المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

Complex and irregular waveforms
22-4-2021
الحرية في البيان
8-7-2022
المناخ التطبيقي اتجاهات دراسته - المحور الثاني
12-10-2019
Levels of adequacy
2023-12-25
الإدارة التربوية
2-5-2016
انتخاب بذور القطن
14-4-2016


ما يعانيه المؤمن و الكافر عند الموت  
  
1658   01:25 صباحاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 2، ص365 - 371
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /

   ينبغي الإقرار بما تضافرت به الأخبار الصحيحة وتكاثرت به الآثار الصريحة من‌ سكرات الموت وشدائده وكيفياته، وما يعاين المؤمن والكافر عند الموت، وحضور النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السّلام عند الموت وعند الدفن، ولا يجب معرفة كيفية حضورهم عليهم السّلام هل هو بالأجساد العنصرية أو المثالية أو بالأرواح أو غير ذلك.

روى الصدوق و غيره في معاني الأخبار و غيره عن الصادق عليه السّلام بأسانيد كثيرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لو أن مؤمنا أقسم على ربه عز و جل أن لا يميته ما أماته أبدا، ولكن إذا حضر أجله بعث اللّه عز و جل إليه ريحين، ريحا يقال لها المنسية، وريحا يقال لها المسخية، فأما المنسية فإنها تنسيه أهله و ماله، وأما المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتى يختار ما عند اللّه تبارك و تعالى.

وفي رواية فرات بن إبراهيم سئل الصادق عليه السّلام عن المؤمن أيستكره على قبض‌ روحه، قال: لا واللّه، قلت و كيف ذلك، قال لأنه إذا حضره ملك الموت جزع فيقول له‌ ملك الموت لا تجزع فو اللّه لأنا أبرّ بك و اشفق من والد رحيم لو حضرك افتح عينيك‌ وانظر، قال و يتهلل له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و الحسن‌ و الحسين، و الأئمة من بعدهم و الزهراء، قال فينظر إليهم فيستبشر بهم أفما رأيت ‌شخوصه، قلت بلى، قال فإنما ينظر إليهم، قلت جعلت فداك قد يشخص المؤمن ‌و الكافر، قال: ويحك إن الكافر يشخص منقلبا إلى خلفه لأن ملك الموت إنما يأتيه ‌ليحمله من خلفه، و المؤمن أمامه و ينادي روحه مناد من قبل رب العزة من بطنان العرش ‌فوق الأفق الأعلى و يقول: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } [الفجر: 27 - 30]. فيقول ملك الموت إني قد أمرت أن أخيّرك بين ‌الرجوع إلى الدنيا و المضي فليس شي‌ء أحب إليه من سلال روحه.

وروى البرقي في المحاسن بإسناد معتبر عن عقبة و المعلى بن خنيس عن‌ الصادق عليه السّلام قال: لن تموت نفس أبدا حتى ترى رسول اللّه وعليا، قلت فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا، قال لا بل يمضي أمامه، فقلت له يقولان شيئا جعلت فداك، فقال نعم يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول اللّه عند رأسه و علي عند رجليه، فيكب عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيقول يا ولي اللّه أبشر أنا رسول اللّه إني خير لك مما تترك من‌ الدنيا، ثم ينهض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيقوم عليه علي عليه السّلام حتى يكب عليه، فيقول يا ولي ‌اللّه أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني أما لأنفعك، ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام أما إن هذا في كتاب اللّه عز و جل، قلت أين هذا جعلت فداك من كتاب اللّه. قال في سورة يونس قول اللّه تبارك و تعالى هاهنا: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 63، 64]  .

و في الكافي عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال: إذا حيل بينه أي بين المحتضر و بين الكلام أتاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من شاء اللّه، فجلس رسول اللّه عن يمينه و الآخر يعني ‌عليا عن يساره، فيقول له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك، وأما ما كنت ‌تخاف منه فقد أمنته، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك في الجنة و إن شئت ‌رددتك إلى الدنيا فيها ذهب وفضة، فيقول لا حاجة لي في الدنيا، فعند ذلك يبيض لونه ‌ويرشح جبينه و تتقلص شفتاه و ينتشر منخراه و تدمع عينه اليسرى، فأي هذه العلامات رأيت ‌فاكتف بها، فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما يعرض عليه و هو في الجسد فيختار الآخرة، فيغسله فيمن يغسله و يقلبه فيمن يقلبه، فإذا ادرج في أكفانه و وضع على‌ سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما، وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ‌ويبشرونه بما أعد اللّه له جل ثناؤه من النعيم، فإذا وضع في قبره رد إليه الروح إلى وركيه، ثم يسأل عما يعلم فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيدخل‌ عليه من نورها و بردها و طيب ريحها. قلت جعلت فداك فأين ضغطة القبر، فقال هيهات ما على المؤمنين فيها شي‌ء، واللّه إن هذه الأرض لتفتخر على هذه فتقول وطئ على ظهري ‌مؤمن و لم يطأ على ظهرك مؤمن، وتقول له الأرض لقد كنت أحبك و أنت تمشي على ‌ظهري، فأما إذ وليتك فستعلم ما أصنع بك فيفتح له مد بصره.

