الملوك جاءتنا اسماؤهم متفرقة دون تتابع الا انه وجد نص في البوابة الشمالية امكن منه معرفة تتابع الملوك من خلاله بشكل مؤكد. وعليه امكن وضع الجداول التالية لملوك الحضر وازاء كل منهم فترة حكمه التخمينية:

 1- الملك ولجش (كملك) (158-165م).

 2- الملك سنطروق الاول (165-190م) اخو ولجش.

 3- الملك عبد سميا (190-200م) ابن سنطروق.

 4- الملك سنطروق الثاني (200-241م) ابن عبد سميا.

 على الرغم من ما كان لعهد الملكية من اهمية بارزة في تاريخ الحضر الا ان ما نعرفه عن اولئك الملوك قيامهم باعمال عمرانية كبناء معابد او تجديدها او بناء اجزاء من مباني. اما الاعمال السياسية فلا نعرفها الا بالمقارنة والاستنتاج لما وصلنا من معلومات متناثرة عن المنطقة ضمن الاحداث العالمية التي نذكرها اما اهم النصوص التي تذكر شيئاً عن الملوك فهي: (تمثال سنطروق الملك) المظفر الذي خطه مع الالهة ابن عبد سميا الملك اقامة له بعيد ميلاد الالهة خطه الذي به هما فرحات بهبر مربن ابنا شمشبرك بن الكود واتخذ ذلك بهبر مرين وابناؤها ونسلها (اتباعهما) الذين في الخارج والداخل. بسيدنا النسر وبملكوته وبخط العرب وبراية مشكنة وبحظهم العائد الى سنطروق الملك ونسله وابنائه كلهم الى ابد الدهر لن يعاملها بن سنطروق الملك هما او اي شخص من ابناء عمومتهما بالقسوة مذكورون الى الابد في الحضر و(اقليم) عربايا والمقصود هنا سنطروق الثاني.

(بشهر) سنة 488(= 177م) (المعبد الذي بناه) سنطروق ملك (العرب المظفر عابد) شمس الاله (العظيم ابن) نصرو مريا لمرن ومرتن وبرمرين واللات وسميتا. تمثال ولجش ملك العرب الذي اقامه له جرم- اللات بن حيي. تمثال سنطروق ملك العرب المظفر بن نصرو ومريا بن نثر يهب. تمثال سنطروق الملك بن عبد سميا ملك العرب الذي اقامه له نشر بهب سادن مرن بن زيد اللات لحياة عبد سميا ولي العهد ابنه. تمثال سنطروق ملك العرب بن نصرو مريا سنطروق ملك العرب بن نصرو مريا بنى (هذه السقيفة) سنطروق ملك العرب بن نصر ومريا. تمثال سنطروق الملك المظفر المحسن بن عبد سميا الملك الذي اقامه له بشهر تشرين. زعيم للعرب وسنطروق ملك العرب بن نصرو مريا تمثال ميسا الكاهن ابن الكاهن العائد الى ولجش الملك لحياة سنطروق ملك البلاد العربية وعبد سميا ولي العهد ابنه ولحياة كل واحد منهما ولحياة ابنائها (والمقصود بهذا النص سنطروق الثاني) بني سنطروق الورع بن عبد سميا بن سنطروق وفي نذكر لنا لأول مرة تسلسل ثلاثة ملوك واضافة الى الكتابات التي خصصت الملوك وردت عبارات تذكر امراء اولياء عهد منها سميا والدة عبد سميا ولي العهد بن سنطروق الملك لحياة سنطروق الملك والد بنيها.

 تمثال سمي بنت دو شفري بنت سنطروق الملك الذي اقامه لها.. بن عبد عجيلي لحياتها وحياتي انا بن عبد عجيلي. تمثال سنطروق بن سنطروق امر الصيد اقامة له بهبر مرين بن عبد سميا المرافق (للأميرة) دو شفري تمثال نثر يهب بن نبهرا بن سنطروق. تمثال سنطروق ملك العرب بن نصرو مريا اقامه له عبد عجيلو. تمثال سنطروق ملك العرب بن نصرو مريا المعبد الذي بناه (للالهة) اللات سنطروق الملك بن نصر ومري وابنه (عبد سميا) ولي العهد بالخبر مذكورين (عبد سميا) ولي العهد بن سنطروق (ملك) العرب. (عبد سميا) ولي العهد بن نصرو ومريا البوابة التي بناها سنطروق ملك العرب الملك الذي اقامه له منيش المعتمد. لحياة سنطروق الملك ولحياة منيش. تمثال ابا الامير الذي اقامه له. تمثال نبهرا بن سنطروق ملك العرب اما بالنسبة للأحداث العالمية زمن الملكية في الحضر فكانت كثيرة وتميزت اجزاء منها باستخدام العنف والدمار الحاصل في الصراع بين اطماع كل من الفرثيين والرومان وبعد ان تم له ذلك مد سيطرته على الرها واجزاء من سوريا ولقد حاول الرومان بعد ذلك ايقاف هذا التحدي فارسلوا لوشيوس فيروس الذي جاء سوريا وعبر الفرات عام (164م) ليصل الى سلوقيا الا ان وباء الطاعون الذي حل بين جيشه حال دون اكمال ما ارسل من اجل تحقيقه.