وفي الكافي أيضا عن عمار بن مروان قال: حدثني من سمع أبا عبد اللّه يقول منكم‌ و اللّه يقبل، ولكم و اللّه يغفر، إنه ليس بين أحدكم و بين أن يغتبط و يرى السرور و قرة العين ‌إلا أن تبلغ نفسه هاهنا، وأومأ بيده إلى حلقه ثم قال إنه إذا كان ذلك و احتضر حضره رسول ‌اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي و جبرائيل و ملك الموت، فيدنو منه علي فيقول يا رسول اللّه إن هذا كان ‌يحبنا أهل البيت فأحبه، ويقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يا جبرائيل إنه كان يحب اللّه و رسوله ‌وأهل بيت رسوله فأحبه، ويقول جبرائيل لملك الموت إن هذا كان يحب اللّه و رسوله و أهل ‌بيت رسوله فأحبه و ارفق به، فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد اللّه أخذت فكاك رقبتك، أخذت أمان براءتك، تمسكت بالعروة الكبرى في الحياة الدنيا، قال فيوفقه اللّه عز و جل، فيقول نعم فيقول و ما ذاك، فيقول ولاية علي بن أبي طالب، فيقول صدقت أما الذي كنت‌ تحذره فقد آمنك اللّه منه، وأما الذي كنت ترجوه فقد أدركته، أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول اللّه و علي و فاطمة، ثم يسل نفسه سلاّ رفيقا، ثم ينزل بكفنه من الجنة و حنوطه من ‌الجنة بمسك اذفر، فيكفن بذلك الكفن و يحنط بهذا الحنوط، ثم يكسى حلة صفراء من ‌حلل الجنة، فإذا وضع في قبره فتح اللّه له بابا من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها و ريحانها، ثم يفسح له عن أمامه مسيرة شهر و عن يمينه و عن يساره، ثم يقال له نم نومة العروس على فراشها أبشر بروح و ريحان و جنة نعيم و رب غير غضبان، ثم يزور آل ‌محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم و يشرب معهم من شرابهم ‌ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم اللّه فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا، فعند ذلك يرتاب المبطلون و يضمحل المحلون ، يعني الذين يهتكون‌ حرمة الأئمة و لا يتابعونهم و يهتكون حرمتهم و قليل ما يكونون، هلكت المحاضير أي ‌الذين يستعجلون في طلب الفرج بقيام القائم عليه السّلام، ونجا المقربون بكسر الراء، أي‌ الذين يرون الفرج قريبا و لا يستبطئونه. أو بفتح الراء من أجل ذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‌ لعلي أنت أخي و ميعاد ما بيني و بينك وادي السلام. قال و إذا احتضر الكافر حضره رسول ‌اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي عليه السّلام و جبرائيل و ملك الموت، فيدنو منه علي فيقول يا رسول اللّه إن‌ هذا كان يبغضنا أهل البيت فابغضه، ويقول رسول اللّه يا جبرائيل إن هذا كان يبغض اللّه ‌ورسوله و أهل بيت رسوله فابغضه و اعنف عليه، فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد اللّه‌ أخذت فكاك رهانك أخذت أمان براءتك من النار، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا، فيقول لا، فيقول أبشر يا عدو اللّه بسخط اللّه عز و جل و عذابه و النار اما الذي كنت‌ تحذره فقد نزل بك، ثم يسل نفسه سلا عنيفا ثم يوكل بروحه ثلاثمائة شيطان كلهم يبزق ‌في وجهه و ينادي بروحه، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من‌ فيحها و لهبها.

وعن الباقر عليه السّلام عن علي عليه السّلام قال: واللّه لا يبغضني عبد أبدا يموت على‌ بغضي إلا رآني عند موته حيث يكره، ولا يحبني عبد أبدا فيموت على حبي إلا رآني عند موته حيث يحب.

وعن ابن أبي يعفور قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا، وكان شديد النصب لآل‌ محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، وكان يصحب نجدة الحروري، قال فدخلت عليه اعوده للخلطة و التقية فإذا هو مغمى عليه في حد الموت فسمعته يقول ما لي و لك يا علي، فأخبرت بذلك أبا عبداللّه عليه السّلام، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام رآه و رب الكعبة ثلاثا.

وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام ما معنى قول اللّه تبارك و تعالى: { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} [الواقعة: 83، 84] والآيات التي بعدها . ان نفس المحتضر اذا بلغت الحلقوم وكان مؤمنا رأى منزله من الجنة فيقول ردوني الى الدنيا حتى اخبر اهلها بما ارى ، فيقال له ليس الى ذلك سبيل .

وعنه عليه السلام قال : ان المؤمن اذا مات رأى رسول الله وعليا بحضرته .

وفي كشف الغمة وامالي الشيخ ومناقب ابن شهر آشوب عن الحسين بن عون قال : دخلت على السيد الحميري عائدا في علته التي مات فيها، فوجدته يساق به و وجدت عنده‌ جماعة من جيرانه و كانوا عثمانية، وكان السيد جميل الوجه رحب الجبهة عريض ما بين‌ السالفين، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل نقطة من المداد، ثم لم تزل تزيد و تنمى حتى ‌طبقت وجهه بسوادها، فاغتم لذلك من حضره من الشيعة، وظهر من الناصبة سرور و شماتة، فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضا وتنمى حتى أسفر وجهه و أشرق، وافتر السيد ضاحكا مستبشرا فقال ‌شعرا :

كذب الزاعمون ان عليا   ***   لن ينجي محبه من هنات‌

قد وربي دخلت جنة عدن   ***   وعفا لي الإله عن سيئات‌

فأبشروا اليوم أولياء علي   ***   وتوالوا الوصي حتى الممات‌

ثم من بعده تولوا بنيه   ***   واحدا بعد واحد بالصفات‌

ثم أتبع قوله هذا أشهد أن لا إله إلا اللّه حقا حقا، وأشهد أن محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ‌حقا حقا، وأشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا، أشهد أن لا إله إلا اللّه ثم أغمض عينيه‌ لنفسه، فكأنما كانت روحه ذبالة طفيت أو حصاة سقطت.

وروى القمي في تفسيره عن الصادق عليه السّلام قال: ما يموت موال لنا مبغض‌ لأعدائنا إلا و يحضره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين علي و الحسن و الحسين عليهم السّلام‌ فيرونه ويبشرونه، وإن كان غير موال يراهم بحيث يسوء، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه السّلام لحارث الهمداني:

يا حارث همدان من يمت يراني   ***   من مؤمن أو منافق قبلا

و هذا البيت قد رواه الخاصة و العامة و الأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى.

قال العلامة المجلسي رحمه اللّه: اعلم أن حضور النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة عليهم السّلام عند الموت مما قد وردت به الأخبار المستفيضة، وقد اشتهر بين الشيعة غاية الاشتهار، وإنكار مثل ذلك لمحض استبعاد الأوهام ليس من طريقة الأخيار.

وأما نحو حضورهم و كيفيته فلا يلزم الفحص عنه، بل يكفي فيه و في أمثاله الإيمان به مجملا على ما صدر عنهم.

وما يقال ‌من أن هذا خلاف الحس و العقل، أما الأول فلأنا نحضر الموتى إلى قبض روحهم و لا نرى عندهم أحدا، وأما الثاني فلأنه يمكن أن يتفق في آن واحد قبض أرواح آلاف من الناس في ‌مشارق الأرض ومغاربها، ولا يمكن حضور الجسم في زمان واحد في أمكنة متعددة، فيمكن الجواب عن الأول بوجوه :

الأول:

إن اللّه تعالى قادر على أن يحجبهم عن أبصارنا لضرب من المصلحة كما ورد في أخبار العامة و الخاصة في تفسير قوله تعالى: {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45] . إن اللّه تعالى أخفى شخص النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أعدائه مع أن‌ أولياءه كانوا يرونه، وإنكار أمثال ذلك يفضى إلى إنكار أكثر معجزات الأنبياء و الأوصياء.

الثاني:

إنه يمكن أن يكون حضورهم بجسد مثالي لطيف لا يراه غير المحتضر كحضور ملك الموت و أعوانه، و[ان] الأخبار في سائر الموتى ... أرواحهم تتعلق بأجساد مثالية، فأما الحي من الأئمة عليهم السّلام فلا يبعد تصرف روحه لقوته في جسد مثالي أيضا.

الثالث:

انه يمكن أن يخلق اللّه تعالى لكل منهم مثالا بصورته، وهذه الأمثلة يكلمون الموتى و يبشرونهم عن قبلهم عليهم السّلام كما ورد في بعض الأخبار بلفظ التمثيل.

و الجواب عن الثاني:

إنه إذا قلنا بأن حضورهم في الأجساد المثالية يمكن أن يكون‌ لهم أجساد مثالية كثيرة لما جعل اللّه لهم من القدرة الكاملة التي بها امتازوا عن سائر البشر.

وبالأجوبة السابقة يندفع هذا الايراد أيضا.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.