 وهكذا نجت مدينة الحضر لاسيما وانها وقفت على الحياد ومن المرجح ان هذه الاحداث وقعت في بداية حكم سنطروق الاول ويرى الاستاذ سفر بان ضرب الحضريين لنقودهم يبدو انه كان خلال فترة سنطروق كما ان العلامة (SC) الخاصة بالنقود الرومانية وضعت على العملة الحضرية لزيادة الثقة بها وان ذلك تم باتفاق مع الرومان مما يدل على استقلالية الحضر وقدرتها على الاتفاق مع الدول الاخرى.

 ومن الاحداث التي مرت خلال عهد النزاع الذي حصل بين الامبراطورين الرومانيين نبمر وسنيموس سنة (193م) وقدا شارت المصادر ان عدداً من الزعماء بينهم ملك حضري ورد بصيغة (برسيما) كان من القادة العرب الذي وقفوا الى جانب نيجر ويرى الاستاذ سفر بان برسيما هو تحريف للاسم عبد سميا الا انه من المحتمل ان يكون سنطروق الثاني لان كلمة بر تعني ابن وهو ابن عبد سميا من خلال الاحداث قضى سفبروس على نيجر لذا قرر تصفية الحساب مع من سانده لقد توجه الى عدد من المدن مثل طيسفون التي خربها ثم الى الحضر وضرب الحصار حولها عام (198م) الا ان آلات حصاره لاقت من الدمار ما اوهن عزيمته لذلك انسحب الى نصييبن الا انه في العام الثاني نزح الى الحضر مرة اخرى طمعا بكنوزها الا انها دافعت عن نفسها ببطولة على الرغم من استخدامه جنوداً شاميين في الحرب كذلك لان الحضريين اعتادوا ان يرموا سهمين في كل تصويب وبإتقان والى مدى بعيد حتى ان تلك السهام كانت تصيب افراداً من حرس الامبراطور.

 بعد تلك الاحداث ارتفع رصيد الحضر كمدافع ضد اعتى الغزاة مما اكسبها شهرة وثقة لذلك رغبت قبائل ومدن عربية الانضواء تحت لوائها لقد حدث ذلك زمن الملك سنطروق الثاني الذي استمر حكمه زمنا طويلاً ويشير احد النصوص الى الرقعة الكبيرة التي امتدت لها يد الحضر كما نعلم ذلك من النص (المظفر ملك البلاد العربية) ومما نفهمه من شعر عدي بن زيد (578م) ضمن قصيدة مهداة الى النعمان بن المنذر ملك الحيرة ان ماورد عن سيطرة الحضر انما وقع زمن اخر ملوكها. قوله:

 واخـــو الحضــر اذ بناه ...  واذ دجلة تجبي اليه والخابور

 شاده مرمرا وخلله كلساً ...   فلطيـــر فـــي ذراه وكــــور

 بعد فترة من العز والثراء عاشتها الحضر اخذ ميزان الامور يتغير فقد تنامت قوة اسرة طامحة جديدة هي الساسانية التي كانت الحضر متمكنة من وقف اطماعها لقد ذكر الشعراء العرب معركة بين اردشير وجيش العرب قيل انها حدثت في شهرزور او في سواد العراق. قال شاعر جاهلي:

 لقيناهم بجمع من علاف ...  وبالخيل الصلادمة الذكور

 فــلاقت فارس منا نكالا ...  وقتلنــا هـــرا بذ شهـرزور

بلغنا للأعاجم من بعيد بجمع كالجزيرة في السعير حصار الحضر من المواضيع التي ذكرتها المصادر العربية الاسلامية حصار المدينة الا ان الطابع القصصي غلب على الواقع اما لاستجلاب القارئ او السامع او احيانا للإساءة الى العرب والذي يبدو ان بعض تلك التقولات اخذت عن مصادر فارسية استعرضت قوة عضلات الفرس ووهن الجانب العربي لاسيما وانه لا يوجد نص حضري او معاصر يؤكد تلك المزاعم كما قال الدينوري.. فزعموا ان ابنه الضيزن واسمها مليكة وزعموا ان امها عمة سابور دختوش ابنة نرسي وان الضيزن كان سباها لما اغار على مدينة طيسفون وحسب الرواية هذه ليست النظيرة بل مليكة وامها فارسية. ان جميع القصص تدور حول موضوع واحد هو ان مليكة حسب قول الدينوري او النظيرة حسب اراء ونصوص اخرى اعجبت بسابور وبواسطة النشاب او لمجرد الرؤيا ارسلت اليه ان يتزوجها وانه عاهدها على ذلك وحسب قول المسعودي ان دخول المدينة كان بإيعاز من ابنة الملك ان يأتي رجاله من الثرثار وفيه فجوة. تؤدي الى الحصن وقيل ان ابنة الملك اسكرت اباها ليوافق على الزواج بدلا من ان يظهر المعارضة ويورد الحضيري ان اسقاء الخمر كان لغرض سرقة مفاتيح الحصن.

الا ان هناك من القصص ما هو اكثر سرحا في الخيال اذ ان سبب مناعة اسوار الحضر تكمن في متانة بناها بالطلاسم السحرية التي كانت السبب في صمود الحضر لذلك فان ابنة ملك الحضر طلبت بان يؤخذ دم امرأة زرقاء ويكتب به ويرسل بواسطة حمامة ليلقى على السور فانه يتداعى ويتهدم ففعل. والى جانب ذلك ذكر الاصفهاني ان الاميرة اسقت الحرس خمراً. مما لاشك فيه ان عرب الحضر امنوا لحد بعيد بعالم التنجيم وما يصحبه من طلاسم تجنب مدينتهم سوء الطالع ولذا فأن المعتقد المذكور كان يمكن ان يشغله الفرس للتأثير على الحضريين واذا ما اتينا الى موضوع مماثل لرأينا ان اعداء العرب استغلوا مثل تلك المعتقدات للتشكيك بمضاء مستقبلهم. فالرومان اشاعوا مثلا بين عرب تدمر خرافة مفادها ان الزهرة وكهان معبداها ومعبد ابولو قد افتوا بقرب انتهاء حكم ملكة العرب زنوبيا.

على اية حال هناك من المصادر ما يشير الى ان الحضريين اتبعوا تقاليداً بإخراج نسائهم الى ربض خارج المدينة لبضعة أيام في الشهر (لسبب يتعلق بطبيعة المراة وما تمدنا به الدراسات ان مجموعات بشرية فرضت على نسائها تعاليم شاقة تخص الحالات المذكورة بان لا يسمح لهن بالاختلاط بالناس او ان يطأن ارض مزرعة في اماكن لا يصل اليها النور اضافة الى وقوفهن على اخشاب او عوارض تمنع اتصالهن بالارض طيلة تلك الايام. ولكن لم يرد اي نص حضري يؤكد تلك الحالات وعليه فان اختلاف الروايات والاضافات الطارئة عليها ترينا الغايات التي تم تأليف ووضع تلك القصص من اجلها).

 لقد ارتأت بعض المصادر سبباً لهجوم مضاد امكن تلخيصه باسر ملك العرب لعمة ملك الفرس او اخته في حين رأى البعض ان ملك العرب قد تزوجها وعلى اية حال لو كان ملك العرب قد سبى قريبة ملك الفرس فعلاً وتزوجها فلا ندري هل كان بمستطاع الحقبة الواقعة بين الاسر وحصار الحضر كافية لان تنجب فتاة بمستوى عمرها لتفتش عن مثل تلك المغامرة العاطفية. اما بخصوص ذكر المصادر لزواج النظيرة من ملك الفرس في عين التمر قرب كربلاء فليس له ما يبرره لان المسافة بعيدة عن الحضر وقد اشتملت القصة على اساءة للعرب لان اردشير او سابور قتل النظيرة بعد ان عددت له ما يقدمه ابوها كل يوم من الطعام والشراب. وانه لا يستطيع ان يقدم لها اكثر من والدها ولخيانتها اهلها فقد نكل بها ،ولكن كما اشرت اي نص في الحضر لم يرد في ذكر الضيزن او النظيرة ومن ثم فان القصص انفة الذكر لا علاقة لها بالحضر ويبدو انه قصد من وراء ترويجها الاساءة الى العرب لاسيما وان هذه المدينة اذاقت الفرس الامرين وهي في عزها ومجدها.

ومما لا شك فيه ان الحضر سقطت بعد حصار مرير استمر عاماً كاملاً (من مطلع نيسان 240-341م) لذا فأن اية مؤونة مهما كثرت لم تكن تكفي لتقيت الاف الناس. الذي يبدو ان المعاهدة مع روما لم تجد نفعاً اذ لم نعلم بوجود نية في نفس روما لإرسال نجدة الى الحضر باستثناء الحامية الموجودة فيها زمن الحصار وذلك في عهد اسكندر سفيروس منذ عام 235م، وقيل قبل ذلك بقليل ومما تجدر الاشارة اليه ان المنقبين عثروا على كتابات ثلاث احدهما مؤرخة بالسنة 235م والاخرتان من زمن الامبراطور غورديون.